إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حتى نخشع في الصلاة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حتى نخشع في الصلاة

    هذا بحث اعددته سابقا فنقلته هنا للاستفادة منه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله القائل في محكم كتابه الكريم (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [(45) سورة العنكبوت} والصلاة على نبيه الكريم وبعد :
    إن الصلاة هي قرَّةُ عيونِ الموَحِّدين ، ولذَّةُ أرواح المحبين ، وبستان العابدين وثمرة الخاشعين .
    فهيَ بستَانُ قلوبهم .. ولذَّةُ نفوسهم .. ورياضُ جوارحهم .
    فيها يتقلبون في النعيم .. ويتقربون إلى الحليم الكريم ..
    عبادة .. عظَّم الله أمرها .. وشرَّف أهلها .. وهي آخر ما أوصى به النبي عليه السلام .. وآخر ما يذهب من الإسلام .. وأول ما يسأل عنه العبد بين يدي الملك العلام ولن يتذوق عبد لذة هذه العبادة إلا بتحقيق الخشوع فيها , فالصلاة التي لا خشوع فيها كالجسد الذي لا روح فيه ,فهو روح الصلاة وحياتها، ونورها وضياؤها، و به تصعد إلى الملأ الأعلى، وتنهض في السماوات العلى. وهو أول ما أثنى به الله تعالى على عباده الذين نالوا الفلاح في الدنيا والآخرة في قوله { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ } المؤمنون : 1 – 2 .
    وفي هذا البحث أتطرق إلى الأغراض التالية التي أعددت بها هذا البحث عن ( الخشوع في الصلاة ) وهي كالتالي:
    1- المبحث الأول : تعريف الخشوع
    ويتضمن تعريف الخشوع في لغة العرب وتعريفه في القرآن الكريم وتعريفه عند السلف الصالح .
    2- المبحث الثاني أهمية الخشوع في الصلاة .
    ويتضمن حكمه و ما الفرق بين العبادة التي يصاحبها الخشوع والتي لا يصاحبها ......
    3- المبحث الثالث مسببات عدم الخشوع في الصلاة .
    4- المبحث الرابع الأسباب الجالبة للخشوع في الصلاة .
    5- المبحث الخامس قصص من أحوال السلف الصالح في الخشوع في الصلاة .








    المبحث الأول : تعريف الخشوع
    تعريف الخشوع في لغة العرب:
    وهي معنى الخشوع:
    فهو يدور في كلام العرب على معنى واحد تدور عليه جميع استعلامات هذه الكلمة، وهو التطامن [انظر: المقاييس في اللغة، كتاب الخاء، باب الخاء والشين وما يثلثهما] . ولذلك نجد أن بعضهم يعبرون عنه بقولهم: ' الخاشع المستكين والراكع '. وبعضهم يقول: ' المتضرع'[ انظر: المفردات للراغب، 'مادة: خشع '] وبعضهم يقول: ' المختشع: هو الذي طأطأ رأسه وتواضع '، وبعضهم يقول كلاماً يقارب هذا، وهو يدور في لغة العرب على ما ذكرت .
    تعريف الخشوع في القرآن الكريم :
    تكرر الخشوع في كتاب الله عز وجل، وجاء في معان متعددة: منها الذل، وسكون الجوارح، والخوف، والتواضع، وهذه أربعة معان، ويمكن أن يضاف إليها معنى خامس: وهو الجمود واليبس:
    فأما المعنى الأول: وهو مجيء الخشوع بمعنى الذل: فكما قال الله عز وجل:}وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا[108]{[سورة طه] أي: ذلت، ويقول الله تعالى:}لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا[21]{ [سورة الحشر] أي: ذليل، وقال:}وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ[2]{[سورة الغاشية].
    وأما الخشوع بمعنى سكون الجوارح: فكما قال الله عز وجل:}الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[2]{[سورة المؤمنون] .
    قال الحسن:' كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح' .

    تعريف الخشوع في الصلاة كما ذكره علماء الأمة:
    معنى الخشوع في الاصطلاح: فعبارات العلماء فيه متقاربة[انظر: المدارج 1/ 521 – 524]:
    فمن قائل هو: قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.
    ومن قائل هو: الانقياد للحق- والواقع أن الانقياد للحق هو من موجبات الخشوع-.
    ومن قائل هو: تذلل القلوب لعلام الغيوب .
    عضهم يقول: هو معنى يقوم في النفس، ويظهر عنه سكون الأطراف يلائم مقصود العبادة
    وابن القيم رحمه الله يقول:
    إن الخشوع معنى يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار.
    والحافظ بن حجر رحمه الله ينقل عن بعضهم تعريف الخشوع بأنه:
    تارة يكون من فعل القلب كالخشية، وتارة من فعل البدن كالسكون – سكون الأعضاء والجوارح – وقد قيل: لابد من اعتبار الأمرين حتى يكون ذلك من قبيل الخشوع المعتبر.
    وابن رجب له كلام جيد في بيان معناه يقول[الخشوع في الصلاة]:' أصله لين القلب ورقته، وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له' كما قال صلى الله عليه وسلم{ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب}رواه البخاري ومسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه في الصلاة: […خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي…] رواه مسلم أ.هـ . فهو يرى: أن خضوع الجوارح هو ثمرة لخضوع القلب ولينه. وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى أن الخشوع يتضمن معنيين: أولهما: التواضع والتذلل .
    والثاني: السكون والطمأنينة، يقول:'وذلك مستلزم للين القلب ومنافي للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضًا, ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا: التواضع والسكون'[ مجموع الفتاوى 7/ 28 –30].
    يخ الإسلام يرى أن لين القلب هو نتيجة وأثر ولازم من لوازم الخشوع، وأن الخشوع هو التواضع والتذلل والسكون والطمأنينة، ولهذا جاء عن علي رضي الله عنه:'الخشوع في القلب: أن تلين كنفك للرجل المسلم وألا تلتفت في الصلاة' وجاء عنه أن:' الخشوع في القلب' . وهكذا جاء عن إبراهيم النخعي أيضاً وطائفة من السلف، وكان ابن سيرين يقول:' كانوا يقولون في معنى الخشوع:'لا يجاوز بصره مصلاه' . وسئل الأوزاعي عن الخشوع، فقال:'غض البصر، وخفض الجناح، ولين القلب وهو الحزن والخوف' . وكان الأوزاعي رحمه الله- كما وُصف-: كأنه أعمى من الخشوع –يعني أن ذلك أثر أيضاً على بصره ونظره .
    الشيخ د: صالح بن فوزان الفوزان :
    أصل الخشوع :في الصلاة : لين القلب وسكونه ، وخضوعه ، فإذا خشع القلب تبعه خشوع الجوارح والأعضاء ، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم {ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب} متفق عليه .
    المصدر ( موقع الإسلام العتيق ) http://islamancient.com/friday_stand,item,130.html

    المستشار الدكتور : علي با دحدح :
    والخشوع في الصلاة : هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضراً لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدباً بين يدي ربه، مستحضراً جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أولها إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرديئة، وهذا روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد.
    المصدر ( موقع اسلام ان لاين ) http://www.islamonline.net/servlet/S...FEmanA%2FEmanA
    الشيخ ناصر الأحمد خطبة بتاريخ 26/11/1420هـ:
    الخشوع: حالة في القلب تنبع من أعماقه مهابةً لله، وتوقيراً له، وتواضعاً في النفس وتذللاً.
    المصدر (خطبة بتاريخ 26/11/1420هـ

    الخلاصة
    أن الخشوع معنى ينتظم خضوع القلب وذله وانكساره وعبوديته، وسكونه وتواضعه، وطمأنينته مع التعظيم والمحبة والخشية لله تعالى، ويظهر أثره على الجوارح بسكونها والتواضع للخلق، فيكون القلب عامرًا بالسكون والطمأنينة، والتذلل والمحبة والتعظيم، مع خضوع الجوارح، وتواضع العبد، وسكون الجسم، وسكون الطرف والنظر .

  • #2
    رد : حتى نخشع في الصلاة


    المبحث الثاني : أهمية الخشوع في الصلاة

    فبلا شك في غاية الأهمية، ومن فقده؛ فقد واجباً من واجبات الإيمان، ومما يدل على أهميته:
    1- أنه واجب من واجبات الصلاة :
    على قول طائفة من أهل العلم، وممن اختار هذا القول: القرطبي صاحب التفسير، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله [انظر: مجمع القتاوى 22/553-557]. والحافظ ابن القيم [انظر الوابل الصيب ص24]. وطائفة من السلف والخلف . وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيميه على أن الخشوع واجب من واجبات الصلاة بأدلة متعددة منها:
    الدليل الأول:
    أن الله عز وجل قال:} وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[45]{ [سورة البقرة] . يقول مبيناً وجه هذا الاستدلال:'وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين:}وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[45]{ [سورة البقرة] . فغير الخاشع تكون كبيرة عليه، فمعنى ذلك أنه مذموم، لأن الله قال:} وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ…[143]{ [سورة البقرة] . فهؤلاء الذين يكبر عليهم التحول من بيت المقدس إلى الكعبة، فهؤلاء فقدوا أساسًا وأمراً عظيماً، حيث إنهم خرجوا عن هذا الوصف: } وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ…[143]{ [سورة البقرة] . والله عز وجل يقول:} …كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ…[13]{ [سورة الشورى] . يقول شيخ الإسلام:' من مجموع هذه الآيات، دل كتاب الله عز وجل على أن من كبر عليه ما يحبه الله أنه مذموم بذلك، وأن ذلك مسخوط منه، والذم أو السخط لا يكون إلا لترك واجب، أو فعل محرم، وإذا كان غير الخاشعين مذمومين دل ذلك على وجوب الخشوع، فمن المعلوم أن الخشوع المذكور في قولة تعالى:}وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[45]{ [سورة البقرة] لا بد أن يتضمن ذلك الخشوع في الصلاة، فإنه لو كان المراد الخشوع خارج الصلاة؛ لفسد المعنى، إذ لو قيل: إن الصلاة لكبيرة إلا على من خشع خارجها ولم يخشع فيها، كان يقتضي أنها لا تكبر على من لم يخشع فيها وتكبر على من خشع فيها، وقد انتفى مدلول الآية، فثبت أن الخشوع واجب في الصلاة '.
    الدليل الثاني:
    أن النبي صلى الله عليه وسلم توعد تاركيه، كالذي يرفع بصره في السماء، فإن حركته ورفعه ضد حال الخاشع، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ] فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: [ لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ] رواه البخاري . وكذلك حديث جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ]رواه مسلم . فاستدل به على أن الخشوع واجب، وبهذا استدل أيضاً الحافظ العراقي [انظر طرح التثريب 2/372]
    . المصدر ( محاضرة في الخشوع للشيخ : خالد بن عثمان السبت بتاريخ 31-07-2003
    2- - أن العبادة التي يصاحبها الخشوع تفضل العبادة التي لا خشوع فيها: وشتان بين اثنين أحدهما يصلي وهو خاشع، والآخر يصلي وهو أبعد ما يكون من الخشوع . يقول حسان بن عطية رحمه الله:'إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وإن بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض'. والمراد أن الناس في صلاتهم مختلفون في حصول الثواب على حسب أحوالهم في الخشوع ، فمنهم من يحصل له عشر ثواب صلاته ، ومنهم من يحصل له تسعه , وهكذا , ومنهم من يحصل له الثواب كاملاً , لما رواه كعب بن عمرو رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إن منكم من يصلي الصلاة كاملة ، ومنكم من يصلي النصف ، والربع ، والخمس )،
    حتى بلغ العشر . أخرجه الطحاوي في مشاكل الآثار2/31 وحديث عمار بن
    ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , ثلثها , نصفها )اخرجه ابوداود في سننه1/503ح796..
    3- هو أول ما يفقد من هذه الأمة:.
    روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه وسلم قال (أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعاً) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد2/136وقال إسناده حسن , وقال حذيفة رضي الله عنه ( أول ما تفقدون من دينكم الخشوع , وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ولتـنـقضن عرى الإسلام عروة عروة..) اخرجه ابن شيبه في مصنفه كتاب الزهد , والحاكم في مستدركه , كتاب الفتن والملاحم4/469،وصححه , و وافقه الذهبي . وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال ( يوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيه رجلاً خاشعا)أخرجه الإمام احمد في مسنده6/26.
    4- الخشوع في الصلاة يكفر الذنوب :
    لقوله –صلى الله عليه وسلم-: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يُقبل عليهما بقلبه ووجهه)) وفي رواية: ((لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه)). وفي لفظٍ: ((إلاّ وجبت له الجنة)) [رواه البخاري].
    5- أن الله أستبطأ المؤمنين في تحقيق هذا الوصف:
    فقال:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ[16]{ [سورة الحديد]. يقول شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله:' فدعاهم إلى خشوع القلب في ذكره وما نزل من كتابه، ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وهؤلاء هم الذين }إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [2]{[سورة الأنفال.


    يتبع بإذن الله

    تعليق


    • #3
      رد : حتى نخشع في الصلاة

      جزاك الله خيراً ..في موازين حسناتك

      تعليق


      • #4
        رد : حتى نخشع في الصلاة

        بارك الله فيك اخي و جزاك الفردوس الاعلى

        تعليق


        • #5
          رد : حتى نخشع في الصلاة

          وفيكم بارك الله اخوتي نكمل بإذن الله

          تعليق


          • #6
            رد : حتى نخشع في الصلاة

            المبحث الثالث

            مسببات عدم الخشوع في الصلاة
            أما مسببات عدم الخشوع في الصلاة فقد ذكرها الشيخ صالح المنجد كما يلي:
            1- الصلاة في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو ألوان أو تصاوير تشغل المصلي: (عن أنس قال: كان قِرام ( ستر فيه نقش وقيل ثوب ملوّن ) لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي : { أميطي - أزيلي - عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي } رواه البخاري . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قام النبي الله يصلي في خميصة ذات أعلام - وهو كساء مخطط ومربّع - فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال: { اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة و أتوني بأنبجانيّه - وهي كساء ليس فيه تخطيط ولا تطريز ولا أعلام -، فإنها ألهتني آنفا في صلاتي } ( رواه مسلم )
            2- الصلاة والمرء حاقن - حابس للبول - أو حاقب - حابس للغائط -:
            يقول الشيخ صالح المنجد :لاشكّ أن مما ينافي الخشوع أن يصلي الشخص وقد حصره البول أو الغائط، ولذلك نهى رسول الله أن يصلي الرجل و هو حاقن: أي الحابس البول، أوحاقب: و هو الحابس للغائط، قال اصلى الله عليه وسلم: { لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان } [صحيح مسلم]، وهذه المدافعة بلا ريب تذهب بالخشوع. ويشمل هذا الحكم أيضا مدافعة الريح.
            3- صلاة المرء وقد غلبه النعاس:
            عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله : { إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقول } رواه البخاري
            4- أن يصلي المرء وبحضرته طعام يشتهيه :
            لحديثه صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة بحضرة طعام ) رواه مسلم .
            5- الصلاة خلف المتحدث أو النائم :
            لأن النبي نهى عن ذلك فقال: { لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث } لأن المتحدث يلهي بحديثه، ويشغل المصلي عن صلاته.والنائم قد يبدو منه ما يلهي المصلي عن صلاته. فإذا أُمن ذلك فلا تُكره الصلاة خلف النائم والله أعلم.
            6- عدم التشويش بالقراءة على الآخرين قال رسول الله : { ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة } أو قال ( في الصلاة ) [رواه أبو داود.
            7- ترك الالتفات في الصلاة: لحديث أبي ذر قال: قال رسول الله : { لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه } وقد سئل رسول الله عن الالتفات في الصلاة فقال: { اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد } رواه البخاري .
            8- عدم رفع البصر إلى السماء: وقد ورد النهي عن ذلك والوعيد على فعله في قوله : { إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء } [رواه أحمد]، واشتد نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك حتى قال: { لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم } رواه البخاري .
            9- أن لا يبصق أمامه في الصلاة: لأنه مما ينافي الخشوع في الصلاة والأدب مع الله لقوله : { إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى } رواه البخاري .
            10- مجاهدة التثاؤب في الصلاة: قال رسول الله : { إذا تثاءَب أحدُكم في الصلاة فليكظِم ما استطاع فإن الشيطان يدخل } [رواه مسلم
            11- عدم الاختصار في الصلاة: عن أبي هريرة قال: { نهى رسول الله عن الاختصار في الصلاة } والاختصار هو أن يضع يديه على الخصر.
            12- ترك السدل في الصلاة: لما ورد أن رسول الله : { نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه } [رواه أبو داود] والسدل ؛ إرسال الثوب حتى يصيب الأرض.
            ترك التشبه بالبهائم: فقد نهى رسول الله في الصلاة عن ثلاث: عن نقر الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير، وإبطان البعير: يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا يغير مناخه فيوطنه.
            هذا ما تيسر ذكره من الأسباب الشاغلة عن الخشوع.

            تعليق


            • #7
              رد : حتى نخشع في الصلاة

              صلاتك, ليس قولا فقط, تحرك به لسانك, تحسب أنك فعلت الكثير, إنما هو فعل, فلا خير في لسان لا يفقه ما يقول, فالخشوع شرط لتأخذ أجر الذكر , "فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون" لا يقصد عما كانوا يقولون.عن صدق القيام والركوع والسجود. صدق العبادات

              بارك الله فيكم اخي الفاضل على هذا الموضوع القيم
              جزاكم الله خير الجزاء ورزقكم رضاه والجنة

              تعليق


              • #8
                رد : حتى نخشع في الصلاة

                جزاك الله خيراً وبارك الله فيك

                ماشاء الله موضوع ماتع

                تعليق


                • #9
                  رد : حتى نخشع في الصلاة

                  بارك الله فيك أخي mmq وجزاك خيرا كذلك
                  وجزيت خيرا حسناء الاسلام على الاضافة وبورك فيك

                  تعليق


                  • #10
                    رد : حتى نخشع في الصلاة

                    المبحث الرابع : الأسباب الجالبة للخشوع في الصلاة

                    إن المسلم بحاجة لمعرفة المؤثرات التي تكون سبباً لجلب الخشوع في الصلوات ونحوها خاصة وأن الشيطان قد أخذ العهد على إضلال العبد وإغوائه بزخارف الدنيا وزينتها, فهو لا يترك العبد يدخل في صلاته إلا وشغله بهموم الدنيا وملذاتها حتى يخرج من صلاته ولم يدر ماذا قرأ وكم صلى, لذلك كان حريّاً بالمسلم أن يبحث عن الأسباب التي تطرد عنه الشيطان ووساوسه, وتجعله يقبل على ربه بخشوع وتذلل ليفوز بلذة العبادة وصدق المناجاة والفلاح في دنياه وآخرته؛ حيث أن الخشوع من أساسيات الصلاة التي لا غنى للمصلي عنها في صلاته, ولنذكر هنا شيئاً من الأسباب الجالبة للخشوع وحضور القلب مع الله تعالى:
                    1- الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها: ويحصل ذلك بأمور منها الترديد مع المؤذن والإتيان بالدعاء المشروع بعده ، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده. والاعتناء بالسواك وأخذ الزينة باللباس الحسن النظيف، و التبكير والمشي إلى المسجد بسكينة ووقار وانتظار الصلاة، وكذلك تسوية الصفوف والتراص فيها .

                    2- ومن أسبابه: الطمأنينة، والطمأنينة ركن من أركان الصلاة، ومن أدلة ذلك حديث المسيء صلاته، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ الْمَسْجِدَ, فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَدَّ وَقَالَ: (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى, ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) –ثَلَاثًا- فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي, فَقَالَ: (إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا). المصدر (رواه البخاري -751- (3/205) ومسلم -602- (2/356).) .


                    .
                    3- تذكر الموت عند الصلاة، وفي ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم:- (اذكر الموت في صلاتك فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لَحَريّ أن يحسن صلاته ، وصلِّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها ، وإياك وكل أمر يُعتذر منه).المصدر (رواه الديلمي في مسنده الفردوس عن أنس انظر:كشف الخفاء (1/276) وحسنه الألباني برقم(849) في صحيح الجامع )
                    وكذلك ما جاء في حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ, فَقَالَ: (إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ) المصدر (رواه ابن ماجه -4161- (12/207) وأحمد -22400- (47/495) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (744). ) .
                    4- تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها: ولا يحصل التدبر إلا بالعلم بمعنى ما يقرأ فيستطيع التفكّر فينتج الدمع والتأثر قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً [الفرقان:73 المصدر ( أسباب الخشوع للشيخ صالح المنجد )
                    ومن تدبر معاني الآيات والأذكار الواردة في الصلاة إنه أراد الشروع في الصلاة بالتكبير فليفهم معنى ما يقول، فإذا كان الله -جل وعلا- أكبر من كل شيء فلا يلتفت العبد إلى غيره، ولعل هذا من حكمة تكرر هذه الصيغة في الانتقال بين أركان الصلاة، فإذا كبر المصلي بلسانه فليكبر أيضاً بقلبه، وذلك بحضور القلب وتذكر معنى هذه الصيغة، وإذا استعاذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم فليتذكر عظمة الله -جل وعلا-في مقابل ضعف الشيطان وحقارته، وإذا قال سبحان ربي العظيم، فليتذكر أنه يعظم الله -عز وجل- بقوله وفعله حيث إن الركوع هيئة تعظيم، فلا يقتصر في التعظيم على القول والفعل دون اعتقاد القلب، وإذا سجد فليتذكر وهو في أخفض حال علوَّ الله سبحانه على كل شيء, فيكون قد جمع في الإقرار بعلو الله تعالى بين القول والعمل والاعتقاد، وهكذا في بقية أذكار الصلاة، وليتذكر معاني الآيات التي يتلوها ويشتغل بتدبرها، وبهذا يكون قلبه ولسانه وجوارحه متجهة نحو الله تعالى في كل الصلاة, حيث إن الصلاة ليس فيها فراغ للتفكير في الدنيا وما فيها.
                    يقول الحسن البصري -رحمه الله-: "إذا قمت إلى الصلاة فقم قانتاً كما أمرك الله، وإياك والسهو والالتفات أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره، تسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه ولا تدري ما تقول بلسانك.
                    المصدر ( تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي -126- (1/ 158). )
                    5- أن يقطّع قراءته آيةً آية: وذلك أدعى للفهم والتدبر وهي سنة النبي ، فكانت قراءته مفسرة حرفا حرفا.

                    6- ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها: لقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزمل:4]، ولقوله صلى الله عليه وسلم : { زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا } [أخرجه الحاكم
                    7- أن يعلم أن الله يُجيبه في صلاته: قال صلى الله عليه وسلم : { قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجّدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل }.

                    8- الصلاة إلى سترة والدنو منها: من الأمور المفيدة لتحصيل الخشوع في الصلاة الاهتمام بالسترة والصلاة إليها، وللدنو من السترة فوائد منها:

                    * كف البصر عما وراءه، و منع من يجتاز بقربه... و منع الشيطان من المرور أو التعرض لإفساد الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: { إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها حتى لا يقطع الشيطان عليه صلاته } [رواه أبو داود( المصدر أسباب الخشوع للشيخ المنجد )

                    9- وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في القيام، كما قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: "ومما يظهر فيه الخشوع والذل والانكسار من أفعال الصلاة وضع اليدين إحداهما على الأخرى في حال القيام، قال: وقد روي عن الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- أنه سئل عن المراد بذلك فقال: هو ذلٌّ بين يدي عزيز", قال علي بن محمد المصري الواعظ -رحمه الله-: "ما سمعت في العلم بأحسن من هذا, قال وروُي عن بشر الحافي -رحمه الله تعالى- قال: أشتهي منذ أربعين سنة أن أضع يدًا على يد في الصلاة ما يمنعني إلا أن يكون قد أظهرت من الخشوع ما ليس في القلب مثله. المصدر (من كتاب عمارة المساجد المعنوية وفضلها نقلاً عن كتاب الخشوع في الصلاة.)


                    10 - النظر إلى موضع السجود: لما ورد عن عائشة أن رسول الله إذا صلى طأطأ رأسه و رمى ببصره نحو الأرض، أما إذا جلس للتشهد فإنه ينظر إلى أصبعه المشيرة وهو يحركها كما صح عنه .
                    المصدر ( أسباب الخشوع للشيخ صالح المنجد ) دار الوطن .
                    11- البعد عن كل ما يميت القلب، ومنه كثرة الضحك، فإنّ كثرته مميتة للقلب، ومن مات قلبه ذهب خشوعه، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" وهو صحيح (ابن ماجة (4193) الصحيحة، للألباني ج2 ص 18 رقم (506). )
                    12- أن لا يصلي المسلم وهو بحضرة طعام يشتهيه، ولا هو يدافع قضاء حاجته، ومما جاء في النهي عن ذلك ما أخرجه أبو عبد الله البخاري -رحمه الله- من حديث عَائِشَةَ –رضي الله عنها- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ) المصدر (رواه البخاري -632- (3/69) ومسلم -867- (3/180) ) . وفي رواية له من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا قُدِّمَ الْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ, وَلَا تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُم) المصدر (رواه البخاري -631- (3/68) ومسلم -866- (3/179). ) . وكذا حديث عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (لَا يُصَلَّى بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ) المصدر (رواه مسلم -869- (3/182) وأبو داود -82- (1/126) واللفظ لأبي داود ) .
                    13- تحريك الشفتين بالتلاوة والذكر، حيث تشتغل حاسة السمع مع اللسان فيكون ذلك أعون على طرد الشيطان ووساوس النفس، وذلك من غير رفع الصوت بالنسبة للمأموم؛ لأن ذلك يشغل من بجواره ويؤثر على خشوعه، وذلك يتنافى مع قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (..وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ). المصدر (رواه أحمد -5096- (11/132) وصححه الألباني برقم: (1951) في صحيح الجامع,.)
                    أما تحريك الشفتين فمن أدلة ذلك ما أخرجه البخاري من حديث أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ:
                    "أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ, قُلْنَا: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ قَالَ بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ». المصدر (رواه البخاري -704- (4/190).) .
                    14- التذيل لله في الركوع : أما الركوع لله فهو حالة يظهر فيها التذلل لله جل وعلا بانحناء الظهر والجبهة لله سبحانه ،فينبغي لك أخي الكريم أن تحسن فيه التفكر في عظمة الله وكبريائه وسلطانه وملكوته،وأن تستحضر فيه ذنبك وتقصيرك وعيبك،وتتفكر في قدر الله وجلاله وغناه ،فتظهر حاجتك وفقرك وتذللك لله وحده قائلاً:"اللهم لك ركعت ،وبك آمنت ،ولك أسلمت ،خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي"[رواه مسلم]، ثم عند قيامك من الركوع فقل سمع الله لمن حمده،ومعناها:سمع الله حمد من حمده واستجاب له ،ثم احمد الله بعد ذلك بقولك :"ربنا لك الحمد حمداً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد" وتذكر أنك مهما حمدت الله على نعمه فإنك لا تؤدي شكرها.قال تعالى:{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا َّ }[النحل : 18].وهذا التأمل يزيدك إيماناً بتقصيرها في جنب الله ويعمق في نفسك معاني الانكسار والذل وطلب الرحمة من الله وكل هذه الأشياء محفزات لخشوعك في الصلاة.
                    المصدر من التذلل لله في الركوع (موقع صيد الفوائد) .
                    15- استحضار لقرب من الله في السجود: لئن كان القيام والركوع والتشهد في الصلاة،من أسباب الخشوع و الاستكانة والتذلل لله ،فإن السجود هو أعلى درجات الاستكانة وأظهر حالات الخضوع لله لعلي القدير.
                    فاعلم أخي الكريم :أنك إذا سجدت تكون أقرب إلى الله ،ومتى استحضر قلبك معني القرب من خالق ومبدع الكون،متى تصور ذلك كذلك خضع وخشع.وتصور حالك وأنت أقرب إلى ملك عظيم من ملوك الدنيا تود الحديث إليه،ألا يصيبك من الارتباك والسكون ما يغير حالك ويخفق قلبك،فكيف وأنت أقرب في حالة سجودك إلى الله ذي الملك والملكوت والعز و الجبروت. ولله المثل الأعلى .واعلم أن السجود أقرب موضع لإجابة الدعاء،ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات.قال الله تعالى: {َاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }[العلق : 19]. وقال صلى الله عليه وسلم :"أقرب ما يكون العبد من ربه هو ساجد،فأكثروا الدعاء فيه"[رواه مسلم] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده:"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة"[رواه أبو داود والنسائي] ويقول أيضاً:"اللهم اغفر لي ذنبي كله ،دقه وجله ،وأوله وآخره،وعلانيته وسره"[رواه مسلم] والأدعية الواردة في السجود كثيرة ليس هذا محل بسطها.
                    المصدر ( موقع صيد الفوائد)
                    16- استحضار معاني التشهد: وذلك لأن التشهد اشتمل على معاني عظيمة جليلة،فإذا تأملت فيها – أخي الكريم – أخذت بمجامع قلبك وألقت عليك من ظلال السكينة والرحمة ما يلبسك ثوب الخشوع الاستكانة.إذا أنك في التشهد تلقي التحيات لله سبحانه،وهذا – والله – مشهد يستعذبه القلب ويخفق له ،ثم تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام كما صح ذلك في الحديث ،ثم تستشعر معاني الأخوة في المجتمع الإسلامي حينما تسلم على نفسك وعلى عباد اله الصالحين،ثم تستعيذ من عذاب النار والقبر ومن فتنة المسيح الدجال وفتنة المحيا والممات ، وكلها تغمر القلب بمعاني اللجوء والفرار إلى الله والتقرب إليه بما يحب.
                    الحقيقة أن المصلي مأمور بأمرين: أن يخشع بقلبه، وأن يعمل بهذه السنن الظاهرة، فإذا جمع بينها فهذا هو الكمال، أما إذا شعر الإنسان بتقصيره في الخشوع فلا يعني ذلك أن يعطل السنن الظاهرة، بل المطلوب منه أن يعمل بها وأن يجعل من مواظبته عليها مُذكّرًا له ودافعًا إلى العمل بمقتضيها وهو خشوع القلب.
                    أيها المصلي:
                    لما كانت الصلاة صلةً بين العبد وبين ربه، يقف بين يديه مكبراً معظماً يتلو كتابه ويسبحه ويعظمه ويسأله من حاجات دينه ودنياه ما شاء, كان جديراً بمن كان متصلاً بربه أن ينسى كل شيء دونه، وأن يكون حين هذه الصلة خاشعاً قانتا معظماً مستريحاً، ولذلك كانت الصلاة قرة أعين العارفين، وراحة قلوبهم لما يجدون فيها من اللذة والأنس بربهم ومعبودهم ومحبوبهم, وجدير بمن اتصل بربه أن يخرج من صلاته بقلب غير القلب الذي دخلها فيه, فيخرج منها مملوءاً قلبه فرحاً وسروراً وإنابة إلى ربه وإيماناً، ولذلك كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لما يحصل للقلب منها من النور والإيمان والإنابة, وجدير بمن عرف حقيقتها وفائدتها وثمراتها أن تكون أكبر همه, وأن يكون منتظراً إليها مشتاقاً إليها ينتظر تلك الساعة بغاية الشوق حتى إذا بلغها ظفر بمطلوبه، واتصل اتصالاً كاملاً بمحبوبه.
                    نسأل الله بمنه وكرمه أن يوفق الجميع لتعظيم شعائره العظيمة, ونيل ذخائره الجسيمة إنه جواد كريم, وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.

                    تعليق


                    • #11
                      رد : حتى نخشع في الصلاة

                      المبحث الخامس والأخير
                      أحوال السلف الصالحين مع الخشوع


                      1- بعد غزوة ذات الرقاع نزل المسلمون مكانا يبيتون فيه، واختار الرسول للحراسة نفرا من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.
                      ورأى عباد صاحبه عمار مجهدا، فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظا يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.
                      ورأى عباد أن المكان من حوله آمن، فلم لا يملأ وقته اذن بالصلاة، فيذهب بمثوبتها مع مثوبة الحراسة..؟!
                      واذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن، احترم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته..!
                      ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته..
                      ثم ركع، وسجد.. وكانت قواه قد بددها الاعياء والألم، فمدّ يمينه وهو ساجد الى صاحبه النائم جواره، وظل يهزه حتى استيقظ..
                      ثم قام من سجوده وتلا التشهد.. وأتم صلاته.

                      وصحا عمار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له:

                      " قم للحراسة مكاني فقد أصبت".
                      ووثب عمار محدثا ضجة وهرولة أخافت المتسللين، ففرّوا ثم التفت الى عباد وقال له:
                      " سبحان الله..
                      هلا أيقظتني أوّل ما رميت"؟؟
                      فأجابه عباد:
                      " كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها.
                      ووالله، لولا أن أضيع ثغرا أمرني الرسول بحفظه، لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها"..!!
                      المصدر ( رجال حول الرسول (عباد بن بشر) )
                      2- يروى أن أبو عبد الله النباحي يوماً بأهل طرسوس، فصيح بالنفير، فلم يخفف الصلاة، فلما فرغوا قالوا: أنت جاسوس، قال: ولم؟ قالوا: صيح بالنفير وأنت في الصلاة فلم تخفف. قال: ما حسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب به الله عز وجل.
                      3- وكان الإمام البخاري يصلي ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة، قال: انظروا ما آذاني.
                      4- وعندما سُئل خلف بن أيوب : ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها قال: لا أُعوِّد نفسي شيئاً يفسد علي صلاتي، قيل له: وكيف تصبر على ذلك؟ قال: بلغني أن الفساق يصبرون تحت سياط السلطان فيقال: فلان صبور ويفتخرون بذلك ؛ فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة؟!!.
                      المصدر( علو الهمة في الخشوع لمساعد بديوي )
                      5- و يروى أن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون ، فقيل له : ما لك يا أمير المؤمنين ؟! فيقول : جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها .
                      6- وقد قال تعالى "ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله." سورة الحديد. يقول أبن مسعود لما نزلت ما كان بين إسلامنا و نزول هذه الآية إلا أربعة سنوات فعاتبنا ربنا على قلة خشوعنا فبكينا لمعاتبة الله لنا ،فكنا نخرج نعاتب بعضنا البعض نقول أسمعت قول الله "ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" فيسقط الرجل منا يبكي على نفسه على عتاب الله له.
                      7- وهذا أبو طلحة رضي الله عنه صلى في حائط فيه شجرة فأعجبه دبسي - وهو طائر صغير - طار في الشجرة يلتمس مخرجاً، فأتبعه بصره ساعة، ثم لم يدر كم صلى؟ فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصابه من الفتنة، ثم قال: يا رسول الله هو صدقة فضعه حيث شئت.
                      8- وقد كان ذو النون يقول في وصف العبّاد : لو رأيت أحدهم وقد قام إلى صلاته ، فلما وقف في محرابه ، واستفتح كلام سيده، خطر على قلبه أن ذلك المقام هو المقام الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين فانخلع قلبه وذهل عقله.
                      المصدر ( علو الهمة في الخشوع ل مساعد بديوي)
                      9- وهذه وصية بكر المزني تنادي بالحرص على الصلاة وإتمامها على وجهها الصحيح إذ قال : إذا أردت أن تنفعك صلاتك، فقل: لا أصلي غيرها.
                      10- ورغم تلك العناية بالصلاة وشدة المحافظة عليها فإن عثمان بن أبي دهرش قال :ما صليت صلاة قط إلا استغفرت الله تعالى من تقصيري فيها.
                      11- وإن عمر بن الخطاب : رغم شدته في الحق كان كثير البكاء، وكان يُسمع نشيجه في آخر الصفوف، قال عبيد الله بن شداد [من كبار وخيار التابعين] رحمه الله: "سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف، يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) [صحيح البخاري في الأذان رقم: 713]، وقال عبد الله بن عيسى: كان في وجه عمر خطان أسودان من البكاء. (البخاري تعليقاً في الأذان باب إذا بكى الإمام: 2/206).
                      12- وكذلك سعد بن معاذ : كان من الخاشعين المخبتين في صلاتهم، و عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس ما قال سعد بن معاذ: "ثلاث أنا فيهن رجل ـ يعني كما ينبغي ـ وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس، ما سمعت من رسول الله حديثاً قط إلا علمت أنه حق من الله عز وجل، ولا كنتُ في صلاة قط فشغلت نفسي بشيء غيرها حتى أقضيها، ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها، حتى أنصرف" [الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر: 2/169-170]، قال سعيد بن المسيب: "هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي".

                      13- أما عبد الله بن الزبير : كان من الخاشعين الخاضعين في صلاتهم، روى الذهبي في ترجمته [سير أعلام النبلاء: 3/369-370] عدداً من الآثار تدل على ذلك، منها:

                      قال مجاهد: "كان ابن الزبير إذا قام إلى الصلاة كأنه عود"، وحدَّث أن أبا بكر كان كذلك.
                      قال ثابت البناني: "كنت أمر بابن الزبير، وهو خلف المقام يصلي كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك".

                      وروى يوسف بن الماجشون عن الثقة بسنده، قال: "قسَّم ابن الزبير الدهر على ثلاث ليال، فليلة هو قائم يصلي حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح".

                      وعن مسلم بن ينَّاف قال: ركع ابن الزبير يوماً ركعة فقرأنا بالبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة وما رفع رأسه ".

                      وعن عمرو بن دينار قال: "كان ابن الزبير يصلي في الحِجْر، والمنجنيق يصُبُّ ثوبه ـ أي حِجْره ـ فما يلتفت" يعني لما حاصروه.
                      وقال ابن المنكدر: "لو رأيت ابن الزبير يصلي كأنه غصن تصفقه الريح، وحجر المنجنيق يقع هاهنا".
                      وعن أبي إسحاق قال: "ما رأيت أحداً أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزبير".
                      وعن عمر بن قيس عن أمه أنها دخلت على ابن الزبير بيته، فإذا هو يصلي، فسقطت حية على ابنه هشام فصاحوا: "الحية، الحية"، ثم رموها، فما قطع صلاته.
                      14- و مسلم بن يسار[فقيه تابعي توفى 100هـ] رحمه الله، قال الذهبي [السير: 14/512]: قال غيلان بن جرير: "كان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه ثوب ملقى". وقال ابن شوذب: "كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في الصلاة: تحدثوا فلست أسمع حديثكم". وروي أنه وقع حريق في داره وأطفئ، فلما ذكر ذلك له، قال: "ما شعرت".
                      15- ومحمد بن سيرين رحمه الله: كان إذا قام في الصلاة ذهب دم وجهه، خوفاً من الله عز وجل وفرقاً منه.

                      16- وعامر العنبري رحمه الله: قال: "لأن تختلف الخناجر بين كتفي أحب إليَّ من أن أتفكر في شيء من أمر الدنيا وأنا في الصلاة".


                      17- و سعيد بن معاذ رحمه الله، قال: "ما صليت صلاة قط فحدثت نفسي فيها بشيء من أمر الدنيا حتى أنصرف".

                      18- وهذا أبو بكر بن عياش يقول :رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت ميت، يعني من طول السجود. وكان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير. أما ابن وهب فقد قال: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب، صلى، ثم سجد سجدة، فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.
                      - ولم يكن يشغلهم عن الصلاة شاغل، ولم يكن بينهم وبين الله حائل، فالانتباه مقتصر على الصلاة والخشوع لله والتذلل بين يديه.


                      19- ذكر الذهبي في ترجمة أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري ..
                      أنه كان صاحب نسك وعبادة ..
                      قال عنه ابن وهب : رأيت سفيان الثوري في الحرم بعدما صلى المغرب .. قام ليصلي النافلة .. فسجد سجدة .. فلم يرفع رأسه حتى نودي بالعشاء ..

                      وقال علي بن الفضيل : أتيت أريد الطواف بالكعبة .. فإذا سفيان ساجداً يصلي فطفت شوطاً فإذا هو على سجوده .. فطفت الثاني فإذا هو على سجوده ..المصدر ( كلمة مع الخاشعين ل( أمير المدري ) ).


                      أخي المصلي :
                      الخاشعون هم الذين يحضرون قلوبهم في الصلاة ويجعلون الهموم هماً واحداً للصلاة الخاشعون هم أهل الفهم يقرأون ويفهمون ما يقرأون ويسبحون ويعرفون من يسبحون .
                      الخاشعون هم أهل التعظيم عرفوا عظمة الله فعظموا هذه الصلاة وعظموا من يقفون بين يديه الخاشعون هم الذين أيقنوا أنهم ضعفاء واقفون أمام الرب القوى أيقنوا أنهم اذلاء واقفون بين يدي العزيز الخاشعون هم الذين يوقنون أن الصلاة هي التي تنتهى عن الفحشاء والمنكر .
                      الخاشعون يتلذذون بصلاتهم ويستأنسون بمناجاتهم فسرعان ما تنقضي دون أن يشعروا . انسأل الله الكريم أن يجعلنا منهم .







                      الخاتمة

                      إنها الصلاة يا عبد الله يفزع إليها عند النوائب ..
                      ويلاذ بها في النوازِلِ ..
                      يتعرف بها المرء إلى الله في الرخاء .. فيعرفه ربه في الشدة بوابة للرحمات ..
                      و مفتاح الكنز .. الذي من حصله حاز الخيرات ..
                      وهي رَبيع قَلْبِ المؤمن .. وحياة نفسه ، وقُرّة عَيْنِهِ ، ولذة جسده ، بل هي جلاءً حُزْنِهِ .. وذَهاب همِّه وغَمّه ..
                      وقد أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حين قال : ( أرحنا بها يا بلال) . فبها راحة النفس وقرة العين , ولهذا ورد عنه أنه كان يقول : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة).
                      أخي المصلي:ما أحوج كثير من الناس اليوم أن يقال له بعد صلاته : ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ ..؟! ينقر أحدهم سجوده كنقر الغراب .. ويركع مستعجلاً كالمرتاب لا يناجي ربه في السجود .. ولا يخشع للرحيم الودود , وقد قال بعض السلف : الصلاة كجارية تهدى إلى ملك من الملوك ، فما الظن بمن يهدى إليه جارية شلاء أو عوراء.. فكيف بصلاة العبد والتي يتقرب بها إلى الله ,فهل تتقرب إلى ربك بصلاة ناقصة خالية من الطمأنينة والخشوع
                      أخي المصلي تأمل هذا الحديث العظيم (( عن أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلـم رأى رجلاً لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال (( لو مات هذا على حاله مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وآله وسلـم)) صحيح الترغيب والترهيب529.فالله الله أخي المصلي أن نحسن قيام صلاتنا ونحسن ركوعها وسجودها وأن نعمل بالأسباب الجالبة للخشوع فيها ونجتنب الأسباب المسببة لعدم الخشوع فيها حتى لا نكون كالذي ينقر صلاته كنقر الغراب فيسرق منها , و الحمد لله الذي أعانني على هذا البحث وأسال الله أن ينفع فيه إخواني المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
                      أعده : أخوكم أبو عبد الله اللداوي

                      تعليق


                      • #12
                        رد : حتى نخشع في الصلاة


                        موضوع متكامل

                        بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيراً

                        تعليق


                        • #13
                          رد : حتى نخشع في الصلاة

                          وفيك بارك الله اخي مسك الايمان

                          تعليق

                          جاري التحميل ..
                          X