بسم الله الرحمن الرحيم
خيوط المعادلة السياسية الفلسطينية المعقدة الآن ليست حديثة كما يشعر البعض من الزحم المتتابع في الاحداث على الساحة في الفترة الأخيرة ، و سأعود بالحديث للوراء بغرض التوضيح و الإحاطة بأطراف الموضوع فأرجو احتمال الإطالة ..
يمتد عمر ذلك التعقيد بامتداد ما يسمى بحركة فتح منذ أن نصبت نفسها على مر السنين الماضيات ناطقاً رسمياً و وحيداً باسم الشعب الفلسطيني عبر منظمة التحرير الفلسطينية دون أن تجد من يقف في طريق عبثها إلا من يرصد لها الأخطاء المتكررة و الدائمة من حركات المعارضة أو بعض المنابر و الشخصيات هنا أو هناك ، و هو أمر لم يكن يشكل لقيادات فتح - التي خدعت و ما تزال تخدع كل من آمن بها و التحق بها حباً في النضال و الحقوق الفلسطينية- أي ازعاج طالما تسير في فلك ما يسمى بالشرعية الدولية و تقبل بالتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني مقابل الرضا الأمريكي و الصهيوني عنها ، بل تجد فيه مناسبة للترويج و التنظير للمسلسل التنازلي الذي تمضي فيه و ( تعجن ) دون أن تضع نصب أعينها أي خطة معينة تسعى لها و دون أن تحدد الثوابث و أكبر دليل على ذلك تغيير الميثاق الوطني و تعديل الثوابت فيه!!! .
لم يبد هذا التعقيد في المعادلة الفلسطينية الذي أوقعت فتح الشعب الفلسطيني فيه و قلصت حجم قضيته إلى حجم شخوص قياداتها المنبطحة على الإملاءات الغربية ، إلا عندما تمكنت كبرى حركات المعارضة الفلسطينية ( حماس ) من اللعب على نفس رقعة الملعب السياسي ( الحكومة ) الذي طالما سرحت فيه فتح كيفما شاءت ، و عندها فقط شعرت فتح أن هناك قوة حقيقة تتحرك بدافع ديني و شعبي و سياسي يشعر بالحرقة على ما آلت إليه القضية و الزاوية التي حشرت فيها ، فأدركت أن حماس لن ( تبصم ) على أخطاءها و أن حماس ستسعى مؤيدة بكل المشاعر الصادقة التي انتخبتها لفك تلك العقد التي صنعها قادة فتح على مر العقود الماضية على المستوى السياسي الفلسطيني بعد أن تمت تصفية النضال العسكري و الثوري من قاموس السياسة الفلسطينية الدولية و ظل مصطلحاً يستخدم للاستهلاك الداخلي الشعبي .
أدركت فتح أن حركة حماس بنزاهتها فقط و دون سابق قصد و ترصد منها ستربط كافة قيادات فتح التاريخية و الحالية بتلك الخيوط و ستقضي على ما حرصوا دوماً على تسميته ( بالتاريخ النضالي و الثورة و الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني و تلك الأسطوانة التي اعتدنا سماعها) .
إذن فحركة حماس جاءت لملعب الحكم و قد أحالته حركة فتح لأرض خراب تملؤها الأشواك و الأقذار ، جاءت حماس و حركة فتح تعيش في استراحة طويلة الأمد و قد مدد قادتها أرجلهم و خلعوا كافة ثياب النضال المفصلة لهم و عاشوا متعة الأهل و المال و الرخاء و هم يعتقدون أن يداً لن تطال مناصبهم بعد كافة الوعود الأمريكية و الصهيونية بالدعم اللامحدود لهم ، و الخلافات التي كانت تطفو بين الفينة و الأخرى بين قيادات الحركة لم يكن في يوم ما محورها المبادئ الوطنية و الحقوق الفلسطينية و إنما كانت صراعات على السلطة و الحقوق التجارية و الحظوظ من الأموال المسروقة باسم الشعب الفلسطيني .
فالمراقب لتصرفات حركة فتح منذ اللحظات الأخيرة في حياة الراحل أبو عمار و الصراع على الصلاحيات رغم أن الجميع أبناء البيت الفتحاوي ( كما يقولون ) يدرك مدى تهلهل الحركة و هزالها الذي لا يتناسب مع القوة التي أظهرها الشعب الفلسطيني خلال سنوات الانتفاضة ، خاصة بعد أن اختارت الحركة المناضلة! أبا مازن قائداً لها و قد كان مغضوباً عليه! ثم تلا ذلك المزيد من تنفذ القيادات المعروفة مسبقاً بتعاملها المكشوف مع الصهاينة مثل المدعو دحلان ، دون أن تنتفض قاعدة الحركة ، ثم برزت الخلافات جلية فيها حتى وصلت أقصاها بظهور قائمتين انتخابيتين دون أي تحرك من القيادات النضالية في الحركة أو القاعدة الشعبية للحركة .
في هذه اللحظة جاءت حماس بعد أن أثبتت بمشروعها المقاوم الذي كبر و ترعرع و اكتسب شرعيته بالدماء أنها قادرة على وضع أصول اللعب بلغة يؤمن بها أبناء الأرض ، و ما أثبت مصداقيتها العالية أنها جاءت بالطريق التي تزعم دول الحضارة الغربية أنها أرقى الأساليب التي يتعاملون بها لتداول السلطة سلمياً ..
في نفس تلك اللحظة بدت عورة فتح التاريخية التي طالما حرصت على اخفاءها بشعارات النضال ، و ظهر منذ اللحظات الأولى بعد الانتخابات أن فتح بداية (غير لائقة حضارياً) و بعيدة كل البعد عن الشعارات الحضارية و الديمقراطية التي تتغنى بها ، فقد توالت التعليقات الغاضبة و ( المنحطة ) من الكثير من قيادات الحركة بعد الفوز الكاسح لحركة حماس و ربما اعتبر الكثيرون أن ردات الفعل تلك هي ( حلاوة الروح ) باعتبار أن القيادات الفتحاوية ( المتحضرة ) و ( الديمقراطية ) ستعود لصوابها حين تدرك أنها في ( أول مرة ) منذ نشأتها توضع أمام ( اختبار ) شعبي حقيقي قد فشلت بجدارة تجعلها تتفقد برامجها و مدى تلائمها مع شعاراتها التي طالما رفعتها ..
و كان الظن لدى البعض أيضاً أن تشعر تلك القيادات بالندم حين تدرك أن نبض الشعب ما زال يرفض الاعتراف بالعدو و هي التي قدمت ذاك الاعتراف و تلك التنازلات ببساطة ، إلا أن عكس ذلك تماماً هو ما حصل على مجرى السياسة الفتحاوية الداخلية و الخارجية ( التي شاركت في مباركة الأكذوبة الأردينة الرخيصة ) ، و اختفت الأصوات الفتحاوية العاقلة تماماً و تحولت اللعنات التي نالت الشعب الفلسطيني لاختياره حماس إلى برنامج سياسي فتحاوي لا هم له إلا افشال حكومة حماس ، ما يؤكد أن فتح فعلاً تقترب من لعنة التاريخ لها و للحقبة التي أدارت فيها الصراع على المستوى السياسي.
و الآن نقف أمام ممارسات فتح الموجهة قصداً و عمداً لإفشال حكومة ( الشعب الفلسطيني ) ، من سرقة – لا التلاعب أو الاختلاف - الصلاحيات و السعي لإفساد الأمن و النظام و محاصرة الحكومة و التعاون مع الأعداء من العرب و العدو الأمريكي و الصهيوني ، حيث أن المراقب ليعجب من الليونة و التهذيب اللذين كانت فتح تتحلى بهما في مفاوضتها مع الكيان الصهيوني على مدى عقد مضى من الزمان ، و لو لم تأت انتفاضة الأقصى لما أُطلقت رصاصة فتحاوية ضد المحتل!! و مجازره تحصد أبناء الشعب الفلسطيني ، و من القساوة و الخبث و الدناءة التي تتعامل بها قيادات فتح مع حركة حماس الآن ، و كأن حماس في عرف فتح أشد خطراً من الصهاينة و هو أمر صحيح إذا ما وضعت المصالح الشخصية و المناصب و أرصدة البنوك في الحسبان .
خيرة من تتغنى به فتح من رجالاتها و تحاول أن تُحيي ذكرى الراحل أبو عمار بشخصه هو مروان البرغوثي ، الرأس الذي صاغ وثيقة الأسرى و ( تحايل ) في الترويج لها بكل تفاهة لا تتناسب مع خطورة الوضع الفلسطيني بعد أن غلّب و فضل المصالح الفتحاوية الضيقة على المصلحة الفلسطينية العليا التي تتمثل في حكومة الشعب .
و إن كان البرغوثي سجيناً و يحاول بث الحياة في حركته بأسلوب التفافي رخيص على حكومة الشعب ، فأبو مازن الذي يحمل صفة رئيس السلطة الفلسطينية كان الأولى به أن يكون أكثر حرصأ الاسم الذي يحمله ، فإن كان يرغب حقاً بالعودة للمرجعية الشعبية فالأمر أسهل من طرق باب الاستفتاء و الالتفاف و التحايل ، فالشعب قد قال كلمته و أعطى زمام الأمر لحماس بنسبة سحقت كافة المشاريع الانتخابية الأخرى و أوكلت لحماس تشكيل الحكومة ، فما بالك بوثيقة صاردة عن أسرى سجن واحد!! ، فليدع حماس تصيغ النقاط كيفما شاءت إن كانت العودة للمرجعية الشعبية هي ما يريده ، لكنه ببساطة من يرفض الهزيمة الساحقة يحاول أن يضع برنامج فتح الذي فشل في الانتخابات التشريعية للتصويت مرة أخرى و دعايته الانتخابية هذه المرة هي اسم الأسرى!
هي خيوط المؤامرة التي دُبرت للشعب الفلسطيني قديماً و صارت فتح جزءاً منها بقبولها بأوسلو ، هي نفسها التي تحاول فتح أن تلفها الآن على رقبة حكومة الشعب الفلسطيني بعد أن ينحني و يركع من الجوع و الحصار فلا يستطيع أن يدافع عن خياره الذي اختاره عن قناعة تامة .
إذن فحركة فتح الآن على عتبات لعنة التاريخ العظمى لها و لليوم الذي نشأت فيه إن استمرت في مخططها و هي تعقد الحبل لشنق خيار الشعب الفلسطيني ..
فتح اليوم تتحدى خيار الشعب الفلسطيني و تختار مصالحها الضيقة على مبادئ الشعب الفلسطيني ..
فتح اليوم تدفن الديمقراطية و تتمسح بأصنام الخيانة الوطنية العظمى و لا أصوات واعية نسمعها من شرفاءها ..
فليلعن التاريخ كل من يخون خيار الشعب الفلسطيني و ليتمسك بالحقوق الرجال من قيادات حماس و وزرائها و كافة أفراد حكومتها و من ناصرها فرداً فرداً فهم وحدهم الذين يستحقون أن تسطر أسماءهم بحروف الذهب و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
6/6/2006م
خيوط المعادلة السياسية الفلسطينية المعقدة الآن ليست حديثة كما يشعر البعض من الزحم المتتابع في الاحداث على الساحة في الفترة الأخيرة ، و سأعود بالحديث للوراء بغرض التوضيح و الإحاطة بأطراف الموضوع فأرجو احتمال الإطالة ..
يمتد عمر ذلك التعقيد بامتداد ما يسمى بحركة فتح منذ أن نصبت نفسها على مر السنين الماضيات ناطقاً رسمياً و وحيداً باسم الشعب الفلسطيني عبر منظمة التحرير الفلسطينية دون أن تجد من يقف في طريق عبثها إلا من يرصد لها الأخطاء المتكررة و الدائمة من حركات المعارضة أو بعض المنابر و الشخصيات هنا أو هناك ، و هو أمر لم يكن يشكل لقيادات فتح - التي خدعت و ما تزال تخدع كل من آمن بها و التحق بها حباً في النضال و الحقوق الفلسطينية- أي ازعاج طالما تسير في فلك ما يسمى بالشرعية الدولية و تقبل بالتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني مقابل الرضا الأمريكي و الصهيوني عنها ، بل تجد فيه مناسبة للترويج و التنظير للمسلسل التنازلي الذي تمضي فيه و ( تعجن ) دون أن تضع نصب أعينها أي خطة معينة تسعى لها و دون أن تحدد الثوابث و أكبر دليل على ذلك تغيير الميثاق الوطني و تعديل الثوابت فيه!!! .
لم يبد هذا التعقيد في المعادلة الفلسطينية الذي أوقعت فتح الشعب الفلسطيني فيه و قلصت حجم قضيته إلى حجم شخوص قياداتها المنبطحة على الإملاءات الغربية ، إلا عندما تمكنت كبرى حركات المعارضة الفلسطينية ( حماس ) من اللعب على نفس رقعة الملعب السياسي ( الحكومة ) الذي طالما سرحت فيه فتح كيفما شاءت ، و عندها فقط شعرت فتح أن هناك قوة حقيقة تتحرك بدافع ديني و شعبي و سياسي يشعر بالحرقة على ما آلت إليه القضية و الزاوية التي حشرت فيها ، فأدركت أن حماس لن ( تبصم ) على أخطاءها و أن حماس ستسعى مؤيدة بكل المشاعر الصادقة التي انتخبتها لفك تلك العقد التي صنعها قادة فتح على مر العقود الماضية على المستوى السياسي الفلسطيني بعد أن تمت تصفية النضال العسكري و الثوري من قاموس السياسة الفلسطينية الدولية و ظل مصطلحاً يستخدم للاستهلاك الداخلي الشعبي .
أدركت فتح أن حركة حماس بنزاهتها فقط و دون سابق قصد و ترصد منها ستربط كافة قيادات فتح التاريخية و الحالية بتلك الخيوط و ستقضي على ما حرصوا دوماً على تسميته ( بالتاريخ النضالي و الثورة و الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني و تلك الأسطوانة التي اعتدنا سماعها) .
إذن فحركة حماس جاءت لملعب الحكم و قد أحالته حركة فتح لأرض خراب تملؤها الأشواك و الأقذار ، جاءت حماس و حركة فتح تعيش في استراحة طويلة الأمد و قد مدد قادتها أرجلهم و خلعوا كافة ثياب النضال المفصلة لهم و عاشوا متعة الأهل و المال و الرخاء و هم يعتقدون أن يداً لن تطال مناصبهم بعد كافة الوعود الأمريكية و الصهيونية بالدعم اللامحدود لهم ، و الخلافات التي كانت تطفو بين الفينة و الأخرى بين قيادات الحركة لم يكن في يوم ما محورها المبادئ الوطنية و الحقوق الفلسطينية و إنما كانت صراعات على السلطة و الحقوق التجارية و الحظوظ من الأموال المسروقة باسم الشعب الفلسطيني .
فالمراقب لتصرفات حركة فتح منذ اللحظات الأخيرة في حياة الراحل أبو عمار و الصراع على الصلاحيات رغم أن الجميع أبناء البيت الفتحاوي ( كما يقولون ) يدرك مدى تهلهل الحركة و هزالها الذي لا يتناسب مع القوة التي أظهرها الشعب الفلسطيني خلال سنوات الانتفاضة ، خاصة بعد أن اختارت الحركة المناضلة! أبا مازن قائداً لها و قد كان مغضوباً عليه! ثم تلا ذلك المزيد من تنفذ القيادات المعروفة مسبقاً بتعاملها المكشوف مع الصهاينة مثل المدعو دحلان ، دون أن تنتفض قاعدة الحركة ، ثم برزت الخلافات جلية فيها حتى وصلت أقصاها بظهور قائمتين انتخابيتين دون أي تحرك من القيادات النضالية في الحركة أو القاعدة الشعبية للحركة .
في هذه اللحظة جاءت حماس بعد أن أثبتت بمشروعها المقاوم الذي كبر و ترعرع و اكتسب شرعيته بالدماء أنها قادرة على وضع أصول اللعب بلغة يؤمن بها أبناء الأرض ، و ما أثبت مصداقيتها العالية أنها جاءت بالطريق التي تزعم دول الحضارة الغربية أنها أرقى الأساليب التي يتعاملون بها لتداول السلطة سلمياً ..
في نفس تلك اللحظة بدت عورة فتح التاريخية التي طالما حرصت على اخفاءها بشعارات النضال ، و ظهر منذ اللحظات الأولى بعد الانتخابات أن فتح بداية (غير لائقة حضارياً) و بعيدة كل البعد عن الشعارات الحضارية و الديمقراطية التي تتغنى بها ، فقد توالت التعليقات الغاضبة و ( المنحطة ) من الكثير من قيادات الحركة بعد الفوز الكاسح لحركة حماس و ربما اعتبر الكثيرون أن ردات الفعل تلك هي ( حلاوة الروح ) باعتبار أن القيادات الفتحاوية ( المتحضرة ) و ( الديمقراطية ) ستعود لصوابها حين تدرك أنها في ( أول مرة ) منذ نشأتها توضع أمام ( اختبار ) شعبي حقيقي قد فشلت بجدارة تجعلها تتفقد برامجها و مدى تلائمها مع شعاراتها التي طالما رفعتها ..
و كان الظن لدى البعض أيضاً أن تشعر تلك القيادات بالندم حين تدرك أن نبض الشعب ما زال يرفض الاعتراف بالعدو و هي التي قدمت ذاك الاعتراف و تلك التنازلات ببساطة ، إلا أن عكس ذلك تماماً هو ما حصل على مجرى السياسة الفتحاوية الداخلية و الخارجية ( التي شاركت في مباركة الأكذوبة الأردينة الرخيصة ) ، و اختفت الأصوات الفتحاوية العاقلة تماماً و تحولت اللعنات التي نالت الشعب الفلسطيني لاختياره حماس إلى برنامج سياسي فتحاوي لا هم له إلا افشال حكومة حماس ، ما يؤكد أن فتح فعلاً تقترب من لعنة التاريخ لها و للحقبة التي أدارت فيها الصراع على المستوى السياسي.
و الآن نقف أمام ممارسات فتح الموجهة قصداً و عمداً لإفشال حكومة ( الشعب الفلسطيني ) ، من سرقة – لا التلاعب أو الاختلاف - الصلاحيات و السعي لإفساد الأمن و النظام و محاصرة الحكومة و التعاون مع الأعداء من العرب و العدو الأمريكي و الصهيوني ، حيث أن المراقب ليعجب من الليونة و التهذيب اللذين كانت فتح تتحلى بهما في مفاوضتها مع الكيان الصهيوني على مدى عقد مضى من الزمان ، و لو لم تأت انتفاضة الأقصى لما أُطلقت رصاصة فتحاوية ضد المحتل!! و مجازره تحصد أبناء الشعب الفلسطيني ، و من القساوة و الخبث و الدناءة التي تتعامل بها قيادات فتح مع حركة حماس الآن ، و كأن حماس في عرف فتح أشد خطراً من الصهاينة و هو أمر صحيح إذا ما وضعت المصالح الشخصية و المناصب و أرصدة البنوك في الحسبان .
خيرة من تتغنى به فتح من رجالاتها و تحاول أن تُحيي ذكرى الراحل أبو عمار بشخصه هو مروان البرغوثي ، الرأس الذي صاغ وثيقة الأسرى و ( تحايل ) في الترويج لها بكل تفاهة لا تتناسب مع خطورة الوضع الفلسطيني بعد أن غلّب و فضل المصالح الفتحاوية الضيقة على المصلحة الفلسطينية العليا التي تتمثل في حكومة الشعب .
و إن كان البرغوثي سجيناً و يحاول بث الحياة في حركته بأسلوب التفافي رخيص على حكومة الشعب ، فأبو مازن الذي يحمل صفة رئيس السلطة الفلسطينية كان الأولى به أن يكون أكثر حرصأ الاسم الذي يحمله ، فإن كان يرغب حقاً بالعودة للمرجعية الشعبية فالأمر أسهل من طرق باب الاستفتاء و الالتفاف و التحايل ، فالشعب قد قال كلمته و أعطى زمام الأمر لحماس بنسبة سحقت كافة المشاريع الانتخابية الأخرى و أوكلت لحماس تشكيل الحكومة ، فما بالك بوثيقة صاردة عن أسرى سجن واحد!! ، فليدع حماس تصيغ النقاط كيفما شاءت إن كانت العودة للمرجعية الشعبية هي ما يريده ، لكنه ببساطة من يرفض الهزيمة الساحقة يحاول أن يضع برنامج فتح الذي فشل في الانتخابات التشريعية للتصويت مرة أخرى و دعايته الانتخابية هذه المرة هي اسم الأسرى!
هي خيوط المؤامرة التي دُبرت للشعب الفلسطيني قديماً و صارت فتح جزءاً منها بقبولها بأوسلو ، هي نفسها التي تحاول فتح أن تلفها الآن على رقبة حكومة الشعب الفلسطيني بعد أن ينحني و يركع من الجوع و الحصار فلا يستطيع أن يدافع عن خياره الذي اختاره عن قناعة تامة .
إذن فحركة فتح الآن على عتبات لعنة التاريخ العظمى لها و لليوم الذي نشأت فيه إن استمرت في مخططها و هي تعقد الحبل لشنق خيار الشعب الفلسطيني ..
فتح اليوم تتحدى خيار الشعب الفلسطيني و تختار مصالحها الضيقة على مبادئ الشعب الفلسطيني ..
فتح اليوم تدفن الديمقراطية و تتمسح بأصنام الخيانة الوطنية العظمى و لا أصوات واعية نسمعها من شرفاءها ..
فليلعن التاريخ كل من يخون خيار الشعب الفلسطيني و ليتمسك بالحقوق الرجال من قيادات حماس و وزرائها و كافة أفراد حكومتها و من ناصرها فرداً فرداً فهم وحدهم الذين يستحقون أن تسطر أسماءهم بحروف الذهب و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
6/6/2006م
تعليق