رد : نجمة سيناء .. من مذكرات "مصر" التي نعرفها!
اللواء محيى نوح : أبطال الصاعقة كسروا الحاجز النفسى بعد هزيمة 67
صوره نادره للابطال المجموعه 39 قتال
استطاع أبطال الصاعقة تسجيل العديد من البطولات فى سجل القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة فقد كان لعمليات القوات الخاصة من رجال الصاعقة دور مهم فى إزالة حاجز الرهبة بعد حرب 67.
اللواء محيى نوح من أبطال الصاعقة وأحد أفراد المجموعة 39 خلال فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.. حدثنا عن المهام الصعبة لأبطال الصاعقة أثناء الحرب.
* سألته ما هى ذكرياتك عن الحرب؟
** فقال: شاركت فى حرب اليمن وتم استدعانى لأشارك مع القوات الخاصة فى 67 وشاركت فى حرب 73.
وأتذكر جيدا ما حدث عصر اليوم التالى لهزيمة 67 ففى يوم 6 يونيو تم تكليفنا بالتوجه إلى منطقة الإسماعيلية وكنت فى ذلك الوقت برتبة نقيب ولم نكن نعلم أن هناك انسحابا وفوجئنا بالقوات حتى وصلنا إلى القنطرة ثم جاءت إلينا تعليمات بوجود لواء مدرع إسرائيلى قادم من العريش لاحتلال منطقة القنطرة وتقابلنا فى منطقة جلبانة، وكان تسليحنا عبارة عن قنابل يدوية وآر بى جيه رقم 2 وقنابل لاصقة وهذا بالنسبة لتسليح الدبابات الإسرائيلية «باتون 48» يعد ضعيفاً جداً.
وبدأنا تحريك قواتنا يمينا وشمالا للمناورة ولكى يظن العدو أن قواتنا كبيرة فتوقف اللواء المدرع عن الحركة حتى اليوم الثانى وفى الصباح جاءت الطائرات الإسرائيلية لاستطلاع الموقع، فى ذلك الوقت كنا قد حفرنا حفرا برميلية وبدأنا نأخذ مواقعنا ودفاعاتنا وبعدها بنصف ساعة جاءت الطائرات القاذفة والمقاتلة لدك المنطقة وجاء إلينا دعم من اللواء 14 مدرع واستمر القتال إلى آخر نهار يوم 7 يونيو وتحرك اللواء المدرع الإسرائيلى نحو قواتنا بعد حصوله على إشارة بذلك من القوات الجوية وكانت الاشتباكات معها غير مؤثرة لأن الأربجيه لم يؤثر فى الدبابة ودخل اللواء المدرع الإسرائيلى إلى موقع الكتيبة وبدأنا عملية الانسحاب بعد إصابة عدد من الأفراد.
وصدرت الأوامر بالذهاب إلى منطقة الكاب على القناة ومررنا منها وكان هناك قطار ينطلق من القنطرة إلى بورسعيد وتجمعت السرية فى مدرسة باشتوم الجميل ولبسنا الملابس «البلدى» وتحركنا فى مركب صيد إلى بحيرة البردويل لالتقاط المصابين الشاردين.
ثم عينت قائدا لموقع رأس العش والكاب والتينه - والحديث مازال للواء محيى - نوح - وضعت فى كل موقع فصيلة ويوم 8/7/67 ظهرت أمامنا 4 عربات مجنزرة و2 دبابة إسرائيلية أمام موقع رأس العش أعطيت تعليمات للأفراد الموجودين بالاستعداد وخرجت إلى فنطاس المياه ومعى أطقم أربجيه واستطعنا تدمير العربات الأربع وأصبنا دبابة وفرت الأخرى بعدها بنصف ساعة حضرت طائرات العدو ومقاتلات فى ذلك الوقت كانت قواتنا الجوية غير موجودة، وكذلك الدفاع الجوى، سحبت قواتى إلى منطقة الملاحات وقد أصبت فى هذه العملية واستمر الطيران فى ضرب المنطقة حتى الثالثة فجراً وقام الطيران بضرب المدنيين وفندق بورسعيد بعد أن فشل فى وقف مقاومتنا.
معركة رأس العش
* من هم أبطال معركة رأس العش وكيف كانت عمليات حرب الاستنزاف؟
** معركة رأس العش الأولى قامت بها أحد كتائب الصاعقة، وكان أبطالها الجزار وفتحى عبد الله وخليل جمعة وعبد الوهاب الزهيرى وقد أوقفوا تقدم العدو إلى مدينة بورفؤاد وتحدث عنها الرئيس عبد الناصر فى ذلك الوقت.
وتم اختيارى بعد ذلك للعمل بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع للحصول على معلومات وضرب تجمعات العدو بالصواريخ وأذكر بعض العمليات التى قمنا بها. ومنها الإغارة على موقع حصين أمام مدينة الإسماعيلية يوم 19 أبريل 69 عندما استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة وصدرت إلينا الأوامر بتنفيذ مهمة أطلق عليها «لسان التمساح»، حيث خرجنا كمجموعة إلى مبنى الإرشاد الخاص بقناة السويس لاستطلاع الموقع وقمنا بإنشاء موقع مشابه له تمام بالخلف وتدربنا عليه تدريبا جيدا جداً ويوم 19 أبريل ومع آخر ضوء توجهنا إلى مدينة الإسماعيلية فى 6 قوارب حملت 64 فردا ومعنا أسلحتنا وبدأت المدفعية المصرية فى الضفة الغربية إطلاق النيران على الموقع وركزت النيران على الجبهة، وذلك كعملية تمويه حتى لا يعرف العدو اتجاهنا وبدأنا العبور إلى أن وصلنا جنوب الموقع، حيث كنا على بعد 100 متر منه وبإشارة من المقدم إبراهيم الرفاعى قائد العملية بوقف ضرب المدفعية عن الموقع، بدأنا مهاجمة الموقع بقيادة المقدم إبراهيم وكنت قائد مجموعة اقتحام ونقيب أحمد رجائى عطية قائد مجموعة وملازم أول وئام سالم وملازم أول محسن طه دمرنا الموقع بالكامل وقتلنا 40 فردا به كانت هى قوته، حيث تعاملنا معهم بالسلاح الأبيض والرشاشات والقنابل وأنزلنا العلم الإسرائيلى واستولينا على أسلحة الموقع وبتعليمات من القيادة بالانسحاب بعد ساعتين من احتلال الموقع نتيجة تحرك قوات العدو وتركنا خلفنا 40 جثة من قوات العدو، وأصبت فى هذه العملية وتم نقلى بواسطة زملائى إلى مستشفى القصاصين ومنها إلى مستشفى المعادى العسكرى بطائرة هليكوبتر وقابلنى على الطائرة اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية فى هذا الوقت وكانت الدماء لوثت ملابسى فأحضر لى ملابس جديدة وقال لى: أعد نفسك لأن القيادة سوف تلتقى بك وسوف يلتقى بك الرئيس عبد الناصر لكى تحكى له ما حدث فى العملية.
لقاء الرئيس
* كيف كان لقاؤك بالرئيس عبد الناصر أثناء إصابتك؟
** عندما وصلت إلى مستشفى المعادى بعد إصابتى فى عملية لسان التمساح دخل علىّ الرئيس عبد الناصر ومعه السادات الذى كان نائبا له فى ذلك الوقت والفريق محمد فوزى القائد العام وسأل الرئيس عبد الناصر الأطباء هل ممكن أكلمه فعرفه علىّ اللواء محمد صادق وقال إننى كنت من بين أفراد المجموعة 39 وحكيت للرئيس ما حدث فى العملية، وقال الرئيس عبد الناصر أطلب منكم الاستزادة من هذه العمليات فقواتنا المسلحة خلفكم باستمرار وكل مطالبنا هى مواصلة العمليات العسكرية وإنزال المزيد من الخسائر بقوات العدو لكسر الحاجز النفسى بيننا وبين الإسرائيليين.
* وماذا بعد عملية لسان التمساح؟
** خرجت من المستشفى وكان قرار المقدم إبراهيم الرفاعى إعادة العملية بنفس المجموعة وفى نفس المكان وكان العدو قد حصن الموقع بالأسلاك الشائكة وبدأت المدفعية ضرب الموقع كما حدث سابقا وبدأنا الدخول من ثغرة كان العدو يدخل ويخرج منها وكانت بالموقع عبوتان فسفوريتان لكشف الأفراد انفجرت إحداهما فى مجموعة والأخرى فى مجموعة أحمد رجائى وأصيب الفرد الخلفى للمجموعة إصابة قاتلة وأصبت فى ظهرى، وبدأنا نتعامل مع الدشم بإلقاء القنابل فى داخل «المزاغل» وبدأنا نتعامل مع العدو فى معركة صاخبة وبدأت سحب الفرد الذى أصيب خلفى داخل الثغرة وحمل الشهيد رفاعى سلاحى حتى خرجنا من الثغرة والفرد الذى كان خلفى خرجت به محمولاً إلى شاطئ القناة، واستشهد منا عدد كبير فى هذه المعركة نتيجة لتسرب بعض المعلومات عن العملية.
وهناك عملية أخرى حدثت فى جنوب سيناء وكانت عبارة عن تدمير مطار الطور لمنع جولدا مائير من الزيارة التى كان من المفترض أن تقوم بها لرفع معنويات الجنود الإسرائيليين فى سيناء وكان ذلك يوم 2/5/70 وتحركنا لمنطقة رصدة وكانت الرياح فى ذلك الوقت شديدة جداً وكان ارتفاع الموج يزيد على 6 أمتار ولكن مع إصرارنا وإصرار إبراهيم الرفاعى على التنفيذ تحركنا بالقوارب فى آخر ضوء متجهين إلى مطار الطور بعدد 6 قوارب و20 صاروخا 130م ومجموعة الألغام وخلال تحركنا باتجاه المطار كنت واقفا فى مقدمة أحد الزوارق ونتيجة موجة شديدة سقطت فى المياه فجاء فوقى حبل الباروما فأمسكت به ولم أتركه فإذا تركته سيشق الرفاص الخاص بالقارب رأسيا أو أتوه بين الأمواج وفى هذه اللحظة جاءت لى صورة ابنتى تحت الماء وأطلقت الشهادة فقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الموت، «ولكن قدرة الله» حيث قام مساعد لى بوقف القارب واستطعت أن أخرج وأقف مرة أخرى مع زملائى إلى أن وصلنا إلى مركب شاحنة لبنانية شمال مطار الطور ارتفاعها بلغ 20 مترا فتسلقت المركب ونصبت قواذف الصواريخ ومجموعة أخرى وضعت ألغاما على الطرق وتم ضرب مطار الطور لمدة 40 دقيقة وتم تدمير جزء كبير منه ولم يستطع العدو فى ذلك الوقت أن يفعل شيئاً مع قواتنا ولم تستطع مائير النزول فى المطار ونزلت فى مكان آخر بعيدا عن المطار وتم تدمير 3 عربات مجنزرة نتيجة اصطدامها بالألغام وسقط منا الرقيب غريب فى المياه وبحثنا عنه إلى أن وجدناه.
حرب أكتوبر
وماذا كانت مهمة مجموعتك فى حرب أكتوبر؟
فى حرب أكتوبر كانت المجموعة مكلفة بتدمير مواقع البترول فى الجنوب وقمنا فى يوم 6 أكتوبر بإنزال كل الطائرات الهليكوبتر إلى جنوب سيناء ووصلنا إلى منطقة الهدف وألقينا على مواقع البترول فى بلاعيم قنابل حارقة حولت المنطقة إلى كتلة من اللهب.
بعد ذلك عدنا إلى منطقة التجمع لتدمير مواقع البترول فى منطقة شراتيب وأبورديس وأبحرنا من الضفة الغربية إلى الشرقية ودمرنا مواقع البترول ثم تجمعنا فى المنطقة الخلفية لنا ثم جاءت التعليمات للتوجه إلى مدينة الإسماعيلية لنسف الكوبرى الذى أقامته إسرائيل لعبور الدبابات فى الثغرة، ولكن جاءت إلينا تعليمات أخرى بعد أن قابلنا أحد الجنود المصابين، وأكد لنا أن العدو قام بنصب كمين للدبابات فقمنا بنقل إحدى قواعد الصواريخ التى كانت بالضفة الشرقية وصعد الشهيد إبراهيم الرفاعى إلى اعلى القاعدة ومعه طاقم مدفع 57 لضرب دبابات العدو وتم إصابة دبابتين وأصيب واستشهد المقدم الرفاعى وكانت لحظة عصيبة بعدها توليت القيادة وذهبت لتلقى التعليمات الجديدة فكان قرار قائد الجيش اللواء عبد المنعم خليل أن أتوجه إلى منطقة جبل مريم للدفاع عن المنطقة حيث توجد دبابات للعدو توجهت مع المجموعة 39 إلى منطقة جبل مريم وكانت هناك كتيبة مظلات تقاتل مع العميد محمود عبد الله وعقيد إسماعيل عزمى ونقيب عاطف منصف وتعاملنا مع قوات العدو وقامت قوات الصاعقة فى ذلك الوقت بتدمير قوات العدو فى منطقة الجناين وأبوعطوة حتى يوم 22/10.
اللواء محيى نوح : أبطال الصاعقة كسروا الحاجز النفسى بعد هزيمة 67
صوره نادره للابطال المجموعه 39 قتال
استطاع أبطال الصاعقة تسجيل العديد من البطولات فى سجل القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة فقد كان لعمليات القوات الخاصة من رجال الصاعقة دور مهم فى إزالة حاجز الرهبة بعد حرب 67.
اللواء محيى نوح من أبطال الصاعقة وأحد أفراد المجموعة 39 خلال فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.. حدثنا عن المهام الصعبة لأبطال الصاعقة أثناء الحرب.
* سألته ما هى ذكرياتك عن الحرب؟
** فقال: شاركت فى حرب اليمن وتم استدعانى لأشارك مع القوات الخاصة فى 67 وشاركت فى حرب 73.
وأتذكر جيدا ما حدث عصر اليوم التالى لهزيمة 67 ففى يوم 6 يونيو تم تكليفنا بالتوجه إلى منطقة الإسماعيلية وكنت فى ذلك الوقت برتبة نقيب ولم نكن نعلم أن هناك انسحابا وفوجئنا بالقوات حتى وصلنا إلى القنطرة ثم جاءت إلينا تعليمات بوجود لواء مدرع إسرائيلى قادم من العريش لاحتلال منطقة القنطرة وتقابلنا فى منطقة جلبانة، وكان تسليحنا عبارة عن قنابل يدوية وآر بى جيه رقم 2 وقنابل لاصقة وهذا بالنسبة لتسليح الدبابات الإسرائيلية «باتون 48» يعد ضعيفاً جداً.
وبدأنا تحريك قواتنا يمينا وشمالا للمناورة ولكى يظن العدو أن قواتنا كبيرة فتوقف اللواء المدرع عن الحركة حتى اليوم الثانى وفى الصباح جاءت الطائرات الإسرائيلية لاستطلاع الموقع، فى ذلك الوقت كنا قد حفرنا حفرا برميلية وبدأنا نأخذ مواقعنا ودفاعاتنا وبعدها بنصف ساعة جاءت الطائرات القاذفة والمقاتلة لدك المنطقة وجاء إلينا دعم من اللواء 14 مدرع واستمر القتال إلى آخر نهار يوم 7 يونيو وتحرك اللواء المدرع الإسرائيلى نحو قواتنا بعد حصوله على إشارة بذلك من القوات الجوية وكانت الاشتباكات معها غير مؤثرة لأن الأربجيه لم يؤثر فى الدبابة ودخل اللواء المدرع الإسرائيلى إلى موقع الكتيبة وبدأنا عملية الانسحاب بعد إصابة عدد من الأفراد.
وصدرت الأوامر بالذهاب إلى منطقة الكاب على القناة ومررنا منها وكان هناك قطار ينطلق من القنطرة إلى بورسعيد وتجمعت السرية فى مدرسة باشتوم الجميل ولبسنا الملابس «البلدى» وتحركنا فى مركب صيد إلى بحيرة البردويل لالتقاط المصابين الشاردين.
ثم عينت قائدا لموقع رأس العش والكاب والتينه - والحديث مازال للواء محيى - نوح - وضعت فى كل موقع فصيلة ويوم 8/7/67 ظهرت أمامنا 4 عربات مجنزرة و2 دبابة إسرائيلية أمام موقع رأس العش أعطيت تعليمات للأفراد الموجودين بالاستعداد وخرجت إلى فنطاس المياه ومعى أطقم أربجيه واستطعنا تدمير العربات الأربع وأصبنا دبابة وفرت الأخرى بعدها بنصف ساعة حضرت طائرات العدو ومقاتلات فى ذلك الوقت كانت قواتنا الجوية غير موجودة، وكذلك الدفاع الجوى، سحبت قواتى إلى منطقة الملاحات وقد أصبت فى هذه العملية واستمر الطيران فى ضرب المنطقة حتى الثالثة فجراً وقام الطيران بضرب المدنيين وفندق بورسعيد بعد أن فشل فى وقف مقاومتنا.
معركة رأس العش
* من هم أبطال معركة رأس العش وكيف كانت عمليات حرب الاستنزاف؟
** معركة رأس العش الأولى قامت بها أحد كتائب الصاعقة، وكان أبطالها الجزار وفتحى عبد الله وخليل جمعة وعبد الوهاب الزهيرى وقد أوقفوا تقدم العدو إلى مدينة بورفؤاد وتحدث عنها الرئيس عبد الناصر فى ذلك الوقت.
وتم اختيارى بعد ذلك للعمل بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع للحصول على معلومات وضرب تجمعات العدو بالصواريخ وأذكر بعض العمليات التى قمنا بها. ومنها الإغارة على موقع حصين أمام مدينة الإسماعيلية يوم 19 أبريل 69 عندما استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة وصدرت إلينا الأوامر بتنفيذ مهمة أطلق عليها «لسان التمساح»، حيث خرجنا كمجموعة إلى مبنى الإرشاد الخاص بقناة السويس لاستطلاع الموقع وقمنا بإنشاء موقع مشابه له تمام بالخلف وتدربنا عليه تدريبا جيدا جداً ويوم 19 أبريل ومع آخر ضوء توجهنا إلى مدينة الإسماعيلية فى 6 قوارب حملت 64 فردا ومعنا أسلحتنا وبدأت المدفعية المصرية فى الضفة الغربية إطلاق النيران على الموقع وركزت النيران على الجبهة، وذلك كعملية تمويه حتى لا يعرف العدو اتجاهنا وبدأنا العبور إلى أن وصلنا جنوب الموقع، حيث كنا على بعد 100 متر منه وبإشارة من المقدم إبراهيم الرفاعى قائد العملية بوقف ضرب المدفعية عن الموقع، بدأنا مهاجمة الموقع بقيادة المقدم إبراهيم وكنت قائد مجموعة اقتحام ونقيب أحمد رجائى عطية قائد مجموعة وملازم أول وئام سالم وملازم أول محسن طه دمرنا الموقع بالكامل وقتلنا 40 فردا به كانت هى قوته، حيث تعاملنا معهم بالسلاح الأبيض والرشاشات والقنابل وأنزلنا العلم الإسرائيلى واستولينا على أسلحة الموقع وبتعليمات من القيادة بالانسحاب بعد ساعتين من احتلال الموقع نتيجة تحرك قوات العدو وتركنا خلفنا 40 جثة من قوات العدو، وأصبت فى هذه العملية وتم نقلى بواسطة زملائى إلى مستشفى القصاصين ومنها إلى مستشفى المعادى العسكرى بطائرة هليكوبتر وقابلنى على الطائرة اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية فى هذا الوقت وكانت الدماء لوثت ملابسى فأحضر لى ملابس جديدة وقال لى: أعد نفسك لأن القيادة سوف تلتقى بك وسوف يلتقى بك الرئيس عبد الناصر لكى تحكى له ما حدث فى العملية.
لقاء الرئيس
* كيف كان لقاؤك بالرئيس عبد الناصر أثناء إصابتك؟
** عندما وصلت إلى مستشفى المعادى بعد إصابتى فى عملية لسان التمساح دخل علىّ الرئيس عبد الناصر ومعه السادات الذى كان نائبا له فى ذلك الوقت والفريق محمد فوزى القائد العام وسأل الرئيس عبد الناصر الأطباء هل ممكن أكلمه فعرفه علىّ اللواء محمد صادق وقال إننى كنت من بين أفراد المجموعة 39 وحكيت للرئيس ما حدث فى العملية، وقال الرئيس عبد الناصر أطلب منكم الاستزادة من هذه العمليات فقواتنا المسلحة خلفكم باستمرار وكل مطالبنا هى مواصلة العمليات العسكرية وإنزال المزيد من الخسائر بقوات العدو لكسر الحاجز النفسى بيننا وبين الإسرائيليين.
* وماذا بعد عملية لسان التمساح؟
** خرجت من المستشفى وكان قرار المقدم إبراهيم الرفاعى إعادة العملية بنفس المجموعة وفى نفس المكان وكان العدو قد حصن الموقع بالأسلاك الشائكة وبدأت المدفعية ضرب الموقع كما حدث سابقا وبدأنا الدخول من ثغرة كان العدو يدخل ويخرج منها وكانت بالموقع عبوتان فسفوريتان لكشف الأفراد انفجرت إحداهما فى مجموعة والأخرى فى مجموعة أحمد رجائى وأصيب الفرد الخلفى للمجموعة إصابة قاتلة وأصبت فى ظهرى، وبدأنا نتعامل مع الدشم بإلقاء القنابل فى داخل «المزاغل» وبدأنا نتعامل مع العدو فى معركة صاخبة وبدأت سحب الفرد الذى أصيب خلفى داخل الثغرة وحمل الشهيد رفاعى سلاحى حتى خرجنا من الثغرة والفرد الذى كان خلفى خرجت به محمولاً إلى شاطئ القناة، واستشهد منا عدد كبير فى هذه المعركة نتيجة لتسرب بعض المعلومات عن العملية.
وهناك عملية أخرى حدثت فى جنوب سيناء وكانت عبارة عن تدمير مطار الطور لمنع جولدا مائير من الزيارة التى كان من المفترض أن تقوم بها لرفع معنويات الجنود الإسرائيليين فى سيناء وكان ذلك يوم 2/5/70 وتحركنا لمنطقة رصدة وكانت الرياح فى ذلك الوقت شديدة جداً وكان ارتفاع الموج يزيد على 6 أمتار ولكن مع إصرارنا وإصرار إبراهيم الرفاعى على التنفيذ تحركنا بالقوارب فى آخر ضوء متجهين إلى مطار الطور بعدد 6 قوارب و20 صاروخا 130م ومجموعة الألغام وخلال تحركنا باتجاه المطار كنت واقفا فى مقدمة أحد الزوارق ونتيجة موجة شديدة سقطت فى المياه فجاء فوقى حبل الباروما فأمسكت به ولم أتركه فإذا تركته سيشق الرفاص الخاص بالقارب رأسيا أو أتوه بين الأمواج وفى هذه اللحظة جاءت لى صورة ابنتى تحت الماء وأطلقت الشهادة فقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الموت، «ولكن قدرة الله» حيث قام مساعد لى بوقف القارب واستطعت أن أخرج وأقف مرة أخرى مع زملائى إلى أن وصلنا إلى مركب شاحنة لبنانية شمال مطار الطور ارتفاعها بلغ 20 مترا فتسلقت المركب ونصبت قواذف الصواريخ ومجموعة أخرى وضعت ألغاما على الطرق وتم ضرب مطار الطور لمدة 40 دقيقة وتم تدمير جزء كبير منه ولم يستطع العدو فى ذلك الوقت أن يفعل شيئاً مع قواتنا ولم تستطع مائير النزول فى المطار ونزلت فى مكان آخر بعيدا عن المطار وتم تدمير 3 عربات مجنزرة نتيجة اصطدامها بالألغام وسقط منا الرقيب غريب فى المياه وبحثنا عنه إلى أن وجدناه.
حرب أكتوبر
وماذا كانت مهمة مجموعتك فى حرب أكتوبر؟
فى حرب أكتوبر كانت المجموعة مكلفة بتدمير مواقع البترول فى الجنوب وقمنا فى يوم 6 أكتوبر بإنزال كل الطائرات الهليكوبتر إلى جنوب سيناء ووصلنا إلى منطقة الهدف وألقينا على مواقع البترول فى بلاعيم قنابل حارقة حولت المنطقة إلى كتلة من اللهب.
بعد ذلك عدنا إلى منطقة التجمع لتدمير مواقع البترول فى منطقة شراتيب وأبورديس وأبحرنا من الضفة الغربية إلى الشرقية ودمرنا مواقع البترول ثم تجمعنا فى المنطقة الخلفية لنا ثم جاءت التعليمات للتوجه إلى مدينة الإسماعيلية لنسف الكوبرى الذى أقامته إسرائيل لعبور الدبابات فى الثغرة، ولكن جاءت إلينا تعليمات أخرى بعد أن قابلنا أحد الجنود المصابين، وأكد لنا أن العدو قام بنصب كمين للدبابات فقمنا بنقل إحدى قواعد الصواريخ التى كانت بالضفة الشرقية وصعد الشهيد إبراهيم الرفاعى إلى اعلى القاعدة ومعه طاقم مدفع 57 لضرب دبابات العدو وتم إصابة دبابتين وأصيب واستشهد المقدم الرفاعى وكانت لحظة عصيبة بعدها توليت القيادة وذهبت لتلقى التعليمات الجديدة فكان قرار قائد الجيش اللواء عبد المنعم خليل أن أتوجه إلى منطقة جبل مريم للدفاع عن المنطقة حيث توجد دبابات للعدو توجهت مع المجموعة 39 إلى منطقة جبل مريم وكانت هناك كتيبة مظلات تقاتل مع العميد محمود عبد الله وعقيد إسماعيل عزمى ونقيب عاطف منصف وتعاملنا مع قوات العدو وقامت قوات الصاعقة فى ذلك الوقت بتدمير قوات العدو فى منطقة الجناين وأبوعطوة حتى يوم 22/10.
تعليق