نتنياهو يقترح على الملك ربط الأردن بالبحر الأبيض المتوسط
اكد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان المباحثات التي اجراها نتنياهو مع جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة عمان قبل يومين ركزت على محاولات اقناع الملك بجدية نية نتنياهو التقدم نحو تسوية مع الفلسطينيين واقتراح بربط الاردن بالبحر المتوسط، ووفقا لخبر نشرته الحياة اللندنية اليوم ان اجواء اللقاء لم تكن متوترة.
ووفقاً لمكتب نتانياهو، فإن الاجتماع مع العاهل الأردني تناول ثلاث مسائل رئيسة: «محاولة إقناع العاهل الأردني بجدية نيات نتانياهو للتقدم نحو تسوية مع الفلسطينيين ومطالبة الملك بالضغط على رئيس السلطة الفلسطينية من اجل الدخول في مفاوضات مباشرة، والتهديد الايراني والتطورات في الشرق الأوسط، ومسائل اقتصادية مشتركة بين البلدين بهدف إحياء السلام بينهما». وأفادت تقارير في صحيفة «إسرائيل اليوم» أن نتانياهو اقترح على العاهل الأردني التعاون الاقتصادي لربط الأردن بالبحر الأبيض المتوسط «ليهنأ الأردني من ثمار السلام مع إسرائيل».
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس إن الأردن يلعب دوراً مهماً في مسألة إطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف تعقيباً على عدم دعوة الأردن له لمرافقة نتانياهو، إنه كان على علم مسبق بالزيارة التي قام بها نتانياهو للعاصمة الأردنية.
ونقلت وكالة «فرانس برس» امس عن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم قوله ان الشروط التي وضعها عباس لتحريك المفاوضات المباشرة «يستحيل» قبولها، وقال للإذاعة العامة ان «الفلسطينيين يضعون ثلاثة شروط مستحيلة: ان تستأنف المفاوضات من النقطة التي وصلت اليها نهاية عام 2008 عندما كان ايهود اولمرت رئيساً للحكومة، وان ترتكز على انسحاب اسرائيل الكامل (من الضفة الغربية والقدس الشرقية)، وان يستمر تجميد البناء (في المستوطنات)».
وبحسب الخبر المنشور في جريدة "الحياة " أفادت أوساط قريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه أبلغ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اجتماعهما في عمان أول من أمس، أن ثمة «نضجاً للتقدم مع المعتدلين في المنطقة نحو التسوية»، لكنه أكد أن إسرائيل لن تتنازل عن «الترتيبات الأمنية» في حدودها الشرقية (مع الأردن والدولة الفلسطينية) بحيث ستبقي قوة عسكرية إسرائيلية، بعد إقامة الدولة الفلسطينية، منتشرة في الحدود بين إسرائيل والأردن «لمنع تسلل منظمات إرهابية إلى الدولة الفلسطينية، وكجزء من استعداد شامل لمواجهة تطورات قد تعقب انسحاب القوات الأميركية والغربية من العراق»، مضيفاً: «في الشرق الأوسط رمال متحركة وأوضاع متغيرة، ويجب التوصل إلى ترتيبات تتجاوب مع هذه المتغيرات ... وإذا حصلنا على هذه الترتيبات، فسأذهب بعيداً في الاتفاق مع الفلسطينيين، أي في المفاوضات في شأن قضايا الصراع الجوهرية».
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى إن الاجتماع شهد خلافات كثيرة في الرأي في شأن الملف الفلسطيني، «لكن الأجواء لم تكن متوترة». وأضاف أن نتانياهو عاد إلى تل أبيب مرتاحاً لنتائج الزيارة بعد أن خرج من الاجتماع بانطباع أنه نجح في إقناع العاهل الأردني بجدية نياته للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين عبر الخوض في مفاوضات حقيقية مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وتابع أن نتانياهو خرج بمثل هذا الانطباع أيضاً بعد لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة قبل 10 أيام.
واعتبرت أوساط نتانياهو ان الاجتماع «كسر الجمود» في العلاقات بين إسرائيل والمملكة الهاشمية، مع العلم أنه اللقاء الأول بين نتانياهو والملك عبدالله الثاني منذ أكثر من عام، وشهد انتقادات شديدة أطلقها العاهل الاردني ضد نتانياهو.
تعليق