إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم ياسر الزعاترة : جامعات الضفة في قبضة الأمن وفي مقدمتها النجاح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم ياسر الزعاترة : جامعات الضفة في قبضة الأمن وفي مقدمتها النجاح

    بقلم ياسر الزعاترة : جامعات الضفة في قبضة الأمن وفي مقدمتها النجاح



    نقلاً عن جريدة الدستور الأردنية

    أعلنت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح مقاطعتها للانتخابات الطلابية ، وكذلك فعلت الكتلة التابعة لحركة الجهاد ، وجاء ذلك ردا على المستوى الرهيب من القمع الذي تتعرض له الجامعة وطلبتها وقطاع من مدرسيها أيضا. ويبدو أن السلطة دفعت في الاتجاه المذكور باعتقالها العشرات من قيادات الطلبة ، في حين يدرك الجميع أن مشاركة الكتلة الإسلامية ستؤدي إلى تزوير مفضوح لتأكيد تفوق الطرف الآخر.

    والحق أن عسكرة المجتمع في الضفة الغربية لم تنحصر في الجامعات فحسب ، بل شملت كل الأطر الاجتماعية الأخرى بما فيها المساجد والجمعيات وسواها من التجمعات التي يمكن أن تؤدي إلى تصاعد الروح النقدية في المجتمع حيال المسار السياسي القائم.


    لا يتوقف الأمر عند جامعة النجاح ، فقد قاطعت الكتلة الإسلامية الانتخابات في الجامعات الأخرى العام الماضي بسبب القمع ، وهو ما يبدو أنه سيتكرر هذه السنة أيضا ، وبالطبع لأن من الصعب على الطلبة إدارة حملة انتخابية في ظل استهداف محموم تشارك فيه أجهزة دايتون (الآن مولر) ، وتسندها فيه أجهزة الاحتلال التي لا تقصّر في مطاردة الطلبة ممن تشك في إمكانية انخراطهم في برنامج المقاومة.

    من الواضح أن لجامعة النجاح قسط أوفر من القمع والاستهداف قياسا بأخواتها الأخريات. ويعود ذلك إلى جملة من الأسباب يأتي في مقدمتها حجم الحضور الكبير للكتلة الإسلامية في الجامعة ، وتنافسها مع كتلة فتح (الشبيبة) بشكل دائم على المرتبة الأولى ، وهو ما بدأ عمليا منذ مطلع الثمانينيات ، أي قبل تأسيس حركة حماس ، وعندما كانت الكتلة ممثلة للحركة الإسلامية بطبعتها الإخوانية.

    وفي حين تشترك أكثر الجامعات الأخرى مع النجاح في حجم حضور الكتلة الإسلامية ، فقد كان للنجاح ميزات أخرى أهلتها لاستهداف أكبر ، ليس فقط لأنها الأكبر بين جامعات الضفة ، بل أيضا لأنها الأكثر تأثيرا في مجتمع الضفة ، فقد كانت المدرسة التي تخرج فيها جحافل من الشهداء والاستشهاديين ، فضلا عن الأسرى من القادة الكبار والعناصر الأخرى.



    في النجاح لم يتوقف الأمر عند حدود مطاردة الطلبة ، فقد اعتقلت السلطة (دعك من العدو الذي تتوقع منه كل شيء) ، عددا كبيرا من أساتذة الجامعة ، وتعرضوا خلال اعتقالهم للبهدلة والإذلال ، الأمر الذي أثار استياء المجتمع العام في نابلس وعموم الضفة الغربية.


    في جامعة النجاح عسكرة شاملة ، وتوظيف لمئات الطلبة في سياق المتابعة الأمنية وشراء الذمم ، فضلا عن التطبيل والتزمير لما هو قائم ، مع مطاردة للطلبة الإسلاميين والتضييق عليهم بكل الوسائل الممكنة ، بحيث لا يجرؤون على القيام بأي نشاط يخالف السائد (قبل ثلاث سنوات قتل الطالب محمد رداد بدم بارد داخل حرم الجامعة).


    النشاط في الجامعة غير مسموح به لغير كتلة الشبيبة ، وهذه لا تقيم من النشاط إلا ما ينسجم مع الأوضاع القائمة ، بل وتبريرها من الناحية السياسية ، ومن يحاول غير ذلك يكون مصيره السجن ، وأقله البهدلة ، ويبدو أن إدارة الجامعة قد انسجمت مع ذلك كله ، إما خوفا وأما لاعتبارات أخرى نظرا لأننا إزاء زمن المال والاستثمار والشاطر هو الذي يعرف من أين تؤكل الكتف.


    كانت النجاح هي عنوان الانتفاضة وعنوان الصمود ، ومنها تخرج أجمل الرجال الذين خاضوا معركة المواجهة والصمود ، ولأن المرحلة ليست مرحلة مواجهة وصمود ، بل مرحلة تنسيق أمني وسلام اقتصادي ، فسيكون من الضروري لجم الجامعة ، وتحويلها إلى مسار آخر يخرّج أنواعا من البشر يقبلون بهذا المسار ، مسار الفلسطيني الجديد كما سماه الجنرال دايتون.


    الجامعات هي حاضنة المقاومة وحاضنة التغيير وشعلة الأمل في كل الدنيا ، وعندما يجري حرف بوصلتها نحو مسارات عبثية ، فإن ذلك تعبير عما يريده السياسي بكل وضوح. هذه النظرية فاعلة في كل الدول والمجتمعات ، لكنها تكون أكثر أهمية في المجتمعات التي تعيش الاحتلال ، أو تواجه أزمات خانقة من نوع الظلم والفساد والدكتاتورية.


    يبقى القول: إن أزمة جامعة النجاح وسائر الجامعات الأخرى هي جزء لا يتجزأ من أزمة الضفة الغربية في ظل برنامج السلام الاقتصادي لصاحبه نتنياهو ، ومن دون أن ينجلي غبار هذا البرنامج ويرحل رموزه ، سيبقى الوضع على ما هو عليه ، لكننا واثقون أن شعبنا العظيم سيتجاوز هذه المرحلة البائسة ويستعيد وعيه وبوصلته وقراره من جديد. "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

  • #2
    رد : بقلم ياسر الزعاترة : جامعات الضفة في قبضة الأمن وفي مقدمتها النجاح

    باذن الله سترجع النجاح الى ما عهدناها معقلا لحماس واستشهادييها

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X