جاءته الخلافة دون أن يسعى لها
وكان كارها لها إذ أوصى له بها سليمان بن عبد الملك
وحين آلت الخلافة إليه لم يسر على نهج سلفه سليمان،
ولم يقبل على الدنيا واتخذ من سيرة جده عمر بن الخطاب مثلاً يحتذي به ويسير على هديه،
فاعتمد على الفقهاء وقربهم،
وجعل للقاضي منزلة ممتازة ومستقلة
وكانت الدولة في رأيه لا تصلح إلا بأركانها الأربعة:
الوالي،
والقاضي،
وصاحب بيت المال،
والخليفة،
وفي هذا يقول: "إن للسلطان أركاناً لا يثبت إلا بها، فالوالي ركن، والقاضي ركن، وصاحب بيت المال ركن، والركن الرابع أنا".
ومن المواقف ما حدّث اللّيث بن سعد:
أنه بلغه أن مسلمة بن عبد الملك لمّا رأى عمر بن عبد العزيز اشتدّ وجعه، وظنّ أنه ميّت،
قال: يا أمير المؤمنين،
إنك قد تركت بنيك عالةً لاشيء لهم، ولابدّ لهم ممّا لابدّ لهم منه،
فلو أوصيت بهم إليّ وإلى ضربائي من قومك فكفوك مؤونتهم.
فقال: أجلسوني؛ فأجلسوه؛
فقال: أمّا ما ذكرت من فاقة ولدي وحاجتهم،
فوالله ما منعتهم حقاً هو لهم، وما كنت لأعطيهم حقّ غيرهم، وأمّا ما ذكرت من استخلافك ونظرائك عليهم لتكفوني مؤونتهم
فإن خليفتي عليهم الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصّالحين؛
ادعهم لي،
قال: فدعوتهم وهم اثنا عشر، فاغرورقت عيناه،
فقال: بأبي فتيةً تركتهم عالةً،
وإنّما هم أحد رجلين: إمّا رجل يتّقي الله ويراقبه فسيرزقه الله؛
وإمّا رجل وقع في غير ذلك فلست أحب أن أكون قوّيته على خلاف أمر الله؛
وقد تركتكم بخير لن تلقوا أحداً من المسلمين ولا أهل الذّمّة إلاّ سيرى لكم حقاً. انصرفوا، عصمكم الله وأحسن الخلافة عليكم.13
وكان كارها لها إذ أوصى له بها سليمان بن عبد الملك
وحين آلت الخلافة إليه لم يسر على نهج سلفه سليمان،
ولم يقبل على الدنيا واتخذ من سيرة جده عمر بن الخطاب مثلاً يحتذي به ويسير على هديه،
فاعتمد على الفقهاء وقربهم،
وجعل للقاضي منزلة ممتازة ومستقلة
وكانت الدولة في رأيه لا تصلح إلا بأركانها الأربعة:
الوالي،
والقاضي،
وصاحب بيت المال،
والخليفة،
وفي هذا يقول: "إن للسلطان أركاناً لا يثبت إلا بها، فالوالي ركن، والقاضي ركن، وصاحب بيت المال ركن، والركن الرابع أنا".
ومن المواقف ما حدّث اللّيث بن سعد:
أنه بلغه أن مسلمة بن عبد الملك لمّا رأى عمر بن عبد العزيز اشتدّ وجعه، وظنّ أنه ميّت،
قال: يا أمير المؤمنين،
إنك قد تركت بنيك عالةً لاشيء لهم، ولابدّ لهم ممّا لابدّ لهم منه،
فلو أوصيت بهم إليّ وإلى ضربائي من قومك فكفوك مؤونتهم.
فقال: أجلسوني؛ فأجلسوه؛
فقال: أمّا ما ذكرت من فاقة ولدي وحاجتهم،
فوالله ما منعتهم حقاً هو لهم، وما كنت لأعطيهم حقّ غيرهم، وأمّا ما ذكرت من استخلافك ونظرائك عليهم لتكفوني مؤونتهم
فإن خليفتي عليهم الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصّالحين؛
ادعهم لي،
قال: فدعوتهم وهم اثنا عشر، فاغرورقت عيناه،
فقال: بأبي فتيةً تركتهم عالةً،
وإنّما هم أحد رجلين: إمّا رجل يتّقي الله ويراقبه فسيرزقه الله؛
وإمّا رجل وقع في غير ذلك فلست أحب أن أكون قوّيته على خلاف أمر الله؛
وقد تركتكم بخير لن تلقوا أحداً من المسلمين ولا أهل الذّمّة إلاّ سيرى لكم حقاً. انصرفوا، عصمكم الله وأحسن الخلافة عليكم.13
تعليق