العملاء وحدهم أرباب الفتنة
[align=justify]أصدر المجلس الثوري في حركة "فتح" بياناً يستنكر فيه التصريحات التي أطلقها القائد الفلسطيني الكبير (خالد مشعل) والتي يكشف فيها عن انخراط بعض الأطراف الفلسطينية في محاولة إفشال الحكومة الفلسطينية الجديدة، والحقيقة أن (مشعل) لم يذع سراً، أو يكشف عن مخبوء، فثمة قيادات فلسطينية دعت (حماس) صراحة للتنازل عن ثوابتها في مقابل الحصار والضغط الدولي، وهكذا تصريحات لا يمكن إدراجها إلا في حملة الضغط الصهيوأمريكية على (حماس)، فالمطالب واحدة، وهي: التنازل عن الثوابت الوطنية، والاعتراف بالاحتلال!
ليس أمراً غريباً أن يستثار المجلس الثوري في حركة "فتح" لنصرة الفاسدين والمتآمرين، فهو المجلس الذي لم ينطق بكلمة حينما سجل (عباس) سابقة في التاريخ البشري ووصف مقاومة شعبه بالحقارة، لكن اللافت في هذا البيان مستوى الوقاحة حينما تحدث عن الفتنة والحرب الأهلية، رغم أنه المجلس الذي ينتسب إليه قادة الفتنة والحرب على الشعب الفلسطيني أيام سنوات أوسلو الماضية!
وطالما أن قادة الفتنة أعضاء في هذا المجلس، فقد لا يبدو من الحكمة سؤال المجلس عن دوره في إدانة الحرب التي أعلنها أعضاؤه على أبناء الشعب الفلسطيني وحماته أيام أوسلو من اعتقال وتنكيل وتسليم للاحتلال وتضييق في لقمة العيش، فإن لم تكن هذه هي الفتنة فما هي إذن؟ وإن لم يكن هذا إعلان حرب على الشعب الفلسطيني فماذا هو إذن؟!
وقد لا يبدو من الحكمة كذلك سؤال (شرفاء فتح) عن دورهم في التصدي لمنع الحرب التي أعلنها قادة أجهزتهم الأمنية، وأعضاء مجلسهم الثوري على أبناء الشعب الفلسطيني، فالصوت الوحيد الذي كان يسمع لهم في حينه هو الصراخ بالمجاهدين أثناء جلدهم وهم في غرف الشبح والتحقيق، ولا يكاد يخلو أمر فتحاوي في تلك الحقبة من التلبس بممارسات الفتنة وإعلان الحرب على الشعب الفلسطيني ومقاومته، فكلهم انخرطوا –إلا من رحم ربي- في التبشير بزمن الأخوة الفلسطينية الإسرائيلية، وحماية الإسرائيلي من إرهاب الفلسطيني!
الحقيقة أن المجلس الثوري لحركة "فتح" كان من أهم وأكبر المساهمين في إثارة الفتنة وإشعال الحرب الأهلية، من خلال أعضائه المرتزقة لصالح الأجهزة العالمية، والذين ارتبطوا بصورة مباشرة بالشاباك تحت قناع التنسيق الأمني مع الاحتلال، أما أعضاء الحركة فقد كانوا وقود هذه الفتنة من خلال وظائفهم في تلك الأجهزة، ثم من خلال تسخيرهم لتحقيق أهداف قادتهم الفاسدين بممارسات الفوضى والفلتان الأمني، وهي ممارسات من شأنها أن تفتح باباً للفتنة والحرب الأهلية لا سمح الله!
ومن أجر نفسه للعمل حارساً على جنود العدو ومستوطناته يوماً، وجلاداً أميناً لأبناء شعبه، فلن يتورع من جديد في إشعال نار الحرب، وإذكاء الفتنة، التي لطالما أطفأتها (حماس) بدماء أبنائها!
الحقيقة أن (حماس) هي التي جعلت من أنات أبنائها، وأقواتهم المغصوبة، ودمائهم المسفوحة على أيدي جلادي الوطن، وأعمارهم الممزقة في سجون بني جلدتنا، سداً منيعاً أمام الفتنة والحرب الأهلية، وهي التي مدت يدها للحوار حينما مدت الأيادي لها بالملاحقة والاستهداف، وبعد هذه الشهادة التاريخية لمسؤولية (حماس) العالية، فإن الفوضى الفتحاوية الصاخبة للتعمية على جرائم الفاسدين والموتورين لن تجدي نفعاً مع أبناء شعبنا. ناهيك عن أن الفوضى الفتحاوية ممارسة حربية حقيقية على أبناء الشعب الفلسطيني.
إنه وبعد أن استعبد الفاسدون القواعد الفتحاوية، واستخدموهم كالعبيد في خدمة مصالحهم الخاصة، لم يعد من المجدي دعوة أحد في "فتح" للموضوعية والإنصاف، فالكل الآن في "فتح" يتطلع إلى النفوذ والمال بين يدي دحلان وأشباهه، وعند المصلحة الخاصة بعد تحطيم هذه الحركة من قبل قادتها الفاسدين ينتهي الوطني تماماً! ولذلك فمن مضيعة الوقت تذكيرهم أو لفت انتباههم إلى كل ما سبق ذكره من حقائق معروفة وواضحة! وأن الأجدر بهم الثورة على مستعبديهم وناهبيهم وراكبي ظهورهم أصدقاء موفاز وكوندليزا، وشاتمي الشعب ومقاومته!
المهم الآن، وبعد هذه الوقاحة في الحديث عن الفتنة والحرب الأهلية، أن تفتح ملفات الحرب التي أعلنتها "فتح" على الشعب الفلسطيني سابقاً، وأن يتوجه كل من تضرر من ممارسات أجهزة قيادات المجلس الثوري لحركة "فتح" (الرجوب، دحلان، الطيراوي...الخ)، سواء بالاعتقال، أو بالفصل التعسفي من الوظيفة، أو بالحرمان من الوظيفة أو الترقية، أو بالتسليم للاحتلال، إلى المحاكم الفلسطينية، لمعاقبة أرباب هذه الجرائم، واستصدار الأحكام المناسبة لجرائمهم، بعد توصيف تعاونهم مع الاحتلال في افتعال الحرب الأهلية بالوصف الصحيح! [/align]
تعليق