إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في "عرض البحر" و في "ليلةٍ ظلماء..حدث ذلك حقاً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في "عرض البحر" و في "ليلةٍ ظلماء..حدث ذلك حقاً

    في "عرض البحر" و في "ليلةٍ ظلماء..حدث ذلك حقاً
    "الناجون" من غرق"عبّارة السلام"..و"بُروفَةِ" الموت



    ملاحظة:الراوي "افتراضي".. وتفاصيل القصة "واقعية".. والمصدر الشيخ "محمود المصري"


    أعذركم إن قلبَتم هذه "الصفحة"، فقبل خمس سنوات كنتُ مثلكم تماماً ما أطيق "حديث الآخرة" رغم أني في نظر نفسي كـ"مسلم" لستُ "سيئاً"..إنها طبيعة البشر الذين لا يحبون أن يذكرهم أحد بذلك "الشيء" الذي سيُنهي وجودهم عن وجه الكرة الأرضية، نعم وبكل صراحة اعترف أني ما كنت أحب أن أسمع وحتى من قبيل المصادفة بيت شعرٍ كهذا: أيا عبداً كم يراك الله عاصيا.. حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا..أنسيتَ لقاء الله واللحدِ والثرى ويوماً عبوساً تخشى منه النواصيا.. ولو دامت الدنيا لأهلها. .لكان رسول الله حياً وباقياً..

    حسناً لن أرتدي ثوب "الواعظ"، لأن من يعِش قصةً من هذا النوع لا حاجةَ له بذلك، كيف لا وقد رأيتُ الموت ذات يومٍ "مليون" مرة برفقةِ "ثلةٍ" كانت هي من كُتبت لها النجاة، وبما أن الذين يموتون ليس بإمكانهم العودة مرةً أخرى كي يخبرونا كيف يؤدبّهم الله الآن تحت التراب، فأنا أعتبر أني قد تأدبّتُ قليلاً بعد أن رأيتُ صورة "أهوال الموت" "مصغرّةُ" في تقاطعها مع بعض مشاهد "يوم الحساب".. ليكون "الدرس" الذي خرجتَ به أني أصبحتُ بشكلٍ عملي أتيقن الإيمان بالآخرة.. وأعتقد أني بناء على ذلك قطفتُ ثمرات هذا الإيمان التي ستتبّينُ لكم في "سطور الحكاية".

    أحلامُ ما بعد الغربة
    لم أتصور أبداً أن صوتَ صفّارة تلك السفينة وهي تستعد للإبحار أصبح منذ تلك اللحظة "يُؤذّن" في "المسجد" الذي شيّدته على "أرض قلبي"..مرّت سنوات على عام 2006م والصوت لا يريد أن يخفت، ما قبل "أذان السفينة" كنت قد عشتُ "زمناً" في المملكة العربية السعودية مغترباً عن زوجتي وأبنائي الذين تركتهم في بلدي مصر، وحين شعرتُ أني حققتُ أهدافي بعد "غربةٍ قاسية وطويلة" قررتُ أن أحمل إليهم "تحويشة العمر" الذي به يمكن أن أحققّ حلمي في شراء بيتٍ وسيارةٍ ومتجر..

    وأخيراً حانت اللحظة التي سترحل فيها "يا أمجد" إلى "أم الدنيا"، ولأول مرةٍ في حياتي أقرر أن أسافر عبر "الباخرة"، كنت أريد أن أتذوّق متعة السفر بحراً..ولم أكن أعلم أني في هذه الرحلة سأحصل على "الزاد" كله وكأن الله كان يريدني أن أذوق "طعماً" لشيءٍ لم أعرفه من قبل.



    عبارة السلام 98.. كنا بها نحو "1400 مسافر"، مات جميعهم إلا "300" فقط بقوا أحياء، سفينةً أشبه بعمارة سكنية جمعت مصريين أذابهم "عرق الجبين" بالسعودية، بدأت السفينة تبتعد شيئاً فشيئاً عن الشاطئ، ولم يخطر ببالنا أننا لن نصل للشاطئ الآخر، تماماً كحالنا في الدنيا نستمر بالمسير دون أن ندري إذا ما كنا سنصل إلى شط الآخرة بسلام

    إنها "عبارة السلام 98"..بالتأكيد تذكرونها، كنا نحو ألفٍ وأربعمائة مسافر، ومات منا 1100 شخص وعاش "ثلاثمائة" فقط، كانت سفينةً أشبه بعمارة سكنية جمعت الكثير من المصريين الذين أذابهم "عرق الجبين" في السعودية، بدأت السفينة تبتعد شيئاً فشيئاً عن الشاطئ الأول، ولم يخطر في بال أيٍ منا أننا لا يمكن أن نصل إلى الشاطئ الآخر بسلام، تماماً كما نحن أهل الدنيا نستمر في المسير دون أن نسأل أنفسنا إذا ما كنا سنصل إلى شط الآخرة لنهللّ فرحين:"هيييييه وصلنا".

    مرّت الساعات الأولى وأخذنا نتعارف على بعضنا، كان من بين الأناس الذين تعرّفتُ عليهم "شخصُ سعودي" لا يمكن أن أنساه في حياته اسمه علي، أعطاني رقم هاتفه، وقال لي: دققّ النظر في وجهي جيداً حتى تحفظه، وإذا ضاع "الرقم" منك وعدتَ ذات يوم إلى السعودية عندها ابحث عني في المسجد الحرام..ستجد مكاني في الصلوات الخمس في "الصف الأول" أمام الحجر الأسود!!، وبإعجابٍ شديد تفرّستُ في ملامحه وقلت:"أين شبابنا الغافلون من رجلٍ يحرص على الصلاة في "الصف الأول" في أطهر بيوت الله؟!..

    وفيما بعد أدركت أن أمثال "عليّ" من أصحاب الأعمال الصالحة هم من لديهم "بعد نظر"، فمثل هؤلاء لا يهمهم متى تأتي لحظة الامتحان!، هم مستعدون في أي وقت..في "كِويزّات" الحياة وفي "الاختبارات النهائية" أيضاً.

    كنتُ كلما تنقلّت بين أشتات الناس البسطاء أجدهم يتحدثون عن أحلامهم الوردية، فهذا محمود يحلم أن ينتقل بأسرته من حي "السيدة زينب" إلى بيتٍ في "المهندسين"، وآخر يودّ أن يزوجّ بناته، وذاك شاب يتمنى أن يريح أمه من "خدمة البيوت" لتعيش ما تبقى لها من العمر "معززّة مكرّمة"..وكانت أبسط أحلامهم لحظة عناقٍ دافئة يستقبلهم بها "أهلوهم" المنتظرون على الجانب الآخر.

    "فرقعة" الجلود تُسمع
    وبعد ساعتين من مغادرة الميناء، ونحن في عرض البحر الموحش والليلُ أسود بلا قمر، والطقس قارس..حدث ما لم يكن في الحسبان في الساعة الثانية صباحاً، إذ شبّ حريق هائل في العّبارة، وفزعَ الناس أيّما فزع وأخذوا كالمجانين يهرعون كي يحصلوا على "سُترة النجاة"، ومن شدة الارتباك لم يعرف بعضهم أن يرتديها، ومنهم من لم يسعفه الحظ أن يجدها أصلاً، للوهلة الأولى تذكرتُ "يوم القيامة" حتى أني سألتُ نفسي: "أيّ "سترةُ نجاةٍ" يجب أن نرتدي حتى نحتمي من نار جهنم، حقاً لم أجد إجابةً أفضل من قول الرسول:"تركتُ فيكم ما أن تمسكّتم بهما فلن تضّلوا بعدي أبداً..كتاب الله وسنتي"، وهل من "سترة نجاةٍ" لنا غير هذه؟!

    وبالعودة إلى الحريق فقد نجَحوا في إطفائه بالاستعانة بماء البحر، ولكن الكارثة أنهم لم يستطيعوا تصريف الماء المستخدم مما أدى إلى أن تميل الباخرة على جانبها الأيمن، وفي هذه اللحظة بدأ الجميع يرددّ:"لا إله إلا الله محمد رسول الله"..إنها العبارة التي قد لم يعتد الكثيرون أن يردّدوها عندما كانوا على شاطئ الأمان..أليس كذلك؟!.

    ومن هذه النقطة تندلع التفاصيل..شبّت النار مرةً أخرى في الباخرة، ولكن لم يتسن لهم إطفاؤها، والآن هل لك "قارئنا العزيز" أن تتصّور نفسك مسافراً معنا وليس مجرد شخصٍ "متفرج"؟!..لقد بدأ الناس يتساقطون في النار تِباعاً لاسيما النساء والأطفال، بينما الرجال كانت أيديهم معلّقة بالمواسير الحديدية إلا أن عضلاتهم لم تصمد، ليتهاوى الكثيرون منهم بعد فترةٍ وجيزة في النار، لقد أخذت الأجساد تنصهر إلى درجة أن صوت فرقعة الجلود أصبحت تُسمع، هذا ما حدث فعلاً، فذاك ليس فيلماً أحداثه تسير وفق "المخرج عاوز كدا"، كان كلٌ منا يشاهد أحباءه يسقطون ويتفرج عليهم، منهم من رأى أولاده وإخوته وزوجته يحترقون، ولكنه لا يملك إنقاذ نفسه فكيف ينقذهم!، إنها نار الدنيا التي أكلت "أحلام العمر" في بضع دقائق، فما بالنا بنار الآخرة، والتي يقول الرسول فيها: "ناركم هذه التي تُوقدون عليها هي جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة"!!.

    ما أغلى "الروح"
    كان قدري أن تسّنى لي القفز في "قارب نجاة" برفقة "صاحبي علي" الذي سبق ذكره، كما قفز الجميع ممن نجوا من الحريق ولكن أنّى لأمهر سباحٍ فيهم أن يضمن الحياة!..بدأت أنوار السفينة تنفجر، وأمام ناظريَنا غَاصت شيئاً فشيئاً مُحدثةً دوامةً كبرى، كان القارب المطاطي الذي أتواجد فيه يكفي عشرة أشخاص فقط فركبَ فيه ثلاثون إلا أن شدة الأمواج التي وصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار قلبَته فغرق نصف من فيه وكان من بينهم صاحبي عليّ..لتكون هذه أول "مأساةٍ" بالنسبة لي...



    ونحن في عرض البحر الموحش شبّ حريق هائل في العّبارة حتى فزعَ الناس يهرعون للحصول على "سُترة النجاة".. من شدة الارتباك لم يعرف بعضنا ارتداءها ومنا من لم يجدها، تذكرنا حينها "يوم القيامة".. لم نجد "سترةُ نجاةٍ" تقينا من نار جهنم.. تذكرنا قول الرسول:"تركتُ فيكم ما أن تمسكّتم بهما لن تضّلوا بعدي أبداً..كتاب الله وسنتي"

    فالذعرُ مما هو قادم يزداد، ولا طعام ولا شراب، وأسماك القرش تحوم وتلتهم مَن هم أمامك، فأنت لا تعرف متى سيأتي دورك، وهل سينقضّ عليك "القِرش" من فوقك أم من تحتك أم من أمامك أم خلفك..إنه حصار الموت المطبق من كل الجهات المتجسّد في خيطٍ رفيع على الخريطة اسمه "البحر الأحمر"، فما الذي سيحدث إذن حين "تقع الواقعة" في "كونٍ عظيم" لا تأتي "خريطة العالم" بجانبه شيئاً!.

    ومنذ هذه اللحظة فصاعداً اعتبرُ أننا دخلنا في مرحلة الصراع من أجل الحياة، ومن عشرات المشاهد التي لا أنساها أن هناك امرأةً ضعيفة تشبّثت بالرجل الذي بجوارها، ولكنه رغماً عنه دفعَها عنه فغرقت، لقد كان شعار المرحلة "نفسي نفسي" وكأننا نترجم الآية: "يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه"، إنه حقاً مشهد مصغرّ ليوم الآخرة.. يوم يقوم الناس حفاةً عراة.

    ربما البعض في هذه المقاطع يتذكر "سفينة التياتينك"، ولكن شتّان ما بين المعاني المستخلصة في كلٍ منهما، هنا يتجّلى اليقين بالله وأنه لا مفر إلا إليه، وسط هذه الأهوال كان لا بد وأن نتذكر قوله تعالى:"أمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ"..

    التَحفَنا السماء بخشوعٍ غير مسبوق شعرنا فيه كما لو أنها ضمّتنا إلى رحمتها، وصليّنا بوضع "المضطر" وسط هذا القارب المزدحم بينما صراخ مَن يغرقون يعلو أكثر، والموت يدنو أكثر وأكثر بعد أن شاهدتُ بأم عيني سمكة قرشٍ انتزعت من أحد الشباب أخاه الذي كان يمسك بيده!!.

    "حبلُ النجاة" مشروطاً
    ياااااه كم عرفتُ حينها أنه لا ملجأ لنا غير الله الذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم، فكل المسؤولين الذين يمكن الاستغاثة بهم في هذه "الساعة المتأخرة" يغطّون في سباتٍ عميق، وليس أمامنا غير مِصيرين إما أن نموت كالكثيرين أو أن تصل طائرات الإغاثة وترمي لنا "بالحبال"، وفي الحالة الثانية كان علينا أن ننتظر قرابة ثمانٍ وأربعين ساعة والتي هي "بألفٍ سنة مما تعدّون"، فما بالنا حين نقف يوم الحساب، لينتظر البعض "خمسين ألف" سنة، أما فريق المؤمنين سينتظرون ساعتين فحسب في ظل الرحمن، وفقاً لقول الرسول:"يوم القيامة يمرّ على المؤمنين كما بين صلاتيّ الظهر إلى العصر"...وحتماً كشفك في الانتظار ستجده حسب درجة استقامتك.

    وحتى بعد ساعات الانتظار الطويلة وحين يقترب الفرج سينفذُ القدر الذي لا نتوقعه، وهل لي أن أنسى تلك الأم التي بقيت طيلة يومين كاملين تمسك هي وولدها ابن السادسة عشرة بطرفي "برميلٍ عائم"، والأمواج ترميهم بعيداً ثم يعودوا ليمسكوا بالبرميل، بينما أسماك القرش تأكل الناس أمامهم، إلى أن وصلت قوارب النجاة وأخذت تنقذهم على دفعات، فكانت هذه السيدة وابنها في المجموعة الأخيرة، وقبل خمس دقائق من وصول "اللنش" اندفعت موجة ألقتهم بعيداً..هي استطاعت بيدها "المتجمدة" من البرد أن تمسك بالبرميل، أما ابنها فقد رأته يلّوح لها بيده مودعاً إياها ليبتلعه البحر، وبعد دقائق أتى "القارب" ليحملها بحسرتها تاركةً "قرة عينها"..

    مشهدُ مؤثر كهذا يجعلك تتخيّل نفسك مكانهم حين يلقون لك "حبل النجاة" ويقولون لك..سنلقيه بشرط أن تُرجع المظالم لأصحابها، بشرط أن تبرّ والديك، فهل توافق؟!..بالتأكيد بعد كل ما رأيته ستوافق بشدة على أي مقابل..بل وستخرج إنساناً جديداً هو أكثر نقاء واتباعاً لـ "خطى الحبيب".

    في قلبي "عينان"
    عن نفسي أتمنى أن أكون قد نجحتُ في أن أصبح "أمجداً جديداً" يترددّ في "مسجد قلبه" على الدوام:"أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، أتعلمون ما أبرز وجوه التغيير بي؟!، أني بدأت ألمس ثمرات إيماني بالدار الآخرة، فأنا لا أنسى أبداً مقولة الإمام ابن القيّم الرائعة: "إذا أراد الله بعبدٍ خيراً، فجّر في قلبه عينين..



    بدأت أنوار السفينة تنفجر.. غرقت قواربنا المطاطية وسط البحر.. لا طعام للناجين ولا شراب وأسماك القرش تحوم وتلتهم مَن هم أمامك، فأنت لا تعرف متى سيأتي دورك.. إنه حصار الموت المطبق من كل الجهات كان شعار المرحلة حينها "نفسي نفسي" وكأننا نترجم الآية:" يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه"، إنه حقاً مشهد مصغرّ ليوم الآخرة..

    عيناً يرى بها الجنة وعيناً يرى بها النار، فإذا ما قال أو فعل شيئاً عرضها على النار أو الجنة"، وبناءاً على ذلك أبذل جهدي في الإكثار من الطاعات حتى أكون مستعداً مثل "صاحبي علي"، حتى أضمن أن أتجاوز الصراط وأرتوي من حوض النبي، وآخذ الكتاب بيميني وأدخل الجنة وأحقق طموحي في اللحاق بالفردوس الأعلى، لقد أصبحت قناعتي التي أراها في كل مكان أذهب إليه أن:"الدنيا مزرعةً للآخرة"، إنها ليس شعاراً فلسفياً، بل هي قاعدةُ خطيرة جعلتني أخشى معصية الله حتى لا أحصد عاقبة المفسدين في يومٍ ستشهد جوارحي علي بأني فعلتُ كذا وكذا، جوارحي التي كان كل هدفي في الدنيا أن أمتّعها، يدي هذه التي بطشت بدون وجه حق وكنت اشترى لها أجمل "الكريمات" لأدهنها، وعيني هذه التي رأت الحرام وحين كانت تتألم أذهب إلى أفضل الأطباء لعلاجها، وفي النهاية هي من ستشهد ضدي!!..

    لذا لم ينذرنا الله تعالى من فراغ حين قال: "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون".

    كانت من أهم الثمرات التي قطفتُها أيضاً أني أصبحتُ أكثر زهداً في الدنيا، وكم ابتسم حين أتذكر حديث سيد الخلق: "يؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيغُمس غمسةً واحدة في الجنة، ثم يسأله الله جلّ جلاله:"عبدي هل رأيتَ بؤساً قط، وهل مرت بك شدة قط، فيقول:"لا والله يارب ما رأيت بؤساً قط، وما مرت بي شدةٌ قط"...

    لقد نسي هذا العبد كل البؤس بعد "غمسةٍ" واحدة فقط في الدار التي فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلب بشر، وعلاوةً على ما سبق فقد نما لدي الشعور بالمسؤولية الفردية لأني سأقف وحدي بين يدي الله حين أحاسب، وسأكون المسؤول الوحيد عن أعمالي دون أن يملك أقرب الناس لي الدفاع عني، أما الثمرة الأخيرة والتي يغفلها كثيرون ممن يقررون "الالتزام" أننا يجب أن نعمرّ الدنيا،ونترك بصمةً للآخرين تنفعهم، فالإسلام ليس أن تعتكف في المسجد بل أن تعمل ما ينفع المسلمين...

    كانت قصتي مع "عبارّة السلام" ليست "حدثاً تاريخياً" في حياتي ولكنها "عِبرةٌ" لكل "حيٍ يُرزق" تستحق أن نتفكر في جزئياتها ملياً.


    المصدر: صحيفة فلسطين

  • #2
    رد : في "عرض البحر" و في "ليلةٍ ظلماء..حدث ذلك حقاً

    لقد اثرت هذه القصة في كثيرا فأحببت انا انقلها اليكم

    تعليق


    • #3
      رد : في "عرض البحر" و في "ليلةٍ ظلماء..حدث ذلك حقاً

      بارك الله فيك

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X