صحافية أجنبية تروي تجربها مع أنفاق رفح
لم تكن هناك سلالم ولا حبال، فقط 62 من الألواح الخشنة، متراصة في جوانب الساند العمودي. كل مواطئ الأقدام المصنوعة على عجل كانت بعيدة الواحد عن الآخر، ولذلك تحسست طريقي نحو الأسفل بحذر، مدركا أنني إذا انزلقت فلن يوقفني شيء عن السقوط 100 قدم نحو الأسفل.
ومع كل خطوة، كان الرمل والفخار يملآن عينيّ وفمي ، وبينما كنت أغوص عميقا في الصحراء المصرية، كان يصعب علي التنفس وسط الحرارة الخانقة. وكلما سرت أبعد، شعرت اكثر أنني أهبط داخل الجحيم.
المدخل، تحت رفح في قطاع غزة، كان واحدا من تلك التي تؤدي إلى شبكة من الأنفاق التي بنيت لتهريب السلع من مصر إلى جنوب غزة.
كان الوقت متأخرا في الليل، وعلى الرغم من الجدار الفولاذي الجديد، المفروض أنه غير قابل للاختراق الذي أقامته الحكومة المصرية لوقف التجارة غير المشروعة، كانت الانفاق تشتغل كالمعتاد دائما.
الجدار الذي يبلغ طوله سبعة أميال، الذي أقيم بمساعدة من الولايات المتحدة باستخدام فولاذ مقاوم للقنابل وفائق القوة، تحول إلى فشل. واعترف مسؤول مصري الأسبوع الماضي أنه اختُرق ربما مئات المرات من جانب عمال الأنفاق الفلسطينيين الذين استخدموا مشاعل اللهب.
وبينما كنت أشق طريقي على طول النفق المنخفض الذي يبدأ من أسفل المدخل، شممت رائحة المعدن المحترق وبسرعة رأيت الدليل على أن الجدار قد فشل.
النفق كان مظلما. وقد قُطعت الكهرباء لتوفير الطاقة، وقادنا سامي، صاحب النفق، في الطريق بثبات في الممر الذي عرضه قدمان وارتفاعه خمسة أقدام على ضوء المشاعل.
ورغم الهواء الذي كان يُضخ من الأعلى، كان الجو رطبا والجدران الفخارية والأرضية رطبة وزلقة. وكان علينا أن ننحني لتجنب الاصطدام بالسقف لمسافة 500 قدم، وقد انهار جزء صغير من السقف وتهاوت الدعامات. وصاح سامي أمامنا :"لا تقلقوا. فهو انهيار هامشي. نفقي الخمسة نجوم آمن جدا. ولم أوفر نفقة من أجل جعله آمنا لعمالي".
وبعد 500 قدم أخرى، وصل النفق إلى نهاية مسدودة، مغلقة بالجدار الفولاذي. ووسط سحابة ضبابية بيضاء، أحدثها مشعل اللهب، تكور خمسة رجال في ركن ضيق.
كانوا يراقبون خزانات الغاز والأكسجين التي تزود آلات قطع المعادن باللهب أثناء شق تلك الآلات ثغرات في الجدار الفولاذي.
داخل حفرة أخرى، مملوءة بدوي مشعل لهب يصم الآذان كان عمر يتعامل مع الجدار الفولاذي. واخترق عمر، 24 عاما، الذي كان حافيا وراكعا على الأرض بسترة لا أكمام لها وسروال فضفاض دون حماية أو قناع يغطي وجهه أو عينيه، الجدار الذي سمكه ثلاثة أرباع البوصة، وكان يتوقف بين لحظة وأخرى ليمسح وجهه بالمنديل الرطب المعلق حول كتفيه.
الهواء كان ثقيلا بسبب الغبار المختلط بما ينبعث من الفولاذ المصهور والمواد الكيميائية.
وتباهى سامي بأن عمر كان أول رجل استطاع اختراق الجدار في نفق آخر قبل بضعة شهور.
خبرته تم تقليدها من جانب غيره، لكنه يظل شخصية شعبية في أوساط أصحاب الأنفاق الذين يكافئون مهارته عندما يرون الساتر الفولاذي الذي أغلق أنفاقهم.
المهربون يعملون 12 ساعة يوميا في مناوبات ينقلون خلالها السلع إلى قطاع غزة الذي يعاني من الحصار منذ أربع سنوات. ويحصل العامل على أكثر بقليل من جنيه إسترليني في الساعة.
عملهم خطير، ولكن بالنسبة لهؤلاء الرجال هم في حاجة ماسة إليه. فالبطالة في غزة ارتفع معدلها إلى أكثر من 40%. وحوالي 80% من السكان هم تحت خط الفقر، ولا يزيد دخلهم اليومي عن دولارين.
سعيد، 24 عاما، تخرج العام الماضي ويحمل درجة جامعية في التربية. وهو يجلس في بيته منذ عدة شهور دون كبير أمل في الحصول على وظيفة، وانضم إلى جيش العاملين في الأنفاق، وهو يقول :"نحن بحاجة للمال لإطعام عائلتنا المكونة من تسعة أفراد - والديّ وإخوتي وأخواتي الصغار". وأضاف إن والدته ناشدتهم أن لا يعملوا في هذه المهنة الخطرة، لكن ابناءها شعروا أنه لا فرصة أخرى لديهم لضمان بقاء العائلة على قيد الحياة في هذه الأوقات الصعبة.
وقال سعيد أيضا: "من الأفضل بكثير العمل في الأنفاق من الجلوس بلا عمل خاملين في البيت". وبحسب تقرير للامم المتحدة فقد قتل 135 فلسطينيا واصيب أكثر من 200 في الأنفاق منذ كانون الثاني (يناير) 2008.
وهم إما سُحقوا أو اختنقوا، أو قتلتهم القنابل الاسرائيلية، أو استنشقوا غازات سامة أطلقها رجال الأمن المصريون، أو تكهربوا أو احترقوا بالوقود المتناثر.
اسرائئل ومصر اغلقتا الحدود مع غزة في حزيران (يونيو) 2006 عندما أسر الفلسطينيون الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط، خلال هجوم عبر الحدود.
وشدد الجانبان الحصار بعد استيلاء حركة "حماس" على الحكم في القطاع من السلطة الفلسطينية بعد عام على ذلك.
ومنذ ذلك الوقت، وفّرت شبكة واسعة من الأنفاق على طول الحدود البالغة سبعة أميال مع مصر- بإشراف "حماس" التي تجبي الجمارك- كل الاحتياجات الاستهلاكية تقريبا بما في ذلك الوقود المدعوم من مصر، لسكان القطاع البالغ تعدادهم مليونا ونصف المليون.
وقد سمحت الأنفاق بنقل الغذاء والوقود، وقطع السيارات، والأدوية والملابس والأحذية والماشية والقرطاسية، والحليب المجفف، والسجائر والبشر.
وحتى الدراجات التي تسمى "توك توك" والتي تسير بالديزل الرخيص المهرب، تم نقلها عن طريق الأنفاق لتشكل بديلا عن العربات التي تجرها الحمير التي كانت واسعة الانتشار في غزة.
وقد جلبت الأنفاق ملايين الجنيهات لعمال الحفر والحراسة وناقلي البضائع، والوسطاء إضافة إلى مالكيها.
زرت نفق سامي مرة أخرى في اليوم التالي بعد الظهر بعد أن تلقيت اتصالا يفيد بأن عماله قد نجحوا في اختراق الجدار الفولاذي. وقد استغرق ذلك 17 ساعة لكنه كان يستحق، كما قالوا.
وقال أحد العمال متفاخرا وهو يشير إلى المقطع من الجدار الذي كان يقف فوق الأرض كدليل على إنجازهم: "كم مليونا كلفهم وضع هذا الجدار الفولاذي غير المكتمل". فقال سامي: "يا لها من مضيعة لملايينهم".
وأضاف: "كان يمكنهم أن يطعموا ويعيدوا بناء غزة بتلك الأموال بدلا من إضاعتها بهذا الشكل، وقد تكلف الأمر فقط بضع مئات من الدولارات وبعض الوقت لاختراقه".
ويقول الفلسطينيون إنه على الرغم من تخفيف الحصار من قبل إسرائيل، فإن الأنفاق تظل ضرورية بالنسبة إلى اقتصاد غزة المدمر. فمواد البناء مثل الاسمنت والحديد المسلح، والحصى والرمل ما تزال ممنوعة من الدخول، كما يمنع تصدير أي شيء من القطاع.
وقالت (إسرائيل) إنها خففت الحصار بعد هجومها على أسطول كان يحمل مساعدات غلى غزة في ايار (مايو). وقد أدى مقتل تسعة ناشطين أتراك على متن إحدى السفن إلى احتجاجات دولية وأصبحت (إسرائيل) تحت ضغط متزايد لفتح حدود غزة.
كما قررت مصر، التي لم تكشف قط التكلفة الحقيقية لبناء الجدار، أن تفتح حدودها أمام السفر بشكل محدود، وسمحت بدخول بعض قوافل المساعدات بعد الغارة.
ويبقى الحصار البحري على أشده، كما يمنع التنقل بين غزة والضفة الغربية، وتبقى القيود على حركة الناس. وإذا لم يكونوا مرضى للغاية، فإنه يصعب على الفلسطينيين مغادرة القطاع ولا يتمتعون بحقوقهم في السفر.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون غزة الأسبوع الماضي بأنها "معسكر سجن"، وقال إن الوضع هناك "يجب أن يتغير".
و قد ردد تصريحات كاميرون السفير البريطاني المغادر في (إسرائيل) توم فيليبس، الذي قال إن إسرائيل يجب أن تقوم بالمزيد من أجل إحياء اقتصاد غزة وإن الحصار كان يؤدي إلى نتائج عكسية و"يزيد التطرف".
قبيل منتصف الليل يوم الجمعة، وبينما كنت أجلس في مقهى يطل على الشاطئ في مدينة غزة، قصفت طائرة اف-16 إسرائيلية أهدافا قريبة بعد إطلاق صاروخ على عسقلان في وقت سابق.
وكانت الانفجارات مدوية، وشاهدت سكان غزة المذعورين يتدفقون إلى الشوارع. كانت الأنفاق أسفل حدود غزة الجنوبية ضمن الأهداف الإسرائيلية، وقد قتل عيسى البطران، أحد القادة العسكريين لحماس، كما جرح أحد عشر آخرون.
لم تكن هناك سلالم ولا حبال، فقط 62 من الألواح الخشنة، متراصة في جوانب الساند العمودي. كل مواطئ الأقدام المصنوعة على عجل كانت بعيدة الواحد عن الآخر، ولذلك تحسست طريقي نحو الأسفل بحذر، مدركا أنني إذا انزلقت فلن يوقفني شيء عن السقوط 100 قدم نحو الأسفل.
ومع كل خطوة، كان الرمل والفخار يملآن عينيّ وفمي ، وبينما كنت أغوص عميقا في الصحراء المصرية، كان يصعب علي التنفس وسط الحرارة الخانقة. وكلما سرت أبعد، شعرت اكثر أنني أهبط داخل الجحيم.
المدخل، تحت رفح في قطاع غزة، كان واحدا من تلك التي تؤدي إلى شبكة من الأنفاق التي بنيت لتهريب السلع من مصر إلى جنوب غزة.
كان الوقت متأخرا في الليل، وعلى الرغم من الجدار الفولاذي الجديد، المفروض أنه غير قابل للاختراق الذي أقامته الحكومة المصرية لوقف التجارة غير المشروعة، كانت الانفاق تشتغل كالمعتاد دائما.
الجدار الذي يبلغ طوله سبعة أميال، الذي أقيم بمساعدة من الولايات المتحدة باستخدام فولاذ مقاوم للقنابل وفائق القوة، تحول إلى فشل. واعترف مسؤول مصري الأسبوع الماضي أنه اختُرق ربما مئات المرات من جانب عمال الأنفاق الفلسطينيين الذين استخدموا مشاعل اللهب.
وبينما كنت أشق طريقي على طول النفق المنخفض الذي يبدأ من أسفل المدخل، شممت رائحة المعدن المحترق وبسرعة رأيت الدليل على أن الجدار قد فشل.
النفق كان مظلما. وقد قُطعت الكهرباء لتوفير الطاقة، وقادنا سامي، صاحب النفق، في الطريق بثبات في الممر الذي عرضه قدمان وارتفاعه خمسة أقدام على ضوء المشاعل.
ورغم الهواء الذي كان يُضخ من الأعلى، كان الجو رطبا والجدران الفخارية والأرضية رطبة وزلقة. وكان علينا أن ننحني لتجنب الاصطدام بالسقف لمسافة 500 قدم، وقد انهار جزء صغير من السقف وتهاوت الدعامات. وصاح سامي أمامنا :"لا تقلقوا. فهو انهيار هامشي. نفقي الخمسة نجوم آمن جدا. ولم أوفر نفقة من أجل جعله آمنا لعمالي".
وبعد 500 قدم أخرى، وصل النفق إلى نهاية مسدودة، مغلقة بالجدار الفولاذي. ووسط سحابة ضبابية بيضاء، أحدثها مشعل اللهب، تكور خمسة رجال في ركن ضيق.
كانوا يراقبون خزانات الغاز والأكسجين التي تزود آلات قطع المعادن باللهب أثناء شق تلك الآلات ثغرات في الجدار الفولاذي.
داخل حفرة أخرى، مملوءة بدوي مشعل لهب يصم الآذان كان عمر يتعامل مع الجدار الفولاذي. واخترق عمر، 24 عاما، الذي كان حافيا وراكعا على الأرض بسترة لا أكمام لها وسروال فضفاض دون حماية أو قناع يغطي وجهه أو عينيه، الجدار الذي سمكه ثلاثة أرباع البوصة، وكان يتوقف بين لحظة وأخرى ليمسح وجهه بالمنديل الرطب المعلق حول كتفيه.
الهواء كان ثقيلا بسبب الغبار المختلط بما ينبعث من الفولاذ المصهور والمواد الكيميائية.
وتباهى سامي بأن عمر كان أول رجل استطاع اختراق الجدار في نفق آخر قبل بضعة شهور.
خبرته تم تقليدها من جانب غيره، لكنه يظل شخصية شعبية في أوساط أصحاب الأنفاق الذين يكافئون مهارته عندما يرون الساتر الفولاذي الذي أغلق أنفاقهم.
المهربون يعملون 12 ساعة يوميا في مناوبات ينقلون خلالها السلع إلى قطاع غزة الذي يعاني من الحصار منذ أربع سنوات. ويحصل العامل على أكثر بقليل من جنيه إسترليني في الساعة.
عملهم خطير، ولكن بالنسبة لهؤلاء الرجال هم في حاجة ماسة إليه. فالبطالة في غزة ارتفع معدلها إلى أكثر من 40%. وحوالي 80% من السكان هم تحت خط الفقر، ولا يزيد دخلهم اليومي عن دولارين.
سعيد، 24 عاما، تخرج العام الماضي ويحمل درجة جامعية في التربية. وهو يجلس في بيته منذ عدة شهور دون كبير أمل في الحصول على وظيفة، وانضم إلى جيش العاملين في الأنفاق، وهو يقول :"نحن بحاجة للمال لإطعام عائلتنا المكونة من تسعة أفراد - والديّ وإخوتي وأخواتي الصغار". وأضاف إن والدته ناشدتهم أن لا يعملوا في هذه المهنة الخطرة، لكن ابناءها شعروا أنه لا فرصة أخرى لديهم لضمان بقاء العائلة على قيد الحياة في هذه الأوقات الصعبة.
وقال سعيد أيضا: "من الأفضل بكثير العمل في الأنفاق من الجلوس بلا عمل خاملين في البيت". وبحسب تقرير للامم المتحدة فقد قتل 135 فلسطينيا واصيب أكثر من 200 في الأنفاق منذ كانون الثاني (يناير) 2008.
وهم إما سُحقوا أو اختنقوا، أو قتلتهم القنابل الاسرائيلية، أو استنشقوا غازات سامة أطلقها رجال الأمن المصريون، أو تكهربوا أو احترقوا بالوقود المتناثر.
اسرائئل ومصر اغلقتا الحدود مع غزة في حزيران (يونيو) 2006 عندما أسر الفلسطينيون الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط، خلال هجوم عبر الحدود.
وشدد الجانبان الحصار بعد استيلاء حركة "حماس" على الحكم في القطاع من السلطة الفلسطينية بعد عام على ذلك.
ومنذ ذلك الوقت، وفّرت شبكة واسعة من الأنفاق على طول الحدود البالغة سبعة أميال مع مصر- بإشراف "حماس" التي تجبي الجمارك- كل الاحتياجات الاستهلاكية تقريبا بما في ذلك الوقود المدعوم من مصر، لسكان القطاع البالغ تعدادهم مليونا ونصف المليون.
وقد سمحت الأنفاق بنقل الغذاء والوقود، وقطع السيارات، والأدوية والملابس والأحذية والماشية والقرطاسية، والحليب المجفف، والسجائر والبشر.
وحتى الدراجات التي تسمى "توك توك" والتي تسير بالديزل الرخيص المهرب، تم نقلها عن طريق الأنفاق لتشكل بديلا عن العربات التي تجرها الحمير التي كانت واسعة الانتشار في غزة.
وقد جلبت الأنفاق ملايين الجنيهات لعمال الحفر والحراسة وناقلي البضائع، والوسطاء إضافة إلى مالكيها.
زرت نفق سامي مرة أخرى في اليوم التالي بعد الظهر بعد أن تلقيت اتصالا يفيد بأن عماله قد نجحوا في اختراق الجدار الفولاذي. وقد استغرق ذلك 17 ساعة لكنه كان يستحق، كما قالوا.
وقال أحد العمال متفاخرا وهو يشير إلى المقطع من الجدار الذي كان يقف فوق الأرض كدليل على إنجازهم: "كم مليونا كلفهم وضع هذا الجدار الفولاذي غير المكتمل". فقال سامي: "يا لها من مضيعة لملايينهم".
وأضاف: "كان يمكنهم أن يطعموا ويعيدوا بناء غزة بتلك الأموال بدلا من إضاعتها بهذا الشكل، وقد تكلف الأمر فقط بضع مئات من الدولارات وبعض الوقت لاختراقه".
ويقول الفلسطينيون إنه على الرغم من تخفيف الحصار من قبل إسرائيل، فإن الأنفاق تظل ضرورية بالنسبة إلى اقتصاد غزة المدمر. فمواد البناء مثل الاسمنت والحديد المسلح، والحصى والرمل ما تزال ممنوعة من الدخول، كما يمنع تصدير أي شيء من القطاع.
وقالت (إسرائيل) إنها خففت الحصار بعد هجومها على أسطول كان يحمل مساعدات غلى غزة في ايار (مايو). وقد أدى مقتل تسعة ناشطين أتراك على متن إحدى السفن إلى احتجاجات دولية وأصبحت (إسرائيل) تحت ضغط متزايد لفتح حدود غزة.
كما قررت مصر، التي لم تكشف قط التكلفة الحقيقية لبناء الجدار، أن تفتح حدودها أمام السفر بشكل محدود، وسمحت بدخول بعض قوافل المساعدات بعد الغارة.
ويبقى الحصار البحري على أشده، كما يمنع التنقل بين غزة والضفة الغربية، وتبقى القيود على حركة الناس. وإذا لم يكونوا مرضى للغاية، فإنه يصعب على الفلسطينيين مغادرة القطاع ولا يتمتعون بحقوقهم في السفر.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون غزة الأسبوع الماضي بأنها "معسكر سجن"، وقال إن الوضع هناك "يجب أن يتغير".
و قد ردد تصريحات كاميرون السفير البريطاني المغادر في (إسرائيل) توم فيليبس، الذي قال إن إسرائيل يجب أن تقوم بالمزيد من أجل إحياء اقتصاد غزة وإن الحصار كان يؤدي إلى نتائج عكسية و"يزيد التطرف".
قبيل منتصف الليل يوم الجمعة، وبينما كنت أجلس في مقهى يطل على الشاطئ في مدينة غزة، قصفت طائرة اف-16 إسرائيلية أهدافا قريبة بعد إطلاق صاروخ على عسقلان في وقت سابق.
وكانت الانفجارات مدوية، وشاهدت سكان غزة المذعورين يتدفقون إلى الشوارع. كانت الأنفاق أسفل حدود غزة الجنوبية ضمن الأهداف الإسرائيلية، وقد قتل عيسى البطران، أحد القادة العسكريين لحماس، كما جرح أحد عشر آخرون.
تعليق