إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لهذا تعاطفت الشعوب مع بن لادن وطالبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لهذا تعاطفت الشعوب مع بن لادن وطالبان

    لهذا تعاطفت الشعوب مع بن لادن وطالبان



    بقلم : عاطف الجولاني



    ويسألون لماذا اندفع الناس بشكل جارف لتأييد أسامة بن لادن وللاعجاب بطالبان والملا عمر؟

    كيف لا يحدث ذلك والشعوب العربية المغلوبة على أمرها عاشت الذل عقودا طويلة، وديست من قبل الكبار والصغار على حد سواء، وعانت قهر الاستضعاف أمام أعدائها وخصومها، وقهر القمع والاستبداد من حكوماتها التي تستحضر كل مصطلحات الضعف والخنوع والاستكانة أمام الأعداء لتبرر انبطاحها وتبعيتها، ولكنها تستأسد وتصبح ليوثا كاسرة على شعوبها؟

    كيف لا يتعاطف الناس مع بن لادن وطالبان والملا عمر، والدول العربية تجبن عن مجرد عقد مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية - وليس على مستوى القمة والقادة - لمناقشة العدوان الشاروني السافر على الشعب الفلسطيني، وتلغي اجتماعها خشية إغضاب أمريكا و«اسرائيل»، وخشية المزيد من انكشاف ضعفها أمام شعوبها التي فقدت الثقة بها ولم تعد تعول عليها منذ وقت طويل.

    حين أطلق أسامه بن لادن قسمه الشهير المجلجل، اهتزت قلوب ملايين العرب لأنه لامس في قلوبهم وترا حساسا. وحين أعلن الملا عمر رفضه تسليم بن لادن حتى لو أطيح بحكمه وسلطانه واجتثت طالبان من على وجه الأرض وأبيد كل الشعب الأفغاني .. وحين صدق القول بالفعل، ودفع ثمن ذلك حكمه وسلطانه وخرج من كابول وقندهار إلى الجبال لمواصلة ما يعتقده الحق، حين فعل كل ذلك .. فلا تملك قوة على الارض أن تنزع من قلوب الناس الإعجاب بهذا الموقف الذي لم يروا، بل لم يسمعوا بمثله إلا في بعض كتب التاريخ الغابر.

    قد يكون الملا عمر وحركة طالبان خسروا الحكم والسلطة نتيجة إصرارهم على موقف مبدئي، ولكنهم كسبوا احترام كل الشعوب التي رأت نموذجا غير نماذج الهزيمة التي كرسها الواقع الرسمي العربي المتخاذل.

    أما أؤلئك الذين رفعوا عقيرتهم وبدأوا يتنطحون في الأيام الأخيرة للشماتة بما آل إليه حال طالبان والملا عمر، لتبرير استخذائهم ومواصلة انحنائهم المذل أمام الأعداء بحجة أن ذلك حكمة وسياسة وسداد رأي، فإنهم لا يستحقون شفقة ولا رثاء لحالهم، فضلا عن التوقف عند صفاقاتهم.

    فحين وقفت شعوب الأمة بنبضها وعقلها وقلبها مع المستضعفين في أفغانستان وضد العدوان الأمريكي البريطاني الأوروبي الظالم على الشعب الأفغاني المسلم، فإنها وقفت في المربع الصحيح، منطلقة من دينها وعقيدتها وأخلاقها التي تدعو إلى نصرة المظلوم والوقوف مع الحق وتكاتف المسلمين كالجسد الواحد.

    الذين وقفوا مع أفغانستان ومع المجاهدين والمظلومين، كانوا يدركون قبل أن تبدأ المعركة أنها غير متكافئة أو متوازنة بمقاييس العتاد والسلاح والجبروت العسكري، ولكن ذلك لم يمنعهم أبدا من الوقوف مع الحق في معركة فرضتها أمريكا وحلفاؤها، وخلاف ذلك يعنى الوقوف مع الباطل، ولا مساحات رمادية بين الموقفين.

    الذين يقولون إنه كان على الأفغان وطالبان أن يخضعوا لمنطق الواقعية والهزيمة وأن يسلموا بن لادن وأتباعه للأمريكان لتجنب إلحاق الأذى بأفغانستان بحجة أن الكف الافغاني لا يناطح المخرز الامريكي، فإنهم يقولون في نفس الوقت لحركات المقاومة والمجاهدين في فلسطين أن عليهم أن يوقفوا مقاومتهم وانتفاضتهم ورفضهم لذل الاحتلال، لأن الكف الفلسطيني عاجز عن مواجهة المخرز الصهيوني المدجج بترسانة السلاح الأمريكي، ومنطقهم الانهزامي يعني أن على كل الشعوب المقهورة والمحتلة أن تخضع لمحتليها، وأن تستسلم لمعادلة الضعف والقوة، وهذا منطق لا يقبله إلا الجبناءü

    حول الصناعة الخارجية للظاهرة الإسلامية!!

    من لوازم أحاديث العديد من رموز النخبة الليبرالية واليسارية العربية عن الحالة الإسلامية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، تلك اللازمة التقليدية المملة عن صناعة الولايات المتحدة لما يسمونه «الإسلام السياسي»، أو «التطرف الإسلامي»، وقد وصل الحال ببعضهم حد اعتبار الصحوة الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية من صنع أمريكي أيضاً.

    ينطوي هذا الكلام على جهل فاضح بالتاريخ والحاضر معاً، كما ينطوي على جهل فاضح بالإسلام ومكوناته وتحولاته، وإلا فهل تحتاج عودة المسلمين إلى دينهم وانحيازهم إليه إلى مؤامرة وإلى إرادة أمريكية أو خارجية أياً كانت. ثم أين الفارق في وعي هذه النخب بين حركة التاريخ وتحولاته وتأثيرها على الحالة الاجتماعية والسياسية وبين الخطط المدروسة لاستخراج الجني من قمقمه؟!

    في حركة التاريخ ثمة مصالح تلتقي وتفترق بين الجماعات الإنسانية - أنظمة ومنظمات وشعوباً - ولا يعني هذا الالتقاء أن أحدها قد صنع الآخر أو حتى وظفه تماماً لحسابه. فعندما يقول البعض إن الولايات المتحدة قد استخدمت المجاهدين الأفغان في تدمير الاتحاد السوفياتي، ألا يمكن بالمقابل القول إن الأفغان قد استثمروا عداء واشنطن لموسكو في الانتصار على عدوهم الذي استباح ديارهم وأراد تحويلها من محضن للإسلام إلى موئل للإلحاد؟!

    تحولات التاريخ كلها أو معظمها كانت إفرازاً لحالات التناقض بين القوى الكبرى، وهذا ما قرره رب الكون من خلال سنة التدافع بين البشر بقوله تعالى: «ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض».

    لقد ازدادت معاناة الكثير من الدول جراء الانفراد الأمريكي بالعالم خلال السنوات العشر الأخيرة وغياب أية قوة موازية، وكان الجميع يرقبون التحولات الدولية التي تبشر بظهور تناقضات مختلفة للولايات المتحدة مع العالم تنذر بنشوء حالة من التعددية القطبية تسمح للقوى المستضعفة بلعب دور خارج سياق ما ترسمه لها سياسات الإملاء والهيمنة الأمريكية.

    في مثال قريب على ذلك، يمكن التساؤل: ماذا لو لم تتناقض موسكو مع واشنطن قبل شهور، ألم تكن العقوبات الذكية برسم الإقرار في مجلس الأمن، وهو ما قد يحدث الآن بعد انسجام بوتين مع بوش لقاء مكاسب بعضها معروف والآخر غير ذلك؟!

    هذه المعادلة، تنطبق على الصحوة الإسلامية التي كانت ردة فعل على الهزيمة التي منيت بها الأمة أمام المشروع الصهيوني، كما كانت ردة فعل على موجة التغريب والإلحاد التي فرضها الغرب الاستعماري على ديارنا، لا لأجل إدخالنا في عالم الحداثة كما يقولون بل لأجل ضرب أساس تماسكنا وقوتنا، كما أنها - أي الصحوة - ردة فعل طبيعية لأمة لم تتجاهل قيمها الأساسية يومياً رغم كل الهجمات التي تعرضت لها ثقافتها خلال التاريخ.

    لقد كان الإسلام طوال خمسة عشر قرناً هو عنوان العزة لهذه الأمة، وهي لم تعرف انتصاراً خارج سياقه، فكيف ترد عودتها الحديثة إليه إلى مؤامرة أمريكية؟! ثم إن الصحوة الإسلامية كانت سابقة على الجهاد الأفغاني، بل كانت في أفضل حالاتها قبل إنطلاقته، وحتى تيار «العنف» أو الجهاد كان موجوداً أيضاً قبل ذلك، ألم تصطدم مجموعات إسلامية بأكثر من نظام قبل عام (1980)؟ ألم يشارك آخرون مراراً في الجهاد في فلسطين في أكثر من مرحلة، آخرها عام 1969، 1970 من خلال ما أطلق عليه قواعد الشيوخ، وذلك قبل انطلاقة «حماس» والجهاد بعد منتصف الثمانينات وهي الانطلاقة التي لا تمت بصلة إلى الجهاد الأفغاني؟!

    الظاهرة الإسلامية هي نتاج طبيعي لانحياز هذه الأمة إلى دينها، أما التطرف أو العنف فهو وليد ظروف موضوعية، على رأسها ظروف القمع في الداخل والغطرسة والإذلال من الخارج سواءً كان سوفياتياً أم أمريكياً، أما مساهمة هذا الطرف أو ذاك في دفع الظاهرة وتعزيزها فهو وضع طبيعي لا علاقة له بالتآمر والصناعة المخطط لها، والإسلاميون أو الأصوليون، كما يحب البعض تسميتهم، لم يصادقوا أمريكا خلال جهاد الأفغان ضد الاتحاد السوفياتي، بل كان خطابهم نحوها هو ذات الخطاب القائم، والعودة إلى أدبياتهم المكتوبة والمسجلة تؤكد ذلك.

    لقد ثبت للجميع صعوبة وضع الظاهرة الإسلامية ضمن دائرة الاستيعاب الخارجي، ولعل ذلك هو سر الإجماع على حربها من القوى الدولية الآن، وهي الحرب التي ستظهر مع الوقت على حقيقتها حرباً ضد الإسلام، وإلا فما معنى قول ذلك المسؤول البريطاني إن المعركة ضد الإرهاب ستمتد إلى خمسين سنة مثل الحرب على الشيوعية؟!

    من هنا فإن المصلحة العليا للأمة دولاً وشعوباً تقوم على ترشيد الظاهرة الإسلامية وتخليصها من كل الشوائب التي علقت بها خلال عقود، ولا يكون ذلك إلا بالحوار الإيجابي، أما المساهمة في الصدام معها فلن يصب في صالح الأمة أبداً بقدر ما يصب في صالح الأعداء.

  • #2
    نعم!

    أجاد من كتب هذا المقال!
    نعم لقد كرهنا الذل و الانصياع لغير الحق و رجونا أن نصل لوقت يفعل أحدهم ما يحكيه و قد فعل الملا عمر هذا و بن لادن حماهم الله ... و كما قال الكاتب : من يقول لا لبن لادن و الملا عمر فكأنما يقول لا للانتفاضة أو لأي حركة تدافع عن حقها و ترفض منطق التفاوض الذي لا يراعي إلا المصالح و لا يراعي الحقوق....
    آن لنا أن نتحد و ألا نفقد ثقتنا بنصر الله! و الله ناصر من ينصره.
    والسلام عليكم.

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X