إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية




    الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية



    ما قولك له إن وقفت بين يديه جل جلاله عارياً من كل منصب ومن كل مال ومن كل جاه و وجاهه ومن كل قوة؟, ماذا سيكون جوابك أيها المسكين! بين يدي الملك الحق تبارك وتعالى رب العالمين, "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ"الزلزلة:7-8,في الخلوة يبدأ ب...إنتهاك الحرمة, آه وإنتهاك حرمة الملك ذنب عظيم, لا يستشعر خطره إلا من يعرف عظمة ربه وإلا من إمتلئ قلبه بجلال ربه, أنا أتحدى أن يتجرأ واحد مثلي أو واحد منا على أن يدخل بيت رئيس جمهورية أو بيت أمير من الأمراء أو بيت ملك من الملوك, ثم يفكر مجرد تفكير أن ينتهك حرمة هذا الرئيس أو الأمير أو الملك, أتحدى أن يفكر بذلك, كيف تنتهك حرمة الملك عن قصد وعمد وإصرار كيف؟, كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري من حديث نعمان بن بشير أنه صلى الله عليه وسلم قال: "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام, كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه -إسمع- ألا وإن لكل ملك حمى وحمى الله محارمه", يا من تحوك كل ساعة حول الحمى وتقع كل ساعة في محارم الملك ترتكب الحرام كل يوم بل وأحياناً كل ساعة "ألا وإن لكل ملك حمى وحمى الله محارمه, ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب", فيبدأ الإنسان بإنتهاك حرمات الملك في الخلوة في مكتبه ,في حجرته, في شقته, في سيارته, عبر الشيطان المحمول الذي يوظف الآن في أيدي الكثيرين توظيفاً بشعاًَ في المعصية من الرجال والنساء, ينتهك الحرمة في الخلوة, إسمع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه إبن ماجه والبيهقي من حديث ثوبان رضي الله عنه, قال صلى الله عليه وسلم: "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء" يا الله! يأتون هؤلاء بحسنات كأمثال جبال تهامة, وجبال تهامة تتسم باللون الأبيض "بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء" -إسمع- قال عليه الصلاة والسلام: "فيجعلها الله هباءً منثورا" ,سلم يارب سلم, تحبط هذه الحسنات وتضيع, توحيدي يضيع!, صلاتي تضيع!, صيامي وزكاتي وحجتي وعمرتي ونفقتي وقيامي بالليل وذكري وإستغفاري وإحساني وبري كل هذا يضيع! جبال حسنات تضيع تصبح هباءً منثورا لماذا, إسمع ماذا قال النبي الكريم:"لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثورا" أكيد هؤلاء ليسوا من الأمة يا رسول الله, لا يمكن أن يكون هؤلاء من الأمة... لا إنهم من الأمة بل ومن خواص الأمة كيف؟ قال صلى الله عليه وسلم:"أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون" -هؤلاء يصلون في الليل, ويقيمون الليل إنهم من الخواص, إذن ما الذي أضاع هؤلاء وجعل حسناتهم هباءً منثورا؟ إسمع ماذا قال الصادق, قال:"ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله إنتهكوها", اللهم إسترنا ولا تفضحنا يا رب, المنتهك محارم الله مستخف بالملك, -إنتبه إلى هذا حتى تعرف خطر الذنب من أين أتى-لماذا هذا؟ لماذا هذه العقوبة البشعة؟ لأن المنتهك محارم الله مستخف بقدر الملك, ضربت لك مثالاً وقلنا لك أنا وأنت لا نستطيع أن نفكر في إنتهاك حرمة رئيس جمهورية أو أمير من الأمراء أو ملك من الملوك في قصره أو في مكتبه, لا نجرأ لا يخطر في فكرك أصلاً, فالمنهك لحرمة الملك وهو يعلم مستخف بقدر الملك وبجلال الملك وبعظمة الملك سبحانه وتعالى, وفرق بين المستخف وبين المذنب الضعيف مثلي الذي يزل في الذنب لبشريته دون إستخفاف منه بقدر ربه, قد أزل وقد تزل ولكن فرق بين زلة هذا وزلة ذاك, "قوم إذا خلوا بمحارم الله إنتهكوها" أسألكم بالله كم تنتهك حرمات الملك في الليل والنهار على ظهر الأرض ولولا حلم الله وستره لخسف بأولئك الذين ينتهكون حرماته ويتعدون حدوده, فلا يآخذه الله بالذنب الذي إنتهك به حرمة الملك في الخلوة, يمهله, فأنت شاهدت فلماً وشاهدت غيره ولك شهر ولك سنة وأنت لا تريد أن ترجع والملك يسترك, هذا أكل الحرام مأخذ الرشوة مرة وعشرة والملك يجبره ويستره فينسى, والآخر يأكل الربا من سنوات والملك يمهله فينسى, والرابع يزني بزوجة جاره أو صاحبه والملك يسترها ويستره فتنسى وينسى, ويتصور أن الذنب هين على الله وأن الله لا يغار وأن الله لا يغضب, فيتمادى المسكين في الذنب, فيفعل الذنب بعد الذنب في الخلوة, ثم بعد ذلك يصل به الأمر من الجرآة على الله عز وجل وقلة الحياء من سيده ومولاه جل جلاله إلى إرتكاب نفس المعاصي والذنوب في الجلوة فلا يستحيي ولا يتورع بعد ذلك أن يجهر بذنبه ومعصيته, فيبرز من الخلوة إلى الجلوة, يا فلان! تعال يا فلان! ثم يقول بأنه قد زنى بفلانه بالأمس, وقد شاهد الفلم الإباحي القذر الفلاني بالأمس, ثم يبدأ يدل الآخرين على الذنب وييسر على الآخرين فعل الذنب, يا الله! إسمع ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق هذا الصنف الخبيث المخذول المهان في الدنيا والآخرة إن لم يتدارك ويتعجل بالتوبة إلى الله, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة "كل أمتي معافىً إلا" يا رب سلم إلا من؟لا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً -أي ذنباً من الذنوب أو معصيةً من المعاصي- يبيت يستره ربه ثم يصبح -فيقول يا فلان إني عملت البارحة كذا وكذا- يهتك ستر الله عليه" , هذا مخذول وأظنكم تعلمون يقيناً أن هذا الصنف قد كثر, الصنف الذي يتباهى بالمعصية, الصنف الذي يردد المعصية والذنب, يعتبر المعصية بطولة ويعتبرها رجولة, هذه بطولة جوفاء ورجولة كذابة, فلا يستحيي بعد ذلك لجرأته -أسمع إلى ما أقول وإنتبه له- لجرأته على الله بسب فساد قلبه بسب الذنب والمعصية, فمن أخطر آثار الذنوب والمعاصي أنها تفسد القلوب وتقطع سير القلب للرب, ياه والله لو تدبرت هذا لفزع قلبك, فأنت تسير إلى الله بالقلب لا بالبدن, قال شيخي إبن القيم رحمه الله: إعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله تعالى بقلبه وهمته لا ببدنه فالتقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح, قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب"الحج:32,وقال تعالى: "لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ "الحج:37, وأشار الحبيب صلى الله عليه وسلم يوماً إلى صدره الشريف وقال: "التقوى ها هنا, ثلاثاً", فالعبد إذا إنقطع قلبه عن ربه أقبلت سحائب البلاء والشرور عليه من كل ناحية, فيصبح كالأعمى الذي يتخبط في حنادس الظلام, والقلب إن أشرق بنور الإيمان أقبلت وفود الخيرات والبركات والرحمات إليه من كل ناحية فينتقل صاحب هذا القلب المشرق بنور الإيمان من طاعة إلى طاعة ومن حسنة إلى حسنة ومن فضل إلى فضل, حتى يسعد بالنظر إلى من تفضل عليه, يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


    التعديل الأخير تم بواسطة أقصى; 6/03/2011, 03:12 PM.

  • #2
    رد : الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

    .::كل أمتي معافىً إلا" يا رب سلم إلا من؟ "إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً -أي ذنباً من الذنوب أو معصيةً من المعاصي- يبيت يستره ربه ثم يصبح -فيقول يا فلان إني عملت البارحة كذا وكذا- يهتك ستر الله عليه::.

    تعليق


    • #3
      رد : الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

      المشاركة الأصلية بواسطة المجد الاسلامي مشاهدة المشاركة
      .::كل أمتي معافىً إلا" يا رب سلم إلا من؟ "إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً -أي ذنباً من الذنوب أو معصيةً من المعاصي- يبيت يستره ربه ثم يصبح -فيقول يا فلان إني عملت البارحة كذا وكذا- يهتك ستر الله عليه::.
      بورك مرورك أخي الفاضل جعلك الله ممن يأخدون كتابه باليمين

      حياك الله ودمت في حفظ الله ورعايته . . .

      تعليق


      • #4
        رد : الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

        نسأل الله أن يباعد بيننا وبين المعاصي كما باعد بين السماء والارض

        تعليق


        • #5
          رد : الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

          نحن بحاجـة إلى الإحسان مع الله سبحانه وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة،
          وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.

          قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].

          اللهم ارحمنـا واسترنـا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض
          طرح قيّم

          جزاك الله خـيراً أخي الفاضل

          تعليق


          • #6
            رد : الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

            المعصية سبب لموت القلوب و هوانها عند الله تعالى..
            فكما قيل :
            رأيت الذنوب تميت القلوب.. وقد يورث الذل إدمانها

            نسأل الله أن يطهر قلوبنا من المعاصي ويغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر

            تعليق


            • #7
              رد : الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

              كما أخبر الله أن آثار المعاصي تتجمع على القلب حتى لا يحل حلالا ولا يحرم حراما..

              ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )

              عافانا الله وإياكم والمسلمين الصادقين ...

              تعليق


              • #8
                رد : الذل والخذلان وحبط العمل بسب المعصية

                المشاركة الأصلية بواسطة موعد الإستشهاد مشاهدة المشاركة
                نسأل الله أن يباعد بيننا وبين المعاصي كما باعد بين السماء والارض
                المشاركة الأصلية بواسطة ديما مشاهدة المشاركة
                المعصية سبب لموت القلوب و هوانها عند الله تعالى..
                فكما قيل :
                رأيت الذنوب تميت القلوب.. وقد يورث الذل إدمانها

                نسأل الله أن يطهر قلوبنا من المعاصي ويغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر
                المشاركة الأصلية بواسطة مؤمن مشاهدة المشاركة
                كما أخبر الله أن آثار المعاصي تتجمع على القلب حتى لا يحل حلالا ولا يحرم حراما..

                ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )

                عافانا الله وإياكم والمسلمين الصادقين ...
                المشاركة الأصلية بواسطة مسك الإيمان مشاهدة المشاركة
                نحن بحاجـة إلى الإحسان مع الله سبحانه وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة،
                وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.

                قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].

                اللهم ارحمنـا واسترنـا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض
                طرح قيّم

                جزاك الله خـيراً أخي الفاضل

                بوركتم جميعاً أخواني أخواتي على المرور الكريم

                اسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من المعاصي ويغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر

                اللهم آمين

                دمتم جميعاً في حفظ الله . . .

                تعليق

                جاري التحميل ..