إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جمال أبو سمهدانة.. الشاهد والشهيد- بقلم/ عادل أبو هاشم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جمال أبو سمهدانة.. الشاهد والشهيد- بقلم/ عادل أبو هاشم

    جمال أبو سمهدانة
    الشاهد والشهيد
    بقلم : عادل ابو هاشم
    مع تواصل مسلسل القتل الإسرائيلي الدموي اليومي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ، والذي كان آخره اغتيال القائد المجاهد جمال أبو سمهدانة "أبو عطايا" الأمين العام لـ"لجان المقاومة الشعبية" في الضفة الغربية وقطاع غزة والمراقب العام لوزارة الداخلية الفلسطينية وثلاثة من المجاهدين
    بصواريخ طائرات الأباتشي في مدينة رفح، واغتيال عشرة مواطنين في اليوم التالي بينهم عائلة مكونة من الأب والأم وأطفالهم الثلاثة في قصف مدفعي بحري على شاطئ غزة، والقتل اليومي لقادة وكوادر الشعب الفلسطيني، والقتل المنهجي والمنظم للمدنيين العزل داخل المنازل وعلى الحواجز، تكون دهشة الفلسطينيين قد إكتملت..!! حيث لم يتبق في جعبة العدو بعد اليوم أي وسيلة إغتيال لكوادرنا وأطفالنا ستثير دهشتـنا وعجبنا وإستغرابنا في المستقبل..!!
    لقد ارتدت عملية اغتيال المجاهد جمال أبو سمهدانة كل مواصفات العملية المخابراتية المعقدة التي قضت مستوىً عاليـًا من التواطئ المحلي معها الذي تمثل في "الحصان الطروادي الفلسطيني" أي العملاء الذين جعلوا من أراضي السلطة الفلسطينية " جبنة سويسرية "مليئة بالثقوب التي اختبأ فيها عدونا والعملاء ..!! في ظل إلتـزام السلطة، بعدم فتح السلطة لملف الخزي والعار المتمثل في هذه الحفنة الضالة من الخونة والجواسيس الذين باعوا أنفسهم وشعبهم للشيطان ، وارتضوا أن يكونوا أداة طيعة في يد العدو ..!!
    لقد كشفت حالات القتل الإسرائيلي المتسارعة لأبناء شعبنا في الأيام الأخيرة عن حقيقة أنه قد جاء الوقت الذي لابد فيه من السلطة الفلسطينية- مؤسسة الرئاسة والحكومة- بالضرب بيد من حديد على كل من ساهم ويساهم في قتل قادتـنا و كوادرنا وأطفالنا ، والإعتراف بأن الهدف من الإلتـزام بوقف إطلاق النار والهدنة هو نهاية شعبنا ..!! أم إننا لا زلنا بحاجة إلى مذبحة أخرى ، ومجزرة جديدة لكي نتحرك في الطريق الصحيح ..؟!
    إن ما يجري على الأرض الفلسطينية أوصلنا إلى حالة من الإرباك ، لهذا لا نفهم ما يجري ، ولا يمكن أن نفهمه رغم إستماتة البعض من أبناء جلدتـنا على التهام ذاكرتـنا المجهدة- أصلا- بالهموم وتعداد شهدائنا المتزايد كل ساعة..!!
    هل يمكن أن نفهم كيف تحول السلام إلى حروب أكثر تعقيداً وأشد ضراوة ؟! وأن السلام يزهق أرواحـًا أكثر من الحرب ..؟!
    إن شواهد تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تقول أن رحلة البحث عن السلام أطول ألف مرة من رحلة البحث عن الحرب ..!! والدم الجاري على أرض فلسطين المحتلة وشبه المحتلة يثبت أن السلام الحالي هو سلام الذئب والحمل ..!!
    وكأن الجميع قد قرر فرض هذا السلام حتى آخر فلسطيني ، والفلسطينيون يكرهون السلام لهذا لابد من إبادتهم ..!!
    وهل نستطيع أن نفهم أن جريمة إغتيال أبو سمهدانة تكاد تلقي بتهمة العمالة علينا جميعـًا رغم شلال الدم الفلسطيني المتدفق منذ عشرات السنين على يد عصابات القتلة ، ورغم هذه المقاومة البطولية لأبناء شعبنا في التصدي لآلة العدوان والهمجية الإسرائيلية ..؟! وإذا كان تراكم الهزائم قد فتح أبواب الخيانة بهذه الصورة الوقحة ، فلماذا الإصرار من قبل البعض على طمس ومضات الإنتصار لأطفال وشباب الإنتفاضة بالتغاضي عن "الخراف السوداء" المتكاثرة كل يوم في اسطبلات الخيانة والعمالة ؟!
    أكثر من خمسين عامـًا ونحن نشرب في نخب الشهداء ..!!
    ثمان وخمسون عامـًا ونحن نقف حداداً وخطابة على الشهداء... وعلى من تبقى منا خاصة وأن العرب قد تعودوا إحترام الموتى..!!
    ثمان وخمسون عامـًا ودولة القتلة تسفك في الدم الفلسطيني الذي أصبح أنهاراً..!!
    والنظام الدولي الجديد يصر إصراراً عجيبـًا على وصف مجرمي الحرب الإسرائيليين بأنهم أطفال يضحون من أجل السلام ..!!
    ثمان وخمسون عامـًا أثبت فيها العرب أن السكون ظاهرة عربية يستحقون عليها براءة الإختراع ..!! وإن حالة ( الموت العربي ) التي نعيشها هي أنسب وسيلة للظهور بمظهر لائق أمام الغرب ..!!
    لقد ظن عدونا الأبدي والأزلي أنه بإغتياله للبطل جمال أبو سمهدانة ستـنتهي حركة المقاومة، ولكن المقاومة التي استطاعت الصمود والثبات على نهج الجهاد والإستشهاد بعد اغتيال كل قائد قد استوعبت- وبإعتراف العدو الإسرائيلي- الضربات القاصمة التي وجهت لها في الماضي ، ستستوعب هذه المرة خسارتـنا الكبيرة بالشهيد أبو سمهدانة، وستستمر في التصدي مع فصائل المقاومة الإسلامية والوطنية ولجان المقاومة الشعبية لحالة الإستسلام التي يجري تعميمها على الأمة ، متمسكة بالثوابت التي حكمت مسار المقاومة منذ بداية القرن الماضي والتي كرس دم الشهيد جمال أبو سمهدانة ومن قبله آلاف الشهداء وجودها على الأرض ليكون شاهداً وشهيداً على عدو كان ولا يزال الإرهاب والإغتيال أحد أعمدة كيانه ، وإن هذا العدو هو مصدر الإرهاب وصانعه منذ نشأته وإلى الآن .
    لقد آن الأوان الذي يجب فيه على الحكومة الإسرائيلية أن تدرك أن إطلاق يد العدوان على الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة الموغلة في الوحشية لن يحقق لها الأمن الذي تتطلع إليه ، وإن على الحكومة الإسرائيلية أن تستوعب الدرس الذي لقنه تلاميذ يحيى عياش في الماضي لجزار مذبحة قانا شيمون بيريز الذي أقر بنفسه عملية إغتيال المهندس يحيى عياش في غزة بإستخدام هاتف نقال مفخخ ، فقد قال تلاميذ يحيى عياش كلمتهم في الإنتخابات الإسرائيلية عام 1996م ، فكانوا أول من وضع بطاقة التصويت في صندوق الإقتراع الإسرائيلي ..!!
    وأن تلاميذ الشهيد جمال أبو سمهدانة سيلقنون هذه المرة حكومة أولمرت الإجرامية الدرس الذي لم يستوعبه رابين ونتـنياهو وباراك من قبل ، وهو أن الدم الفلسطيني لن يذهب هباءً ، وأن الدم اليهودي لم يكن في أي يوم- ولن يكون- أغلى من الدم الفلسطيني.
    جمال عطايا أبو سمهدانة..
    هذا الأسطورة الذي أرعب العدو الصهيوني على مدى سنوات طويلة.
    ابن عائلة أبو سمهدانة.. هذه العائلة المناضلة التي قدمت الشهداء والجرحى والأسرى في الذود عن تراب هذا الوطن الغالي..
    ابن مدينة رفح... مدينة الجهاد ومصنع الثوار ومسقط الشهداء ..!!
    ابن مخيم رفح... مخيم الثوار والشهداء والجرحى والأسرى.. !!
    رفح القسام ولجان المقاومة الشعبية وكتائب الأقصى وسرايا القدس وكتائب أبو علي مصطفى.
    أبو عطايا..
    نجمة أخرى نعلقها على لائحة الشرف لشهداء شعبنا المجاهد الذين إغتالهم عدونا الأبدي والأزلي بالتواطئ مع يد العمالة والخيانة بدءًا من القادة هاني عابد وكمال كحيل ويحيى عياش ومحيي الدين الشريف والأخوين عماد وعادل عوض الله وحسين عبيات وجمال عبد الرازق وثابت ثابت وإبراهيم بني عودة وإياد حردان ومحمد عبد العال ومحمود المدني وصلاح دروزة وجمال منصور وجمال سليم وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي إلى القادة خالد الدحدوح وأبو العبد القوقا ومحمد الدحدوح ومئات الشهداء من قادة وكوادر شعبنا المجاهد.
    جمال عطايا أبو سمهدانة..
    ملحمة الشجاعة وسفر الرجولة والبسالة الذي دوخ العدو الإسرائيلي عقلا وتخطيطـًا وتنفيذًا. قضى حياته مجاهداً صنديداً وقائداً فذاً أغاظ أعداء الله، وقاد لجان المقاومة الشعبية المجاهدة التي كان مجاهدوها دائماً في الصفوف الأولى مع إخوانهم في باقي الفصائل ، وقد كان يدعم مع قادة الفصائل الأخرى العمل الجهادي المشترك بكل قوة.. عاش متمسكاً بحقوق شعبه رافضاً التفريط أو التنازل وقضى على ذلك دون أن يفرط.
    أبو عطايا ..
    مضيت متخذا طريق الشهادة سبيلا .. رافضا أي ذل يصيب أرضك المقدسة وشعبك الأبي.
    لقد طلبت الإستشهاد بنفسك .. وعملت له .. وسعيت إليه .. ذلك لأنك آمنت بأن الشهادة هي أقصر الطرق إلى فلسطين ..!!
    حق الإنتفاضة علينا ألا نبكيك .. وحقك علينا أن نغبطك شرف الإستشهاد لهذا لن نرثيك ..!!
    فالإنسان يرثي الأموات ، ونحن ليس لدينا أموات بل شهيداً قتل في سبيل الله .
    جمال أبو سمهدانة..
    أيها الشاهد والشهيد ..
    لقد كان يوم استشهادك هو يوم عرسك وزفافك إلى الحور العين في جنات النعيم إن شاء الله .
    لقد كنت يا جمال شعلة مضيئة في زمن الظلام ، فرسمت لشعبك الطريق ، وأثبت بدمك الطاهر أن الشعب الذي يزرع أرضه بالتضحية لابد وأن يحصد النصر.
    لقد عرفت يا جمال مبكرا أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة واحدة وهي لغة الرصاص فخاطبته باللغة التي يفهمها ، وبالأسلوب نفسه الذي ابتدعه وأدخله الى المنطقة ، وأثبت للكيان الاسرائيلي أن هذا الأسلوب ليس حكرا عليه فقط .
    إن الشهادة حق لا يناله إلا الأبرار ، فهنيئـًا لك الشهادة ووسامها ، ونم قرير العين ، فإن رحلت عنا فسينبت فينا ألف جمال أبو سمهدانة نجوم في سماء الوطن وعنوان الأمل القادم ، ولتظل ذكراك أغنية فلسطينية متجددة على لسان الأطفال والأمهات ، يزرعنها في الأبناء جيلا بعد جيل حتى تحين ساعة النصر باذن الله .
    وسيظل عهد تلاميذك ورفاقك من المجاهدين نفس العهد الذي قطعوه معك .. وعلى دربك .. درب الصادقين والمجاهدين .. من أجل فلسطين .

    الرابط:
    http://www.majdnews.com/site2/module...p?storyid=3003

  • #2
    رد : جمال أبو سمهدانة.. الشاهد والشهيد- بقلم/ عادل أبو هاشم

    رحم الله الشهيد البطل جمال ابو سمهدانة
    واسكنه فسيح جناته
    نال ما تمنى

    مشكورة اختي مرح

    تعليق


    • #3
      رد : جمال أبو سمهدانة.. الشاهد والشهيد- بقلم/ عادل أبو هاشم

      بار ك الله فيك اخت مرح

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X