إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رساله من الجزائر لشعب فلسطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رساله من الجزائر لشعب فلسطين

    بقلم الشيخ : أبو جرة سلطاني

    رئيس حركة مجتمع السلم/الجزائر





    الحمد لله القائل : "سبحان الذي أسرى بعيده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقص الذي باركنا حوله" ثم الصلاة والسلام على أنبيائه الذين أنعم الله عليهم وجعل في صحبتهم الصديقين والشهداء الصالحين. "وحسن أولئك رفيقا"، فقد روى أحمد وأبن ماجه أن ميمونة (رضي الله عنها) قالت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أفتنا في بيت المقدس" قال : أرض المحشر والمنشر، إئتوه فصلوا فيه، فإن كل صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قالوا : ومن لم يستطيع أن يأتيه، قال : "فليبعث بزيت يسرج في قناديله، فإن من أهدى له زيتا كان كمن أتاه".



    - يا أهلينا في فلسطين

    - ويا أحبتنا في القدس

    - ويا طيور الجنة في المسجد الأقصى

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :



    من جزائر المليون ونصف المليون شهيد نحيّ الصامدين في القدس وفي أكناف بيت المقدس، ونشد على أيدي المقدسيين الذين حباهم الله بأن جعلهم من أهل الرباط حتى يقاتل المسلمون اليهود..لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة وهم على ذلك، ومن الجزائر نهديكم مشكاة من زيت الشهادة وزيتا من دماء الشهداء تسرجون به قناديل الصمود والمقاومة في القدس وما حولها.



    أنتم في الأرض المباركة، التي كتبها الله لكم وقدر لكم أن تكونوا من أهلها المرابطين.. فاثبتوا واحذروا أن ترتدوا على أدباركم فيحيق بكم الخسران المبين : "يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"، أنتم سفراء الأمة الإسلامية ورأس حربتها في الأرض التي بارك الله فيها وبارك حولها لتبقى – على مدى القرون- همزة الوصل المشعة بالنور بين الأرض والسماء، وقد شرفها الله بالنبوة والرسالة إلى أن ختمت مجدها بتجميع الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام) ليلة المعراج ليؤمهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إمامة ختم الرسالة ليربط الله تعالى بالوحدة، ويبارك هذه الأرض الطاهرة وما حولها، بالتوحيد ويعلن قداستها وقدسيتها إلى قيام الساعة.



    فصارت بهذه الصفة مهبط الوحي ومنزل الأبرار :

    - وقفا إسلاميا أبديا، غير قابل للبيع ولا للشراء ولا للتداول

    - وإيلافًا للمسلمين جميعا بعد أن كانت إيلافا لقريش في رحلتي الشتاء والصيف

    - وبركة دائمة على الناس بدعاء الحبيب المصطفى : "اللهم بارك لنا في شامنا.."

    - وتقاطعا لآيات الله بين الأرض والسماء سمعا وبصرا : "لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"

    - ومفخرة للعلم والعلماء والدعاة والمجاهدين والأئمة والمرابطين من الإمام الشافعي إلى صلاح الدين الأيوبي، ومن العز بن عبد السلام إلى عز الدين القسام..

    - ومنزل الأنبياء (عليهم السلام) حتى ما بقيت ذرة من تراب فلسطين إلاّ ومشى عليها نبي أو سجد عليها رسول في جمَّ غفير من الأنبياء والمرسلين.

    - وأرض المحشر والمنشر..الصلاة في مسجدها بألف صلاة في غيره، ومن عجز عن أداء صلاة في فليبعث بزيت يسرج في قناديله، فإن من أهدى له زيتا كان كمن أتاه (كما في سنن إبن ماجة ومسند الإمام أحمد).



    فما معنى هذا الزيت؟ وكيف يتم الإسراج؟ وما هي قناديل بيت المقدس اليوم؟ وما هي ظلال "فإن من أهدى له زيتا كان كمن أتاه".

    أقول والله أعلم :

    إن الزيت هو رمز النور والبركة والخصوبة والنماء، وهو وسيلة من وسائل "التنوير" والإضاءة، ومن معاني ذلك :

    - التعاون على تبديد الظلام لأنه ظلم، والظلم – كما ثبت بالكتاب والسنة- شرك عظيم ووثنية وطغيان، واستبداد، و"ظلمات يوم القيامة"

    - التضامن الأخوي الإسلامي والإنساني لفك الحصار ومدّ يد العون ببركة الشجرة المباركة الزيتونة "لا شرقية ولا غربية".

    - الإضاءة على من هم تحت الظلم والظلام بما هو من نور حصحصة الحق على نور طلب المدد، ومن نور الذين يعيشون الحرية إلى نور المرابطين من أجل الحرية..والثبات يوم الزحف إلاّ متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة، فبهذه الأشكال المتنوعة من التعاون على إضاءة من هم محاصرين بظلمات التهويد، والهدم، والإبعاد..تصبح للزيت قيمته الإيمانية المقاومة للاستبداد والطغيان، فيسرج وينتج نورا جديدًا هو قبس من نور الله تعالى الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة.

    - الزيت المقصود في هذا الحديث الشريف – فوق كونه زيتا لإسراج القناديل- فهو كذلك برنامج تنوير الحق وتطهير القدس، التي بارك الله حولها، من كل مسببات الظلم والظلام، وإلاّ فما قيمة أن يكون المسجد مزهرا بقناديل الزيت وما حوله حصار وظلمة ومنع من أن يذكر إسم الله فيه، لأن أقواما من الإسرائيليين ظلموا أهله ومنعوهم من الصلاة فيه وسعوا في خرابه بالحفريات الباحثة عن أوهام الهيكل؟ ألم يقل الله تعالى في حق هؤلاء : "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.." والفرق بين الخراب والتخريب فرق معنوي، فإفراغ بيوت الله من عمّارها خراب، والحفر تحتها لتتصدع وتنهار تخريب، وقد جمعت الإدارة الصهيونية بين الخراب والتخريب، فمن أشد منهم – بعد هذا- ظلاما وظلما؟؟



    وهكذا يتضح أن مما تستغرقه جملة "فليبعث بزيت يُسرج في قناديله" الدعوة إلى التعاون والتضامن والتحشيد والتعبئة بإرادة الخروج في سبيل الله، الذي يتطلب الإعداد والاستعداد : "ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم".



    ولأننا – في الجزائر وفي غير الجزائر- عاجزون عن شدّ الرحال إلى القدس للزيارة والتبرك، وعاجزون عن الوصول إلى بيت المقدس للصلاة بفعل الاحتلال والحصار.. فإن سنة شدّ الرحال لا تسقط كلية وإنما يسقط فيها جانبها المادي الذي قال فيه الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) : "ومن لم يستطع أن يأتيه..فليبعِث بزيت يسرج في قناديله" ليبقى مزهرا ومضيئا ومستنيرا كرمز للصمود ضد كل أشكال التهويد والخراب والتخريب..فسقوط سنّة شد الرحال في جانبها المادي يعزر واجب شد الرحال معنويا إلى رمزية كل ما بارك الله حوله، لأن المسجد الأقصى، كما القدس وفلسطين وكل بلاد الشام لا يكفي أن تزين معالمها التعبدية والتاريخية بالمصابيح، وترفع معالمها بالآجر والرخام، وتزخرف جدرانها بكل أنواع المنمنمات والنقوش وأنواع الزينة..



    فهذا جميل، ولكن الأجمل منه أن تُرفع ويُذكر فيها إسم الله بالصمود والمرابطة والصبر والمصابرة مصداقا لقوله تعالى : "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوّ والآجال رجال.."الآيات.



    وها قد تلاحظ معاني الرفع الإيماني ودلالات الذكر النوراني الذي يربط الأرض بالسماء :

    - فبيوت الله في الأرض لابد أن ترفع

    - وبيوت الله في الأرض لابد أن يذكر فيه اسم الله

    - وبيوت الله في الأرض لابد أن يسبح اسم الله فيها ويعظم في كل حين وآن رجال من أهم صفاتهم أنهم متفرغون للدفاع عن الحق مرابطون على ثغور المقاومة : "لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار".



    هذه واجباتنا تجاه أي مسجد، فما بالك إذا تعلق الأمر بالمسجد الأقصى والقدس الشريف؟

    هؤلاء هم جيل النصر المنشود من الذين يعمرون بيوت الله ويرفعون شأن الإسلام في المقدس وفي أكناف بيت المقدس، وهؤلاء هم الذين يقع على عاتق كل حرّ فوق هذه المعمورة واجب أن يمدهم بالزيت ليستمر إسراج قناديل الهداية الإسلامية والمقاومة الإيمانية والكرامة الإنسانية التي يشترك فيها المسلم والنصراني واليهودي واللاديني ليقولوا بصوت واحد إن فلسطين "أرض خراج" ووقف لكل ساكنيها – من غير الغاصبين- وأن واجب الدفاع عنها يمتد إلى خارج فلسطين ليشمل نشاط كل حرّ (كما حصل في قافلة الحرية).



    فأرض فلسطين ملكية عامة على الشيوع بين جميع ساكنيها – من غير المحتلين- يرتبطون بها عقيدة وتاريخا وحضارة وقواسم مشتركة بينهم، وعلى الجميع واجب النصرة، وعلى كل فرد منهم النهوض بواجب تحريرها من كل سلطان أجنبي كفرض عين إذا دعا الداعي إلى النفير العام خفافا وثقالا.

    - يا أحبابنا في القدس وفلسطين

    - ويا أشقاءنا في الأرض المباركة

    من الجزائر، التي عانت ويلات الاحتلال وخبرت أساليب الهوان والمسخ والإذلال والتهجير والإبعاد وطمس الهوية..على أيدي الاستعمار الفرنسي 132 سنة، نبعث إليكم بزيت تضامن وتناصح وتناصر..يعينكم على أن تُبْقوا قناديل المقاومة مزهرة، وبيوت الله مرفوعة والحرم المقدسي عامرًا بالرجال..رغم التهويد والتهديد..



    لقد حالت بيننا وبينكم الحوائل فما استطعنا شد الرحال للصلاة في بيت المقدس، فاحتمينا برخصة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنكون معنويا إلى جواركم : "فمن أهدى له زيتا كان كمن أتاه".



    هذه هي هديتنا لكم..

    زيت الجزائر هدية من أرض الشهداء إلى أرض الرباط، وهو زيت ثلاثي الإشتعال بنور الله تعالى، فاثبتوا واصبرو وصابروا ورابطو.. تستنير بكم قناديل الحرية :

    1- الثبات على الأرض عبادة، فأنتم مرابطون، ومن سهرت عيناه في سبيل الله لا تمسهما النار، وقد قال الشاعر :

    لا تقعدن عـــــن الجهــاد إلى غدٍ * فلقد يجيء غد وأنت غبـــــار

    الصيد غيرك إن سهرت وأن تنم * فالصيد أنت، ولحمك المختار

    2- لستم وحدكم، فأحرار العالم معكم، والغضبة الكبرى قادمة إن شاء الله، ليس برواية فيروز في : "الغضب الساطع آت.." بل بأمر رب العالمين القائل : "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوء وجوهكم وليدخلوا المسجد الحرام كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".

    3- إن زيت الشعب الجزائري الذي ظل يسرج قناديل المقاومة قرنا وربع القرن هو الذي أمد الثورة المباركة 54-1962 بنور الوحدة، ونور عدالة القضية ونور الاستعداد للتضحية بلا حدود..فلما اختلط هذا الزيت المبارك بدماء الشهداء الطاهرة أسرج قناديل النصر المظفر، وجاء نصر الله والفتح.



    نهديكم من زيت شهداء الجزائر أروع جملة سطرها تاريخ المقاومة ومآثر الجهاد هي قول الشهيد العربي بن المهيدي "يوجد بطل واحد في الجزائر هو الشعب" فاسرجوا قناديل المقاومة بهذا النور وتمثلوا ذلك بقولكم ووحدتكم وهتافكم الخالد : "يوجد بطل واحد في فلسطين هو الشعب"، ثم انطلقوا على بركة الله بلا وهن ولا ضعف ولا استكانة ولا هوان ولا حزن، فأنتم الأعلون إن شاء الله لأنكم مؤمنون : "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس". وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.





    رئيس حركة مجتمع السلم



    الشيخ أبوجرة سلطاني

  • #2
    رد : رساله من الجزائر لشعب فلسطين

    2- لستم وحدكم، فأحرار العالم معكم، والغضبة الكبرى قادمة إن شاء الله، ليس برواية فيروز في : "الغضب الساطع آت.." بل بأمر رب العالمين القائل : "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوء وجوهكم وليدخلوا المسجد الحرام كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X