تويت
بقلم: البروفيسور شاؤول مشعال
العملية الارهابية الدورية للانتحاري من الجهاد الاسلامي في شارع نفيه شئنان في تل ابيب، كانت ردا انتقاميا على القصف الاسرائيلي المتواصل ضد المواقع التي تطلق منها صواريخ القسام من القطاع، وعلى الضحايا التي تقع هناك.
الواقع الذي تشكل هناك في أعقاب تشكيل حكومة جديدة من حماس، فان عملية من هذا النوع ستكون سببا في تقصير عمر هذه الحكومة قبل أن تتمكن من وضع قدمها في المياه الباردة. لقد بلورت هذه الحكومة الجديدة لنفسها نظرية وطريقة توصف بأنها "ذات رأسين" منذ تشكلت وخطاً عمليا واضحا. فمن ناحية، إبداء الاستعداد الحذِر لامكانية التوصل المشروط الى تسوية سياسية مع اسرائيل، ومن الناحية الاخرى مواصلة رفع شعار استمرار المقاومة المسلحة كعمل مشروع. نظرية من هذا النوع قد تُسهل عليها المسألة، فهي تستطيع تحقيق مصلحة أساسية لها بالحصول على الهدوء العسكري من جانب اسرائيل في مقابل وعدها بالأمن والهدوء، من الجانب الفلسطيني. الهدوء على الصعيد العسكري يتيح المجال أمام حماس لتثبيت وإقرار سلطتها السياسية، ويُسهل عليها من الناحية الاقتصادية، ويمنحها حرية مناورة على الساحة الدولية والداخلية والمحلية.
فالى الأجواء المعارضة التي تركتها حركة حماس، انطلقت [all1=FFFF00]ملكة العمليات الانتحارية "حركة الجهاد الاسلامي". فقد أخذت على عاتقها مواصلة الالتزام العقائدي لحرمان اسرائيل من حق الوجود، ومن اجل ذلك، تحولت الجهاد الاسلامي الى "حجر زاوية" للتطرف.[/all1] وهي، بدعم من ايران وحزب الله في لبنان، تُبادر وتُنظم وتُمول وتُجند وتُخطط وتُدرب الانتحاريين. الجهاد، كرأس حربة، مليئة بسموم التعصب، وتشكل قلقا عسكريا لاسرائيل. ولكن بالنسبة لحكومة حماس، فان عملية من هذا النوع قد تكون سببا في تدحرج كرة الثلج التي قد تصل الى مقاييس جرثومة ايديولوجية قاتلة وخطرة تهدد وجود حماس على الصعيد التنظيمي.
قوة الجهاد الاسلامي تنبع من قدرتها على أن تكون مصدر جذب اليها، وتوسيع قدرات عملية باتجاه الخارج. فلا تشعر عناصر فتح، التي هُزمت، بالسرور، وكذلك ليس عناصر حماس المتطرفين، وكذلك حال عناصر الاجهزة الأمنية الذين لا يتلقون رواتبهم. كل هذه الاشياء أصبحت تهديدا وجوديا للحكومة التي نقشت على رايتها برنامجا اجتماعيا، ووعدت بالرخاء الاقتصادي والعدالة الاسلامية. في واقع يظهر فيه الاختناق الاقتصادي، والضغط العسكري من جانب اسرائيل، فان جميع هؤلاء سيجدون أنفسهم مترابطين ومنافسين داخليين (تنظيميا) بهدف تحسين المواقع، أو كمنافسين ايديولوجيين من معسكر "فتح" على نموذج أبو مازن ودحلان من اجل تغيير النظام. ليس من المستحيل أن ترى حكومة حماس نفسها تواجه خطر الزوال.
عن "يديعوت"
ü استاذ العلوم السياسية في جامعة تل ابيب
المصدر
العملية الارهابية الدورية للانتحاري من الجهاد الاسلامي في شارع نفيه شئنان في تل ابيب، كانت ردا انتقاميا على القصف الاسرائيلي المتواصل ضد المواقع التي تطلق منها صواريخ القسام من القطاع، وعلى الضحايا التي تقع هناك.
الواقع الذي تشكل هناك في أعقاب تشكيل حكومة جديدة من حماس، فان عملية من هذا النوع ستكون سببا في تقصير عمر هذه الحكومة قبل أن تتمكن من وضع قدمها في المياه الباردة. لقد بلورت هذه الحكومة الجديدة لنفسها نظرية وطريقة توصف بأنها "ذات رأسين" منذ تشكلت وخطاً عمليا واضحا. فمن ناحية، إبداء الاستعداد الحذِر لامكانية التوصل المشروط الى تسوية سياسية مع اسرائيل، ومن الناحية الاخرى مواصلة رفع شعار استمرار المقاومة المسلحة كعمل مشروع. نظرية من هذا النوع قد تُسهل عليها المسألة، فهي تستطيع تحقيق مصلحة أساسية لها بالحصول على الهدوء العسكري من جانب اسرائيل في مقابل وعدها بالأمن والهدوء، من الجانب الفلسطيني. الهدوء على الصعيد العسكري يتيح المجال أمام حماس لتثبيت وإقرار سلطتها السياسية، ويُسهل عليها من الناحية الاقتصادية، ويمنحها حرية مناورة على الساحة الدولية والداخلية والمحلية.
فالى الأجواء المعارضة التي تركتها حركة حماس، انطلقت [all1=FFFF00]ملكة العمليات الانتحارية "حركة الجهاد الاسلامي". فقد أخذت على عاتقها مواصلة الالتزام العقائدي لحرمان اسرائيل من حق الوجود، ومن اجل ذلك، تحولت الجهاد الاسلامي الى "حجر زاوية" للتطرف.[/all1] وهي، بدعم من ايران وحزب الله في لبنان، تُبادر وتُنظم وتُمول وتُجند وتُخطط وتُدرب الانتحاريين. الجهاد، كرأس حربة، مليئة بسموم التعصب، وتشكل قلقا عسكريا لاسرائيل. ولكن بالنسبة لحكومة حماس، فان عملية من هذا النوع قد تكون سببا في تدحرج كرة الثلج التي قد تصل الى مقاييس جرثومة ايديولوجية قاتلة وخطرة تهدد وجود حماس على الصعيد التنظيمي.
قوة الجهاد الاسلامي تنبع من قدرتها على أن تكون مصدر جذب اليها، وتوسيع قدرات عملية باتجاه الخارج. فلا تشعر عناصر فتح، التي هُزمت، بالسرور، وكذلك ليس عناصر حماس المتطرفين، وكذلك حال عناصر الاجهزة الأمنية الذين لا يتلقون رواتبهم. كل هذه الاشياء أصبحت تهديدا وجوديا للحكومة التي نقشت على رايتها برنامجا اجتماعيا، ووعدت بالرخاء الاقتصادي والعدالة الاسلامية. في واقع يظهر فيه الاختناق الاقتصادي، والضغط العسكري من جانب اسرائيل، فان جميع هؤلاء سيجدون أنفسهم مترابطين ومنافسين داخليين (تنظيميا) بهدف تحسين المواقع، أو كمنافسين ايديولوجيين من معسكر "فتح" على نموذج أبو مازن ودحلان من اجل تغيير النظام. ليس من المستحيل أن ترى حكومة حماس نفسها تواجه خطر الزوال.
عن "يديعوت"
ü استاذ العلوم السياسية في جامعة تل ابيب
المصدر
تعليق