إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

    فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

    صهيب الحسن/غزة


    صاح الديك الفصيح " جمال محيسن " عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، صباح الإستيقاظ من غفلة التفاوض بعد أكثر من عشرين عاماً، بتصريح مفاده أن حركة فتح قد حشرت إسرائيل في الزاوية أمام الساحة الدولية، مرتكزاً إلى رصيد الإنجازات، نافياً بدوره الإعتقال السياسي في الضفة المحتلة، مؤكداً أن حماس تهربت من استحقاقات المصالحة التي تأتي في إطار إنهاء الإنقسام بدعوى تأثرها بالضغوط الإيرانية.

    وفي الواقع نحن أمام حالة فريدة من نوعها ما زالت تنافح عن منظمة مترهلة منذ السبعينيات قامت بقرار الأنظمة العربية ، بهدف احتواء التوجه الفدائي لها، ولتبرئة نفسها امام شعوبها، وأخيراً لاستنساخ مثيل مشابه لها في الديكتاتورية يتم فرضه في فلسطين لإلجام صوت المعارضة والمقاومة، كما يجري تماماً في الضفة المحتلة، وقد تراجع دور المنظمة منذ دخلت معترك الحرب الأهلية اللبنانية، ولهوثها الحثيث وراء الإنخراط في الساحة الدولية، مستسلمة بشكل كامل للإشتراطات الإسرائيلية حين اعترفت بالكيان الصهيوني، وتهافُت برنامجها الوطني فاقد المصداقية أمام القضية الفلسطينية، ما أحدث أضراراً جسيمة فيها، وتدريجياً تراجعت إلى اقتصار دورها على " حزب سلطوي " جعلها تخسر جزءاً كبيراً من سحرها " الثوري " .

    هذا الحزب السلطوي الذي انفضت من حوله معظم التنظيمات اليسارية وما تبقى منها، ناهيك عن الإنشقاقات الداخلية التي تعصف به، بداية بانشقاق صبري البنا احتجاجاً على ما سماه بانخراف قيادة (فتح) باتجاه التعامل مع الحلول السلمية للقضية الفلسطينية مروراً بانشقاق باسم عبد الغفور عقب خروج المنظمة من لبنان احتجاجاً على (الخلافات الداخلية لفتح)، كلها قد تكللت بحروب " المخيمات " بين الفصائل المتنازعة في لبنان.

    اصطدمت هذه التراجعات الجوهرية لدى فتح بصعود البرامج الإسلامية المغايرة أيديولوجياً والأهداف السياسية، حيث اتجهت فتح إلى استثمار ورقتها للدخول في مستنقع المفاوضات بالطرق السلمية، إلى جانب التراجع المدوي للانظمة العربية، وما تمخض عنه من توقيع الاتفاقيات المهينة مع الأردن ومصر، فجاءت فتح في سبيل تقليد هذه الأنظمة وبدعم منها لإنهاء الملف الفلسطيني بأبخس الأثمان، فاستجابت لضغوط الساحة الدولية التي يتشدق بها جمال محيسن اليوم للمشاركة في مؤتمر مدريد بشروط صهيونية بحتة، وحين تعثرت هذه المفاوضات بادرت فتح إلى التفاوض سراً مع الكيان الصهوني الذي أينع باتفاقية أوسلو المهينة التي جاءت تنسجم مع طموح فتح للحفاظ على مستقبلها السياسي، فأنشت الحكم الذاتي وبدأت بمهاجمة البرامج المغايرة لها ليتسنى لها الاستمرار في تطبيق الإشتراطات الصهيونية في الضفة والقطاع، الرامية لاستئصال المقاومة بشكل كامل.

    وبالفعل فمنذ قدوم المنظمة إلى الضفة والقطاع حصل الصدام المباشر بعد أقل من عام إلى إنطلاقة حماس، فقمعت فتح الأخيرة وضربت بنيتها التنظيمية والتحتية، وبالرغم من ذلك استطاعت حماس تجاوز هذه العقبة الكأداة في يد الإحتلال إلى تكوين ذاتها وإعادة بناءها ذاتياً، رغم قلة الإمكانيات، وشحّة مصادر الدعم، في الوقت الذي كان تلعق قيادات فتح جميع الأيادي ( الأميركية، الصهيونية، الإيرانية ) ، فانتفضت حماس رغم الضربات القاصمة من جديد، مرتكزة إلى الالتحام المؤسساتي وأذرعها السياسية والدعوية والعسكرية، وانخراطها اجتماعياً في الشعب الفلسطيني الذي عرف عن قرب هذه الحركة الإسلامية، ليختارها في صندوق الإقتراع حيث اكتسحت المجالس النيابية، في الوقت الذي كان ينبغي أن يتراجع دور فتح إلى " المعارض " .

    لكن فتح رفضت هذا الخيار الديموقراطي، وانقلبت عليه حين استمرت في مشاريعها التسووية، وتخليها عن السلاح، ومشاركتها في الحصار على الحكومة، ومساهمتها في ضرب حماس وهذا ما أكدته الوثائق التي تم الحصول عليها بعد الحسم العسكري 2007، والوثائق التي سربتها ويكليكس 2010 التي أفادت بطلب فتح بشكل مباشر من الإحتلال لضرب قطاع غزة ليتسنى لها العودة لحكمها السلطوي الذاتي من جديد !

    كل هذا بالإضافة إلى التمزق الداخلي الذي يجتاح حركة فتح، والتي كان آخرها محاولة إنقلاب القيادي في الحركة، وقاتل رئيسها التاريخي - محمد دحلان -، ناهيك عن خروج رائحة الفساد من حكومة سلام فياض بعد التقارير العالمية التي حازت على المرتبة السابعة في قائمة الحكومات الفاسدة !!!

    ونحن في ذكرى حرب غزة، لم نشهد تحرك جوهري لفتح ورئيسها في الساحة الدولية انتصاراً للدماء الفلسطينية البريئة، بل على النقيض من ذلك تماماً، فلقد ألجمت إسرائيل عباس وحذرته من المشاركة في القمة الطارئة لإدانة الجرائم الإسرائيلية في قطر، وارتهانه للإشتراطات الأميركية بمواصلة المفاوضات، وإلا فالتلويح بالصنيعة الأميريكية الدحلانية حاضر في المشهد لولا انفضاح أمره !!!

    لقد باتت حركة فتح بدون مبالغة " حشرة " إسرائيل في زاوية الصراع ، لأن الإحتلال أحسن تشكيل هذه الحركة بما ينسجم مع مخططاته وأهدافه الإجرامية ذات الغطاء الدولي والعمالة الديكتاتورية للأنظمة العربية، يحق لنا الآن نتسائل هل حشرت فتح إسرائيل في الزاوية ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة صهيب الحسن; 27/12/2010, 10:26 PM.

  • #2
    رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

    ألقاب مملكة في غير موضعها********* كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

    تعليق


    • #3
      رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

      إن الضعيف والمحبط المنقاد لا يملك من أمره شيئا، وليس له إلا التسليم بما يمليه عليه سيده الآمر، وهذه فتح ورجالاتها قد استمرأت الانبطاح أمام الإرادة الأمريكية الاسرائيلية فلا يمكن أن تؤدي النفخة الكاذبة في صدور رجالاتها والتبجح بالحديث الى تغير النفوس والواقع الاليم

      تعليق


      • #4
        رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

        للأسف ففكرة المقال مستوحاة من قول الحاخام عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس : " العرب حشرات " .

        متى سنكف عن نفخ ظنوننا في التاريخ وإعادة تشكيله وتدويره وفق أهوائنا وكأنه إبريق من زجاج ؟!!

        تعليق


        • #5
          رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

          المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
          للأسف ففكرة المقال مستوحاة من قول الحاخام عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس : " العرب حشرات " .

          متى سنكف عن نفخ ظنوننا في التاريخ وإعادة تشكيله وتدويره وفق أهوائنا وكأنه إبريق من زجاج ؟!!
          ممكن توضح ؟؟؟؟؟؟؟؟
          اما اذا ان قصدك ان كاتب المقال يحاول تقليد اليهود فاحب ان اقول لك ليس من ادعى انه من امة محمد من يحاول تقليد او اتباع نهج اليهود وغيرهم وكلنا نعرف من هم اولئك المبهورون المشدوهون بحياة اليهود ( السلطة الفلسطينية ومن والها)

          تعليق


          • #6
            رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

            فتح تشعر بأن نهايتها ربما أصبحت وشيكة وأن مشروعها التخاذلي الذي تأملت أن يحفظ وجودها قد فشل ,,
            وأن الصهاينة والامريكان والعرب لم يقدموا لها شيئا مماكانت تحلم به,,
            بل ان الانظار كلها توجهت نحو فصائل المقاومة وبالاخص حماس التي كسبت الانتخابات بنزاهة وأذلت الصهاينة بالمقاومة الشرسة وأثبتت أن العالم يتعامل مع القوي فقط لا مع المتخاذل وان صفق له في العلن بالتالي حققت حماس ماكانت فتح تصور أنه مستحيل وهو الجمع بين المقاومة والحكم ,,
            لأجل ذلك فان فتح تحاول أن تحافظ على ماتبقى منها بشتى الوسائل حتى وان كان بمزيد من العمالة للاحتلال والتنسيق الخياني معه ضد أبناء شعبها بل ضد أبناءها الفتحاويين أنفسهم الذين قد تشتم فيهم رائحة المقاومة,,, ولم يفهم الفتحاويين بعد أن الصهاينة لايعنيهم سوى أن تطبق مصالحهم ولايعنيهم بقاء فتح الا من أجل ذلك بالمقابل لايعمل الصهاينة حسابا سوى للمقاومة...

            تعليق


            • #7
              رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

              المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
              للأسف ففكرة المقال مستوحاة من قول الحاخام عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس : " العرب حشرات " .

              متى سنكف عن نفخ ظنوننا في التاريخ وإعادة تشكيله وتدويره وفق أهوائنا وكأنه إبريق من زجاج ؟!!

              هل هذه رؤية نقدية مختزلة غير مستندة إلى براهين تدعمها أم ماذا ؟
              هل لك الإستطراد في اعتراضك حول " التاريخ " و " إعادة تدويره " علماً بأن ما ذكره أعلاه " حقائق تاريخية " من تراجع مركزي لحركة فتح التي باتت فاقدة للتمثيل للبرنامج الوطني الفلسطيني، بعد التهاوي السحقيق لها في قعر " الإحتلال " منهجياً وسلوكياً، من خلال تراجع برنامجها تدريجياً إلى أن أصبحت سلطة " حكم ذاتي " معنية بتنفيذ أجندة الإحتلال باستئصال من يعاديه، بدليل ما يجري في الضفة المحتلة من تنسيق أمني وإعتقال وإغتيال للمطاردين والمختطفين، وهتك لحرمات الحرائر، بتنسيق أميركي ودعم دولي غطاء عربي، وإلا فلتبين لنا إين النفخ والتدوير ؟

              من الذي يلوي عنق التاريخ ويكذب على وسائل الإعلام زاعماً أن فتح " حشرت " إسرائيل في الزاوية، بينما الواقع يقول عكس ذلك تماماً، والتوصيف ليس مقصوداً به العرب بكل تأكيد، والفكرة ليست مستوحاة من قول الحاخام عوفاديا، فالمسلم ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ، إنما هي الحقيقة التي يبدو أنها أعيت أصحابها المتمثلة في نهج علماني أدى إلى أن تحشره إسرائيل في زاوية الصراع مثل الحشرات.

              تعليق


              • #8
                رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                المشاركة الأصلية بواسطة صهيب الحسن مشاهدة المشاركة

                هل هذه رؤية نقدية مختزلة غير مستندة إلى براهين تدعمها أم ماذا ؟
                هل لك الإستطراد في اعتراضك حول " التاريخ " و " إعادة تدويره " علماً بأن ما ذكره أعلاه " حقائق تاريخية " من تراجع مركزي لحركة فتح التي باتت فاقدة للتمثيل للبرنامج الوطني الفلسطيني، بعد التهاوي السحقيق لها في قعر " الإحتلال " منهجياً وسلوكياً، من خلال تراجع برنامجها تدريجياً إلى أن أصبحت سلطة " حكم ذاتي " معنية بتنفيذ أجندة الإحتلال باستئصال من يعاديه، بدليل ما يجري في الضفة المحتلة من تنسيق أمني وإعتقال وإغتيال للمطاردين والمختطفين، وهتك لحرمات الحرائر، بتنسيق أميركي ودعم دولي غطاء عربي، وإلا فلتبين لنا إين النفخ والتدوير ؟

                من الذي يلوي عنق التاريخ ويكذب على وسائل الإعلام زاعماً أن فتح " حشرت " إسرائيل في الزاوية، بينما الواقع يقول عكس ذلك تماماً، والتوصيف ليس مقصوداً به العرب بكل تأكيد، والفكرة ليست مستوحاة من قول الحاخام عوفاديا، فالمسلم ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ، إنما هي الحقيقة التي يبدو أنها أعيت أصحابها المتمثلة في نهج علماني أدى إلى أن تحشره إسرائيل في زاوية الصراع مثل الحشرات.
                أتفق معك تماما في أن التصريح : " فتح حشرت إسرائيل " أجوف ، ففتح في أوضاعها الراهنة
                تختزن قدرة ساكنة لم توجه ولم توظف لحشر ( إسرائيل ) ، ولا زالت بحاجة لتحولات داخلية و رجوع منظم لدورها الوطني الطليعي.
                ورغم تفاوت الفصائل في درجات تطابقها مع برامجها ومع مستويات ما تطبقه منها ، فهي كلها بمجموعها أو فرادا ليست في حالة اصطفاف وطني و مد جهادي وثوري يضيق على العدو و يحشره في الزاوية.
                خلافي معك أخي في العبارة وفحواها وألفاظها وحول جواز وصف فصيل فلسطيني كبير وأساسي بها من عدمه ، وحول تعمد الكيد للخصم بمغالاة ورؤية التاريخ والأحداث وتفسيرها بإنتقائية وبمقاييس تضخم أو تقزم في الأحجام الحقيقية ، وترسم بريشة تطمس و تغير في الأشكال والألوان والظلال كيف تشاء.
                بالتأكيد فإن ملاحظة مجردة وعابرة لاتكفي وستكون لي عودة هنا لتوسع في التفصيل والبيان.

                تعليق


                • #9
                  رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                  لا فض فوك أخي صهيب، فتح بعد أن تنازلت عن فلسطين و باعت كل الثوابت و اشتغلت بكل الرذائل من تنسيق أمني و مطاردة مجاهدين و اعتقال النساء و الأطفال أصبحت فعلا تحشر العدو حشرات المرات أكثر مما يحلم العدو نفسه.

                  تعليق


                  • #10
                    رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                    اشك انه قال هذا المقال جمال محيسن ممكني يكون قائله ليبرمن ومعطيه لمحيسن يقرأه

                    تعليق


                    • #11
                      رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                      المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
                      أتفق معك تماما في أن التصريح : " فتح حشرت إسرائيل " أجوف ، ففتح في أوضاعها الراهنة
                      تختزن قدرة ساكنة لم توجه ولم توظف لحشر ( إسرائيل ) ،

                      ولا زالت بحاجة لتحولات داخلية و رجوع منظم لدورها الوطني الطليعي.

                      ورغم تفاوت الفصائل في درجات تطابقها مع برامجها ومع مستويات ما تطبقه منها ، فهي كلها بمجموعها أو فرادا ليست

                      في حالة اصطفاف وطني و مد جهادي وثوري يضيق على العدو و يحشره في الزاوية.

                      خلافي معك أخي في العبارة وفحواها وألفاظها وحول جواز وصف فصيل فلسطيني كبير وأساسي بها من عدمه ، وحول

                      تعمد الكيد للخصم بمغالاة ورؤية التاريخ والأحداث وتفسيرها بإنتقائية وبمقاييس تضخم أو تقزم في الأحجام الحقيقية ،

                      وترسم بريشة تطمس و تغير في الأشكال والألوان والظلال كيف تشاء.

                      بالتأكيد فإن ملاحظة مجردة وعابرة لاتكفي وستكون لي عودة هنا لتوسع في التفصيل والبيان.

                      حتى لا يلتبس الامر على القارئ ...

                      هل تقصد بحركة فتح السلطة الفلسطينية ام تقصد السلطة الفلسطينية دونما كوادر و ناشطي حركة فتح ؟؟

                      و اذا كانت فتح و السلطة كيانان مختلفين

                      فما هو وجه العلاقة بينهما

                      للتوضيح فقط

                      تعليق


                      • #12
                        رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                        رائع و جميل و رد على من ينعقون بفتح و يكذبون على ابنائهم ليبقوا يعتاشون من الدعس على رقاب الشرفاء فى اوطاننا

                        تعليق


                        • #13
                          رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                          المشاركة الأصلية بواسطة حوراء المقدسية مشاهدة المشاركة

                          حتى لا يلتبس الامر على القارئ ...

                          هل تقصد بحركة فتح السلطة الفلسطينية ام تقصد السلطة الفلسطينية دونما كوادر و ناشطي حركة فتح ؟؟

                          و اذا كانت فتح و السلطة كيانان مختلفين

                          فما هو وجه العلاقة بينهما

                          للتوضيح فقط
                          لكل مقام مقال ، وسيأتي بإذن الله جوابي بما يكفي من التفاصيل.

                          لكن كتوضيح سريع وموجز فعلى كل فصيل أن يحمل أوزاره ، وأن تعلق عليه مسئولياته ، وينظر له بإنصاف وتجرد ، ويسجل له ما أحسن فيه وعليه ما أساء .
                          وكما حماس مسئولة عن كل ما يصدر عنها من عمل أو قول ، كذلك فتح ، ولاسبيل لفصل ٍ شكلي ونظري ووهمي بين رأس وقاعدة ، حتى وإن فصلت بينهما هوة سحيقة لأن الأطر الرسمية تعبير عن حالة الفصيل نفسه ، تنعكس فيها مثالبه ومناقبه .
                          وربما حان أن يخرج الوعي الفلسطيني في كل حركة وتنظيم من حالة الوهم وتقديس النفس والحط من الأخرين بمعايير مزدوجة وغير نزيهة.

                          تعليق


                          • #14
                            رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                            المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
                            أتفق معك تماما في أن التصريح : " فتح حشرت إسرائيل " أجوف ، ففتح في أوضاعها الراهنة
                            تختزن قدرة ساكنة لم توجه ولم توظف لحشر ( إسرائيل ) ، ولا زالت بحاجة لتحولات داخلية و رجوع منظم لدورها الوطني الطليعي.
                            ورغم تفاوت الفصائل في درجات تطابقها مع برامجها ومع مستويات ما تطبقه منها ، فهي كلها بمجموعها أو فرادا ليست في حالة اصطفاف وطني و مد جهادي وثوري يضيق على العدو و يحشره في الزاوية.
                            خلافي معك أخي في العبارة وفحواها وألفاظها وحول جواز وصف فصيل فلسطيني كبير وأساسي بها من عدمه ، وحول تعمد الكيد للخصم بمغالاة ورؤية التاريخ والأحداث وتفسيرها بإنتقائية وبمقاييس تضخم أو تقزم في الأحجام الحقيقية ، وترسم بريشة تطمس و تغير في الأشكال والألوان والظلال كيف تشاء.
                            بالتأكيد فإن ملاحظة مجردة وعابرة لاتكفي وستكون لي عودة هنا لتوسع في التفصيل والبيان.
                            المعذرة أخي الكريم،

                            هذه هي المرة الثانية التي تكتب فيها رداً مختزلاً خالي من النقد التفصيلي المدعوم بالتوضيحات حول إعتراضك الذي سجلته، بغض النظر عن عنوان المقال وتوصيف حركة فتح كونها حشرة أم بعوضة وهذه رؤية شخصية لمستوى ودرجة الخيانة التي وصلتها، لكن نحن نفسر الأحداث بناءاً على المعطيات السابقة وهي " تاريخية " قد حدثت بالفعل ما أحدثت تراجعاً أيديولوجياً ومنهجياً لدى حركة فتح أوصلها إلى ما وصلت إليه الآن من ممارسات يتم ترجمتها على أرض الواقع، ناهيك عن الخلل والإنشقاقات التي ما زالت تعصف بالحركة إلى الآن، فنرجو منك توضيح الخلل والإنتقائية والمغالاة فربما أكون مخطئاً وهذا وارد، وننتظر التصويب بحوار عقلاني.

                            بانتظار عودتك.

                            تعليق


                            • #15
                              رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                              المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
                              لكل مقام مقال ، وسيأتي بإذن الله جوابي بما يكفي من التفاصيل.

                              لكن كتوضيح سريع وموجز فعلى كل فصيل أن يحمل أوزاره ، وأن تعلق عليه مسئولياته ، وينظر له بإنصاف وتجرد ، ويسجل له ما أحسن فيه وعليه ما أساء .
                              وكما حماس مسئولة عن كل ما يصدر عنها من عمل أو قول ، كذلك فتح ، ولاسبيل لفصل ٍ شكلي ونظري ووهمي بين رأس وقاعدة ، حتى وإن فصلت بينهما هوة سحيقة لأن الأطر الرسمية تعبير عن حالة الفصيل نفسه ، تنعكس فيها مثالبه ومناقبه .
                              وربما حان أن يخرج الوعي الفلسطيني في كل حركة وتنظيم من حالة الوهم وتقديس النفس والحط من الأخرين بمعايير مزدوجة وغير نزيهة.
                              كلام سليم، وفي هذا المقام نحن لا ننكر قوة حركة فتح (سابقاً) وسبق أن أشرت إلى فقدان سحرها الثوري، لكننا بصدد الحديث عن (عوامل التغير الجذري ) التي عصفت بالحركة إلى أن أصبحت من حركة كبيرة تستميل الجماهير إلى حزب سلطوي تخلى عن برنامجه المقاوم وتنازل عنه تدريجياً، وخضوع حركة فتح لاشتراطات خارجية ومنها عربية، وفي السابق كانت الحركة تتمتع بانسجام بين قياداتها برغم الظروف الصعبة التي مرت بها، لكن أعتقد أن الحال الآن مغاير تماماً عن السابق، بالطبع مردّ ذلك لأسباب موضوعية وقصور ذاتي نتاجه ربما اجتياح إسرائيل للبنان في تلك الفترة وضرباته القاسمة المتتالية للبنية العسكرية والتحتية لفتح، لكن كل هذا لا يبرر أسباب الخلافات التي طرأت على الحركة قديماً وحديثاً، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في برنامجها السياسي.

                              في المقابل أعتقد أن سبب هذا التراجع هو انتقالها من صراع مع المحتل، إلى صراع مع البرامج السياسية الأخرى المنافسة لها، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تقف على النقيض بشكل شبه كامل من طريقة حركة فتح وممارستها السياسية.

                              تعليق


                              • #16
                                رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
                                لكل مقام مقال ، وسيأتي بإذن الله جوابي بما يكفي من التفاصيل.

                                لكن كتوضيح سريع وموجز فعلى كل فصيل أن يحمل أوزاره ، وأن تعلق عليه مسئولياته ، وينظر له بإنصاف وتجرد ، ويسجل له ما أحسن فيه وعليه ما أساء .
                                وكما حماس مسئولة عن كل ما يصدر عنها من عمل أو قول ، كذلك فتح ، ولاسبيل لفصل ٍ شكلي ونظري ووهمي بين رأس وقاعدة ، حتى وإن فصلت بينهما هوة سحيقة لأن الأطر الرسمية تعبير عن حالة الفصيل نفسه ، تنعكس فيها مثالبه ومناقبه .
                                وربما حان أن يخرج الوعي الفلسطيني في كل حركة وتنظيم من حالة الوهم وتقديس النفس والحط من الأخرين بمعايير مزدوجة وغير نزيهة.
                                ما فهمته ان السلطة هي الراس و ان فتح هي القاعدة ...

                                و اذا كان ما فهمته صحيحا

                                فهذا يعني ان السلطة تسير بحركة فتح نحو استراتيجية التفاوض مع العدو الصهيوني

                                رغم ما تبت من فشل هذه الاستراتيجية و انعاكاساتها السلبية على القضية الغلسطينية

                                و لربما تذهب السلطة الفلسطينية الى ما هو ابعد من ذلك

                                استيعاب كوادر و نشطاء الحركة في اطر السلطة الفلسطينية و تفكيك الجناح المسلح لحركة فتح

                                يعني باختصار ( تدجين للحركة و تقليم لاظفارها )

                                و قد شاهدنا كيف تحكمت الاجهزة الامنية في رام الله في مصير المصالحة الفلسطينية برفضها الافراج

                                عن المعتقلين في سجونها ...

                                و رفضها اشراك الحركة الاسلامية في الملف الامني في الضفة



                                تعليق


                                • #17
                                  رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                  المشاركة الأصلية بواسطة صهيب الحسن مشاهدة المشاركة
                                  كلام سليم، وفي هذا المقام نحن لا ننكر قوة حركة فتح (سابقاً) وسبق أن أشرت إلى فقدان سحرها الثوري، لكننا بصدد الحديث عن (عوامل التغير الجذري ) التي عصفت بالحركة إلى أن أصبحت من حركة كبيرة تستميل الجماهير إلى حزب سلطوي تخلى عن برنامجه المقاوم وتنازل عنه تدريجياً، وخضوع حركة فتح لاشتراطات خارجية ومنها عربية، وفي السابق كانت الحركة تتمتع بانسجام بين قياداتها برغم الظروف الصعبة التي مرت بها، لكن أعتقد أن الحال الآن مغاير تماماً عن السابق، بالطبع مردّ ذلك لأسباب موضوعية وقصور ذاتي نتاجه ربما اجتياح إسرائيل للبنان في تلك الفترة وضرباته القاسمة المتتالية للبنية العسكرية والتحتية لفتح، لكن كل هذا لا يبرر أسباب الخلافات التي طرأت على الحركة قديماً وحديثاً، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في برنامجها السياسي.

                                  في المقابل أعتقد أن سبب هذا التراجع هو انتقالها من صراع مع المحتل، إلى صراع مع البرامج السياسية الأخرى المنافسة لها، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تقف على النقيض بشكل شبه كامل من طريقة حركة فتح وممارستها السياسية.
                                  أخي الكريم .. لعل روح الحوار الجاد الغني تعنيني أكثر من الحوار نفسه ، وربما تمثل المكاشفة والصدق المتناهي أصل كل نقاش مفيد وعلمي.
                                  ولهذا أثني على لغتك و ارتقائها وسأواصل البحث معك عن الحقيقة في كينونتها لا في صورتها أو فيما قد تصور.
                                  ولأني لا أنكر خفوت الوهج الثوري لفتح وما أصاب برنامجها الوطني عمليا ً من تغير أو وهن ، ولا أرى التبدلات بمعزل عن موجباتها وأسبابها ، ولا أخلط الحسن بالسيء أو أتيه بين حابل ونابل ، فإني أيضا ً لا أرى العلل والآفات أصابت فتح وحدها ، وأدرك أن استتار المرض أخطر من إنكشاف أعراضه ، و أن غياب النقد القاسي للذات في كل هيكل سياسي نذيرٌ بإنحلاله وفنائه ..

                                  أتركك الأن لأصوغ أفكاري وردودي وأعود لك في موضوع ٍ أوضح وأوسع.

                                  رعاك الله

                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                    المشاركة الأصلية بواسطة حوراء المقدسية مشاهدة المشاركة
                                    ما فهمته ان السلطة هي الراس و ان فتح هي القاعدة ...

                                    و اذا كان ما فهمته صحيحا

                                    فهذا يعني ان السلطة تسير بحركة فتح نحو استراتيجية التفاوض مع العدو الصهيوني

                                    رغم ما تبت من فشل هذه الاستراتيجية و انعاكاساتها السلبية على القضية الغلسطينية

                                    و لربما تذهب السلطة الفلسطينية الى ما هو ابعد من ذلك

                                    استيعاب كوادر و نشطاء الحركة في اطر السلطة الفلسطينية و تفكيك الجناح المسلح لحركة فتح

                                    يعني باختصار ( تدجين للحركة و تقليم لاظفارها )

                                    و قد شاهدنا كيف تحكمت الاجهزة الامنية في رام الله في مصير المصالحة الفلسطينية برفضها الافراج

                                    عن المعتقلين في سجونها ...

                                    و رفضها اشراك الحركة الاسلامية في الملف الامني في الضفة



                                    الأخت الكريمة .. لي عودة بعد ساعات بإذن الله للرد على الموضوع بما يستحق ويليق.

                                    إلى اللقاء ودمت بحفظ الله

                                    تعليق


                                    • #19
                                      رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                      المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
                                      أخي الكريم .. لعل روح الحوار الجاد الغني تعنيني أكثر من الحوار نفسه ، وربما تمثل المكاشفة والصدق المتناهي أصل كل نقاش مفيد وعلمي.
                                      ولهذا أثني على لغتك و ارتقائها وسأواصل البحث معك عن الحقيقة في كينونتها لا في صورتها أو فيما قد تصور.
                                      ولأني لا أنكر خفوت الوهج الثوري لفتح وما أصاب برنامجها الوطني عمليا ً من تغير أو وهن ، لا أرى التبدلات بمعزل عن موجباتها وأسبابها ، ولا أخلط الحسن بالسيء أو أتيه بين حابل ونابل ، فإني أيضا ً لا أرى العلل والآفات أصابت فتح وحدها ، وأدرك أن استتار المرض أخطر من إنكشاف أعراضه ، و أن غياب النقد القاسي للذات في كل هيكل سياسي نذيرٌ بإنحلاله وفنائه ..

                                      أتركك الأن لأصوغ أفكاري وردودي في موضوع ٍ أوضح وأوسع.

                                      رعاك الله
                                      طالما أننا غير مختلفين في العنوان والصورة، بالإضافة إلى تسليمك بواقع حركة فتح (الآن)، وبالتالي لا أختلف معك مع موجبات وأسباب هذا الوهن الذي يعتري الحركة، لكن ما لا أفهمه وأختلف معك فيه بكل تأكيد هو سبب صرفك للعلل والآفات إلى غير حركة فتح، وهل هناك فصيل فلسطيني نقي مئة بالمئة ..؟

                                      نحن بصدد الحديث عن أساس منهجي لدى حركة فتح، بشكل قاطع نستطيع الحكم بأنه (خاطئ وباطل ) منذ نشوءه، ولا يمكن إلقاء التراجع والوهن والضعف على (شمّاعة الإحتلال)، فدونك نماذج أخرى لم تؤثر الضربات القاصمة في منهجها وسلوكها في إدارة الصراع مع الإحتلال، حتى أن الظروف قد تتشابه بشكل نسبي لكنها لم تحقق التراجع المهين إلذى وصلت به فتح إلى قاع الخيانة والعمالة للإحتلال، بالإضافة إلى انعكاسات وتصرفات أبناءها السلبية في كل مكان ولعلك تشاهد مستوى التدني الأخلاقي والقيمي لدى أبناءها في الضفة المحتلة، وعلى صعيد الأماكن الأخرى، حتى لدعى المنتديات الإلكترونية، وأي تدني هذا هو الذي يبرر اصطياد المعلومات الأمنية ونشرها بصورة مجانية للإحتلال ؟

                                      أنتظر أفكارك المصوغة بشكل نقدي أكثر تفصيلاً للأحداث التاريخية التي قمنا ببناء وجهة نظر عليها نفسر فيها سلوك شائن لحركة فتح ومنظمة التحرير جلب العار للقضية الفلسطينية.

                                      تعليق


                                      • #20
                                        رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                        [
                                        QUOTE=صهيب الحسن;9882667]طالما أننا غير مختلفين في العنوان والصورة، بالإضافة إلى تسليمك بواقع حركة فتح (الآن)، وبالتالي لا أختلف معك مع موجبات وأسباب هذا الوهن الذي يعتري الحركة، لكن ما لا أفهمه وأختلف معك فيه بكل تأكيد هو سبب صرفك للعلل والآفات إلى غير حركة فتح، وهل هناك فصيل فلسطيني نقي مئة بالمئة ..؟

                                        نحن بصدد الحديث عن أساس منهجي لدى حركة فتح، بشكل قاطع نستطيع الحكم بأنه (خاطئ وباطل ) منذ نشوءه، ولا يمكن إلقاء التراجع والوهن والضعف على (شمّاعة الإحتلال)، فدونك نماذج أخرى لم تؤثر الضربات القاصمة في منهجها وسلوكها في إدارة الصراع مع الإحتلال، حتى أن الظروف قد تتشابه بشكل نسبي لكنها لم تحقق التراجع المهين إلذى وصلت به فتح إلى قاع الخيانة والعمالة للإحتلال، بالإضافة إلى انعكاسات وتصرفات أبناءها السلبية في كل مكان ولعلك تشاهد مستوى التدني الأخلاقي والقيمي لدى أبناءها في الضفة المحتلة، وعلى صعيد الأماكن الأخرى، حتى لدعى المنتديات الإلكترونية، وأي تدني هذا هو الذي يبرر اصطياد المعلومات الأمنية ونشرها بصورة مجانية للإحتلال ؟

                                        أنتظر أفكارك المصوغة بشكل نقدي أكثر تفصيلاً للأحداث التاريخية التي قمنا ببناء وجهة نظر عليها نفسر فيها سلوك شائن لحركة فتح ومنظمة التحرير جلب العار للقضية الفلسطينية.[/QUOTE]

                                        تعليق


                                        • #21
                                          رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                          وربما حان أن يخرج الوعي الفلسطيني في كل حركة وتنظيم من حالة الوهم وتقديس النفس والحط من الأخرين بمعايير مزدوجة وغير نزيهة....................
                                          طرحك أخي رائع جدا وتعالوا جميعا من هنا نبدأ ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
                                          فالحق أحق أن يتبع ، المعركة اليوم بين حق وباطل ، فهل نحمل الحق بمعناه الحقيقي ؟؟؟ كي ندفع عنه ؟؟؟ وهل نحارب الباطل بالوسائل التي أمرنا بها الحق ؟؟؟؟
                                          أرى أنه لا داعي للتفاصيل التي تود أن تطرحها فهي لن توصلنا إلا لزيادة الخلافات ، ونحن بحاجة إلى أطروحات تجمع بيننا
                                          وبروكتم جميعا

                                          تعليق


                                          • #22
                                            رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                            المشاركة الأصلية بواسطة بحبك يا فتح مشاهدة المشاركة
                                            الأخت الكريمة .. لي عودة بعد ساعات بإذن الله للرد على الموضوع بما يستحق ويليق.

                                            إلى اللقاء ودمت بحفظ الله
                                            مازلنا في الإنتظار :
                                            1029:

                                            تعليق


                                            • #23
                                              رد : فتح " حشرة " إسرائيل في الزاوية !!

                                              لازال الأسبان وبعد مضي خمسة وثلاثين عاما على رحيل الديكتاتور " فرانسيسكو فرانكو " أوفياء لمعاهدة النسيان وقانون العفو والمصالحة الوطنية المصادق عليه بعد وفاته بعامين وتحديدا في العام 1977م .
                                              وعندما حاول القاضي الإسباني الشهير" بالتسار غارثون " في العام 2008م فتح تحقيق حول الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت خلال عهد الديكتاتورية ( 1939 – 1975 م ) وأسفرت عن مقتل أكثر من مليون إسباني في الحرب الأهلية ، أعدم منهم 114 آلفا ً من أنصار الجمهورية دون محاكمات ، ثارت قطاعات واسعة من الرأي العام الإسباني ، وقرر المجلس العام للسلطة القضائية إحالة " غارثون " للقضاء ومحاكمته بتهمة مخالفة قانون العفو ، ولم يشفع له رجوعه عن دعواه وطيه لملفات التحقيق.
                                              وعلى الرغم مما تحفل به مسيرة " الكوديللو " زعيم الأمة ومؤسس حزب " الفالانج " الكتائب من جرائم بطش وتنكيل ، و تلطخ سيرته ويداه بقتل شاعر اسبانيا الأشهر" فيدريكو غارثيا لوركا " فإنه لا زال يشكل شخصية جدلية ، ومعضلة وطنية ، ويمثل لدى قطاعات واسعة من الشعب الإسباني الأب ، والباني والمؤسس لأركان الدولة المستقرة الحديثة.
                                              وفضا ً للخلاف حول توصيف حقبة هامة من تاريخهم الوطني ، وتفاديا لما قد يهدد النسيج السياسي والاجتماعي بالخروق و الشقوق ، حافظ الأسبان على اختلاف تياراتهم الإيديولوجية والفكرية على " معاهدة النسيان " و شروطها لأنهم أثروا الاتفاق على ما هو أهم أي الولاء للوطن والإتحاد من أجله.
                                              وبعيدا عنهم في أقصى الشرق لمع نجم تشانغ كاي تشيك أحد تلاميذ " صن يات صن " وقائد واحد من أفواج الثورة و بناء الجمهورية عام 1912م ، وقائد الكومنتانغ ( الحزب الوطني ) ورئيس الحكومة الوطنية لجمهورية الصين ( 1928- 1975 م ) .
                                              ومما يسترعي التأمل في سيرته هنا، انصرافه في البداية عن الغزو الياباني لمنشوريا الصينية ، وعدم تصديه له وانشغاله بمواصلة الهجوم العسكري ضد " ماو تسي تونغ " وقواته ، إلى أن اختطفه أولئك بمدينة " زيان " في 12 ديسمبر عام 1936م وصار في قبضتهم ، ففاوضوه على إطلاق سراحه مقابل وقف الحرب الأهلية وتوحيد الجبهة الوطنية ضد اليابان ، فتوقفت تلك الحرب بالفعل وانصبت كل الجهود لمقاومة الغزو الياباني ، ولم يستأنف الصراع الداخلي على الحكم والسلطة إلا بعد هزيمة الجيوش اليابانية واستسلامها وخروجها من الصين في نهاية الحرب العالمية الثانية .
                                              لم نورد المثالين السابقين ترفا ً ودون قصد ، بل لوضعهما عبرة ومثلا ً لأمتين أو شعبين توافق أولهما على جمع صفوفه وتوثيق وحدته الوطنية بطي صفحة احتراب عصفت به ، وغسلها بالتسامح والصفح والتطلع بثقة واقتدار نحو الأمام والمستقبل ، و استجمع الأخر قواه ونحى صراعاته الفكرية والمصلحية والحزبية وأوقف الحرب الأهلية للتفرغ للعدو وأولويات قضاياه الوطنية.
                                              لم يتحلى الأسبان بخلق الإسلام و أدبه و رحابته ، ولم يتسلح الصينيون من أتباع ماو أو تشينغ كاي تشيك بكتاب جامع وسنة هادية ، لكنهم أدركوا كيف يغلبون العقل والحكمة ، وكيف يتعالون عن الشحناء والبغضاء ، والانقسام والتفرق حين يدهمهم الخطر ويهدد وجودهم وبقائهم ومستقبلهم على حد ٍسواء.
                                              فهل تدرك حركة حماس الفرق بين الصراع الثانوي والصراع الأساس في معركة الوجود الوطني ؟ وهل تعلم أن الإعداد يبدأ من النفس بحشد القوى وتأليف القلوب على قلب رجل واحد ؟ وأن الصفح والتسامح والتنازل في جوانب جزئية وهامشية من أجل الاتفاق في الأمور الأساسية والجوهرية مغنم لا مغرم ؟
                                              وهل يمكن لألة حماس الإعلامية والتعبوية وأبواقها ، ومحرريها والناطقين باسمها وهم كثر ُ الإقتداء بمعاهدة النسيان أو قانون العفو ، والكف عن تناول حقبة هامة وطويلة وحاسمة من تاريخ الشعب الفلسطيني وكفاحه وثورته المسلحة وصب حمم الغضب واللعنة و السخط عليها ؟ وهل يدور بخلد قادة حماس وروادها أن قبول أعداء فرانكو وضحاياه الصمت عن نبش تاريخه لم يكن هزيمة أمام أنصاره بقدر ما كان انتصارا للوطن ومصالحه العليا واحتراما وقبولا ً لحقيقة أن مريديه أخوة لهم وشركاء في النار والماء والكلأ ؟ وهل تاريخ فتح ومنظمة التحرير والثورة الفلسطينية ماضيا وحاضرا هو بالبشاعة والدموية والبطش والتسلط التي يتم تصويرها أم أنه تاريخ مشرف لشعب مقاتل تكلل بالمجد وإن اعترته ككل شيء ٍ في الطبيعة نواقصٌ وعيوب ؟ وهل هناك وجه للمقارنة بين فرانكو وياسر عرفات أو حتى أبو مازن على وجه التعيين؟
                                              ألا يرى المرء عبرة في أن ماو تسي تونغ لم يجز رأس عدوه اللدود " تشينغ كاي تشيك " عندما وقع في أسره ، ولم ينتقم لدحر وملاحقة قواته عبر ما أصطلح عليه " المسيرة الطويلة " ، وهو قادر ، ولم يمحق قواته العسكرية ، أو يطالبه بالتنحي أو بالشراكة السياسية ، بل اكتفى راضيا وقانعا بوقف التنابذ ووئد الحرب الأهلية ، أو تأجيلها حتى انتهاء مرحلة التحرر الوطني ؟
                                              فهل بصر الأسبان والصينيون بما لم يبصره قادتنا وحكمائنا ، أم أن أولئك غاب عنهم الوعي والعقل؟
                                              من يتابع آلة حركة حماس الإعلامية ومواقعها الإلكترونية وما يصدر عنها من خطابات سياسية ، وتصريحات وبيانات ، وما يحتشد في عقول أتباعها من أفكار وتصورات ، يشعر كأن فتح ومنظمة التحرير لم تؤسس طوال مسيرتها الطويلة إلا لنظام قمعي استبدادي دموي ، تسلط على أعناق الناس ورقابهم بالنار والحديد ، ويخيل إليه أن الثورة الفلسطينية ولاحقا السلطة الوطنية لم تكن سوى نسخة عن نظام الخمير الحمر في كمبوديا أو كمبوتشيا الديمقراطية ( 1975- 1979 م ) وأن قادتها لم يكونوا سوى مقلدين للسفاح " بول بوت " الذي أزهق أرواح أكثر من مليون ونصف كمبودي خلال بضع سنوات ، أو أنهم نسخة عن نظام " بينوشيه " في تشيلي أو حكم عائلة سوموزا في نيكاراغوا ، ولربما عن نظام أكل لحوم البشر " بوكاسا " أو جان بيدل بوكاسا أو صلاح الدين أحمد بوكاسا أو كما سمى نفسه بوكاسا الأول ( الحاكم العسكري لجمهورية أفريقيا الوسطى منذ يناير 1966 م وامبراطور أفريقيا الوسطى 1976 – 1979 ) .
                                              وإن استرسلنا في سرد تهم العمالة والخيانة والخضوع للأمريكان وأوامر دايتون وملر بغزارة وإفاضة ، وغضضنا الطرف عن أن دور أولئك محصور في مراقبة تقيد الجانب الفلسطيني بشروط خارطة الطريق وتفاهمات تنت و تشكيل قوة شرطية لا أكثر، أو أكثر قليلا ً ، وإن لم نقارن ونقيس الضابطين الأمريكيين ودورهما بذات معايير تلقي أحزاب المجاهدين الأفغان سابقا أتباع سياف ورباني ، وحلفاء أمريكا في أفغانستان اليوم ، التدريب لدى فرق ساس ودلتا ورينجرز البريطانية والأمريكية ، فإننا سنبحر بعيدا و سنرى فداحة وخطورة ما تقوم به قوات الأمن الوطني من دور مكرسا ً لخدمة المحتل وأهدافه بنفس حجم وأهمية ما أنيط بعملية " كوندور " الأمريكية في أمريكا اللاتينية من مرامي وغايات ، ولكن هذه المرة ضد الحركات العربية التحررية والإسلامية .

                                              ولنبدأ من النقطة الأولى : فهل مثلت حركة فتح نمطا ً لتنظيم فاشي حديدي وصارم ، متزمت في عقيدته و بنيته الفكرية ، وجامد في أطره وهياكله التنظيمية ؟ وهل مارست داخل صفوفها وهيئاتها سياسة الخضوع الأعمى للقيادة دون أي هامش لحرية الرأي أو النقد ؟ وهل اتسمت فتح بطابع التنظيم الأحادي الفكر والإيديولوجيا ، الانعزالي المغلق ؟ وهل كرست قيادتها لمنظمة التحرير وريادة حركات التحرر العربية لعقود من الزمن قيادة الحزب الواحد المهيمن بوسائط الفرض والإكراه والسيطرة ؟
                                              تؤكد حركة فتح في أدبياتها وفي نظامها الأساسي وبرنامجها السياسي أن قضيتها هي قضية الجماهير ، وليست قضية فئة مميزة منفصلة عن هذه الجماهير ، وأن الشعب هو القاعدة العريضة لأي تنظيم ثوري وانه الحامي والحاضن ، والأقدر بحسه وحدسه وتصميمه وعزيمته على ممارسة النضال بكفاءة عالية .
                                              وتضع فتح تحرير الوطن هدفا ً أساسيا لها يلتقي عليه كل منتسب لها دون تمييز طبقي أو ديني أو فكري ، مع احترام حرية الرأي والتعبير ، واعتماد مبدأ العمل الديمقراطي و التزام الأقلية بما تقرره الأكثرية ، وصون مبدأ النقد الذاتي وحق الاعتراض .
                                              هذا ما نجده في الجانب النظري من منطلقاتها وأسسها التنظيمية ، ولكن ماذا عن الممارسة والتجربة العملية ؟
                                              بالتأكيد من المغالاة والتجديف الإدعاء بأن التنظيمات السياسية ، وخاصة تلك ذات الجذور الثورية يمكن أن تتطابق أفعالها بحذافيرها مع شعاراتها وبرامجها المنصوصة والمعلنة ، أو أنها تحتفظ في الواقع العملي بمثلها وقيمها بنفس الدرجة اللفظية واللغوية من الشفافية والنقاء .
                                              كما أنه من غير الإنصاف لا دفاعا ولا اعتراضا على تجربة فتح أن نتخيل عملا بشريا ً خاليا ً من العثرات والعيوب والأخطاء، ومنافيا لنواميس الطبيعة والكون بأن الكمال لله وحده. أو أنه يسير بقدرة مطلقة على التحكم بالأحداث وبالنفس وما يطرأ عليها من تبدلات وتغيرات دونما تأثير قوي ومتبادل مع عوامل ظرفية وموضوعية.
                                              ومن شاء أن يرى نواقص وأخطاء وعثرات فتح خلال رحلتها الطويلة ، ويغمض عينيه عن ما لها من منجزات ومآثر وحسنات سيسعه أن يرى ما يشاء ، ومن أرد العكس سيقدر دون أي عناء.
                                              وسأحاول هنا بما أقدر من موضوعيه وتنزه عن الهوى ، لن يكون بالتأكيد تاما ً ، أن أسلط الضوء على صورة تقارب الحقيقة ولا تنقلها ذاتها أو تتماثل معها في كل المقاييس.
                                              عندما بدأ الإعداد لانطلاقة فتح عام 1957م ، توجهت النواة الأولى من المؤسسين إلى كل الفلسطينيين في فلسطين وبلدان العالم كافة ، على اختلاف مشاربهم الفكرية وطبقاتهم الاجتماعية ، ومذاهبهم الدينية ، سائلة ً الدعم والمناصرة ، ومرحبة ً بكل منتسب ، همه تحرير فلسطين ، بغض النظر عن إيديولوجيته أو اعتقاده ، ودونما شروط على ميوله وأهوائه أو منبته الحزبي.
                                              وامتدت العلاقات والتنسيق من الأحزاب القومية إلى اليسارية إلى الإخوان المسلمين ، وشملت محاولات الاتصال و عقد الصلات الحكومات وأحزاب المعارضة على حد سواء ، انطلاقا ً من أن فلسطين والمعركة من أجلها تزيح الخلافات الثانوية وتوحد الجميع.
                                              ولهذا نرى في تشكيلة فتح وأطرها وقياداتها ، لفيفا ً ينحدر ُمن مختلف الأحزاب العربية ، ( القوميون العرب ، البعثيون ، الإخوان المسلمين ، الشيوعيون وغيرهم ) .
                                              ولأن الفكر الوطني هو ما رفعته فتح فهي لم تشغل نفسها بأي تشعبات جدلية ، وهموم ٍ تتعدى العمل من أجل تحرير فلسطين ، وكانت الخطوة الأولى للمارستها الديمقراطية عندما أخذت هيئتها القيادية قرار الانطلاقة في 31/12/1965م بفارق صوت واحد .
                                              ثم جاءت معركة الكرامة في 21 /3/1968م لتضع قيادة فتح أمام امتحان أخر وسؤالين هامين :
                                              الأول حول الآلية التي ستتخذ بها قرارها وتختار المواجهة أو الانسحاب والثاني حول كيفية التنسيق والموائمة بين قرارها وما ستتخذه بقية الفصائل الفدائية من قرارات .
                                              وأتت الإجابة على السؤال الأول بالإصرار على مقابلة العدو وجها ً لوجه مهما كانت النتائج.
                                              أما السؤال الثاني فتوقف على ما قررته بقيت الفصائل التي أثرت جميعها الانسحاب إلى جبال السلط .
                                              يومها قبلت فتح قرار الفصائل الأخرى ورضيت به ، ولم تحاول ثنيها ، ولم تطالها بألسنة النقد والشتم والتجريح ، ولم تلقي عليها تهم الجبن والانهزام والتقهقر.
                                              وبعد معركة الكرام انهالت على فتح أفواج المتطوعين والمنتسبين من كل الأقطار العربية ومن كل القوى والأحزاب ، فتحولت من فصيل يضم بضع مئات من الفدائيين إلى حركة يلتف حولها الآلاف ، وفتحت معسكراتها لتدريب الجميع دون قيد أو شرط بما فيهم من تدرب في معسكرات الشيوخ من عناصر وأفراد الإخوان المسلمين.
                                              وعندما عقدت دورة المجلس الوطني الفلسطيني الثانية عشرة عام 1974م وأقرت البرنامج المرحلي ( برنامج النقاط العشر ) ، بإقامة السلطة الوطنية على أي جزء من فلسطين تتم استعادته ، جمدت عدة فصائل فلسطينية عضويتها في منظمة التحرير الفلسطينية وشكلت ما سمي جبهة الرفض أو جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية ، وانضوت تحتها كل من الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية – القيادة العامة و جبهة التحرير العربية وجبهة النضال الشعبي وطلائع حرب التحرير الشعبية – الصاعقة ، وترأس أمانة سرها أبو ماهر اليماني من الجبهة الشعبية.
                                              فماذا فعلت قيادة فتح ومنظمة التحرير بالمقابل ؟ هل بسطت سيطرتها العسكرية وانتزعت خضوع الفصائل الأخرى عنوة وهي التنظيم الأكبر والأكثر تسليحا وقوة ؟ وهل قطعت عن الفصائل المعارضة الموارد المالية وحجبت عنها مخصصاتها ؟ وهل أعلنت القطيعة السياسية معها وأوقفت كل اتصال أو تعاون ؟
                                              ما حصل هو العكس تماما ً فقد حافظت فتح وقيادة منظمة التحرير على احترامها لما اختارته الفصائل الأخرى ولم تتعرض لها بأية أعمال استفزازية أو عدائية ولم تمتد لها بأي مس أو أذى ، وأبقت على التواصل معها
                                              واستمرت في صرف مخصصاتها وتعاونت معها ميدانيا ً فدافعت قواتها بالاشتراك مع كل الفصائل ومع أبطال الجبهة الشعبية عن مخيم تل الزعتر ، واشتركت مع قوات الجبهة الشعبية القيادة العامة في اقتحام منطقة الفنادق ، وخاضت في نفس الوقت داخل فلسطين معركة المجالس البلدية عام 1976م التي فازت فيها قوائم الجبهة الوطنية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
                                              حتى عندما قرر الحكيم جورج حبش عدم الزج بقواته في بعض المحاور مراعيا ما وصفه " الحفاظ على الكادر الثوري " لم يجسر أحد على التعرض له أو انتقاده ، وبقي محط اعتزاز وتقدير .
                                              وكذلك أحمد جبريل عندما تقاطعت مصالحه في مرحلة لاحقة مع تدخل الجيش السوري في لبنان لدعم الكتائب والقوى الانعزالية ، وقرر عدم الاصطدام به ، بقيت له ذات المكانة ولم يرمى بالعمالة وخيانة الثورة ، أو غيرها من التهم والأحكام .
                                              بل أكثر من ذلك عندما تحركت طلائع حرب التحرير الشعبية – الصاعقة بقيادة أمينها العام زهير محسن لمناصرة الجيش السوري ضد قوات الثورة الفلسطينية وللسيطرة على بعض المواقع في بيروت ، اكتفت فتح بانتزاع مكاتبها ومقراتها خلال عدة ساعات ولم تتعدى تلك الحدود.
                                              أما قائد جيش التحرير الفلسطيني " مصباح البديري " الذي دفعت القيادة السورية قطعاته الموجودة تحت إمرتها للمعركة ضد أبناء وطنهم ، فقد انفض عنه الكثير من جنوده ووقع في الأسر ، فأحسنت فتح معاملته وأعادته سالما آمنا إلى بيته.
                                              عندما دخلت فتح الحرب الأهلية في لبنان دخلتها مضطرة ، وبعد محاولات طويلة ومضنية من ياسر عرفات لكبح جماح كمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية ، وبعد استنفاذ كل وسائل التفاهم والتسويات السلمية مع الأحزاب الانعزالية والمسيحية ، وبعد أن قصف سلاح الطيران اللبناني المخيمات الفلسطينية سنة 1973م ، وتعرضت حافلة فلسطينية مدنية في فرن الشباك للحرق والتدمير.
                                              تشهد وقائع وشهادات الحرب في لبنان ، بما فيها شهادات قيادات الكتائب ، جوزيف أبو خليل وكريم بقردوني مثلا ً ، أن ياسر عرفات وقيادة منظمة التحرير ، انفتح على كل القوى والمنظمات وحاول حتى النهاية البحث عن صيغ التعايش السلمي والتقيد ببنود اتفاقية القاهرة التي وقعها مع الحكومة اللبنانية عام 1969م.
                                              ورغم خروج قوات الثورة الفلسطينية منتصرة واعتراف قادة الكتائب بوصول وحداتها إلى مشارف مقراتهم ومعاقلهم ، لم يسجل عليها ارتكاب أية مجازر أو أعمال انتقامية في حق المدنيين .

                                              ليس المكان هنا متسعا للخوض في التفاصيل أكثر ولهذا أكتفي ببضعة شواهد ذات دلالات:

                                              - شكلت قيادة الثورة غرفة عمليات موحدة للقوات المشتركة التي انضوى فيها ممثل عن كل فصيل
                                              لبناني وفلسطيني على قدم المساواة ، بغض النظر عن حجم الفصيل وإمكاناته. واتخذت أغلب
                                              قرارات السلم والحرب بالتوافق أو الإجماع.
                                              - حمى مسلحون من منظمة التحرير الفلسطينية مصرف لبنان " البنك المركزي " بكل ما فيه من
                                              ودائع وعملات واحتياطات.
                                              - أفرجت قيادة المنظمة عن كميل شمعون قائد حزب الأحرار ، وأوصلته إلى مكان آمن ولم تمسسه
                                              بسوء.

                                              - طوال سنوات ما عرف بـ " فتح لاند " و " جمهورية الفاكهاني " احتفظت كل المنظمات
                                              الفلسطينية واللبنانية بحرية العمل السياسي والعسكري والتعبوي والإعلامي دون أية قيود.
                                              وتمتعت بفضاء مفتوح من حرية الإختلاف والمعارضة والنقد.
                                              - حافظت قيادة منظمة التحرير على علاقات حسنة وطيبة مع الرئيس سركيس ورئيس الوزراء "
                                              شفيق الوزان " حتى يوم خروجها الأخير من بيروت.
                                              - رغم ما قد يتخلل العمل الفدائي من فوضى الميليشيات ونزق الأفراد ، لم يسجل على الفلسطينيين
                                              ارتكاب أية مجازر أو تعرض بالإيذاء والترويع للمدنيين ، ولم توجه لهم أية اتهامات جنائية وقانونية بهذا الخصوص.
                                              - مذكرات وشهادات القوى والقيادات اللبنانية على اختلاف مذاهبها وتياراتها ، لم تقيد على الفلسطينيين أية أعمال قتل واعتقال وتنكيل ولا أية جرائم ضد الإنسانية.

                                              - رغم الاختلافات الفلسطينية الداخلية العميقة سياسيا فقد حافظت منظمة التحرير على التعايش السلمي بين فصائلها ولا يستطيع أي معارض كأحمد جبريل مثلا أن يدعي أنه تعرض يوما للإساءة أو محاولة التصفية أو الإيذاء والتنكيل ، أو أنه جوبه بالزجر وإساءة الأدب والتوبيخ.

                                              ومن يراجع تجربة منظمة التحرير الفلسطينية داخل فلسطين سيرى التفافا وطنيا حول قوائمها في الانتخابات البلدية عام 1976م ، لم تشبه أو تفسده الخلافات التنظيمية ، والتحاما وثيقا في بنية القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الفلسطينية الأولى وتمثيلا متساويا لكل فصيل بغض النظر عن حجمه وتعداد جمهوره ، وضما ً لحركة الجهاد في وحدة كفاحية ونضالية شعبية تكرست على الأرض وفق منهج المقاومة و قتال المحتل ، لم تبقى خارج إطاره ( إطار القيادة الوطنية الموحدة ) سوى حركة حماس ولأسباب ذاتية .
                                              ومرة أخرى اتحد الفلسطينيون وفصائل المنظمة رغم اختلاف توجهاتهم وتحالفاتهم أثناء الانتفاضة الأولى فوقفت حركة فتح في نفس الميدان إلى جانب التحالف الديمقراطي ( الشعبية والديمقراطية ) ، والتحالف الوطني ( جبهة الإنقاذ ) ، والقوى الإسلامية ( الجهاد بقيادة الشهيد الشقاقي و أسعد بيوض التميمي ) ولم تحل دون ذلك اختلافاتهم الفكرية والنظرية.
                                              وأعطى اتفاق عدن الجزائر صيغة وطنية للمصالحة ، ومثالا معبرا عن نمط العلاقات وحل الخلافات الداخلية بالحوار والتفاوض ، ومهد لعقد الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني عام 1988م بكل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وإعلان بيان الاستقلال.
                                              إذا فتجرية فتح في عهد الثورة كانت تجربة ديمقراطية ، استندت إلى التعايش والتسامح والصفح ، وإلى التوافق والتآلف وفض الخلافات والنزاعات بالطرق الودية والسلمية ، ولم تكن نموذجا لنظام استبدادي استئصالي يلغي الأخر و يحتكم للقوة والعسف والقمع.
                                              فهل تبدل هذا النهج بوصولها للسلطة بعد اتفاق أوسلو وتحولها من ثورة مسلحة إلى حكومة ؟

                                              يسجل لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية مايلي:

                                              - تنظيم وإجراء أول انتخابات رئاسية فلسطينية في 20/1/1996م . تنافس فيها مرشح فتح ( ياسر عرفات و السيدة سميحة خليل ( مستقلة ) وشهدت مشاركة واسعة تكللت بفوز مرشح فتح بنسبة 87,28 % من الأصوات.
                                              - تنظيم وإجراء أول انتخابات تشريعية في كانون ثاني/ يناير عام 1996م .
                                              - تنظيم وإجراء انتخابات المجالس البلدية التي حققت فيها حماس نتائج جيدة ومتقدمة.
                                              - تنظيم وإجراء ثاني انتخابات رئاسية فلسطينية في 1/9/2005م ترشح فيها ( محمود عباس ) عن فتح أمام ستة مرشحين وأسفرت عن فوزه بنسبة 62،52 % من الأصوات.
                                              - توقيع إعلان القاهرة بصدد تطوير وتوسيع مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية عام 2005م.
                                              - تنظيم وإجراء ثاني انتخابات تشريعية في 25 كانون / يناير 2006م ، فازت بموجبها حماس بـ 74 مقعدا وفتح بـ 45 مقعدا وتوزع 13 مقعدا على باقي الفصائل.
                                              - القبول بنتائج الانتخابات وتكليف السيد إسماعيل هنية في 16 / 2 / 2006م بتشكيل الحكومة التي ترأسها بالفعل منذ 20/ 2/ 2006م.
                                              - - توقيع اتفاق مكة للمصالحة وحقن الدم الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية في 8/2/2007م
                                              - تكليف الرئيس أبو مازن السيد إسماعيل هنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا لما اتفق عليه في إتفاق مكة .
                                              - مشاركة فتح وفصائل المنظمة في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها السيد إسماعيل هنية وطرح برنامجها المفصل أمام المجلس التشريعي في مارس / 2007م .

                                              ومما تقدم فإن الأحداث تبين بقدر كبير من الوضوح والجلاء أن منظمة التحرير الفلسطينية ، ممثلة بالسلطة الوطنية ورئيسها رعت خلال السنوات التي أعقبت نشوئها عملية ديمقراطية ونزيهة في كل المستويات ، وأنها لم تتدخل في مجريات الإقتراع أو تغير في نتائجه سواء على مستوى الرئاسة أو المجلس التشريعي أو البلديات ، وأن فوز حماس يؤكد الحرية التي تمتعت بها في الحركة و العمل والتعبئة والدعاية والتواصل المباشر مع الجمهور ، وأن سنوات حكم السلطة الفلسطينية شهدت نموا في حجمها وصحة وعافية ، وانتشارا واتساعا حصدته بحكم حسن أدائها ونشاطها الدؤوب ، وتماسك بناها التنظيمية ، وملامسة برنامجها بالمقاومة والإصلاح لحس الشعب وتطلعاته ، واستفادتها مما اعترى فتح من تخبط وتشتت وانحدار في مستويات التعبئة والتنظيم ، لكن كل ذلك يؤكد بما لا يترك مجالا للشك أن عملها المقاوم وقدراتها العسكرية لم تكن لترتقي بسرعة وفاعلية لو لم تهيئ لها مناطق الحكم الذاتي قدرا كافيا من الأمان ومواقع ومعسكرات كافية ومهيئة للتدريب ، وخطوط الإمداد والتسلح ، ولو لم تنعم بغض الطرف ولعبة وسياسة الباب الدوار .
                                              ولو كانت فتح تضع بالفعل نصب أعينها توجيه ضربه قاصمة لحماس ووقف صعودها ، أو تبيت خطة لاستئصالها لأقدمت على ذلك وهي لم تزل بعد في بدايات نشأتها ، وفي ظل الفارق الهائل في القوة والعتاد .
                                              يتكلم البعض عن تجربة عام 1996م وما شهدته من أحداث وصدامات مؤسفة ، ويتجاهلون أن مجرد الحديث عن وقائع انحصرت في سنة واحدة فقط من تاريخ الثورة الفلسطينية ومن تجربة فتح في الحكم ، يؤكد أن كل ماعداها من سنوات طويلة وحافلة لم تعكره سوى حوادث محدودة ومتبادلة ومتفرقة.
                                              كما أن سنة واحدة يتمسك كل طرف إزائها بحكاياته وقوائم ضحاياه واتهاماته تجاه الأخر لا يكفي حجة لدمغ تاريخ بأكمله ومسيرة طويلة لحركة تحرير وطني بما ليس فيها.
                                              وما عاناه الإخوان المسلمون من عذاب وملاحقة وقتل في سوريا على سبيل المثال ، التي لايزال قانونها يعد الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين جنحة تستوجب الإعدام ، وما تعرضوا له من قصف بالمدافع والطائرات وزج في السجون وإعدامات ، وحرمان من مزاولة العمل السياسي ومن الحريات السياسية والمدنية كافة ، وإبعاد عن الحياة السياسية وحقوق الترشيح والتمثيل ، لم يلق مثله أبدا إخوان فلسطين , بل نعموا بقدر أكبر بكثير من الحرية والأمان .
                                              فكيف يتفق التحالف هناك مع حزب خصم ولدود ، والسكوت على ويلاته ، والإشادة بدعمه و حسناته ، ونبذ الأخ هنا و والتشهير بمساوئه ومحو أفضاله ؟
                                              ربما كان لأبومازن آلف سيئة لكن له حسنة واحدة وفضلا على حماس أنه تمسك بعقد الانتخابات في وقتها ولم يستجب لمن نصحه بتأجيلها و أوصلها بيسر و نزاهة إلى الحكم.

                                              لقد بلغ الشعب الفلسطيني أرقى نقطة و أفضل ظرف ، لما التئم الشمل وتشكلت حكومة الوحدة الوطنية ، وتلى السيد إسماعيل هنية برنامجها الكافي الوافي في المجلس التشريعي ، ولم يبق أي جانب سياسي مختلف عليه ، فلماذا دارت حماس إلى الوراء بشكل باغت الجميع واختارت الحسم ؟ !!!

                                              سنتابع لاحقا الخلاف حول اتفاق أوسلو وهل شكل سابقة وظاهرة غير مألوفة في تاريخ حركات التحرر والشعوب ، وهل كان خطوة إلى الأمام بآثاره ونتائجه أم ارتدادا للخلف ؟ وهل رفضته حقا حركة حماس ولم تقطف ثماره ؟ وسنرى هل كان الحسم ضرورة وطنية أم ضرورة حزبية ؟ وهل كان له ضرورة بالأصل ؟ وما وجه الخلاف بين برنامج حماس السياسي وبرنامج منظمة التحرير؟ وهل نحن في حال أفضل مما مضى أم العكس ؟ وهل قدمت حماس أي شيء للديمقراطية وللحريات السياسية كما فعلت فتح ؟ وهل كان أدائها في الحكم أفضل على مستوى الإدارة والحريات من تجربة فتح ؟ وهل استطاعت الجمع بين مناداتها بتطبيق الشريعة وعملها بالقوانين الموضوعة ؟ وأخيرا هل استطاعت حقا الجمع بين الحكم والمقاومة ، وبين الجهاد والتهدئة ؟

                                              لنا عودة بإذن الله ولقاء فللحديث تتمه

                                              رعاكم الله

                                              تعليق

                                              جاري التحميل ..
                                              X