إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللاعبون.. وحكم بدون صفارة!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللاعبون.. وحكم بدون صفارة!!

    يوسف الكويليت

    مارونيون يتحالفون مع الشيعة، وسنيون يوالون الدروز، وتنقلب الطاولات في تحركات مضادة، فالفصيل الذي آخاك تحول للضد، ولا تقتصر المسألة على لعبة الكراسي اللبنانية، وإنما تبدأ بالاتهام ولا تنتهي بالتخوين..

    التحالف الشيعي مع بعض المؤيدين له، يريد تسمية رئيس وزراء سني بحكم أن هذا المنصب في حالة حركة وتغير تبعاً للتصويت، وهذا تداول طبيعي للسلطة وتحقيق للتشريعات المعمول بها، لكن إذا كان ذلك حقاً، فهل يصح للسنة المطالبة بتسريح رئيس مجلس النواب وفق ما يرونه ويناسب سياستهم وتطلعاتهم، وبنفس «الرتم» هل من حق المسيحيين وأتباعهم الانقلاب على سلطة رئيس الجمهورية، واختيار بديل عنه يناسب خططهم وأمزجتهم؟..

    في مثل هذه الحالات كيف يثق أي متعاط أو متعاطف مع لبنان- وهو يرى صراع الأخوة الأضداد- في أن يدخل هذا المعترك الفاشل مسبقاً، فالوضع يشي باستحالة الإصلاح الذي يتفق عليه الفرقاء، وهو يدرك أن اللعبة تدار من وراء الحوائط، بما أن هذا البلد منتزع ومخطوف من جهات إقليمية ودولية..

    المارونيون قبل الحرب الأهلية في السبعينيات، عاشوا هوس القوة والثقافة المتفوقة على بقية الشرائح مستمدين ذلك من تأييد أمريكا، وفرنسا، وإسرائيل لأي خطوة يحكمون بها لبنان أو تقطيعه «كانتونات»؛ كل فريق يحكم عدة قرى وشوارع وممرات يمنع من دخولها الآخر إلا بجواز سفر من سلطة تلك الكيانات، لكن هذه الطليعة النقية، أدركت مدى وهمها بأنها الفئة المختارة، غير مدركين كيف لعبت بعض الفصائل الدور الأصعب عندما أصبح للفلسطينيين مع أمل وفصائل أخرى قوة موازية، ثم توالت الأحداث، للقبول بصيغة متعارف عليها «لا غالب ولا مغلوب»..

    من قلب تلك الحرب ولد حزب الله وتنامى ليكون القوة المنفردة وينافس الجيش وقوات الأمن، لأن من كانوا على هامش التركيبة الطائفية، استطاعوا خلق نفوذ مواز ومترابط استطاع أن يواجه إسرائيل بكفاءة مقاومة منظمة وجسورة..

    من حق أي سلطة عربية تسعى لجمع الفرقاء اللبنانيين أن توفر جهودها بالابتعاد عن مزالق هذا البلد وساسته، الذين يتلاصقون ويتباعدون وفق تقديراتهم ومكاسبهم، فلا قراء الكف والسحرة والحجامين قادرون على خفض «الفولت» العالي للدماء التي تغلي أو الباردة أمام معادلات الفوضى السائدة، وحتى من اخترعوا قواعد الحساب الأربع، الجمع والطرح والضرب والقسمة، وكل علماء الاجتماع والنفس، لا يستطيعون فك ألغاز مجريات السياسة اللبنانية، فكل شيء محير، يدمر بفعل متفق عليه، ويُبنى بنفس الصيغة التوافقية، ولأنه لا توجد موانع تستدعي فرض الحلال من الحرام، فإن الكل يفصل مواقفه معتقداً أنه يلعب على الأخ والجار والصديق، بينما هو مركز اللعبة..

    الاحتمالات تضع لبنان في مهب العواصف، وهذه المرة يأتي الانفجار من الداخل وبأسباب؛ بعضها يقول إنه دفع لها، وآخر يراها من صميم حماية الذات، لكن الاتهام يعلق على مؤامرات دولية، وسيبقى بحر وجبل وسهل لبنان مسرحاً مفتوحاً لكل طارئ جديد..

جاري التحميل ..
X