بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يقع الجدال حول المناقشات الفكرية و الاصطدام الفكري بين مختلف الأديان و المذاهب و الأعراق و الجنسيات
كل هذا يعلمه من يطلع على الانترنت او الصحف او وسائل الإعلام الحديثة
بعضهم بجهل و آخرون بخبث ليس لهم إلا الطعن في الطرف السني فقط إن كان الأمر دينيا
و بالعربي فقط إن كان الأمر قوميا و السعودية بالذات إن كان على نطاق وطني
و حقيقة من يطلع على ما يحدث يجد الجهال من الناس يتخيلون حالة مرسومة بأذهانهم من وجود
المجتمع على أفضل حال دون أن يلتفت الى الواقع المرير الذي أخبر الله عنه "كان الناس أمة واحدة"
و قوله تعالى "و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربي"
فالله عز وجل خلقنا لنعبده كما شاء و كيف شاء لا أن نجعل أهوائنا آلهة كما قال تعالى :
"أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ"
فنجد التجني يكون بطريقة خبيثة جدا !!
لماذا السعودية دون باقي دول الخليج؟؟
السبب معروف لأنها الوحيدة التي لا زال فيها بعض الحسنات المتعلقة بالشخصية الإسلامية
بينما دول أخرى فيها قواعد أمريكية و علاقات دبلوماسية أقوى من علاقات السعودية مع أمريكا
و بعضهم مع الصهاينة أنفسهم لا يذكرونها !!!
و الحقيقة أن المستهدف من وجهة نظري ليست الحكومات بل الشعوب لأن حكومة السعودية قد أعطت
الضوء الأخضر للعلمانيين و الليبراليين ليبثوا سمومهم و يعملوا بشكل منظم لإفساد المجتمع السعودي
بجبهة معروفة من أمثال الوليد بن طلال و من هم على شاكلته
حتى أن أحد علماء السعودية قد أفتى بأنه (الوليد بن طلاال و امثاله ) يجب أن يطبق عليهم حد الإفساد في الأرض
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا
أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا
وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
لاحظوا أيها الإخوة الكرام أن من ينتقد السعودية ينتقد العلماء بشكل خاص و قلما تجده يتعرض
لأمثال الوليد و أصحاب الأفكار الهدامة من العلمانيين و الليبراليين
بل لعل بعض هؤلاء من ضحايا الفكر العلماني و الليبرالي من أنصار الديمقراطية الغربية
و بعضهم زينها بالديمقراطية في الإسلام !!!!
و تجده يدافع عنها دفاع المستميت و هذه الكلمات ليست موجهة دفاعا عن السعودية و لكنها
توصيف لطريقة الانتقاد التي لم نرى فيها من ينتقد بطريقة علمية منصفة بل الهوى هو الغالب على هذه الردود
و ضيق الأفق الفكري هو ما يجعلهم يتكلمون بهذه الطريقة فتجدهم مثلا يقولون علماء السلطان
هل لا يوجد إلا علماء السلطان؟؟؟ و أين ذكرهم لباقي العلماء؟؟
أين ذكرهم للذين سجنوا ؟؟
و هل يجب من وجهة نظرهم وضع كل العلماء في السجن حتى يرتاحوا؟؟
ثم أن هؤلاء تجد من ينتمي إليهم ينتقد البلاد الأخرى و لا يجرؤ أن ينتقد البلد الذي هو فيه
بل تجد أغلب من ينتمي الى هذه الشريحة يعيش في بلاد كالأردن و السعودية و يكون من أشد
المهادنين لنظام الحكم فإذا كان في بلد آخر أطلق عنانه و لام الآخرين !!!
و كلاً منا في بلده يجد التجاوزات و أغلبنا يغض النظر عنها و ينظر لبلاد أخرى و ينتقدها !!!
و مع هذا إن سمع أحد ينتقد و بشكل مؤدب ما يحصل في بلاده يتهمه بالعمالة و الصهيونية !!
هذا من الواقع السياسي أما من الواقع الديني فإن أغلب أصحاب الأفكار الهدامة و أصحاب البدع
يريدون منا أن نقبلهم بيننا و نقول لهم لكم دينكم و لي دين !!!!!!
بل يجرؤ البعض على تسفيه من يرد على أهل البدع بحجج شتى فتجده لا يدعو الى الحوار بالتي
هي أحسن كما أمره الله بل يدعو الى عدم الحوار و عدم النقاش و ما أسرع
التهم ..طائفي ..تكفيري ...عميل للأنظمة ...مدعي الدفاع عن أهل السنة !!!!
و بالمقابل فإن وجهة نظره لمن يحارب أهل السنة او ينتقدهم هي حرية فكرية !!!!!!!!
بل و أحيانا قد يكذب ليبرر لأهل البدع سبهم للصحابة و أمهات المؤمنين !!!!
و كأن الامر حادث جديد له عرض يزول بزوال هذا العرض !
و حقيقة نحن نعلم أن النقاش و الحوار هو أصل امتداد المعرفة و الأفكار و قبولها أو رفضها .
فهل الصواب أن نجادل بالتي هي أحسن كما قال الله أو نترك الحوار كي لا نكون طائفيين كما يقول هؤلاء؟
و حقيقة الديمقراطية التي يدعون لها هي قبول الاختلافات الفكرية بل قبول الانتقادات اللاذعة للأفكار
و مع هذا فهم يرفضون أن يكون هناك انتقاد سياسي ديني و ذلك إما لكونهم علمانيين يفصلون
الدين عن الدنيا و إما لهم فكر و جذور سياسية لا تتماشى مع تأصيل الفكر الإسلامي و السمو به
نحو أفضل صورة تقربه من أصله كما قيل : لن يصلح آخر هذا الأمر إلا كما صلح به أوله .
و هذا التناقض الفكري نجده حتى على مستوى الدول المتقدمة فنجدهم مع زعمهم الديمقراطية
و مناداتهم بالليبرالية إلا أنهم يسلبون الناس حريتهم إذا كانت متعلقة بالإسلام بشكل خاص .
أما الإعلام فالمشكلة أن إعلامنا الإسلامي أخذ يردد بعض العبارات التي يستخدمها الغرب للتشنيع
على الإسلام , فقديما الأصولية و حديثا الإرهاب !
و لا نجد في المقابل إعلاما يظهر إرهاب الغرب على البلاد الإسلامية !!!
تعليق