مجزرة دير ياسين العقول!!
صلاح الدين يوسف / 23 أغسطس 2010م / البحرين
(كان ذلك النهار يوم ربيع جميل رائع، وكانت أشجار اللوز قد اكتمل تفتح أزهارها، ولكن رائحة الموت الكريهة ورائحة الدمار تأتي من كل ناحية من القرية) كان هذا تعليق الصهيوني "بنشورين شيف" قائد وحدة دفن جثث شهداء قرية دير ياسين.
وتفاخر الهالك "مناحيم بيغن" رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق بهذه المذبحة قائلاً: (كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين، فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض إسرائيل لم يتبقى سوى 165 ألفاً).
فما الذي حدث ليترك أكثر من 600 ألف فلسطيني منازلهم وأراضيهم وكل ما يملكون، ليتمكنوا من الفرار؟! ما الذي أخافهم هكذا؟!
إنها المجزرة، مجزرة دير ياسين، تلك القرية العربية التي تقع غربي القدس، والتي تتميز بكثرة أثارها القديمة، وبيوتها الحجرية، وأزقتها الضيقة المتعرجة، والتي تتميز بأرضها الخصبة الغنية والتي تنتج الحبوب والخضروات والفواكه، و يعد الزيتون أهم محاصيلها، وكان تعداد سكانها في عام 1945م 610 نسمة، ويقوم مكانها اليوم مستوطنة يهودية تدعى "جعفات شاؤول" وهي تتبع حدود مدينة القدس حسب التخطيط الصهيوني الحالي.
تفاصيل المجزرة:
قبل طلوع فجر العاشر من ابريل عام 1948م وتحديدا في الساعة الثانية صباحا، بدأ الهجوم من قبل العصابات الصهيونية، "اتسل" التي يتزعمها مناحيم بيغن، و"شتيرن" التي يتزعمها "إسحاق شامير، و"الهاغانا" التي يتزعمها دافيد بن غورين، ولكن على من بدأ الهجوم؟ بدأ على أطفال صغار نيام في أحضان أمهاتهم، على نساء عاجزات، على شيوخ لا يملكون لأنفسهم دفاعا، على شباب طاهر يغط في نومه بسلام، على رجال أتعبهم العمل في حقولهم طوال اليوم السابق، ولم يكن أحد منهم يظن أن شبح الموت المرعب قادم إليهم ليخطف ساعاتهم الباقية.
كان القتال يدور من بيت لبيت، كان اليهود يلقون القنابل اليدوية في البيت ثم يدخلوا ليجهزوا على من بقي على قيد الحياة من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال بالسكاكين، ثم بعد أن واجهوا بعض المقاومة الباسلة من الأهالي العزل وجهوا نداء بوجوب خروج السكان من بيوتهم وأن يستسلموا حتى لا يتم قتلهم، وصدق الناس فخرجوا مذعورين يطلبون النجاة لأطفالهم ونسائهم، فما كان من العصابات الصهيونية إلا أن صفت العائلات على الجدران وأمطروها بالرصاص، فلم ينجوا غير بعض الأطفال الذين كانوا مختبئين خلف أهلهم.
وهكذا نرى بشاعة مجزرة من مجازر الصهاينة الذين لا يرقبون في مؤمن ولا مؤمنة إلاً ولا ذمة، ويمارسون أقسى صور الإرهاب في حق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل في همجية يستحي الشيطان منها، فكيف بالإنسان.
واليوم بعد مرور أكثر من 65 عام على تلك المجزرة الرهيبة التي حصلت على يد حفنة من شرار الخلق من عصابات الصهاينة الملاعين لازال شبح المطاردة يخيم على البقية الباقية من أبناء الناجين من تلك المجزرة، ولكن الأدوار والأدوات تبدلت، فالسفاح اليوم ليس أحفاد القردة والخنازير بل مسوخ بشرية منزوعة الهوية والروح، قوم يتكلمون لغتنا ولهم نفس أشكالنا، هم أقرب إلى أحذية بأرجل الصهاينة منهم إلى البشر، وكالسياط بيد الجلاد دايتون حفيد الصليبيين وحفيد أرناط.
( فبعد أن نجا أجداده الكاتب الفلسطيني" صلاح الدين حميدة" من مجزرة دير ياسين التي ينحدر منها، والتي ارتكبتها العصابات الصهيونية المجرمة، فها هم عملاء الصهاينة يسمونه سوء العذاب في سجونه لا لشيء إلا لأنه صاحب قلم حر وفكر مستنير ولأنه يأبى الذل والمهانة والخضوع لغير خالقه، ولأنه يتكلم بصوت وضمير شعبه وملايين اللاجئين الفلسطينيين).
* فمذبحة دير ياسين نفذها الصهاينة قبيل الفجر، واعتقال البطل صلاح حميدة وإخوانه تتم قبيل الفجر وفي ساعات الليل المتأخرة.
* المجازر كانت تهدف لإرعاب الشعب الفلسطيني وتهجيره، وهذه الإعتقالات تهدف لتركيع أصحاب الأقلام الوضاءة والأرواح الطاهرة وإرعاب كل من يقف مع المقاومة ولو بلسانه وكلمته.
* ينفذ الصهاينة مجازرهم بسادية ووحشية، وينفذ مسوخ دايتون مجازرهم بحق المفكرين والمجاهدين بسادية ووحشية بل في كثير من الأحيان يفوقون الصهاينة في وحشيتهم!!
* يجد الصهاينة الغطاء الدولي لتبرير مجازرهم، ويجد مسوخ دايتون الغطاء الصليبي وحتى العربي لتبرير أفعالهم الشنيعة.
* يتباكى الصهاينة على ماضيهم ليوهموا الناس أنهم مظلمون، ويتباكى أزلام دايتون على كراماتهم السابقة ورصاصتهم الأولى!! واليوم لازل لهم السبق في إطلاق الرصاص على صدور المقاومين، فصاروا نموذجا لكل خوان وبائع لدينه ووطنه بدنيا غيره.
* كان مرتكبوا المجازر من الصهاينة سعيدين بإنجازاتهم بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، وأزلام دايتون اليوم يفخرون بأنهم يعذبون المقاومين ويسرقون بيوتهم ويروعون أطفالهم ونساءهم!!
* قامت العصابات بعمل جليل لقيام دولة "إسرائيل" ويوقوم أزلام دايتون اليوم بحماية دولة "إسرائيل".. وكأنهم -أزلام دايتون- تسلموا رايتهم من عصابات الصهاينة ليتابعوا المشوار والطريق في سباق تتابع خط النهاية فيه القضاء على أهل النخوة و الشرف!!
ويبقى القول بأن الجهاد والمقاومة برغم كل مجازر الصهاينة الوحشية لازال قائما وحقق أهل الجهاد العديد من الإنجازات رغم المحن التي حولوها إلى منح، واليوم أيضا سيقى صلاح حميدة وإخوانه المعتقلون شموع تحترق لتضيء لنا دروبنا وتضيء لكل مناضل شريف عفيف طاهر دربه، فهم النبراس وهم الأساس وهم وقود التحرير.
رسائل بالبريد المستعجل:
نقول للسخيفين من السلطة الفلسطينية أحذية دايتون الصليبي إنكم بأفعالكم الهوجاء تزيدون في حبنا لصلاح حميدة، وحبنا للمى خاطر، وحبنا لكل مقاوم ولكل قلم حر شريف، بل ونكاية بكم سنقرأ ما كتبوه مرات ومرات، وسيكون لحروفهم في قلوبنا كرامات.
ونقول لدايتون إن كنت "أرناط" فرأسك لن يطيح به إلا أحفاد "صلاح الدين"، وصلاح الدين حميدة أحدهم.
أما صلاح الدين شاهين حميدة فنقول لك أيها البطل ننتظر تحليقك عاليا في سماء شبكتنا الغراء.. كنت ولازلت صلاح تحيا في قلوبنا، وحميدا في ذاكرتنا.. فلا تتأخر علينا أيها الشاهين..
تعليق