إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبد الرحمن اشتية .. وجه الكتلة في جامعة النجاح المشرق في سجون فتح المظلمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الرحمن اشتية .. وجه الكتلة في جامعة النجاح المشرق في سجون فتح المظلمة

    عبد الرحمن اشتية .. وجه الكتلة المشرق في سجون فتح المظلمة



    القسم مقالات وحوارات/ موقع الكتلة

    كانت الكتلة الإسلامية في النجاح على الدوام بمثابة مصنعٍ للرجال، الذين ملأ صدى سيرتهم سماء فلسطين، فمضت بهم ومضوا بها من نصرٍ إلى نصر... ومن عزٍ إلى عز، يمهرون أفكارهم الأرواح والدماء فتؤتي أكلها بإذن ربها كأينع ما تكون الثمار، وفي كل مرحلة ومحطة من محطات عمرها عُرفت الكتلة الإسلامية بوجوهٍ وضاءةٍ وعرفوا بها.

    واليوم نتوقف مع فارس من فرسانها امتطى صهوة جوادها وانطلق فأبدع واكتسى شيئاً من نورها وأعطاها الكثير فلم يضن عليها بزهرة عمره تتلف خلف القضبان إنه ممثلها السابق وحنجرتها الصادحة بالحق عبد الرحمن اشتية.

    عبد الرحمن فارسها المقدام وابنها البار وممثلها في ساحات الخطاب والنقاش والمداولة، ابن كلية الهندسة الذي ينحدر من قرية سالم، يحمل فكراً وعزيمة أهلته ليكون على ما هو عليه، ذا صوتٍ ندي يملأ الجو طمأنينة إذا ما قرأ القرآن الذي يحفظ منه 27 جزءاً، وصوتٍ جهوريٍ يملأ الجو عزةً ينبيك أن لا زال في هذه الأرض من يمكنه هز حصون العدى بهدير صوته.

    إذا ما لاحت رايات الكتلة الخضراء ترفرف عالياً كأنما هي سهامٌ تخرج من كنانة الحق لتطمس وهج الباطل, ارتفع هدير صوته وماجت الرايات على أنغامه واتحدا في سيمفونية إباءٍ وشموخٍ عزَّ نظيرها ، ليرفعا معاً نبراس الثوابت والحقوق والمبادئ عالياً لا يخشون في الله لومة لائم؛ ولكن من تعاظم في قلبه الحقد وأعمى بصيرته الهوى وعبد الطاغوت أبى إلا أن يطفئ كل الشموع فأحرق الرايات وأسكن عبد الرحمن ورفاقه غياهب السجون، لتذوي شموع عمره واحدة تلو الأخرى، ولازال يطارد حلماً بالتخرج بات بعيداً .

    عبد الرحمن الإنسان حسن الخُلُق والخلقة مهيب الهيئة، طيب النفس هادئ الطباع بشوش، عطوفٌ متسامحٌ محب، الحق أسهل الكلام جرياً على لسانه مهما كانت النتائج, طالبٌ مجتهدٌ متفوق.



    اعتقالات لا تتوقف


    كما لكل إخوانه كان لعبد الرحمن أن يدفع ضريبة الانتماء فدفعها من عمره أربعة أعوام انقضت تمنعه سجون الاحتلال و سجون فتح من أن ينهي دراسته الجامعية. فقد تم اعتقاله لأول مرة عام 2003م لثمانية شهور ثم اعتقل مرة أخرى لمدة عشرة شهور في العام 2007 وأفرج عنه في العام 2008 لتتلقفه سجون الوقائي لأكثر من أربعة شهور قضاها مشبوحاً معذباً صامت اللسان ثابت الجنان، ومن ثم أصبح تردده على زنازين المليشيات أمراً عادياً من خلال عشرات الاستدعاءات، ليمضي ما يقارب من عام ونصف من عمره في زنازينهم خلال ستة اختطافات، إلى أن استقر به المقام أخيراً في زنازين الاستخبارات ليعاد إلى طاولات التحقيق أكثر من مرة وعلى نفس الموضوع، وأكملوا مسلسل العذاب بتحضيره للمثول أمام المحكمة العسكرية خلال الأيام القادمة.


    ففي سجن الجنيد في نابلس, كان لعبد الرحمن وما زال مقعداً محفوظاً يتجرع فيه ألوان العذاب, حيث كاد أن يصل في مرة من المرات لمرحلة الشلل الكامل لولا لطف الله وعنايته؛ وذلك عندما قام أحد الجلادين بفك وثاقه فجأة فسقط على وجهه من مسافة عالية أصابته بآلامٍ حادةٍ في ظهره.

    يذكر أن عبد الرحمن وبرغم كل ذلك كان يصدح بكلام الله في زنازينهم برقةٍ وخشوع ليجعل من صوته سيفاً مسلطاً على قلوب الذين ظلموا فيطلبون منه مراراً وتكراراً خفض صوته وإلا ناله من العذاب ما ناله، أما المختطفون من أبناء الحركة الإسلامية فكانوا يأمون الأبواب والنوافذ ليتزودوا من كلام الله الذي لربما نسوه من شدة العذاب وحفظه الله في قلب عبد الرحمن، فكان يسلي عن المشبوح ويخفف عن الموجوع بألم الهراوات والسياط.

    إن معاناة عبد الرحمن وتعثر مسيرته التعليمية لم تقف عند هذا الحد فبعد اغتيال الطالب محمد رداد الحافظ لكتاب الله وابن كلية الشريعة على أيدي منفلتي فتح، قامت إدارة الجامعة وبتحريضٍ من سلطة عباس بفصل عدد من طلبة الكتلة وطالباتها وعلى رأسهم عبد الرحمن اشتية لمدة عام دراسي كامل فعاقبوا الضحية وسكتوا عن المجرم الذي أفرغ رصاصه في رأس حافظ القرآن في حرم الجامعة الذي كان يوصف بالمقدس.


    وها هو عبد الرحمن ومن معه من أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الذين حرموا فرحة التخرج، وغُيبوا عن أهلهم ومحبيهم بتهمة الولاء لله والبراء من أعدائه، ولا زالوا يكابدون الألم والعذاب بثباتٍ ويقينٍ بأن الله ناصرهم، برغم أن السيف المسلط على رقابهم هو سيف القريب الذي هانت عليه الدماء وتنكر لخير هذه الأرض التي نبت منها الجميع، برغم كل ذلك لازال ولا زالوا ماضين في ذات الطريق لا تنحني لغير الله هاماتهم وإن أعياهم التعب ولا تلين لهم قناة وإن كسرت رماحهم فالنور من أرواحهم يشع مرشداً للطريق الصحيح برغم كل الظلام المطبق.

  • #2
    رد : عبد الرحمن اشتية .. وجه الكتلة في جامعة النجاح المشرق في سجون فتح المظلمة

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X