إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حديث "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" روايةً ودرايةً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" روايةً ودرايةً



    حديث "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" روايةً ودرايةً

    يحيى رضا جاد


    أولاً : جانب الرواية

    روي عن رسول ال الله (ص) أنه قال : "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" .. حديثٌ ضعيف :

    أخرجه أبو داود (2645) عن جرير بن عبد الله به، قال أبو داود : رواه هشيم ومعتمر وخالد الواسطي وجماعة؛ فلم يذكروا جريراً.

    وأخرجه الترمذي (1604 – موصولاً كما عند أبي داود بنفس الإسناد والمتن) ومرسلاً (1605) وقال : هذا – أي المرسل- أصح .. ونقل عن الإمام البخاري قوله : الصحيح أنه مرسل.

    [ عندي تخريج مفصل للحديث؛ به يتأكد صواب ما ذكره أبو داود والترمذي والبخاري – رضوان الله عليهم جميعاً- .. ولكنه يحتاج إلى جهد غير قليل للم شعثه وتنسيقه وإعادة كتابته بإحكام .. ولا أفرُغ لذلك في المستقبل المنظور .. وكفى - ولو مؤقتاً- بأقوال الأئمة الثلاثة حجةً وبياناً ]


    ثانياً : جانب الدراية

    وملابسات الحديث – كما رواها أبو داود والترمذي- : "بعث رسول الله (ص) سرية إلى خثعم (وبَعْثُ السرايا إنما يكون موجهاً لغير المسلمين المحاربين لله ورسوله لا المسالمين لهم)، فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي (ص) فأمر لهم بنصف العقل (أي نصف الدية) وقال : أنا بريء .. الحديث"

    وإنما أُسقِطَت نصف الدية لأنهم أعانوا على انفسهم لإقامتهم بين المشركين المحاربين لله ورسوله .. فمعنى الحديث – وهو ضعيف لا يجوز الاحتجاج ولا الاشتغال به- : أن الرسول (ص) بريء من دم المسلم إذا قتله المسلمون خطأ؛ لأنه عرَّضَ نفسه لذلك بإقامته بين مشركين محاربين للإسلام

    ولذلك فالحديث لا يتناول المسلمين الذين يعيشون اليوم في كثير من البللاد غير الإسلامية المسالمة، إضافةً إلى تعدد الحاجة – في عصرنا هذا- إلى الإقامة هناك : للتعلم .. والتداوي .. والعمل .. والتجارة .. ونشر الدعوة .. وتعليم الأقليات الإسلامية وتثبيتها وتثقيفها وتوعيتها .. وللفرار من الاضطهاد الذي يواجهه عدد من المسلمين في بلادهم الإسلامية (!!) .. إلخ .. خاصةً بعد أن تقارب العالم وأصبح كأنه قرية واحدة.

    وعلى ذلك .. فالحديث – على ضعفه المُسقِط لجواز الاحتجاج به، والمُسقِط كذلك لجواز الاستنباط منه وللعمل بما يفيده- ورد في أمرين :

    الأول : وجوب الهجرة من أرض المشركين إلى النبي (ص) لنصرته، ولتعلم الإسلام، ولتقوية شوكة الجماعة المسلمة

    والثاني : الإقامة بين قوم محاربين للإسلام



    خاتمة

    وهذا نموذج - من نماذج هائلةٍ .. كثيرةٍ ومتكاثرة- يتضح به مدى تسرع مَن يلهج بما لم يتحقق مِن أمره .. ومن يردد ما لا يفقه .. ومن يفتي بما لا يعلم .. وهم كُثُر ؛ علماءً وطلبةً علم معاً؛ للأسف الشديد .. نسأل الله صلاح الأحوال .. ولولا ضيق الوقت الذي يحاصرني عن يمين وشمال .. لجليتُ عدداً من الأمور ذات العلاقة بـ "غير المسلمين وبلادهم والأقليات الإسلامية فيها" وأحكامهم .. يسر الله الأمرَ بعدُ



    والله تعالى أعلى وأعلم

جاري التحميل ..
X