إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معركة العزة في غزة ... م. معين نعيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معركة العزة في غزة ... م. معين نعيم

    معركـــــة الفرقــــان وما بعدها
    الحمد لله رب العالمين ناصر الموحدين مذل الكفرة والمشركين, والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين, وخاتم الأنبياء والمرسلين وقائد المجاهدين الغر المحجلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسار على هديه واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد.
    إن الحديث عن معركة الفرقان لحديث ذو شجون عايشناها بألمها وصبرها ونصرها ألم الفراق لأحبة كثر كانوا بيننا يمرحون ويلعبون يضحكون ويبتسمون غيبهم طاغية هذا الزمان وفرعونه المسمى الكيان الصهيوني, صبرنا على معاناة شديدة ألمت بأهلنا وبنا معهم في أرض قطاع غزة ذلك الشريط الساحلي الرفيع والذي أمطرته أحد أقوى قوى الشر في العالم من الجو فقط بمليون كيلوجرام من الصواريخ والقذائف ومن البر والبحر ما يقارب هذا الوزن. وصبر الشعب الفلسطيني أيام تجاوزت العشرون بثلاث عشناها ونحن ننتظر خبر من يقصف ويقتل أو أن نكون نحن الخبر التالي صبرنا على أيام طوال بلا ماء ولا كهرباء وشح في الغذاء, عايشنا نصر هذه المعركة حين رأينا الأمة قد اجتمعت على قلب رجل واحد من أجل هذه القضية فهذا نصر لغزة أنها جمعت الأمة وعايشنا النصر حين رأينا أهل غزة العزَّل يواجهون الطائرات والدبابات والقذائف بسلاح التضرع إلى الله حتى انقسمت غزة إلى صنفين من الناس إما مرابط ومجاهد على الثغور وفي الميادين أو قائم متضرع إلى الله في المساجد والمنازل, عايشنا النصر حين رأينا الشاب الأعزل إلا من سلاح خفيف يواجه أرتالاً من الجنود والآليات المجنزرة والمدرعة فيصدهم عن جزء عزيز من أرض فلسطين...
    حقا إنها الفرقان ...
    أكتب اليوم بعد مرور عامين على حرب أحرقت غزة سماها من هم أحق الناس بتسميتها وهم المجاهدون فيها بحرب الفرقان والناظر في المعاجم العربية يرى أن الفرقان لها كثير من المعاني ومن أشهرها كل ما فرق بين الحق والباطل فرقان والحجة القوية فرقان والنصر فرقان وغيرها من المعاني التي كانت هذه المعركة تعنيها فقد عنت بالنسبة للفلسطينيين والعرب والمسلمين بالتفريق بين الحق والباطل حق الجهاد وباطل الخنوع والخضوع , حق الصمود في وجه الطغيان وباطل الاستسلام والهوان , فهي فرقان بين الشعوب الحية ضمائرها والأنظمة التي باعت فلسطين أولا وشعوبها ثانيا , فرقت بين الوطنيين والقوميين الحقيقيين وأدعياء ذلك .. وهي حجة قوية وفرقان برهن للعالم أجمع حقيقة معروفة وهي أن القوة المادية لا تعني شيء أمام قوة العقيدة والدين فدولة كالكيان الصهيوني المحتل وهو يقيم على أنه رابع أكبر قوة في العالم واجه ثلة من المجاهدين في بقعة ضيقة لا تزيد مساحتها عن 365 كم مربع وهي محاصرة من الشرق والشمال بدولة الكيان الغاصب ومن الغرب بالبحر الذي تجوبه سفنهم وبوارجهم ومن الجنوب تحدها دولة عربية مسلمة شعبها يبكي دما حبا وشوقا لفلسطين , هي حجة وبرهان صادق ليدلل على أن الفلسطينيين بشكل عام والحركة الإسلامية بشكل خاص لم تقتتل داخليا من أجل حكم أو سلطة أو جاه بل من أجل منع البعض من أن يخون ويهادن المحتل باسمه ويضيع حقوقه التي قاتل من أجلها أكثر من ستين عاما من خلال اتفاقيات صممت وأعدت من أعداء فلسطين وأعداء الأمة الإسلامية للحفاظ على مصالح دولة الكيان الغاصب ومصالح دول الكفر والطغيان في المنطقة وفقط. ومعركة الفرقان هذه نصر كما ورد في لسان العرب لمعنى فرقان فقد انتصرت فيه اليد على المخرز لا كما أراد لنا المتخاذلون أن نستسلم لأنه حسب عرفهم بأن اليد لا تهزم المخرز وأن الضعيف (ماديا) لا يهزم القوي أيضا ولكن كان نصر رغم ما كان من تدمير للمساجد والمنازل الآمنة والمستشفيات والمدارس , نصر رغم ما قدم هذا الشعب المحاصر ة من شهداء وجرحى ومصابين , هو نصر رغم الخوف والرعب الذي أصاب أطفالهم ونسائهم ودليلنا على ذلك ما نتج عن هذه الحرب.
    إنها بدر فلسطين ...
    فقد كانت فرقاناً كبدر حيث انتصرت فئة قليلة على فئة كبيرة جداً فقد كان عدد الجنود الصهاينة الذين شاركوا في المعركة حسب اعترافات الكيان الصهيوني 30000 أو يزيد ومعظمهم من جيش النخبة الذي أطلق عليه الجيش الذي لا يقهر وفي مقابلهم كان فقط المئات من جنود الرحمن وهم المقاومون والمدافعون عن دينهم وأرضهم وعرضهم بعتادهم المتواضع وإمكانيتهم التكنولوجية البسيطة وكان لهم النصر بعون الله.
    لقد كانت فرقانا كبدر... حيث نزلت الملائكة في بدر لنصرة المجاهدين الموحدين وكذلك في معركة الفران حيث شهد على ذلك الكثير من المجاهدين الثقات والعلماء المخلصين وكل أهل غزة شعروا بذلك وعايشوه فمن الضباب الذي غطى ساحات المعركة في أول دقائق مما مكن للمجاهدين أن يعيدوا تموضعهم ويرتبوا كمائنهم مما أصاب العدو في مقاتل عدة إلى المجاهدين الذين اقسموا أنهم فجروا ألغامهم بدبابات العدو الصهيوني فانفجرت وبعد انتهاء المعركة عادوا فوجدوا ألغامهم كما هي لم تنفجر وكذلك موقف يشهد به الأعداء حيث قالوا أن من المجاهدين من كانوا يلبسون لباساً أبيضاً ناصع البياض قاتلوهم في شوارع وأحياء قطاع غزة ..
    والعديد من القصص والأحداث التي أثبتت ذلك بل إن الخبراء العسكريين الذين زاروا غزة قالوا أن هذه المعركة في الحسابات الأرضية العسكرية كانت يجب أن تنتهي بالقضاء على كل سكان قطاع غزة في أسبوعها الأول ولكنها الحسابات الربانية التي تأمر الشيء فيكون.
    آيات الأحزاب تتحقق في حرب الفرقان ....
    لقد عشنا في قطاع غزة الصامد أيام من أيام الله المباركة والتي تمثلت في آيات من سور الأحزاب والتي كان الناس في غزة يتواصون بقراءتها وكان العلماء يكثرون من قراءتها وتفسيرها للناس ليثبتوهم.
    فقد قرأنا "إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون" (الأحزاب10), نعم فقد جاءتنا دولة الصهاينة من الجو والبر والبحر بكل قوتها وفعلاً بدأت أبصارنا تزيغ وبلغت القلوب الحناجر من شدة المعركة وهولها, وعشنا أيضاً "هنالك أبتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً " (الأحزاب11), فقد وجدنا المؤمنون ويجأرون إلى الله بالدعاء والبكاء رجاءاً في أن يسلم ويحفظ فلسطين والمجاهدين والمقاومين وشعرنا بالخوف قطعاً فقد كان الأمر جلل حتى أننا تذكرنا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا".
    والأهم من هذا أننا رأينا تطبيقاً للآلية القائلة "إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاَّ غروراً "الأحزاب 12", فقد خرج علينا المنافقون في الداخل والخارج يقولون ما جلب علينا الجهاد إلا الدمار والقتل والموت وإن كل ادعاءات المجاهدين بأنهم قادرون على صد العدو هي خداع... لقد ضيعتنا حركات الجهاد والمقاومة وعلينا أن نستسلم وفورا ونتراجع ونعطي المحتلين ما يرغبون حفاظا على أرواحنا وأموالنا..
    فما كان من المجاهدين إلاَّ أن قالوا "هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله "الأحزاب 22"’ وما زادهم هذا الهجوم العنيف الشديد إلا إيماناً وتثبيتاً...
    وكانت في نهاية المعركة تحقيقاً لقول الله تعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً "الأحزاب23"
    فعلاً فقد قضي الله نحبه العديد من الذين نحسبهم مخلصين مجاهدين من القادة العظام في فلسطين الذين رفضوا أن يهربوا ويتركوا شعبهم كما فعل غيرهم بل كانوا في الميدان مع شعبهم وإخوانهم وعلى رأس هؤلاء العالم الجليل المحدث الشيخ نزار ريان الذي استشهد وكل أسرته معه في قصف استهدف بيته, ومنهم الشيخ سعيد صيام الذي كان معلماً ووزيراً وداعية في نفس الوقت فقد أبى أن يختبئ ويترك البلد دون حماية أو رعاية فظل على رأس عمله يعمل في الخفاء يحافظ على أمن المواطنين ويحمي أملاكهم من سلب بعض المغرضين ويوجه أبناءه من أبناء القوات الأمنية ليكونوا صفاً واحداً مع المجاهدين يدافعوا عن هذه البقعة الطاهرة من فلسطين لا كغيرهم من الأجهزة الأمنية التي كانت تفر من ساحة المعركة مع أول طلقة.
    وكذلك قضى العديد من الشباب المجاهدين الذي أقسموا ألا تمر الدبابات العدو إلا على أشلاء أجسادهم فقد دخلوا المعركة وهم يؤمنون بأنهم في المعركة لن ينالوا إلا إحدى الحسنيين إما بالنصر وإما الشهادة, فدخلوا المعركة مقبلين غير مدبرين وبينهم أبناء الوزراء والقادة الذين لم يبخلوا على دينهم لا بأموالهم ولا بأولادهم.

    لم يسلم شيء من طغيان هالكو العصر ...
    لقد استهدف العدو في معركة الفرقان هذه كل شئ استهدف الإنسان فاستشهد حوالي 1500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال والمدنيين وأصيب أكثر من خمسة آلاف منهم المئات من الذين أصيبوا بإعاقات دائمة.
    واستهدف الأرض والحيوان فقد جرفت آلياتهم مئات الدونمات الزراعية المثمرة والتي كانت تنتظر الحصاد وقتلت عمداً الآلاف من المواشي ومزارع الدجاج وخربت المصانع والمشاغل والورش فحرمت عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مصادر رزقهم وأماكن عملهم..
    حتى المساجد بيوت الله لم تسلم فقد قصف بطائراتهم الحاقدة وقذائفه الجاحدة ما يزيد عن خمسين مسجداً فدمرها تدميراً كلياً وقصف العشرات من المساجد دمرت مآذنها وقبابها استهدافهاً منهم للدين وحرباً منهم على الإسلام والمسلمين بل وعلى الله كما تبين من النشرات الدينية التي تركها الجنود خلفهم وكلها توصي بالقتل دون خوف أو وجل وأنهم يقتلون باسم الرب لأعداء الرب ... "أقتلوا القويم1 فإن قتلهم عبادة" كما قال مهرطقهم عوفاديا يوسف كبير الحاخامين الصهاينة.
    وبعد انسحاب العدو مهزوماً بفضل الله وعونه جاراً خلفه أذيال الهزيمة والذل مع جنازير دباباته وأشلاء جنوده خرجت غزة لترى ماذا فعل هولاكو هذا الزمان وماذا فعل بها أساتذة هتلر.
    فبكت الدموع على فراق الأحبة من الشهداء وبكت الدموع على الأحلام والذكريات التي اندفنت تحت ركام المنازل والمدارس والمساجد التي دمرت, بكت العيون أشجاراً توارثها الأجيال منذ مئات السنين اقتلعها محتل لعين دون أن تطرف له عين... ولكنها أيضاً بكت فرحاً بنصر الله... النصر الذي حاول المنهزمون من أبناء جلدتنا وأبناء ديننا أنكروه وكأن نفوسهم المهزومة لا تقبل النصر بل. اعتادت الهزائم رغم آلاف المقالات والتحليلات التي أثبتت أن صمود غزة وعدم استسلامها للعدو الصهيوني هو نصر, وأن فشل دولة الكيان الصهيوني, إسقاط حكومة المقاومة في غزة هي نصر, وأن فشل إسرائيل في القضاء على المقاومة هو نصر لغزة, وأن وقوف غزة صابرة محتسبة بعد الحرب رغم امتناع الدول المحيطة جميعاً عن نصرتها هو نصر عظيم لها , وإن إجماع جماهير الأمة على نصرة غزة رغم رفض الأنظمة وخوفا من الصهاينة وأعوانهم لهو نصر بحد ذاته بعد أ تفرقت الأمة بسبب النعرات القومية والإثنية والعرقية.
    وها هي الشهور تلو الشهور تمر بعد انتهاء حرب الفرقان ولا يزال أهل غزة صابرين في معركتهم فالحصار من الصهاينة والعرب يمنع عنهم كل شيء فلا بيوتهم المدمرة بنيت ولا مساجدهم أعيد اعمارها واستشهد العديد من الجرحى لقلة إمكانات الطب في غزة.
    ما يزال أهل غزة صامدون في معركة الصمود حيث لا عمل لأن المصانع دمر معظمها وما بقى لا يعمل لعدم وجود مواد خام بسبب الحصار, الأيتام بعشرات الآلاف يبحثون عن معيلين رغم وجود بعض المؤسسات التي تسعى لذلك الجامعات تحتاج لمن يصلح ما دمره فيها الأعداء الشوارع والطرقات أصبحت وعرة بسبب كثرة القصف فيها ولا يمكن رصفها أيضا بسبب الحصار, والمرضى يموتون إما بسبب الحصار الذي يمنعهم من الخروج للعلاج أو الحصار الذي يمنع دخول الدواء اللازم لهم.
    ولكن رغم هذا كله فإن أهل غزة لن يستسلموا في أي حال من الأحوال بإذن الله لأنهم يؤمنون أنهم سوط الله في الأرض يجلد به أعداءه, ويعلمون أنهم شوكة غرسها الله في حلق أعداء البشرية الصهاينة المحتلين فقد دمروا جميعاً وكانت كلمتهم واحدة نتمنى أن يصبح الصباح ويكون البحر قد ابتلع غزة وأهل غزة يقولون سنكون نحن من قال الله فيهم "بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد" سنبقى ندفع ضريبة الدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى ,بل ضريبة الدفاع عن شرف وكرامة الأمة الإسلامية وسنقدم في سبيل ذلك الغالي والنفيس ولن نتردد , فها هي المقاومة الفلسطينية والمجاهدون الفلسطينيون ما زالوا يستعدون يتجهزون بإمكانياتهم المتواضعة للقاء هذا العدو في معركته القادمة والتي ستكون قريبا كما أظن والتي قد تكون أشد وأصعب من سابقتها والتي سيحاول العدو فيها أن يستعيد ماء وجهه وكرامته التي مرغها المجاهدون في التراب وقهرت هذا الجيش الذي ادعى أنه لا يقهر ولكن ماذا فعلت الأمة وماذا جهزت الأمة لهذه المعركة فهل ستكون وقفتها أقوى من السابقة لتمنع هذا العدو الغاشم وأعوانه من الاستفراد بهذا الثلة المؤمنة وهل سيقفون مع هذا الشعب المرابط بأموالهم ومساعداتهم لتعينهم وترعى مريضهم وتكفل يتيمهم وتعلم أبناءهم وبذلك يكون لها أجر النصر كما للمجاهدين في الميدان أم ستتركهم لوحدهم يقابلون مصيرهم لحدهم فلا هم يؤجرون بأجر النصر لا وبل سيحملون وزر الهزيمة والخذلان لو حدث لا قدر الله هزيمة أو ابتلاءا للمسلمين في فلسطين.
    القويم / هم غير اليهود من البشر
    م. معين نعيم

  • #2
    رد : معركة العزة في غزة ... م. معين نعيم

    بالمناسبة تمت ترجمة ونشر هذا المقال في إحدى المجلات الفكرية في تركيا ...

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X