نعم , وقد تم ضبط متسولة حثت حثيات ومضت بين النسمات تتسول فضبطوا عندها آلاف الدنانير , وأخرى بنايات وعمائر , وآخر معرض سيارات ...
ولن يطول الزمان حتى يحكى بأنه تم ضبط احدهم وعنده كيس سكاكر وعلب عصير , واخرى عثر عندها حذاء سندريلا المفقود ! ورابع وجد عنده فيل يرقص وصرصور يؤرجل !
هذا ما تم , حتى اصبح بالكاد احدنا ان يتصدق او يخرج نفقته ضارباً الاحاديث وفضائل الصدقات بمثل هذه الكلمات وحكايات الف ليلة وليلة , حتى يمر الرجل ويغض بريقه من الجوع وكد تمزق وجهه من الفقر والتعب والتقشف ولسان الحاذق الابله ( على مين ..)
هنالك أمرات ودلالات في كل فن تشير الى المطلوب يتميز من خلالها فقد قال الله "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم "
قال ابن كثير "{ تعرفهم بسيماهم } أي: بما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم، كما قال الله تعالى: { سيماهم في وجوههم } [الفتح : 29] ، وقال: { ولتعرفنهم في لحن القول } [محمد : 30] . وفي الحديث الذي في السنن: "اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله" ( ضعيف) ثم قرأ: { إن في ذلك لآيات للمتوسمين } [الحجر : 75] .
وقوله: { لا يسألون الناس إلحافا } أي: لا يلحون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال، فقد ألحف في المسألة؛ قال البخاري:
حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شريك بن أبي نمر: أن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قالا سمعنا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف؛ اقرؤوا إن شئتم -يعني قوله-: { لا يسألون الناس إلحافا } "
تكاد تتعجب ممن يدعي الفطنة وقد ركب مثل هذه الشعارات وفاته المحتاج الصادق ولم يميّزه مع غيره , ولعل السبب هو طغيان حُب المال على النفس " وتحبون المال حبا جما"
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده" بخاري
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم " ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسئلة إلا فتح الله عليه باب فقر" الترمذي
والعجيب ان هنالك حديثا اسوقه لتوافقه مع هذا الواقع الشحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق على سارق فقال اللهم لك الحمد
لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية
لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني
فقال اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله " متفق عليه
وفي الحديث لطيفة وذلك ان الصدق ان كانت لله فإن الله لا يضيع اجر المحسنين وهذا واضح في قوله " الحمد لله "
اما ان شابها ما شابها من الحظوظ كأن يعطي السارق ولسان حاله " كي لا يسرقني ..."
وان يعطي الزانية ولسان حاله " احرجتني , وحتى تعرف كم انا كريم "
وان يعطي الغني ولسان حاله " ليس لوحدك من عنده مال "
فحتما سيكون وبالا عليه وحيرة وضيق على رزقه
وقد بوب الامام النووي على مسلم قوله " باب ثبوت أجر المتصدق وان وقعت الصدقة في يد غير أهلها
قال الله " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين"
وهذه الاية فيها الفوائد الجمة والمنهج الرصين وهي تأديب للمؤمنين وتقويم للمتقين وتقويض للمخذلين في اتخاذهم باب الانفاق للشهرة والسمعة والمن بقولهم " فلان ساعدنا , فلان كان فقيرا فأغنيناه , ..."
وفي الحديث "ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ...
أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة"
اما القول بوجود صنف ممن يتخذها مهنة وحرفة يتسلل من خلالها الى الانفس الطيبة بخبثه , فهو معلوم وتكاد تشمهم وتحسهم وتلمسهم فهذا لا يعطى لبيان القرائن التي دلت على خبثه وسوء طويته فلا يُعان على ذلك
اما من حالهم من وصفت فالمسلم بالخيار في ذلك ولكن " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر"
فيعطى على حسب والوسع وان لم يجد المسلم شيئا يدعو له بالبركة بلطف ولا ينهره اذا اشتد بالالحاح على الطلب
وليتذكر المسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم" الحسنة بعشر أمثالها " وليتيقن ان الله يعوضه خيرا وهو منم له ماله " وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون"
ولن يطول الزمان حتى يحكى بأنه تم ضبط احدهم وعنده كيس سكاكر وعلب عصير , واخرى عثر عندها حذاء سندريلا المفقود ! ورابع وجد عنده فيل يرقص وصرصور يؤرجل !
هذا ما تم , حتى اصبح بالكاد احدنا ان يتصدق او يخرج نفقته ضارباً الاحاديث وفضائل الصدقات بمثل هذه الكلمات وحكايات الف ليلة وليلة , حتى يمر الرجل ويغض بريقه من الجوع وكد تمزق وجهه من الفقر والتعب والتقشف ولسان الحاذق الابله ( على مين ..)
هنالك أمرات ودلالات في كل فن تشير الى المطلوب يتميز من خلالها فقد قال الله "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم "
قال ابن كثير "{ تعرفهم بسيماهم } أي: بما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم، كما قال الله تعالى: { سيماهم في وجوههم } [الفتح : 29] ، وقال: { ولتعرفنهم في لحن القول } [محمد : 30] . وفي الحديث الذي في السنن: "اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله" ( ضعيف) ثم قرأ: { إن في ذلك لآيات للمتوسمين } [الحجر : 75] .
وقوله: { لا يسألون الناس إلحافا } أي: لا يلحون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال، فقد ألحف في المسألة؛ قال البخاري:
حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شريك بن أبي نمر: أن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قالا سمعنا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف؛ اقرؤوا إن شئتم -يعني قوله-: { لا يسألون الناس إلحافا } "
تكاد تتعجب ممن يدعي الفطنة وقد ركب مثل هذه الشعارات وفاته المحتاج الصادق ولم يميّزه مع غيره , ولعل السبب هو طغيان حُب المال على النفس " وتحبون المال حبا جما"
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده" بخاري
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم " ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسئلة إلا فتح الله عليه باب فقر" الترمذي
والعجيب ان هنالك حديثا اسوقه لتوافقه مع هذا الواقع الشحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق على سارق فقال اللهم لك الحمد
لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية
لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني
فقال اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله " متفق عليه
وفي الحديث لطيفة وذلك ان الصدق ان كانت لله فإن الله لا يضيع اجر المحسنين وهذا واضح في قوله " الحمد لله "
اما ان شابها ما شابها من الحظوظ كأن يعطي السارق ولسان حاله " كي لا يسرقني ..."
وان يعطي الزانية ولسان حاله " احرجتني , وحتى تعرف كم انا كريم "
وان يعطي الغني ولسان حاله " ليس لوحدك من عنده مال "
فحتما سيكون وبالا عليه وحيرة وضيق على رزقه
وقد بوب الامام النووي على مسلم قوله " باب ثبوت أجر المتصدق وان وقعت الصدقة في يد غير أهلها
قال الله " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين"
وهذه الاية فيها الفوائد الجمة والمنهج الرصين وهي تأديب للمؤمنين وتقويم للمتقين وتقويض للمخذلين في اتخاذهم باب الانفاق للشهرة والسمعة والمن بقولهم " فلان ساعدنا , فلان كان فقيرا فأغنيناه , ..."
وفي الحديث "ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ...
أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة"
اما القول بوجود صنف ممن يتخذها مهنة وحرفة يتسلل من خلالها الى الانفس الطيبة بخبثه , فهو معلوم وتكاد تشمهم وتحسهم وتلمسهم فهذا لا يعطى لبيان القرائن التي دلت على خبثه وسوء طويته فلا يُعان على ذلك
اما من حالهم من وصفت فالمسلم بالخيار في ذلك ولكن " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر"
فيعطى على حسب والوسع وان لم يجد المسلم شيئا يدعو له بالبركة بلطف ولا ينهره اذا اشتد بالالحاح على الطلب
وليتذكر المسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم" الحسنة بعشر أمثالها " وليتيقن ان الله يعوضه خيرا وهو منم له ماله " وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون"