إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سجين عمره يوم واحد في الزنازين الإسرائيلية ، * عرفات حجازي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سجين عمره يوم واحد في الزنازين الإسرائيلية ، * عرفات حجازي

    سجين عمره يوم واحد في الزنازين الإسرائيلية ، * عرفات حجازي


    ازددت قناعة أننا أفشل أمة في الدفاع عن حقوقها.. بل إننا أسوأ أمة في محاولة النيل من خصومها وأعدائها.. هناك سجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية عمره يوم واحد ولكن في حكم الشرع والدين والكرامة والأخلاق هو سجين عربي وسجين مسلم بل وسجين من بني البشر ، لا بد إذا كانت هناك تشريعات في هذه الدنيا أن يتجند جميع أحرار العالم للدفاع عن حقوقه.. هذا السجين لا يمت بصلة لبن لادن ولا للزرقاوي حتى توضع القيود في يديه الطريتين ويساق إلى سجنه الصغير ويبقى العالم يشاهد المنظر بدون أن تتحرك في أعماقه رعشة من شفقة أو ومضة من خوف أو تسقط من عيونه دمعة ، على ما بلغه الإنسان من ظلم وما أصاب الدنيا من عمى الألوان وعدم قدرة على التمييز ما بين قلب ينبض بالتفاؤل وقلب يمتلىء بالحقد والضغينة وكراهية الإنسان.
    والسجين الجديد الذي دخل الزنزانة الإسرائيلية بدون أن ينتبه العالم إلى إرتكابه أية جريمة لا تغتفر ولكن لحسن حظ مرتكبيها أنه لا يوجد هناك من يستطيع أن يعرض مأساته على العالم ، وهكذا بقيت أصابع السجان بريئة دون أن توجه لها تهمة الإرهاب أو أية تهمة قد تمس بمشاعر وحقوق الإنسان.

    أين كونداليزا رايس؟ ،
    وهذا السجين الفلسطيني الجديد الذي حمل اسم براء لو كان يحمل أية جنسية أخرى في العالم لوجد من يدافع عنه وأصبح حديث الدنيا.. ولو أن السجان من جنسية أخرى لارتفعت أصوات حقوق الإنسان ولقامت كونداليزا رايس في الامم المتحدة أو في مجلس الأمن تطالب بمحاكمة الجناة بمقتضى الفصل السابع من قانون العقوبات كما ستجري محاكمة إيران وسلاحها النووي لإنزال أشد العقوبات بالذين يصنعون أسلحة الدمار الشامل وكذلك بالذين يسجنون المجرمين الذين لم يبلغ عمرهم أكثر من يوم واحد،، وهذا السجين الذي دخل التاريخ ولكن بصمت وتحت ستار أو أستار من الكتمان حتى لا ينتبه العالم أنه بالإضافة الى سجون غوانتنامو وأبوغريب هناك سجن ألعن ألف مرة اسمه تلموند حيث كانت المعتقلة سمر صبيح من مدينة طولكرم وعمرها 22 عاماً وهي تقضي عقوبة في سجن تلموند مدتها 28 شهراً وغرامة مالية قدرها ألفا شيكل ، مما يشير إلى أن تهمتها ليست من الأنواع الكبيرة والخطيرة ولكن عندما جاء المخاض للسجينة سمر التي كانت حاملا ولا تلقى أية عناية طبية ، قادوها إلى مستشفى مئير كفار وهي مكبلة اليدين والقدمين وكانت تتعثر في مشيتها ، حتى أصبحت حالتها في أشد مراحل السوء لدرجة أن الأطباء أرادوا التخلص منها سريعاً ، بحيث أخرجوا الطفل بعملية قيصرية حتى يبدأ المولود حياته وهو في حضن أمه وهي مكبلة اليدين والقدمين وليتلقى درساً من أول أيام حياته أن هذه هي حياة الفلسطيني من يومه الأول بعد أن اكتشف أن ليس هناك من ينقذه أو على الأقل أن يكشف للعالم ظلامته،،

    القصة لم تكتمل ،
    والقصة بعد لم تكتمل في هذه السلسلة من المآسي لأن لهذه السلسلة بقية تكشف عن حياة براء الذي بدأ حياته منذ أن أخرج من بطن أمه بعملية قيصرية كان الهدف منها التخلص منه حتى لا يرى الحياة ، وبقية المسلسل أصبحت معروفة وهي أن رسمي صبيح السجين الآخر الذي يرزح تحت القيود في سجن النقب عندما بلغه أنه رزق بالطفل السجين قامت محاميته بثينة الدقمان بمحاولة أن تحصل له على إذن لحضور ولادة ابنه براء وليطمئن على زوجته التي أنجبت هذا البراء وهي في أصفاد السجن الذي لم تشهد سجون النازيين القدماء ما يجري اليوم في سجون النازيين الجدد،، فهل تمر ولادة براء وأمهسمر المكبلة اليدين والرجلين وهي في أصفاد النازيين الذين يريدون من هذا العالم الحر أن يقودوا ذات يوم براء ويطالبوه بالاعتراف بالسجن وبالمستشفى وبالقيود في اليدين والقدمين ، حتى يمكن إصدار العفو عنه من تهمة الإرهاب التي ألصقوها به من قبل أن يخرج لهذه الدنيا المظلمة بالعملية القيصرية على مقربة من القيود الحديدية التي كبلت أمه على جريمة لم ترتكبها ، وهي أنها ولدت لأمة عربية إسلامية استهانت هذه الأمة لكل ظلم وطأطأت الرؤوس ذليلة لانها لم تستمع لزعيم فلسطين الذي حاول أن يعلمنا كيف نواجه هذا العدو الغاشم عندما اشترط علينا زعيمنا الخالد أحمد حلمي باشا أول رئيس لحكومة فلسطين عام امدنع1948 قال: أن الف باء استعادة الحقوق أن لا تطأطىء رأسك ما حييت..
    ولا تحنً ظهرك قط،،

    وصية طفل لأمته ،
    وأنت يا براء لا أدري كيف سيداري كل العرب والمسلمين وجوههم عندما تخرج من سجن تلموند وهم يدارون خجلهم كيف أنك دخلت السجن في أول يوم من حياتك وهم يخشون أن يستمعوا لنصائحك وأنت تقول لهم أن هذا العدو لا تنفع معه كل أساليب التعامل والتفاهم لأنه لا يريدكم وأنه لا يريد سوى طردكم من وطنكم والاستيلاء على مقدساتكم ولو اعترفتم به كل يوم الف مرة فستبقون كما كنت أول يوم ولدت فيه سجناء رغم حريتكم لأن الحرية الحقيقية لن تنالوها إلا إذا عملتم بنصيحة أحمد حلمي باشا لا تطأطىء رأسك ما حييت.. ولا تحنً ظهرك قط.. لأن هذا العدو لا يرضى إلا أن نكون عبيداً وأن نعيش في القيود التي رأيتها منذ رأيت النور في أول يوم عندما خرجت من سجن تلموند إلى مستشفى مئير كفار في إسرائيل وعدت لأقضي طفولتي في سجون النازيين التي لا تختلف عن حياة أمتي في كل مكان التي لا تملك من أمرها شيئاً ، ولا تعرف مجرد فك قيد أحد الأطفال عندما ولد في حضن أم مقيدة وهي في سجنها وفي مشفاها بسلاسل وأصفاد ما عادت سجون الدنيا تعرفها إلا في مواجهة هؤلاء الذين يطأطئون الرؤوس ويحنون الظهور ، ولا يقولون أن هذه الأرض أرضنا وأن هذه الأمة كرامتنا وأنه لا بد أن تتلقى هذه الأمة هذا الدرس من طفل عمره يوم واحد ، ولكنه من أطفال النكبة وأطفال الاستسلام الذين تخلوا عن كل شيء ولم يعد يهمهم سوى ألأبناء الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب.. ولكن ذلك الذهب الذي سيصيبه الصدأ عندما يعرف العالم كيف خسروا كل شيء عندما رضوا أن يكون غيرهم الوصي على كل شيء.. وطبعاً العدو لا يعطي شيئاً كما قالت العلماء ، بل هو الذي يأخذ كل شيء،،

    أطفال الزنازين.. أطفال الحجارة
    والذين يعتقدون ان براء هو الوحيد الذي رأى النور لأول مرة وهو في زنزانة أمه فإنهم واهمون لأن قصة براء تتكرر كل يوم من وقت لآخر وكان آخرها على سبيل المثال قصة الطفلة نور مولودة الأسيرة منال غانم التي كانت تعيش في زنزانتها في سجن الرملة طيلة الستة شهور التي سبقت ولادتها وكانت نور تعاني قبل ولادتها من أمرين الأول ضيق زنزانة والدتها التي ضيقت عليها الخناق وهي في بطنها ، ثم الضيق الأهم وهي إصابتها بالمرض الذي تفشى بين أسرى سجن الرملة أنيميا البحر المتوسط المعروف بالتلاسيميا الذي كان ينغص بآلامه وأوجاعه حياة الوالدة كما كان ينغص بالتالي حياة نور من قبل أن ترى النور،، ولكن هؤلاء الذين يولدون في الزنازين الإسرائيلية ، هل ينسون وهل يغفرون ذلك الظلم الذي لم يسبق أن مر به غير مواليد الفلسطينيين؟، وهل هؤلاء الذين يولدون في زنازين الإسرائيليين يمكن أن يخرجوا للحياة ، وهم مثل بقية البشر الذين ينعم أطفالهم بحياة مترفة وعاشوا من أموال الآخرين وولغوا في دماء الأبرياء واستولوا على ثروات لم يتعبوا بجمعها ، وهم لا يدركون أن لكل حادث حديثا ، ولكل قصة ثمن وأن الحديث عن أطفال الزنازين والسجون لن يختلف أبداً عن الحديث عن قصص أطفال الحجارة الذين في النهاية سيؤكدون للدنيا أن درب التحرير تختلف حتماً عن درب القابلين بطأطأة الرؤوس وحني الظهور والقبول بذل الحياة والاستسلام للمحتل.. والسجان،،

  • #2
    رد : سجين عمره يوم واحد في الزنازين الإسرائيلية ، * عرفات حجازي

    اعان الله اسرانا الابطال

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X