بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا اختار الشعب الليبي الثورة وتغيير النظام هل ينقصه ثروات ام ان الوطنية راحت منهم
لنرى اراء السياسين في هذا الموضوع
"الاحتجاجات الشعبية لن تصل ليبيا لما لديها من الأرصدة والثروات التي تمكنها من السيطرة على أي اضطرابات أمنية"، هكذا أكد المراقبون والمحللون السياسيون أن ثروات ليبيا كفيلة بألا تجعل الشعب الليبي يثور؛ غير أن الليبيين أنفسهم كان لهم رأي آخر!.لماذا اختار الشعب الليبي الثورة وتغيير النظام هل ينقصه ثروات ام ان الوطنية راحت منهم
لنرى اراء السياسين في هذا الموضوع
ولكن خلافا لما كان المراقبون والمحللون السياسيون يؤكدونه، أكدت الأخبار المتسربة من خلف الستار الحديدي (الليبي) أن الاضطرابات الأمنية تتفاقم الآن في ليبيا، وإن مدينة بنغازي سقطت، أو هي في طريقها للسقوط في أيدي الثوار، وكذلك بعض مدن الجزء الشرقي من ليبيا، لتكشف الستار عن أسباب أخرى كانت تحت الرماد دفعت ليبيين لاختيار الثورة رغم الثروة؛ أبرزها "عدم العدالة في توزيع الثروات"، وحالة "التخلف الذي ترسف فيه ليبيا رغم ثرائها بالنفط"، فضلا عن "القمع الأمني" و"الكرامة والوطنية الليبية المفتقدة".
ولا تعد هذه الأسباب في نظر المعارضين جديدة، فقد نشر أحد المحتجين الليبين على موقع تبادل مقاطع الفيديو "يويتوب" مقطعا تحت عنوان "من أسباب ثورة ليبيا"، بتاريخ 17 -2-2011"، يكشف فيه ليبيون عن أسباب عدم رضاهم عن النظام الليبي ويشكون من عدة مشكلات، لكن الغريب أن هذا المقطع كان مقتطفا من "برنامج «من ضفاف المتوسط» الذي بث على قناة المتوسط الليبية في شهر رمضان الماضي"!.
وبينما يختتم المقطع بليبي يوجه رسالة في اتصال هاتفي بالبرنامج يقول فيها بغضب : "أرجو تبلغ المسئولين بليبيا.. قل لهم والله احنا ما مسامحينكم".. وذلك بعد اتصالات هاتفية من آخرين شارحين أسبابا لغضبهم من النظام.
الغريب أن البرنامج كان من المفترض أنه للفتاوى، غير أنه تحول إلى منبر لانتقاد النظام الليبي، ليكشف عن سبب آخر لم يذكره المتحدثون، وهو غياب المعارضة الحقيقية وانسداد قنوات التواصل؛ إلى الحد الذي دفع أحد المعارضين الليبيين الموجودين في الخارج إلى وصف النظام الليبي بأنه "لن تصل دولة بوليسية في العالم إلى مستوى قمع النظام الليبي لمعارضيه، حيث تمتد أذرعة قمعه إلى الخارج لتلاحق كل من يختلفون معه، ورغم كل ذلك ها هو يفشل حتى الآن في أن يحاصر الثورة".
"الوطنية راحت منا"
وكشفت تعليقات الليبيين عبر الاتصالات الهاتفية عن أسباب أخرى لثورتهم، أبرزها ما قاله أحد الليبيين بمرارة: "للي بيصير في ليبيا مش بيريحنا، مش بيريح أي مواطن ليبي، مفيش أي مواطن ليبي متريح، ما فيه معيشة ولا فيه تعيين، فيه تزوير.. حتى الوطنية راحت منا.. الوطنية راحت منا".
هذه الأسباب القديمة ذاتها يكررها شباب ليبيون غاضبون على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فبلهجة حادة يقول "Tom Ali": "القذافي على مدى أربعين عاما يقتل في أي ليبي يقول كلمة حق، والفساد يالي ينهبوا في ثروة ليبية ولا واحد يحاسبه بل هوا من نصبهم من حركة اللجان الثورية لقمع حريات الليبيين ونهب خيرات البلاد".
ورغم حالة الثراء النسبي للشعب الليبي مقارنة بشعوبة عربية أخرى، فإن محللين يرون أنه في الوقت نفسه توجد حالات تفاوت كبير في توزيع الثروة، وهو ما يدفع ليبيين للثورة تحت شعورهم بعدم العدالة في توزيع الثروات وأن خيرات بلادهم يتم نهبها دون أن يحصلوا منها إلا على الفتات.
كما أن ليبيين يعربون على غضبهم على "فيس بوك" من أن "بلادهم رغم أنها تأتي في مقدمة البلاد العربية الغنية بالنفط، فإنها تأتي في مؤخرة البلاد العربية تقدما وتطورا"، بل إنها "تبدو مثل دول العالم الثالث الفقيرة، بل والفقيرة جداً".
وكتب أحدهم مستشهدا بكلام نقله عمن قال إنه دبلوماسي عربي زار ليبيا: "كل ما فيها لا يدل على أنها دولة نفطية، على غرار المملكة ودول الخليج، فالتنمية، حتى (القشرية) منها، لا وجود لها إطلاقاً، والبنى التحتية للمدن، بما فيها العاصمة طرابلس، في غاية السوء والتخلف".
ويضيف: "إن ضخامة المشاكل الاقتصادية، ومصادرة الحريات، وفشل التنمية هناك، أكبر من أن تحتمل، والنتيجة: دولة متخلفة، وشعب فقير، تفرّقت نخبه المتعلمة والمتخصصة في كل بلاد العالم تبحث عن لقمة عيش، وتنتظر أن ينتهي (عبث) العقيد ببلدهم ليعودوا إلى وطنهم، وكما تقول كل المؤشرات القادمة من هناك حتى الساعة، فإن العودة (المنتظرة) أصبحت قاب قوسين أو أدنى على ما يبدو".
تعليق