" وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الروم/21]
لا شك أن الحصول على حياة زوجية سعيدة هي حلم كل شاب و فتاة ,
و هي فطرة فطر الله عز وجل الإنسان عليها ,
و لكن مع اختلال الموازين و ما نراه اليوم من تأثير الإعلام الخبيث على مجتمعاتنا الإسلامية
أصبحنا نرَ الشاب و الفتاة ينظران للحياة الزوجية على أنها ساحة حرب
(قد تكون هذه النظرة موجودة بالوعي و و قد تكون باللا وعي و لكنها موجودة الا من رحم ربي)
و كلاً منهما يريد أن يثبت أنه الأقوى و أنه القائد و الطرف الآخر مجرد تابع له !!
فإما أن يكون هو في الأمام و إما أن تكون هي !!!!!
و نسيا أنهما مكملان لبعضهما فلا يستقيم إلا أن يسيرا جنباً الى جنب
ليتحقق الهدف و المراد من هذه الحياة التي أساسها الرحمة و المودة .
فلكل منهما حقوق و واجبات لو التزم بها الطرفان لاستقرت الحياة و انتظمت بحيث
يتحقق الهدف و المراد منها.
و خاصة أن هذه الحياة و ما سينتج عنها ليست مرتبطة فقط بهذان الزوجان , بل أيضا سيكون لها تأثير شديد
على الأبناء الذين سينتجون عن هذه الحياة الزوجية و بالتالي على المجتمع الذي سيخرج له
هؤلاء الأبناء إما كأفراد لهم تأثير إيجابي و فعال و إما كأفراد سلبيين يعتبرون عالة على المجتمع !!
لذلك يجب أن نلتزم بعدة أمور حتى تستقر حياتنا و نسعد بها مع هذا الشريك الآخر و منها :
طاعة الله
فكل بيت يبنى على طاعة الله تسكنه السعادة و يكون أساسه الرحمة و المودة
و ليتحقق هذا الأمر يجب أن يكون اختيارنا لشريك الحياة متوقفاً على دينه و أخلاقه قبل كل شيء
فلا ننظر للجمال و الثراء على أنهما الأساس ثم نقول بعد الزواج أغيره!!
فربما غيرنا هو بدل أن نغيره و ربما أثر فينا سلباً بدل أن نؤثر فيه إيجاباً !!
لذلك أشدد و أؤكد على ضرورة التزامنا بالبحث عن صاحب الدين و الخلق
فلا تقبلي يا عزيزتي الا بصاحب الدين و الخلق الذي
أن أحبك أكرمك و إن لم يحببك لم يظلمك
قال النبي عليه الصلاة و السلام :
" إذا أتاكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض
و فساد عريض "
و كذلك الحال بالنسبة لك أيها الشاب فلا تقبل إلا بصاحبة الدين و الخلق
التي تعرف حق زوجها عليها فتطيعه و تبحث عن راحته حتى و إن لم تحببه
فهي تعلم أن في ذلك مرضاة رب العالمين فتحتسب الأجر في ذلك
فلا تفضح له سرا و إن قصر في شيء سترته و إن غاب حفظته في نفسها و عياله و بيته و ماله
, و تكون له خير معين على أمور الدنيا و الآخرة فإذا قصر اتجاه أهله و خاصة أمه ذكرته
و عملت على إصلاح الخلل و توطيد العلاقة بينهم .
و اذا رزقهم الله بالأبناء ربتهم تربية إسلامية تقر بها عينه و تطمئن لها نفسه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "
قال عليه الصلاة والسلام: " ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعينه على آخرته "
تعليق