إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقال .اللهم لقد أراني الظالم قوته علي فأرني قوتك عليه .. بقلم محمد اشتيوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقال .اللهم لقد أراني الظالم قوته علي فأرني قوتك عليه .. بقلم محمد اشتيوي

    اللهم لقد أراني الظالم قوته علي فأرني قوتك عليه
    [ 22/12/2010 - 12:29 م ]

    بقلم محمد اشتيوي


    قد يتقن الظالم بقوته وجبروته إدارة الظلم في أجواء يتلذذ بها بالضحية ليبني ذاته من حطامها، وقد يذهب المظلوم في هذه الدنيا دون أخذ حقه فيها كما ذهب أصحاب الأخدود، وعدل الله أن الدنيا وما فيها لا تعدل عنده جناح بعوضة، لكن اليقين أن المظلوم سيخلد بين الناس في الدنيا بالعزة والبراءة والطهارة والعفة، وسيأخذ حقه عند رب الناس، وأن الظالم سيدفع الثمن غالياً في هذه الدنيا في نفسه وماله وذريته ويوم اللقاء سيلقى المظلوم ليقتص منه، ولسان حال المظلوم يقول للظالم:
    فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة *** إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم
    أريد هنا أن أقدم نماذج مختلفة ومشاهد متنوعة للعدل والظلم خاصة وأن ثلةً كريمةً تخوض الآن معركة شرفٍ وعزةٍ وكرامةٍ دفاعاً عن الدين في الضفة المحتلة، فهؤلاء لا يدافعون عن حزب أو حركة كما يظن البعض إنما هم كانوا قبل ذلك وما زالوا ذريةً بعضها من بعض، توارثوا الدفاع عن الإسلام في فلسطين وورثوا فكرته من الأجداد.
    مشاهد الدفاع عن أسرى الأمة
    المشهد الأول: رجل مسن يفتخر ويصيح أيها الناس هل أتاكم حديث الحاجب المنصور بن محمد الأندلسي- قائد من قادة الأندلس والذي كان راجعاً من غزوة من غزواته بل من فتح من فتوحاته في يوم عيد يوم أن فتحنا نصف أوروبا ووصلنا إلى قلبها- كان راجعاً من فتح من الفتوحات فإذا بها امرأة عجوز تستقبله وتخبره بلسان حالها أيها القائد: "كل البيوت دخلتها فرحة العيد إلا بيتي" قال لها لبيكِ، قالت: ابني أسير قال: أين أسير؟ قالت: إنه أسير في بلد كذا، بينه وبينه آلاف الكيلومترات لم ينزل القائد عن فرسه ويأمر الجيش بالاستعداد لجهاد ويرجع مرة أخرى لأجل أسير واحد؛ فدك الحصون وفتح البلاد وسحق الجيوش كلها لأجل أسير واحد حرره ثم رجع وأدخل الفرحة إلى بيت الأم العجوز.
    المشهد المقابل: وأنا أكتب هذه الكلمات في بيتي المكيف في ماليزيا وأجلس والطعام والشراب تحت متناول يدي، أحتقر الدنيا وما فيها، أحتقر الظالم المتستر بظاهر الشرف ويبطن الغدر واللؤم أياً كان وحيثما حل في الزمان والمكان، لأن من هم أعظم مني ومنكم أيها القادة وأيتها الشعوب يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في سجون السلطة الفلسطينية التي بعد أن أذلتهم لكسر إرادتهم فرَّقت شملهم بين سجونها في محافظات الضفة، إنهم كواكب مشرقةٌ مضيئةٌ آمنوا بربهم وعدالة قضيتهم في عصر الظلمة والظلاميين، إنهم ثمانية مجاهدين أسرى ولكن ليسوا في سجون الروم أو الفرس ولا في سجون الصهاينة إنهم أسرى في سجون فلسطينية عيدهم كان سجناً وأمهاتهم يوم العيد ردَّدن كل البيوت دخلتها الفرحة إلا بيتنا فأين أنت يا أيها الأندلسي لتحرر: الدكتور غسان ذوقان، محمد سوقية، وسام القواسمي، مهند نيروخ، أحمد العويوي، وائل البيطار، مجد عبيد وناجي عاصي، هؤلاء الذين سيذكرهم التاريخ بأحرف من نور ولا ذكر لمعذبيهم في عالم البشر.
    ومشهد آخر محكمة السلطة تصدر أحكاماً غيابية على مجموعة من الأسرى في سجون الاحتلال، معقول ذلك؟ نعم هذا ما جرى، فبعد انتهاء محكومياتهم سيكون عليهم قضاء أحكام أخرى في سجون الاحتلال، عفواً... في سجون فلسطينية.
    ويوم العيد الأخت الفاضلة أم حمزة القرعاوي لسان حالها يردد كل البيوت دخلتها الفرحة إلا بيتي فمنذ سنوات لم يلتئم شمل أسرتي، فعلاً منذ سنوات عديدة لم يدخل الفرح بيتها، كان زوجها النائب شيخ طولكرم أبو حمزة أسيراً ونجليها أسرى لدى الاحتلال، العيد الماضي كادت أن تفرح أم حمزة بعد أن التأم شمل الأسرة من جديد، لكن حمزة انتزع من بين يديها، ولحقه حازم الفتى الحيي الذي تراه قرآنا يدب على الأرض، وتبعهم براء، قلت لصديق هنا إذا أردت أن تتعرف على رجالٍ كبروا قبل أوانهم فاذهب إلى بيت الشيخ فتحي القرعاوي لتجد حمزة وحازم وبراء... فيا أم حمزة أبشري ستدخل الفرحة بيتكم وسيلتم الشمل وتفرحين بهم عرساناً فصبراً أختاه ولا تترددي أن ترددي: اللهم لقد أراني الظالم قوته علي، فأرني قوتك عليه.
    وفي نابلس تمام أبو السعود امرأة فلسطينية مجاهدة صابرة ربت أبنائها الأيتام، تقاسمتهم أيام العيد سجون الاحتلال وسجون السلطة، أهذه هي الرجولة على أرملة وأيتام؟ فما الذي يجري وفي سبيل ماذا؟ ألهذا الحد يهون الناس عليكم؟ وعلى ماذا الرهان؟ على إسرائيل التي تمرغت بالفشل من شرارة نارٍ أحرقت كرامتها قبل أن تحرق الكرمل؟ إنه رهانٌ خاسر، أم على قوتكم؟ فلستم أقوى من أمريكا ولا من إسرائيل، ستقولون مصلحة السلطة وأمنها، أقول لكم مصلحة الوهم والسراب، ألم يقلها الرئيس محمود عباس أن كرامته لا تقبل عليه أن يستمر رئيساً لسلطةٍ غير موجودة، إذاً أنتم تدافعون عن وهمٍ وسرابٍ في مواجهة إخوانكم الكرام.
    مشاهد عدل عمر لا ظلم فياض
    المشهد الأول: عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتجول في أحياء المدينة المنورة يشاهد يهودياً مسناً يسأل الناس الصدقة يقول عمر مفزوعاً: ما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: اسأل الجزية والحاجة والسن، فأخذ عمر بيده، وذهب به إلى منزله، وأمر له بعطاءٍ من ماله الخاص، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال:"انظر هذا وضرباءه، فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم".
    المشهد المقابل: اجتماع دوري في مقر مجلس وزراء فياض للجنة أمنية من ثلاثة ضباط يمثلون الأجهزة الثلاثة وسيدة محترمة تمثل مجلس الوزراء يتحولقون حول طاولة مستديرة تبعثرت فوقها ملفات عديدة للنقاش، إنها ملفات موظفين فلسطينيين مساكين في وزارات السلطة يعيلون أطفالاً رضع وشيوخ ركع، رفعت التوصيات من المناديب التعساء ومن المقرات الأمنية في المحافظات بضرورة قطع أرزاقهم وطردهم من الوظيفة.
    مشهد آخر: زوجة الشهيد علي علان من بيت لحم تذهب إلى البنك لتستلم مخصص أسرتها وأطفالها الأيتام تقدم بطاقة الهوية يصرف الموظف المبلغ المتواضع تمد يدها الطاهرة لتستلم المبلغ فتمتد يد آثمة لتلتقط لقمة عيش الأيتام، ويتم استدعاء الأخت للتحقيق.
    ما أجملك يا عمر وأنت تقول: والله لو أن شاة تعثرت في الشام لخشيت ان يسألني الله عنها، يا الله ما أكثر عثراتنا في هذا الزمان، لأنه زمنٌ تولى فيه شؤون الناس لئام، فكان الشعب بأكمله كالأيتام على موائد اللئام، وهنا أقول لسلام فياض الذي يفتخر بالإنجازات، الذي جاء متسللاً خلف دبابة فلو جاء على ظهرها لشهدنا له بالشجاعة رغم أنها دبابة غير بريئة، فقط عليك أن تعرف أنه في عهد حكومتك المشؤومة في الضفة قطعت أرزاق الآلاف من الناس وبلغت هجرة الشباب أرقاماً قياسيةً كان الأولى أن تدخل موسوعة جنيس بدلاً من أطباق المسخن الذي سخمت وجوه العباد بها... وبدلاً من أكبر أطباق المنسف والكنافة وصولاً إلى أكبر كرش فلسطيني، وعليك أن تحسب الرقم القياسي من الناس الذين تعثروا في عهدكم، نعدك يا سلام فياض أن نصرف لك راتب الشيخوخة، كما صرف قدوتنا عمر بن الخطاب راتباً لليهودي المسن، ونعدك بأن لا يحرم أحفادك من الوظيفة، عكس ما حرمت أبناءنا، ولن يشعروا أبدا بالخوف والرعب كما عاش أطفالنا الذين أصبحوا يخافون عندما يشاهدون آلية عسكرية، والله لقد ارتعد طفلي خوفاً عندما شاهد سيارة شرطة وهو على بعد عشرة آلاف كيلو متر منكم، ونعدك أن نملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
    لكن في المقابل يبقى الأمل بحياةٍ كريمةٍ بعيداً عن اللئام، لقد سألت الكثير من الأصدقاء في الضفة الجريحة سؤالاً واحداً يحتمل إجابتين، قلت ماذا تقرأ في وجوه الناس؟ الخوف أم الأمل؟ قالوا في وجوه البعض الذين تظن أنك ستقرأ خوفاً على تقاسيم وجوههم في أجواء الظلم تستطيع أن تقرأ الأمل، وفي وجوه الآخرين تقرأ الخوف، قلت بالتأكيد: من تقرأ في وجهه الأمل يعيش الآن مستضعفاً محارباً في ضرورات الحياة الخمس: نفسه، عقله، دينه، ماله وعرضه، لكن من تقرأ في وجهه الخوف يعيش حالة الظلم والترقب والانتظار لدفع الثمن الرباني لما اقترفت يداه، فالدنيا تدور ولا يبقى حال على ما هو عليه.
    وسألت أسيراً محرراً من سجن جنيد بنابلس المحتلة خرج للتو ما هو حال الأسرى في سجون السلطة؟ قال معنويات عالية، قلت سبحان الله معقول أن هذه الإرادة لم تنكسر بعد، قال انظر للتحدي تعرف الحقيقة، مجموعة من الشباب في سجن أريحا يخوضون إضراباً عن الطعام وقد خرج الأمر إلى العلن.... قلت له: تحدي الظلم دائماً هو بداية النهاية.... حتى عهدٍ قريب كان الناس يمدون أيديهم للسجانين حتى توضع السلاسل لتكبلها، ومن يلبس النظارت على عينيه ينزعها عن وجهه في انتظار أن يأتي السجان ليضع الكيس العفن على رأسه، لكن الآن يقولون وهم في بطن الحوت اذهب أيها السجان وما أحضرت من طعام إلى الجحيم ولسان حالهم وحال أمهاتنا:
    لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
    نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
    أختي تمام أبو السعود يا شامة في وجه الأمة إخواني المختطفين يا تاج وقارٍ على رؤوس الأمهات لا أملك لكم إلا هذه الكلمات ولا أملك لكم إلا الدعاء أنا وزوجتي وأطفالي اللهم فرج كربهم اللهم فرج كربهم وانتقم ممن ظلمهم.
    أخيراً كلمة إلى الرئيس محمود عباس، والله إني لك ناصحٌ أمين، وسوف أقيم عليك الحجة أمام الله وأنت الآن على مشارف نهاية حكمك لأحد أمرين: لأنك بلغت من العمر ما لم تستطع مواصلة المشوار وأحسبك بحاجةٍ الى الراحة، كما أن المؤامرات تحاك من حولك من أقرب الناس وأنت تعلم ذلك أكثر مني، كلمتي لك اتق الله في الناس فأنت المسؤول عنهم أمام الله وكل واحدٍ منا سوف يتعلق برقبتك يوم الحساب فما بالك فاعل، عليك أن تلقى الله وهو راضٍ عنك، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (ما من عبد يسترعيه الله رعيه ويموت يوم يموت وهو غاشٍ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) وتذكر عدل عمر بن الخطاب الذي كان يخشى أن تتعثر الحيوانات في طريقها وهذا شعبٌ قبلت أنت أن تكون مؤتمنٌ عليه يتعثر كل يومٍ بل يهان ويداس ويحاصر ويشرد ويجوَع وتُقطع أرزاقه من حكومة رام الله.
    لقد همس الهباش بأذنك أن صلاح الدين وهو يحاصر عكا أرسل طبيبه الخاص ليعالج ريتشارد قلب الأسد ملك أنجلترا الذي هرع إلى بلاد الشام بعد معركة حطين لينقذ ما تبقى من وجود صليبي ويلم شتات الصليبيين، لتبرر المشاركة في إخماد حريق الكرمل، وغاب عنكم قضية مهمة وهي أن صلاح الدين كان في موقف قوةٍ وعزةٍ وكرامة وكان قد خرج للتو منتصراً من معركة حطين وكان يحاصر عكا ويقف قريباً من تحرير الأقصى وهو حالٌ عكس حالنا، لكن يجب أن تذكرك البطانة من حولك بجهاد المعتصم من أجل امرأةٍ واحدةٍ، فكم من نساء فلسطين الطاهرات تعرضن للإهانة والاعتقال في سجونكم...
    الرئيس محمود عباس أنا لا أطلب منك أن تكون المعتصم وتجيش الجيوش لتحرر عشرات الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، ولكن أطلب منك أن تعد موكباً رسمياً وتذهب إلى سجن جنيد في نابلس وتطلق فوراً سراح السيدة تمام أبو السعود، ومن هناك تعلن انتهاء عهد اعتقال نساء فلسطين لأنكم باعتقال نسائنا تؤلمون كل واحد منا في صميم النفس، إنه ألم يومي يزيد الأحقاد والضغائن ويذهب بالناس مستقبلاً إلى التنطع والتشدد.
    وحول بطانتك أقول لك أن وزير العدل لم يذكرك بأن أحكام القضاء التي تصدر عن أعلى محكمة في فلسطين تسمى محكمة العدل العليا لا تجد أي احترام من قبل الأجهزة الأمنية وقراراتها لا تنفذ، وأن نُفذت بعضها يكون التحايل في التنفيذ فتجد الأجهزة الأمنية تطلق الأسير وتعيد اعتقاله ثانيةً بعد دقيقةٍ على أبواب مقراتها.
    أيها الرئيس إن هذه الدنيا جيفة وعالم السياسة كما تعلم لا يعرف الأخلاق اتركها لمن يتلذذ بالمزابل أو حقق العدل بين الناس، اذهب إلى السجون بنفسك وحطم أقفالها، واذهب إلى ديوان الموظفين وأعد للناس حقوقهم ووظائفهم وأرزاقهم، واجمع شمل الناس في الضفة وغزة، وارفع الظلم عن العباد لتلقى الله وهو راضٍ عنك، وحتى لا تسمع من أمٍ فلسطينية دعوة: اللهم لقد أراني محمود عباس قوته علي فأرني قوتك عليه... فماذا أنت صانع أمام من هو أقوى منكم واللقاء معه قريب؟

  • #2
    رد : مقال .اللهم لقد أراني الظالم قوته علي فأرني قوتك عليه .. بقلم محمد اشتيوي

    حسبنا الله ونعم الوكيل على فياض وعباس اللهم اجمعهم مع المنافقين فى قعر جهنم ونجى اخواننا فى الضفه من الاحتلال واعوانه وجعللهم من الصابرين وفك اسرهم يا رب

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X