إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فصل في الحديث عن معاهدات مصر واتفاقياتها الدولية وموقف الإخوان منها ...!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فصل في الحديث عن معاهدات مصر واتفاقياتها الدولية وموقف الإخوان منها ...!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بعد انتصار إرادة الشباب المصري وتحطيم ثورته لنظامه الاستبدادي ، وطرد الطاغية الذي كظم على قلوب المصريين لأكثر من ثلاثين سنة من سدة الحكم ، وبدء العمل في إقامة دولة مدنية تحترم فيها الحريات والمبادئ العامة وتفعل فيها الحريات ، بدأت تظهر على السطح قضية المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر مع عدة أطراف خارجية ومنها " إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وغيرهم " والموقف من هذه المعاهدات وخصوصاً معاهدة السلام الإسرائيلية " كامب ديفيد " ، وأكثر المواقف التي كان يترقبها الجميع من هذه المعاهدة هو موقف جماعة الإخوان ، والتي تعتبر كبرى الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي ومصر وكبرى الحركات السياسية أيضاً ، ولكون إحتماليات فوز الجماعة ووصولها لسدة الحكم والبرلمان في حالة اجراء أي انتخابات نزيهة هي إحتماليات عالية جداً .
    وقد صرح الناطق باسم الجماعة سعيد الكتاتني بأن الإخوان يحترمون هذه المعاهدات ومن ضمنها معاهدة السلام الإسرائيلية وصرح العريان قبل ذلك بأن الإخوان سيتعاملون بواقعية مع مثل هذه المعاهدات إلا أن كل طرف استدرك حديثه قائلاً بأن حل المعاهدة أو البقاء عليها يرجع لأمر الشعب فهو من يقرر ، وقد انقسم الناس حول هذه التصريحات لمؤيد ومعارض .
    فالمعارض له عدة تحفظات منها :
    1- أن الإخوان كانوا يصرحون بأن هذه المعاهدات باطلة ويجب الغائها قبل سقوط النظام ، وبعد السقوط قالوا بأننا سنتعامل بواقعية !
    2- إن أي تعامل مع هذه الاتفاقيات بالإيجاب أو التصريح باحترامها يعني الاعتراف الضمني بدولة إسرائيل وهذا أمر يتعارض مع أدبيات الجماعة .
    3- أن الموافقة على هذه المعاهدات والتي من ضمن بنودها ما يتعارض مع سيادة مصر فيها مساس بكرامة مصر .
    4- أن الجماعة ليس لها موقف ثابت من هذه القضية وهي تغير مواقفها وفق الواقع الموجود وهذه براغماتية مطاطة لا تدلل على وجود مبادئ تحترمها الجماعة .


    ولكن لو رجعنا لسياق الأمور الصحيح وانطلقنا من فهم الواقع ومجرياته ، وتمعنا في موقف الإخوان جيداً فسنرى بأن موقف الجماعة هو كالتالي :
    1- بأن الجماعة كجماعة لا تعترف بوجود الكيان الإسرائيلي ولا تعترف بشرعيته وترى بوجوب حل معاهدات السلام المصرية ، ولكنها كجماعة في سدة الحكم فإنها ملزمة باحترام الاتفاقيات الدولية لكون الدستور المصري ينص على ذلك وفي هذا يقول جميل بكر المتحدث باسم اخوان الأردن " ليس المطلوب منا الإعلان عن ذلك الآن، والمعاهدة بطبيعة الحال هي مرفوضة... وهذه قضية ترتبط بأبعاد إقليمية وبالمنطق السياسي القائم "

    2- بأن الجماعة عند حديثها حتى عن هذه المعاهدات ، فإنها تستدرك حديثها بأن مرد الأمر في النهاية للشعوب وفي ذلك يقول الكتاتني " موضحاً أن إعادة النظر فيها يرجع للشعب والأطراف التى وقعتها، إذا ما رأت أنها تحققالهدف من إبرامها "
    فالجماعة لم تسر في الطريق المستقيم ، بل سلكت طريقاً مغايراً ولكنه في النهاية يوصل للمكان المطلوب ، وهو رفض الإتفاقية ، فلا فرق بين موقف الإخوان وموقف الشعب المصري والذي يرفض بغالبيته هذه الاتفاقية ويعارضها أشد المعارضة .

    3- إن مصير مصر سيتوقف عند اللحظة التي تنتهي فيها المرحلة الإنتقالية والتي ستستمر من ستة أشهر إلى سنة ، وفي هذه المرحلة من الغباء وضيق الأفق الإقدام على خطوة سترجع مصر خطوات للوراء ومنها فض معاهدة السلام الإسرائيلية مرة واحدة وبدون مقدمات وبدون تحقيق أي نتائج .

    4- نحن لا نريد جعجعة بدون طحين ، بل نريد طحيناً بدون جعجعة ، مصر مرتبطة باتفاقيات تكبلها بشكل كبير جداً ، فإن نظرنا للإتفاقية مع الكيان الإسرائيلي فعلينا أن ننظر للإتفاقية الاقتصادية مع أمريكا والتي بموجبها تتعهد أمريكا بتوريد القمح لكل الشعب المصري ، وبدون توفير بديل للقمح الأمريكي فإن سيادة مصر ستبقى منقوصة .

    5- وجود المعاهدات لا يعني شيئاً ، وهي في العادة حبر على ورق ، قيل بأن حماس دخلت السلطة بناءً على اتفاقية أسلو ، ولكن هل بقي هناك بند في هذا الاتفاق ؟ وهل احترمت حماس جزءً من هذا الإتفاق ؟ أم أنها نسفته فعلياً وشكلياً ؟ وأيضاً تركيا مكبلة بمعاهدات وصفقات عسكرية مع الكيان الإسرائيلي ، ولكنها تحركت فعلياً وبدأت تبتعد عن الجانب الإسرائيلي في خطوات مدروسة وتنسف كل هذه المعاهدات واحدة واحدة وبدون أن يدين أحد تركيا بأي شيء .

    6- القول بأن احترام هذه المعاهدات فيها اعتراف ضمني بإسرائيل قول منقوص ولا يستند للوقائع ، فحماس احترمت مبادرة السلام العربية والتي من ضمنها هذا البند ، ولكنها لا تعترف بإسرائيل بأي شكل من الأشكال ، عدا عن كون القبول بمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي يقال بأنه اعتراف ضمني ولكنه ليس كذلك ، بل هو حالة واقعية نتعامل معها ، فالأمر يشبه اختطاف مجموعة ارهابية لعدة رهائن فتضطر الدولة لمفاوضة المختطفين ليس اعترافاً بهم وبمطالبهم بل كتعامل مع الواقع الموجود .

    7- إن واجبات أي حركة تصل لسدة الحكم في مصر الآن العمل على 4 محاور :
    المحور الأول : الجانب الداخلي من خلال تفعيل الحريات واعطاء الحرية لكافة الأحزاب بحرية العمل والحركة .
    المحور الثاني : الجانب الاقتصادي من خلال بناء المشروعات الاقتصادية الذاتية والتخلص من التبعية الاقتصادية وتحسين الأجور ورفع المعاشات .
    المحور الثالث : الجانب الإنتاجي من خلال التخلص من أي تبعية خارجية ومن أهمها استيراد القمح الأمريكي ، والعمل على ايجاد بدائل لهذا الطريق ، قد يكون الأمر من خلال استغلال سيناء أو من خلال التعاون مع دول ملاصقة لمصر وتعتبر مداً جغرافياً لها مثل السودان من خلال بناء مشاريع لهذا الغرض .
    المحور الخارجي : ويبدأ أولاً بالغاء صفقة توريد الغاز لأنها غير قانونية وقد قضى القضاء الإداري ببطلان هذه الصفقة ، والعمل على فتح المعابر مع قطاع غزة مثل معبر رفح ، وحل المصالحة الفلسطينية بشكل مشرف ، والعمل على حصر اتفاقية معاهد كامب ديفيد شكلياً " أي أن تكون حبراً على ورق " .

    بعد أن تنجح مصر في هذه المحاور ، حينها يمكننا الحديث عن فض المعاهدات مع الجانب الإسرائيلي والأمريكي ، وبدون ذلك سيكون الإقدام على أي خطوة ضرب من ضروب الغباء " كما أرى " .

    وتمنياتنا لــ " بهية " بمزيد من الإنتصارات ، وسلام لروح شهداء الثورة .

  • #2
    رد : فصل في الحديث عن معاهدات مصر واتفاقياتها الدولية وموقف الإخوان منها ...!

    ..............................

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X