بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي
" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " أخوف ما أخاف على أمتي بعدي الأئمة المضلون ".
إلى الذين يزعمون أنهم سلفيون وأثريون .. وأنهم على نهج النبي ? وسنته .. وهم ليسوا كذلك ..!
إلى الذين يهون عليهم العيش في السهول .. وبين الحفر .. ويستصعبون العيش في الجبال .. والارتقاء إلى القمم العوالي ..!
إلى الذين أصبحت العزة بالنسبة لهم حكايات وقصص تُروى عن الأجداد .. لا يعرفون من طعمها ولونها وواقعها شيء!
وايضا الي هؤلاء المضللين الذين لا يزالون ينظرون إلى هؤلاء الشيوخ على أنهم من علماء الأمة، الحريصين على نصرة الدين .. وعلى أنهم مع الأمة وليس ضدها !
إلى الذين فتنهم منطق هؤلاء الشيوخ وبعض ما قالوا ..!
إلى هؤلاء الذين لا يزالون يشدون الرحال الي هؤلاء الشيوخ ليستمعوا اليهم ظناً منهم أن يجدوا عندهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ..!
إلى كل من يجهل هؤلاء الشيوخ .. ولا يعرفهم !
عندما يرضى العالِم لنفسه أن يكون بوقاً للطواغيت الظالمين .. يبرر ظلمهم وكفرهم ويزينه في أعين الناس .. ويصبغ عليهم وعلى نظامهم الشرعية بعبارات الإطراء والولاء والفداء .. ويمنع من جهادهم والإنكار عليهم .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا .. ويكون مثله في ذلك مثل سحرة فرعون قبل أن يقولوا ? آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ?.
عندما يرضى لنفسه أن يعمل كشاهد زورٍ .. فكل ما يصدر عن الطاغوت .. وكل ما يصب في خدمته وخدمة نظامه وأمنه .. فهو زين وحق .. وكل ما خالف هوى الطاغوت .. وخالف سياسته ونظامه .. وكان فيه خطر عليه وعلى نظامه وأمنه .. فهو شين وباطل .. عندما يكون العالم كذلك .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا ..
عندما يسخِّر العالِم علمه وما يحفظ من نصوص شرعية لإحقاق باطل أو إبطال حق قربة للطواغيت الظالمين .. طمعاً بالفتات الذي بين أيديهم .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا
عندما يرضى العالِم لنفسه أن يكون الأداة التي يؤدب بها الطاغوت مخالفيه ومعترضيه .. أو أن يكون عبارة عن كاسحة ألغام تزيل كل عقبة تعترض الطاغوت وتعترض نظامه .. فإنه حينئذٍ مباشرة يفقد دوره الريادي ـ المناط به ـ في قيادة البلاد والعباد .. ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا ..
عندما يتحول العالم إلى عقبة كأداء تمنع الشعوب من التغيير إلى الأفضل .. ومن العمل والانطلاق من أجل حياة أفضل .. لتحيل بينهم وبين أن يستأنفوا حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوة .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا ..
عندما ينظر الداعية إلى مصالح الأمة من خلال مصلحته ومصلحة طائفته أو حزبه؛ فإن سلم هو وحزبه من الشر والأذى فقد تحققت المصلحة عنده وإن كانت الأمة تعيش حالات من القهر والتعذيب والفقر والجوع .. فالأمة هو، وهو الأمة .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا .
عندما يتحول الداعية – ولو بلسان الحال – إلى شخص لا يمكن أن يُسأل عما يفعل، أو يُحاسب أو يعقب عليه في شيء .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا ..
عندما يصبح الداعية بوقاً يدافع عن الطغاة المجرمين، لا هم له سوى كيف يزيـن حالهم وصورتهم في أعين الناس .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا
عندما لا يقبل ولا يطيق أن يرى له مخالفاً أو معارضاً فيما يقول أو يفعل، وفي حال وجد له المخالف أو المعارض فهو لا يتورع أن ينتهك حرماته، أو ينزل به وبساحته – زوراً وبهتاناً - كل نقيصة ومشينة .. فإنه مباشرة يفقد دوره الريادي القيادي المناط به، ليصبح من التبع الذين ضلوا وأضلوا ..
فباسم السلف و السلفية روجوا لمذهب يقدس الحاكم ويعطيه العصمة ..
.
سيعرف القارئ حقيقه هؤلاء الدعاة وكيف انه لم يعد يُقلقهم منظر الطواغيت وهي تُعبد من دون الله تعالى، ولم يعد يثير حفيظتهم علو الشرك وانتشاره بكل ضروبه وأنواعه .. فهم ألفوا المنكر حتى استساغوه واستعذبوه، واستساغوا العيش معه ..
اصبحوا للطاغوت عصاته وأداته التي يُسكت بها الناس كلما دار حديث فيما بينهم حول جدية إيمان وإسلام طغاة الحكم الظالمين ..
عندما يأتي المنكر والكفر من جهة الطاغوت .. لا تسمع لهذا الصنف من الشيوخ والدعاة صوتاً ولا همساً .. صم بكم عمي لا يسمعون ولا يُبصرون !
بينما في المقابل ترى لهم ألسنة حِداداً .. لا تعرف الرحمة ولا الشفقة .. وفقهاً لا يعرف التأويل ولا يُقيل العثرات ولا الكبوات .. ضد كل من يقف في وجه الطاغية ويُسمعه كلمة حق ..
فهم على المستضعفين من أهل القبلة المخالفين لهم أشداء فظاظ، يسيئون بهم الظن لأدنى ذنب أو انحراف أو اجتهاد، ويحملون عليهم جميع النصوص التي تراعي الظاهر دون اعتبار القصد والباطن، فيفسقونهم ويجرمونهم …??
بينما تجدهم على طواغيت الكفر والردة ومن والاهم رحماء شفقاء، يجادلون عنهم ويتكلفون –رهبة أو رغبة- التأويل لهم ويوسعونه بما لا يقبله نقل ولا عقل، ويحملون عليهم جميع النصوص التي تراعي اعتبار القصد والباطن…??
كلما ظهرت في الأمة طليعة من المؤمنين تأخذ على نفسها وعاتقها مهمة ومسؤولية القيام بواجب الجهاد في سبيل الله .. وواجب الصدع بالحق .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. والإصلاح .. والتغيير الذي يوجبه عليهم الإسلام .. وترجوه الأمة وتنتظره .. قام في وجهها هذا الفريق من المتلونين ليشككوا بنواياهم .. وجهادهم .. وتضحياتهم .. وطريقتهم .. ويرمونهم بعبارات التجريم والضلال والتكفير .. وما يحملهم على فعل ذلك سوى الذود والجدال عن الطاغوت ونظامه ..
فئه لو سُلطت على أي دينٍ أو أمة من الأمم غير دين الإسلام وأمة الإسلام .. لكانت كفيلة بأن تقضي على هذا الدين وتلك الأمة بأشهر معدودات ..
ولذا فإن من الكذب والدجل في دين الله أن يقال ) لحوم العلماء مسمومة ) ليست مسمومة بإطلاق.. بل بعضها من اللحم الحلال ..
عندما يخون العالم أمته ويسكت عن الكفر والخيانة بل ويبررها للحكام ويوجد الأعذار للحكام للاستمرار في أفعالهم .. فحينئذ نقول ليس هناك حرمة في الاسلام لغادر أو خائن للأمة ..
وإلخيانة والغدر مسقطة تماما لحرمة العرض ، فيجوز وصف العالم الذي يسكت على الظلم والطغيان والكفر بأنه عالم فاسد أو عالم خائن ، كل عالم بحسب فعله الخياني ودرجته ..
فكتمان العلم والسكوت على الباطل أسوأ جريمة.. وقد قال الله تعالى ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) فكيف بمن ظلم الإسلام وحرفه وجعله مطية لأهواء ورغبات الحكام ..
فلحومكم حلال ومباحة لكل من أراد فضحهم وتبيين كذبهم على الله ورسوله.. لأن جنايتهم في حق الأمة وحق الإسلام من أبشع الجرائم ..
والباطل الذي كرسوه بمنظومتهم المتهالكة وهي الأداة والوسيلة الفعالة التي استخدمها الطواغيت لدك كل معالم الإسلام في البلد.. فأخرجوا لنا دينا جديدا مشوها نسبوه زورا وبهتانا لشيخ الاسلام بن تيمية وللإمام أحمد بن حنبل..
فما أسهل إطلاق لقب خائنين على هؤلاء الشيوخ الذين يكرسون كل الظلم والفجور والكفر الذي استبيحت الأمة به بل ويجعلون لهذا الفجور غطاء شرعيا يزعمون بعدها أنه عين ما يرضي الله ..
والشيخ محمد بن عبدالوهاب حكم على امثال هؤلاء بأن أقل أحوالهم الفسق فقال :
(… إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب الطاعة من دون الله كلهم كفار مرتدون عن الإسلام، كيف لا وهم يحلّون ما حرّم الله، ويحرّمون ما أحلّ الله، ويسعون في الأرض فساداً بقولهم وفعلهم وتأييدهم، ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفّرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً لا ينقلهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم …) ( محمد بن عبدالوهاب، الرسائل الشخصية، 188 )
فإذا لم يبين لنا العالم الحق ، وجعل كل شيء مرتبط بالحاكم وجعل مدار حياتنا على رضا الحاكم وعدم رضاه ، فهذا ليس بعالم بل موظف حكومي ليس له حرمة ولا كرامة ..
فالعالم له خصائص وصفات أهمها وأعلاها وأجلها أن يدور ـ ظاهراً وباطناً ـ مع التوحيد حيث دار .. يشهد بالتوحيد .. ويدعو إلى التوحيد .. ويأمر بالتوحيد .. ويعلم التوحيد .. !
ومتى خرج عن ذلك الوصف ـ بقليل أو كثير ـ خرج من دائرة العلماء .. ومن وصف العلماء، والدليل على ذلك قوله تعالى شَهِدَ اللهُ أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيزُ الحكيم (.
اما هؤلاء فانهم يجعلون الحديث عن التوحيد حق الله تعالى على العباد، والذي يتضمن الكفر بالطاغوت، بأنه فتنة ينبغي اجتنابها، وعدم تعريض شباب الصحوة لها.. ولا أدري أي صحوة وأي شباب يريدون من دون التوحيد الذي يكسب الأمة المنعة والقوة ضد كل ما يتهددها من خطوب وأخطار ؟!
لذا لا غرابة لو رأيت أكثر شباب الصحوة هؤلاء يعبدون الله على حرف، فإذا أصابتهم مصيبة في الله انقلبوا على أعقابهم، خسروا الدنيا والآخرة ..!
وبعضاً منهم ـ رغبة أو رهبة ـ تراه يعتكف العمر على تدريس الناس الفقه والرقائق، وأن الله غفور رحيم، مع علمه أن أكثر من يدرسهم واقعون ـ ولو بوجه من الوجوه ـ بالشرك وبعبادة الطاغوت من دون الله..!
فليس من منهاج الأنبياء في الدعوة إلى الله الانشغال بالفروع وتشعب المسائل قبل بيان أصل الأصول الذي لا يصح عمل ولا يقوم بناء صحيح من دونه، ألا وهو التوحيد حق الله على العباد ..
وهذا المستفاد من توجيه النبي ? لمعاذ عندما أرسله إلى اليمن وأمره بأن يدعو الناس أولاً إلى التوحيد وعبادة الله قبل أن يدعوهم إلى أي ركن آخر من أركان هذا الدين ..
وبعضاً منهم يتكلم عن العقيدة والتوحيد، ولكن بطريقة منقوصة وملتوية، تخدم الطواغيت وتبرر لهم كثيراً من الكفر ..
يقول سيد رحمه الله في الظلال(2/1034):
" بينما الطيبون السذج من المسلمين يروحون يشتغلون في سذاجة بلهاء ـ من تأخذه الحمية للدين منهم وللأخلاق ـ بالتنبيه إلى مخالفات صغيرة، ومنكرات صغيرة، ويحسبون أنهم أدوا واجبهم كاملاً بهذه الصيحات الخافتة، بينما الدين كله يُسحق سحقاً ويُدمَّر من أساسه، وبينما سلطان الله يغتصبه المغتصبون، وبينما الطاغوت الذي أُمروا أن يكفروا به هو الذي يحكم حياة الناس جملة وتفصيلاً ". انتهى
كيفما التفت أو اتجهت تجدهم يرجون لثقافة عبادة الطاغوت .. تجدهم يزينون باطله وكفره وظلمه وفسوقه .. وتقبيح وتجريم كل ما يُخالفه أو يُعارضه وإن كان حقاً صريحاً لا مِرية فيه ..
وظفوا علمهم فيما يصب في خدمة الطواغيت .. وليس في خدمة التوحيد والملة .. نصروا طواغيت الحكم وخذلوا الموحدين .. تدور فتاويهم مع الطاغوت حيث دار، وحيث أراد .. كذبوا أمتهم وما صدقوها النصح .. انشغلوا في كل مسألة وفصلوا فيها أحسن تفصيل .. إلا ما له مساس في حياة الشعوب وواقعهم فلم يبينوه ..
لا إله إلا الله لا تقبل عندهم إلا إذا كانت لا تعارض مصالح طواغيت الحكم .. أما إذا جاءت لا إله إلا الله مغايرة لمصالح وسياسات الطواغيت رُدت بزعم عدم الوقوع في الفتنة .. هذا الذي يقوله الناس عنكم .. هذا الذي يتناولونه في مجالسهم العامة والخاصة ..
يبثون في الأمة فقه .. فقه الركوع والطاعة والولاء للطواغيت .. كأمر واقع لا فكاك منه ولا مناص .. وأن مجرد التفكير بالخلاص منهم ومن أنظمتهم الفاسدة العميلة الكافرة .. هو فتنة .. وهو من أخلاق وصنائع الخوارج .. يجب الابتعاد عنه ..
ملوا آذاننا في تمجيد الطواغيت الظالمين .. والجدال عنهم .. وعن أنظمتهم الفاسدة العميلة .. وكأنهم لا مهمة لهم سوى فعل ذلك .. ولم يتلقوا العلم إلا من أجل ذلك ..
تُصاب الأمة بألف مُصاب ومصاب .. وتُذبح من الوريد إلى الوريد .. وتُنتهك حرمات الله جهاراً نهاراً .. ومع ذلك لا تكاد تسمع لدعاة الضلالة هؤلاء صوتاً ولا همساً .. ولا يتحرك لهم عِرق غضب .. فمات فيهم الغضب لله .. وكأن ما يجري للأمة لا يعنيهم ولا يخصهم ..
بينما لو مُس عرش الطاغوت ونظامه بنوع أذى أو ضرر .. انبروا ـ بكل حماس وقوة ـ ليظهروا لنا مهاراتهم الخارقة في النفاق والتضليل والتلفيق .. والخطابة والوعظ والإرشاد .. ليضلوا العباد .. وليذودوا ويُناضلوا عن الطاغوت وعرشه ..
أسرع غضبهم ونفيرهم .. وما أكثر ندواتهم .. إذا ما انتهكت حرمات الطاغوت .. أو مُست بنوع أذى .. بينما عندما تُنتهك حرمات الله .. وحرمات عباده ـ وما أكثر ما تُنتهك ـ لا تجد لهم حراكاً ولا همساً .. وكأنهم في عداد الأموات لا الأحياء ..? قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ?المنافقون:4.
هؤلاء الشيوخ يخدرون الشعوب .. وهم أفيون الشعوب .. كلما بزغت في الأمة بازغة خير وأمل .. وصحوة جهاد .. نهضوا واستنهضوا لوأدها ومحاربتها .. وملاحقتها .. وتنفير الناس عنها .. ونبذها بفنون من ألقاب الذم والسوء .. تقرباً للطاغوت عسى أن يمن عليهم بنوع عطاء .. أو يسمح لهم بدخول بلاطه .. ويجعلهم من المقربين!
فهم كلما بزغت بازغة خير وجهاد .. قالوا للناس: هذه فتنة .. نحن لا نحتاج إلى هذا .. بلادنا بخير .. وحكامنا بخير .. ولا ندري أي خير يعنون ويقصدون!!
خانوا العهد والأمانة الملقاة على عاتق الدعاة والعلماء؛ أمانة البيان والصدع بالحق .. طمعاً بالفُتات الذي يُرمى لهم على العتبات .. فباءوا بوزرين: وزر الصدع بالباطل والجدال عنه .. ووزر كتمان الحق وخذلانه ..
في النموذج النصراني حين تآمر الحاكم الظالم مع البابا على توظيف الدين لخدمة الظلم والطغيان.. ثارت الأمة الأوربية بالثورة الفرنسية على الدين كله فنسفت الدين واحتمت بالعلمانية.. وإذا تركتم هؤلاء العلماء يعبثون بدين الله كما يشاؤون فإن العواقب والله وخيمة.. صحيح أن دين الله محمي ولكن لابد للحق من رجال تقوم به ..
كم يدهشني عندما ألحظ داعية أو شيخاً يتكلم عبر قناة من القنوات الفضائية ـ وما أكثر من يفعل فعله ـ عن الصلاة .. أو عن الصوم .. أو عن حق الجار على جاره .. أو غير ذلك من الرقائق .. ثم هو فجأة ومن دون مقدمات أو تمهيد تراه يتهجم على التكفير والتكفيريين .. والجهاد والجهاديين .. والإرهاب والإرهابيين .. ومن دون وعي لما يقول .. أو تمييز بين التكفير المشروع وبين الغلو في التكفير .. مما يُشعرنا أن الشيخ موجَّه .. ومطلوب منه أن يؤدي هذه الرسالة وهذا الدور .. ولو بهذه الطريقة الممجوجة المخجلة ..
ضريبة كل ظهور عبر كثير من القنوات الفضائية .. أن يتهجم الداعية على التكفير والتكفيريين .. فإن لم يفعل فلا حظ له في الظهور .. هذا أمر بات معلوماً للجميع!
لكن بئس الظهور؛ الظهور الذي يكون على حساب الدين وسلامة عقيدة الناس ..
هؤلاء الشيوخ يمثلون ( الغطاء الشرعي ) لكل ما يفعله الحاكم من خيانات للأمة .. فالحاكم لن يجرؤ على الخيانة لو وجد من يكشفه ويعري زيفه .. أو يسقط شرعيته لدى عامة الناس ..
إذاً هو ثنائي مشترك في الجريمة .. لايجوز محاكمة الحاكم ومحاسبته بدون أن نحاسب من سهل له المهمة ومن أعطاه الصكوك الشرعية بأن ما يفعله هذا الحاكم مما يرضي الله وأنه سيدخل بسببه الجنة ونحن بقية الأمة سندخل ) النار (إذا وقفنا ورفضنا تلك الخيانة !
رحم الله ابن المبارك القائل:
وهل أفسدَ الدينَ إلا الملوكُ ………. وأحبارُ سُوءٍ ورُهبانُهَا
اجيبوا ـ يا دعاة الضلالة ـ مَن الأولى بالتجريح وأن يُحمل على التوبة والتراجع .. شباب لامست هممهم وآمالهم قمم الجبال الشامخات .. هانت عليهم أرواحهم في سبيل خالقها .. فنهضوا ليعيدوا للدين مجده .. وللأمة الجريحة عزها وكرامتها ..
أم طواغيت الكفر والظلم والعمالة .. الذين ساموا ـ منذ أكثر من خمسين عاماً ـ البلاد والعباد الكفر والذل، والظلم، والفساد، والفقر، والجوع .. الذين لا يهمهم من شؤون الحكم والملك سوى سلامة عروشهم وشهواتهم التي لا تشبع .. وامتيازاتهم الخاصة التي لا يجوز أن تتعرض للمساءلة أو المحاسبة .. ولو أدى ذلك إلى هلاك وضياع البلاد والعباد!
أنتم ـ يا دعاة الضلالة ..نصف المشكلة التي تُعاني منها الأمة .. والنصف الآخر يكمن في طواغيت الحكم ذاتهم .. لا بد من الخلاص منكم ومنهم .. لا بد من تعريتكم وفضحكم وتحذير الأمة منكم ومن خبثكم وشركم!
كيف لا نحذركم ولا نخافكم على الأمة وشبابها، والنبي المصطفى ? حذرنا منكم، وخاف علينا وعلى ديننا منكم ومن شركم، فقال ?:" إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي كلُّ منافقٍ عليمِ اللسان ". وقال ?:" أخوف ما أخاف على أمتي بعدي الأئمة المضلون ".
نعوذ بالله منكم .. ونُعيذ شباب هذه الأمة بالله منكم، ومن ضلالكم .. ونفاقكم .. وفتنتكم .. وخداعكم .. ونسأل الله تعالى أن يهديكم .. أو أن يأخذكم ويقصم ظهوركم، ويريح الأمة منكم ومن شركم وفتنتكم .. وما ذلك على الله بعزيز.
و ما اجمل ما قال بن المبارك :
يا جاعل العلم له بازيا ………….. يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ……………. بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنوناً بها بعدما ………. كنت دواء للمجانين
أيـن روايـاتك فيمـا مضى ……… عـن ابن عون وابن سيرين
ودرسـك العـلــم بأثـاره …………. فـي تـرك أبواب السلاطين
زل حمـار العلـم في الطين ……… لـما تبــع الـدين بالدنـيـا
فيا تنابلة السلطان يا من تجتهدون على حمل السواك و تهابون حمل السلاح يا عباد ادرهم و الدينار يا من لبيتم نداء كتب عليكم الصيام و تغاضيتم عن نداء كتب عليكم القتال سيأتي يوم العزة الذي من خلاله سنقدم رقابكم قرابين للنصر و التمكين يا من تعملون على تخذيل الأمة و تأخير النصر زحف الموحدين قادم فها هي فلسطين تشتعل و أسود العراق تزأر و ليوث الرافدين تصول و تجول و أسود الجبال في أفغانستان تدير كافة الثغور.
النصر قادم قادم
تعليق