إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سبيل النجاة من فتنة النساء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سبيل النجاة من فتنة النساء

    الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا ونساء و اتقوا الله الذي تساؤلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما . عباد الله إن فتن الحياة الدنيا كثيرة فمنها فتنة المال و فتنة الفقر و فتنة الغنى و فتنة الأولاد و فتنة الحرب و فتنة الإضطهاد و الإيداء و غير ذلك من أنواع الفتن ، و لكن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء )) ما تركت بعدي فتنة في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : و في الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن ، و يشهد له قول الله تعالى (( زين للناس حب الشهوات من النساء )) فجعلهن من حب الشهوات و بدأ بهن قبل بقية الأنواع قبل الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث و قبل فتنة الأولاد قبل جميع الفتن بدأ الله بهن في الذكر حب الشهوات من النساء و مع أنها ناقصة العقل و الدين فإنها تحمل الرجال على تعاطي ما فيه نقص العقل و الدين كشغلهم عن طلب أمور الدين و حملهم على التهالك على طلب الدنيا و ذلك أشد الفساد . و عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( إن الدنيا حلوة خضرة و إن الله مستخلفكم فيها فينضر كيف تعملون فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء ، اتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) رواه مسلم و في رواية للإمام أحمد رحمه الله تعالى (( إن الدنيا خضرة حلوة فاتقوها و اتقوا النساء )) ثم ذكر نسوة ثلاثة من بني إسرائيل إمرأتين طوليتين تعرفان و إمرأة قصيرة لا تعرف فاتخذت رجلين من خشب من تحت الثياب لتطول ، فاتخذت رجلين من خشب و صاغت خاتما فحشته من أطيب الطيب المسك و جعلت له غلفا فإذا مرت بالملأ أو بالمجلس قالت به ففتحته ففاحت ريحه هكذا تحاليت لتلفت نظر الرجال إليها ، فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء . قال النووي رحمه الله : و معناه تجنبوا الإفتتان بها و بالنساء و تدخل في النساء الزوجات و غيرهن و أكثرهن فتنة الزوجات لدوام فتنتهن و إبتلاء أكثر الناس بهن . و لذلك كان السلف رحمهم الله يحرصون على عدم الإفتتان فقد أرسل بعض الخلفاء إلى الفقهاء بجوائز فقبلوها ، و ردها الفضيل فقالت له امرأته ترد عشرة آلاف و ما عندنا قوت يومنا فقال مثلي و مثلكم كقوم لهم بقرة يحرثون عليها فلما هرمت ذبحوها و كذا أنتم أردتم ذبحي على كبر سني موتوا جوعا قبل أن تذبحوا فضيلا . و من أسباب كون المرأة فتنة و من أسباب عظم الفتنة بها أمر مهم جدا ، تفسير للقضية ذكره النبي صلى الله عليه و سلم في قوله في الحديث الصحيح (( المرأة عورة ، كلها عورة )) لم يستثني وجها و لا كفين أمام الرجال ، المرأة عورة ، (( فإذا خرجت استشرفها الشيطان )) ، فما معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم استشرفها الشيطان ، ياعبد الله يا أيها المسلم فكر الآن في هذه الكلمة استشرفها الشيطان لتعلم من أين أوتينا . قال المبارك فوري رحمه الله تعالى : أي زينها في نظر الرجال و قيل أي نظر إليها ليغويها و يغوي بها ، و الأصل في الإستشراف رفع البصر للنظر إلى الشيء و بسط الكف فوق الحاجب ، هذا هو الإستشراف . و المعنى أن المرأة يستقبح خروجها و ظهورها فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها و يغوي غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة . أو يريد بالشيطان شيطان الإنس من أهل الفسق ، سماه به على التشبيه ، إذا اذا الشيطان يرفع أنظار الرجال إلى المرأة ، و الشيطان يزين المرأة في أعين الناظرين ، فترى المرأة إذا خرجت إلى الشارع تمشي إرتفعت إليها أبصار الرجال ، ذلك لأن الشيطان حريص على تزينها و على رفع الأبصار إليها و على رفع الأبصار إليها ، تلقائيا ، تجد الأبصار تتجه إلى المرأة من حين خروجها للشارع ، من حين بدوها للرجل يرتفع البصر إليها ، يستشرفها الشيطان ، يجعلها هدفا منصوبا ملفتا لينظر إليها الرجال ، استشرفها الشيطان فهي وسيلته ، لإغواء الناس . و لذلك كان السلف رحمهم الله يخافون على أنفسهم أشد الخوف من فتنة النساء مع عبادتهم و زهدهم و ورعهم كانوا يخافون على أنفسهم من النساء ، أكثر مما نخاف نحن على أنفسنا مع ضعفنا ، و لا مقارنة بيننا و بينهم . و كان سعيد بن المسيب رحمه الله يقول و قد أتت عليه ثمانون سنة ، ثمانون سنة !! منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء ، و هو قائم على قدميه يصلي كان يقول : ما شيء أخوف عندي علي من النساء ، و هو ابن ثمانين سنة يعبد الله تعالى يقوم الليالي يقول : ما شيء أخوف علي من النساء . و من أجل فتنة النساء اتخذ الشارع سائر الإجراءات الكفيلة بحماية الرجل من الوقوع في فتنة المرأة ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( إياكم و الدخول على النساء ، فقال رجل : يا رسول الله أ رأيت الحمو ، قال : الحمو الموت )) و هو قريب الزوج أخوه و سائر أقاربه فهو يشبه الموت في خطره ، فهو يؤدي إلى موت الدين ، الدخول على النساء الأجنبيات ، فهو ربما يؤدي إلى الرجم و هو موت ، إذا زنى بها و هو محصن ، فقال الحمو الموت ، و قال لا تسافر المرأة إلا و معها ذو محرم ، ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ، كل هذه الإجراءات لدرأ فتنة النساء . و النبي صلى الله عليه و سلم أطهر الناس مع الصحابة أفضل هذه الأمة كان يعمل سائر الإجراءات الكفيلة بمنع الإختلاط و النظر . فعن أبي أسيد الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم – ينهى عما رأى – (( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق )) فالمرأة لا تمشي في الوسط ، تمشي في الجوانب ، و الرجال يمشون في الوسط ، هكذا كانت الشوارع في المجتمع الإسلامي الأول ، فكانت المرأة تلتصق بالجدار ، حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به ، رواه أبو داود و هو حديث صحيح . و عن أم سلمة رضي الله عنها أن النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن مباشرة ، و ثبت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و من صلى من الرجال ما شاء الله – فترة كافية لخروج النساء – فإذا قام رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قام الرجال . قال الحافظ رحمه الله : و في الحديث الإحتياط فيما يفضي إلى المحضور ، و فيه اجتناب مواضع التهم ، و كراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلا عن البيوت . وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لو تركنا هذا الباب للنساء )) – باب في المسجد مخصص للنساء و إلى الآن اسمه باب النساء – قال نافع : و لم يدخل ابن عمر منه حتى مات ، حتى مات ما دخل من هذا الباب . هذه الإجراءات و غيرها لأجل درأ فتنة النساء ، عائشة رضي الله عنها بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم بفترة قالت : لو أدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحدث النساء – يعنى ما أحدثنا بعده – لمنعن كما منعت نساء بني إسرائيل . و ماذا أحدث النساء في عهد عائشة و هي تقول لو رأى النبي صلى الله عليه و سلم الوضع لمنعهن من المساجد و الخروج ، فلو رأت عائشة و لو رأى رسول الله عليه و سلم و ضعنا اليوم ، ماذا تراه يقول و ماذا تراه يفعل . عباد الله ، إن الأمر خطير و الله و إن الخطب جلل و إن الفساد في انتشار بسبب فتنة النساء ، و في هذا الزمان الذي لم يمر في العالم زمان مثله زينت فيه المرأة لفتنة الرجال ، و اجتهد فيه أعداء الله في إبراز المرأة ، فترى عوامل الجذب و الفتنة في الملابس الضيقة و المفتوحة و الشفافة و الكعب العالي و المناكير على الأظفار و رائحة العطور و الصوت و الأزياء الفاضحة ، و حتى النقاب الذي تلبسه بعض النساء و البرقع اليوم ربما يكون أشد فتنة مما لو كشفت و جهها بالكلية ، و الأفلام ، و القصص الماجنة ، و المجلات ، و الدعايات ، لا تكاد توجد سلعة إلا و معها صورة إمرأة و لا بد ، و عروض الأزياء ، و كل ذلك يزين المرأة في نظر الرجال ، حتى إذا نزلت إلى الشارع و السوق رأيت العجب ، و هذه المساحيق و المكياجات التي تجعل ، أشد النساء ذمامة لوحة فنية من الأصباغ و ما تفعلة الكوافيرات في وجوه النساء . ثم تحدث الفتنة العظيمة و تخرج المرأة بهذه الزينة و تجتمع كل عوامل الإغراء ، كل العوامل ، فلا تدخل دكانا و لا سوقا ، أو باب مدرسة ، أو مستفشى ، أو طائرة ، أو غير ذلك من الأماكن ، إلا و وجدت القضية كلها تدور على الإغواء والإغراء بالمرأة ، و لا تكاد تنظر في الصفحة الخارجية لمجلة أو غيرها إلا و تجد القضية نفسها تدور . إخوان القردة و الخنازير ، الذين وصلوا بالمرأة إلى ما وصلوا إليه ، و عمت الفتنة ، و ثارت الشهوات ، و صار الوضع محزنا لصاحب القلب الحي . لمثل هذا يموت القلب من كمد إن كان في القلب إسلام و إيمان عباد الله ... المسألة كلها مخالفات شرعية ، في قضية هذه الأشياء و الإغراءات التي تحصل ، و تأمل ماذا أحدثه هذا الهاتف من الفتنة ، في بدأ العلاقة و تطويرها و تنميتها و التخطيط للخروج ثم الخروج ، و تأمل كيف يزين الشيطان الحيل بحجة خروجها إلى السوق ، أو الدراسة مع صاحبتها ، أو زيارة صاحبتها ، و أثناء غياب الزوج في العمل ، أو الوردية الليلية ، و أيام الاختبارات التي نحن مقبولون عليها بالدات سيحدث فساد عظيم و شر مستطير ، و أيام البر و تتخلف الأسرة هناك ، و الشاب هنا لوحده ، و هذه أشياء نحن مقبلون عليها . كل هذه الأمور التي تؤدي إلى الفتنة و الوقوع في الفاحشة ، و المسألة فيها غضب ، غضب من الله ، و إغضاب لله ، و كل القضية تدور على مخالفة الآيات الشرعية ، تأمل في الوقع ثم قارن (( و لا يبدين زينتهن)) تأمل ثم قارن بقوله (( و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم و قلوبهن )) ، و تأمل و قارن بقوله (( و لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا )) ، فكيف تستهل البنت الحديث في الهاتف ، (( و لا تخضعن في القول في قلبه مرض و قلن قولا معروفا )) ، و قارن بقوله تعالى (( و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) ، و قارن بقوله تعالى (( و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) ، المسالة كانت على الخلخال ، و الآن تفتح العباءة و تلبس عدة مرات لتصلح من هندامها بزعمها ، و هي في وسط الرجال ، و قارن بقول النبي صلى الله عليه و سلم (( أن المرأة إذا استطعرت فخرجت فمرت بالمجلس فهي كذا و كذا )) يعنى زانية . فإذا ، المسألة تحتاج في زماننا هذا ، إلى صبر عظيم ، و لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم مجانبا للصواب أبدا و لا مبالغا عندما قال إن أخشى ما يخشى على هذه الأمة هو فتنة النساء ، و الذي يتتبع الأخبار يعرف يا عباد الله ، و ليس المجال مجال التفصيل ، و لا تعميم الحال ، فهناك صلاح و الحمد لله ، و هناك خير ، و لكن لا بد من أن نضع الضوابط و أن نلزم أنفسنا بأحكام الشريعة ، فإن قال قائل و ما هي الإجراءات التي تحمي الرجل من فتنة النساء ؟؟ فأقول أولا ً : يا عباد الله قال عليه الصلاة و السلام : (( لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى و ليس لك الآخرة )) . و عن جرير بن عبد الله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري . و لما رأى الفضل ينظر إلى امرأة وضيأة صرف وجهه إلى الشق الآخر . فإذا مسألة غظ البصر هي أساس العلاج ، لأن المسألة في أولها ، و هو أهون شيء النظر ، أهو شيء في البداية النظر . قال العلاء بن زياد : لا تتبع بصرك رداء امرأة ، فإن النظرة تجعل في القلب شهوة . و قال أحد الصالحين لابنه : يا بني امشي وراء الأسد و الحية و الثعبان ، امشي وراء الأسود و الأسود و لا تمشي وراء امرأة . نظر الرجل إلى محاسن امرأة سهم مسموم من سهام إبليس ، و السهم المسموم إذا دخل السم ينتشر . إياكم و النظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة ، و كفى بها لصاحبها فتنة ، تزرع الشهوة في القلب . و كان السلف رحمهم الله ، في غاية الحرص على هذه المسألة ، قال سفيان : كان الربيع بن خيثم يغض بصره ، فمر به نسوة ، فأطرق إطراقا شديدا ، حتى ظن النسوة أنه أعمى ، فتعوذن بالله من العمى . و خرج حسان إلى العيد ، فقيل له لما رجع : يا أبا عبد الله ما رأينا عيدا أكثر نساء منه ، فقال : ما تلقتني امرأة حتى رجعت . و هو حسان بن أبي سنان ، لما خرج إلى العيد و رجع قالت له امرأته : كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم ، فلما أكثرت عليه قال : ويحك ، ويحك ، ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك . و كانوا يحاربون النظر و يعتبرونه منكرا شديدا ، و ينهرون فاعله . عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : دخل عبد الله بن مسعود على مريض يعوده و معه قوم و في البيت امرأة ، فجعل رجل من القوم ينظر إلى المرأة ، فقال عبد الله رضي الله عنه : لو انفقأت عينك كان خيرا لك . لو انفقأت عينك و صارت مصيبة و احتسبت عند الله كان خيرا لك من النظر و استعمال البصر بالمعصية . ثم إنه إذا كرره حصل في القلب زرع الفتنة و ذلك أمر يصعب قلعه ، و لذلك لا بد من الحمية بسد باب النظر ، فإنه إذا سده ، سهل بعد ذلك انحسار الأمر . عباد الله .... هذه القضية لا يكاد يطبقها اليوم إلا من رحم الله ، غض البصر عن النساء . و في معنى النظر وصف المرأة ، حتى كأنه ينظر إليها ، فلذلك نهينا عنه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها )) و هذا أصل في سد الذرائع ، و أن وصف المرأة للرجل الأجنبي عنها يؤدي إلى الإفتتان بالموصوفة . ثانيا ً : أن الإنسان إذا رأى امرأة فأعجبته ، فإن كان له امرأة أو مملوكة أتاها مباشرة ، لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، و تدبر في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأتي أهله ، فإن ذلك يرد ما في نفسه )). و أما الأعزب ، فإنه يستعين بالصبر و الصلاة و الصيام الذي هو من أسباب تقليل الشهوة . و قال صلى الله عليه و سلم : (( إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فاليعمد إلى امرأته فليواقعها ، فإن ذلك يرد ما في نفسه )) لأن الذي معها مثل الذي معها ، كما قال صلى الله عليه و سلم فيسكن نفسه و يدفع شهوته ، و في هذا بيان عظيم ، و إرشاد كبير إلى قضية العلاج لمثل ما يقع للرجال في هذه المسألة . ثم إن من الأمور المهمة أن الإنسان لا يغشى أماكن الفتنة ، و لا يغشى أماكن الخلوة ، ثم بعد ذلك يقول لم أصبر ، بل إنه يتمنى عند الحرام ، و لذلك لما دعت امرأة العزيز يوسف قال إني أخاف الله ، قال أعوذ بالله ، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم (( و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال إني أخاف الله رب العالمين )) ، مع أنها امرأة ذات منصب و جمال ، و أين يجتمع هذا ، و مع ذلك يقول إني أخاف الله رب العالمين . ثم – إنه ينبغي للرجل – و من العلاجات أيضا ، أنها إذا تعرضت له ، و كثير من النساء اليوم هي التي تتعرض للرجل ، و ربما تكون هي التي اتصلت ، و هي التي تأتي بالإشارات و الحركات الداعية ، فماذا يفعل ؟؟ افعل كما فعل جريد رحمه ، فإن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ، و منهم ذلك العابد ، تكلم الصبي من أجله ، كانت امرأة بغي يتمثل بحسنها ، فقالت : إن شئتم – تقول لبني إسرائيل – لأفتتن هذا العابد الزاهد . فتعرضت له فلم يلتفت إليها – هذا هو المهم هو هو لب الموضوع الآن – فأتت راعيا كان يأوي إلى صنعته ، فأمكنته من نفسها فحملت ، الحديث فيه كيف خلص الله جريدا ً بسبب صبره . الشاهد قوله فلم يلتفت إليها . فمن الذي لا يلتفت اليوم ؟؟ الذي رحمه الله و أراد به خيرا ً . ثم ، لا بد من التأمل في مسألة الفاحشة ، فإن الشيطان كتابه الوشم ، و قرانه الشعر ، و رسله الكهنة ، و طعامه ما لم يذكر اسم الله عليه ، و شرابه كل مسكر ، و بيته الحمام ، و مصائبه النساء ، و مؤذنه المزمار ، و مسجده السوق ، و كل هذه الأشياء مع بعضها البعض تؤدي للفتنة العظيمة ، و الزنى من أعظم الذنوب و الفواحش ، و بعضه أشد من بعض ، فمن أفحشه الزنى بالمحارم ، و من أفحشه الرجل يزني بزوجة الرجل أي المتزوجة ، مما يؤدي إلى اختلاط المياه و الأنساب ، و من أفحشه أن تكون المرأة المزني بها جارة ، و لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني الرجل بامرأة جاره . النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا عن عقوبة الزناة و الزواني في البرزخ قبل دخول جهنم ، في تنور – في فرن – يأتيهم اللهب من أسفل منهم فيرتفعون ، فيصيحون ، فإذا خمد اللهب ، سقطوا ، ثم يأتيهم مرة أخرى فيرتفعون ، حتى يكاد أن يخرجوا ، و هكذا إلى قيام الساعة ، هذا عقاب الزناة و الزواني في البرزخ يا عباد الله . و حكى النبي صلى الله عليه و سلم عن أشخاص كادوا أن يقعوا في الفاحشة ، و ربما أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة ، فماذا يفعل الشخص حينئذ ، قال الثاني : اللهم إنه كانت لي ابنة عم ، أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فطلبت إليها نفسها ، فأبت حتى أتيتها بمائة دينار ، فسعيت حتى جمعت مائة دينار ، فلقيتها بها ، فلما قعدت بين رجليها ، قالت يا عبد الله اتق الله و لا تفتح الخاتم إلا بحقه – و الحق هو عقد الزواج الشرعي – فقمت عنها و هي أحب الناس إلي . إذا يمكن ، يمكن للإنسان لو أنه ساقته نفسه و الشيطان و المرأة على الفاحشة ، أنه في اللحظة الأخيرة يذكر الله تعالى فيقوم ، يمكن . إذا هذه من النظرة إلى اللحظة الأخيرة إجراءات شرعية لأجل الوقاية من فتنة النساء ، و هي المسألة العظيمة في عصرنا يا عباد الله , و الله إني ما قرأت هذا الموضوع ، إلا لأجل رؤية ذلك عيانا ً بيانا ً ، و التمعن في أمراضنا ، التمعن في مشكلاتنا ، إذا تمعنت معي وجدت فعلا ً أن من أشنع الأشياء فتنة النساء . و تعلم فعلا يا عبد الله ، يا أيها الأخ المسلم ، أن القضية بحاجة شديدة إلى مصابرة و مجاهدة ، و بعض الناس يقولون لا تلوموا الشباب و لوموا الفتيات ، كيف ذلك !! اللوم على الجميع أيها الأخوة ، اللوم على الفتاة التي تبرجت ، و على الشاب الذي استجاب ، و على وليهما الذي لم يربي هذا و لم يمنع تلك من الخروج ، و على الذي يضع العراقيل في طريق الزواج بحجج واهية ، و يغلي المهور ، و يقول بنتنا ليست بأقل من بنت فلانة ، أو يضع العراقيل الواهية باسم القبلية و الموازين التافهة الدنيوية ، و يرد هذا ، و هذه بنتنا تريد الدراسة ، و نحو ذلك ، اللوم على الجميع ، ليس أحد بمستثنى . نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، و نسأله عز وجل أن يقينا كل هذه الشرور ، و أن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ، و أفسحوا يفسح الله لكم . الخطبة الثانية الحمد لله ... الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا ، هو الحي القيوم ، هو الحي لا يموت و الإنس و الجن يموتون ، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، و هو على كل شيء قدير ، و أشهد أن محمدا ً رسول الله ، و عبده و مصطفاه ، و خاتم أنبياءه و رسله صلى الله عليه و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين ، و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . عباد الله ... تعالوا بنا الآن في رحلة أخرى ، تختلف عن هذه الدنيا تماما ، تعالوا بنا في رحلة ، تنسينا بالكلية فتنة نساء هذا الكوكب ، فإن من علاج القضية أن يتمعن الإنسان فيما أعد الله لمن يصبر من الأجر ، فإن من شرب الخمر في الدنيا و لم يتب لا يشربها يوم القيامة ، و من لبس الحرير من الذكور و لم يتب لا يلبسه يوم القيامة ، فالذي يزني في الدنيا و لا يتوب ، فماذا يكون الموقف يوم القيامة ، ومن أي شيء يحرم ، و ما هي عاقبة الذين يقدرون على هذا العذاب ، و أقول العذاب فعلا ، من شدة الفتنة و لأوائها في هذا الزمان ، هل الذي يصبر و يقول له أصحابه أنت مجنون ، أنت معقد ، أنت تحرم نفسك ، هل هذا الذي يصبر ، سيلاقي شيئا أم لا !! و إن سألت عن عرائسها و أزواجهم فهن الكواعب الأتراب ، اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب ، تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت ، و يضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت ، إذا قابلت حبها فقل ما تشاء ، في تقابل النيرين ، و إذا حادثته فما ظنك بمحادثة المحبين ، و إن ظمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين ، لو طلعت على الدنيا لملأت ما بين الأرض و السماء ريحا ، و لاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا و تكبيرا و تسبيحا ، و لقد زخرف لها ما بين الخافقين ، و لأغمضت عن غيرها كل عين ، و لطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، و لآمن من على ظهرها بالحي القيوم ، و نصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها ، و وصالها أشهى إليه من جميع أمانيها ، لا تزداد على طول الأحقاب إلى حسنا و جمالا ً ، و لا يزداد لها طول المدى إلا محبة و وصالا ، مبرأة من الحبل و الولادة و الحيض والنفاس ، مطهرة من المخاط و البصاق و البول و الغائط و سائر الأدناس ، لا يفنى شبابها ، و لا تبلى ثيابها ، و لا يخلق ثوب جمالها ، و لا يمل طيب وصالها ، قد قصرت طرفها على زوجها ، فلا تطمح لأحد سواه ، و قصر طرفه عليها ، فهي غاية أمنيته و هواه ، و إن سألت عن السن ، فأتراب في أعدل سن الشباب ، و إن سألت عن حسن الخلق ، فهن الخيرات الحسان ، اللاتي جمع لهن بين الحسن و الإحسان ، و إن سألت عن حسن العشرة ، و لذة ما هنالك ، فهن العرب المتحببات إلى الأزواج بلطافة التبعل ، التي تمتزج بالروح أيما امتزاج ، فما ظنك بامرأة ، إذا ضحكت في وجه زوجها ، أضاءت الجنة من ضحكها ، و إذا حاضرت زوجها ، فيا حسن محاضرتها ، و إن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة و المخاصرة ، و إن غنت ، فيا لذة الأبصار و الأسماع ، و إن آنست و أمتعت ، فيا حبذا تلك المؤانسة و الإمتاع (( إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكارا ، عربا أترابا )) ، فتصبلوا المرأة في الدنيا الصالحة ، تلك المرأة من الحور العين ، بصلاتها و صيامها ، و يجعلها الله تعالى من العرب ، و هي التي جمعت إلى حلاوة الصورة حسن التأني و التبعل ، و التحبب إلى الزوج ، و العرب من النساء ، المطيعة لزوجها ، العاشقة له ، المتحببة إليه ، أبكارا ، ذلك من فضل وطأ البكر على الثيب ، فجعلهن الله أبكارا ، و لو كانت في الدنيا ثيبة ، و قال الله تعالى عن الحور العين (( لم يطمثهن إنس قبلهم و لا جان )) فلم يطأهن و لم يغشهن إنس و لا جان من قبل ، (( كأنهن الياقوت و المرجان )) بالياقوت في صفاءه ، و بالمرجان لبياضه ، فجمعن بين هذا البياض و الصفاء ، و قال أبو هريرة : ألم يقل أبو القاسم إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر و التي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء الحم ، و ما في الجنة أعجب . و قال صلى الله عليه و سلم : (( و لو اطلعت أمرأة من نساء الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا و أضاءت ما بينهما و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها )) هذا قدر الخمار فما بالك بقدر اللابسة ... هذا قدر الخمار فما بالك بقدر اللابسة ، أزواج مطهرة ، لا حيض و لا نفاس و لا سوائل و لا صفرة و لا كدرة و لا عرق و لا بصاق و لا مخاط . عباد الله ... عباد الله هذه النساء الحسان ، يغنين لأزواجهن ، قال الله عن المؤمنين (( في روضات يحبرون )) يحبرون يعني يسمعون الغناء . قال صلى الله عليه و سلم : (( إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط إن مما يغنين نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان )) و إن مما يغنين به نحن الخالدات فلا يمتن نحن الآمنات فلا يخفن نحن المقيمات فلا يضعن يقلن نحن الحور الحسان خبأن لأزواج كرام و هكذا يتقلب المرأ من أهل الجنة ، يتقلب المرأ بين زوجاته ، و هو في هذه الخيمة من اللؤلؤة المجوفة ، سبعون ميلا في كل زاوية له أهل لا يراهم الآخرون ، لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا ، إنها مشتاقة إليه من الآن ، إنها تعلم عنه الآن ، الآن هي تعلم عنه من نساءه في الجنة ، إنها تعلم عنه ، و قد أخبر علي رضي الله عنه في الحديث الموقوف الذي له حكم الرفع : أنه إذا دخل الجنة خف إليه الغلمان فتحلقوا حوله خدمه و حشمه ، يستقبلونه ، يذهب واحد منهم مسرعا ، إلى بيته ، فيخبر تلك الحورية ، بأن زوجها على وشك الوصول ، فلا تصبر حتى تخرج إلى أسقفة الباب لتستقبله ، فإنه استقبال عظيم يومئذ ، يعطى الرجل قوة مئة في الجماع ، و يصل إلى نساءه في الجنة ، و تهب ريح الشمال كما جاء في صحيح مسلم يوم الجمعة فتحثوا في وجوههم و ثيابهم ، فيزدادون حسنا و جمالا ، فيرجعون إلى أهليهم ، و قد ازدادوا حسنا و جمالا ، فيقول لهم أهلوهم و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا ، فيقولون و أنتم و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا . فأين هذا يا عبد الله من لذة ساعة شر إلى قيام الساعة ، فإذا قامت الساعة ، كان ذلك أشد و أنكى ، أين هذا يا عبد الله ، هذه الصفات للحور العين ، من هؤلاء النساء ، مهما تجملت ، فغالب زينتها المكياج الزائف ، و مهما كانت جميلة فانظر إليها بعد سنين ، فإنها تكون في غاية القبح و الذمامة ، و تصبح عجوزا شوهاء ، و مع ذلك فإن الإستمتاع بها مكدر في حيضها و دمها و طمثها و إفرازاتها ، وسائر الأشياء المقرفة ، التي تخرج منها ، أين هذا من هؤلاء الأزواج المطهرة ، فمن صبر هنا كان له هذا هناك ، و من لم يصبر هنا فيا سوء ذلك الحرمان ، نعوذ بالله من الخذلان . اللهم إنا نسألك الفوز بالجنان ، و العتق من النيران اللهم هب لنا من زوجاتنا قرة أعين
جاري التحميل ..
X