إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحب .. في ظلال بيت النبوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحب .. في ظلال بيت النبوة


    الحب .. في ظلال بيت النبوة



    من الخطأ في حقِّ الحب الطاهر والعفيف أن نبحث عنه في غير مظانِّه، وأن نحرص على تعلُّمه عند غير أهله، فالحب أكبر من أن يبدأ من مكالمة هاتفيَّة عابرة، بل خاطئة، وأسمى من أن تكون المسلسلات والأفلام مدرسته، وميدانَ تعلُّمه، وهو أطهر وأنقى من أن نبحث عن معانيه الراقية في ثنايا قصيدة لشاعر ماجنٍ لا يتقيَّد بشيء، ولأنَّ ديننا الحنيف دين الجمال والروح والعقل والبدن، فلا بد أنه سيعطي موضوع الحب قدرًا من الاهتمام، فقد شغل البشر قديمًا وحديثًا، ومثَّل قضيةً عامةً في جميع المجتمعات، فكان الحب الذي يصون كرامة المرأة وعفافها، ويكرم الرجل ويحفظ مكانته، بعيدًا عن اللعب واللهو والعبث باسم الحب، والتشبه بالضائعين والضائعات.

    فلسنا بحاجةٍ إلى الحب بالمعنى المستورد من المجتمعات المتفككة والعابثة والبعيدة عن قوانين السماء مهما كانت دعاواهم.

    تعالوا نتعرف عن الحب في حياة أتقى وأنقى الخلق - صلى الله عليه وسلم - لنعرف أين نحن منه، وكم حرمنا أنفسنا من حقيقة الحب:

    كان يُقبِّل أهله وإن كان صائمًا، وإذا شربت حبيبته من إناء تعمَّد أن يضع فمه على موضع فمها، وإذا كان في سفر مع من يحب، استغل الفرصة للمسابقة فسُبق وسَبق، وكان يغتسل معها من إناءٍ واحدٍ تختلف فيه أيديهما، وإذا زارته في متعبَّده عند اعتكافه، عاد معها مرافقًا مؤنسًا، وإذا أراد سفرًا لا يخرج بدون إحدى زوجاته وحبيباته، وإذا كان معهم في بيته، كان في مهنتهم يساعدهم، ويلاطفهم، ويؤنسهم، يذبح الشاة فيذكر حبيبته التي سبقته إلى الآخرة، فيرسل لصواحبها وفاءً وحبًّا، تأتي عروسه لتركب فيعد ركبته؛ لتعتمد عليها فتصعد مركبها، ولم يضرب بيده امرأةً قط، وقد جمع تسع نسوة، وكان يمازح، ويداعب، ويستمع الشكوى، وينصت إلى القصص، ويعطي أهله فرصة النظر إلى الألعاب، وهو الذي يسترهم، ولا يترك حتى يشبعوا، وإذا سُئل عمن يحب، صرَّح باسمها دون تحرج أو تردد، فالحب مما لا يمكن إخفاؤه.

    عاش الحب في واقِعِه، وعاش ذكرياته، حتى قالت حبيبته: "ما غِرتُ على امرأة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها وثنائه عليها، فقد ظل يعيش ذكريات أول حبيبة في حياته، ولو بعد وفاتها بسنين، ومع مجيء غيرها، ومنافساتهن لها.

    عاش الحب ودعا غيره له، فقال: ((خيركم خيركم لأهله))، ((ولا يفرك مؤمن مؤمنةً))، ((واستوصوا بالنساء خيرًا))، ويشير إلى أن يضع الرجل اللقمة في فِي امرأته، ويحض على الملاعبة المتبادلة، ويراعي المشاعر، فيحث على الرفق بالقوارير تشبيهًا لطيفًا وحثًّا جميلاً.

    هذا الحب الطاهر العفيف كان يجري في ميدانه الفسيح ومكانه الآمن في حديقة الزواج الوارفة، وبيت الزوجية التي تنعم بظلال الحب، فتأتي السعادة إليه راغبةً أو راغمةً.

    ومن هذه المدرسة، ومن هذا الأستاذ ينبغي أن نتعلَّم الحبَّ بعيدًا عن التلاعب بالعواطف، والتقليد الأعمى لمن لا تحكمهم ضوابط، ولا تردعهم أخلاق، ولا يفرقون بين ما يصح وما لا يصح.

    فصلى الله على خير الناس لأهله، وعلى من سار على نهجه، واقتفى أثره، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

    ــــــــــــــ
    المصدر: نبيل النشمي

  • #2
    رد : الحب .. في ظلال بيت النبوة

    قد يكون الحب من أكثر المشاعر الراقية التي اسيء فهمها وشوهت صورتها ، فعلا ليس الحب يتكون من نظرة او ابتسامة او مكالمة هاتفية ، بل والحب والله مشاعر راقية تملئ القلب حتى تفيض على الجوارح فلا تدع عملا من اعمال الدنيا او الاخرة الا كان للحب منها نصيب ، الا تذكرون قول الامام حسن البنا إنما نقاتل الناس بالحب.
    يجب ان نعود الى نبع الحب الصافي ونرتشف منها بكل لطف ورفق حتى نرتوي انه نبع الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ونتعلم كيف كان يعامل اهل بيته وأصحابه بل وبعض المشركين بالحب والتقدير ، اواه لو عاد الحب الى مجاريه السابقة دون ان يلغ فيه ادعياء الحب المنحرف الذي عكر صفو الحب والقى فيه من القاذورات ما عكر صفوه وانتن رائحته وتغير طعمه حتى باتت كلمة الحب كلمة تثير التوجس والشك والريبة في قلوب الناس .
    نسأل الله ان يعيد الينا الحب الحقيقي حب الله وحب رسوله وحب المسلمين جميعا وحب جميع البشرية .

    مشكور اخي ازهري على النقل وبارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      رد : الحب .. في ظلال بيت النبوة

      من أراد أن يتعلم الحب ,, فليقرأ سيرة رسول الله " صلى الله عليه وسلم "

      جزيت خيراً أخي كاتب الموضوع ..

      تعليق


      • #4
        رد : الحب .. في ظلال بيت النبوة

        اللهم صلّ على هذا الحبيب وعلى آله، أستاذ البشرية وقدوتها، وجزاكم الله خيراً على هذه الكلمات الجميلة في وصف جانب من الحب الطاهر في حياة سيدنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

        تعليق

        جاري التحميل ..