يقول تعالى في سورة الأنعام : ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
حين يتم تصينع سيارة او شاحنة او طائرة او تشييد بناية او اي شيء مصنع فان الجهة المصنعة تكون اكثر الناس علما بطبيعة ما صنعته لذلك تتكفل هي بصيانته , فكيف بالانسان وقد خلقه الله سبحانه تعالى , والفرق بين الصناعة والخلق كالفرق بين السماء والارض , لهذا قال الله سبحانه وتعالى : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير . اذا فالله حين يامرنا بشيء فلأن سعادتنا فيه وحين ينهانا عن شيء فلئن شقاءنا فيه . وحين قال الله سبحانه وتعالى في سورة الانعام " ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها ومابطن" فالله لم يأمرنا فقط بعدم الوقوع في الفاحشة بل عدم الاقتراب منها .
وهذه مقدمة افتتحت بها موضوعي هذا للحديث عن آفة خطيرة حذرنا منها الله سبحانه وتعالى وهي افة " الاستمناء " او العادة السرية كماهي معروفة اليوم . هذه العادة ومن خلال معرفتي بالشباب واطلاعي على شهادات تكتب في قسم خاص بالعلاج النفسي في موقع اسلام اون لاين تبين لي انها منتشرة بكثرة في العالم العربي , فمن يقول انه يمارسها يوميا او اسبوعيا او شهريا ومن يقول انه يمارسها ربما اربع مرات في اليوم او اكثر من ذلك . لا بل ان الامر لا يقتصر على من لم يتزوج حتى نقول انه لو تزوج لتوقف بل ما قرأته من بعض الشهادات يبين ان المتزوجين ايضا منغمسون في هذه الشهوة الحرام شرعا وأدمنوا عليها واصبح الانقطاع عنها ضرب من المستحيل .
أقول وبالله التوفيق ان ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز : والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون . اما الاحاديث التي تنهى عنها فهي كثيرة منها الحديث الصحيح الذي رواه الامام احمد وفيه ان ناكح يده يجيء يوم القيام ويده حبلى .
السبب الذي دعاني الى استخدام الاية : " ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن " هو لايصال رسالة سريعة الى من أدمنوا هذه العادة السيئة مفادها ان العلاج في عدم الاقتراب من الفواحش . فكل ما يؤدي الى الفاحشة يجب اجتنابه وبالتالي فهو زيادة في تحصين النفس امام هذه العادة .
كنا مرة نتجاذب اطراف الحديث حول هذه العادة وحول الزنا ومما قاله احدهم انه يستحيل على المسلم ذكرا كان ام انثى عدم الوقوع في الزنا او على الاقل العادة السرية , لكن كنت قد جادلته ومعي بعض اصدقائي في ان هذا ممكن بل واكيد وتحديناه . وصدقوني اعلم اصدقاء لي واصدقهم في انهم لم يقربوا الزنا في حياتهم ولا حتى العادة السرية تماما كما انا متأكد من نفسي , لهذا اقول ان الوقوع في هذا الاثم ليس حتميا والا لما كان حذرنا منه الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم .
من يحصن نفسه يستطيع الحفاظ عليها الى ان يمن الله عليه بالزواج .
يكفي كما قلت ان يفهم الانسان معنى قوله تعالى : ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ... حتى يعي ان الاقتراب من الزنا ومن العادة السرية يبدأ بالاقتراب من المهيجات . وهنا حكمة في تشجيع الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب الغير قادر على الزواج على الصوم لانه علميا تزداد الشهوة الجنسية وتتهيج بتغذية الجسم وتقل كلما قلت هذه التغذية .
البعض يقول لا استطيع التوقف عن الزنا وعن هذه العادة السيئة وهو :
- لا يرفع بصره عن مفاتن النساء في الشارع وفي العمل .
- لا يتوقف عن ارتياد المقاهي المختلطة بل والخمارات .
- لا يتوقف عن شرب الخمر .
- لا يتوقف عن مشاهدة الاغاني الساقطة والافلام الاباحية .
- لا يتوقف عن الابحار في المواقع الجنسية على الانترنت .
- لا يتوقف عن مغازلة البنات على الماسنجر .
- لا يفتح حديثا مع بنت الا وتبادل معها ارقام التلفون .
ولا ولا ولا ولا ...
الحل كما في القرأن وكما اكد ذلك العلم الحديث هو في الابتعاد عن كل ما من شأنه تهييج هذه الشهوة الجنسية وايصال المرء الى مرحلة يريد الاستمناء معها او الوقوع في الزنا .
قد يقال ان هذا كلام نظري , لكن والله ليس بنظري بل واقعي ومجرب . صدقوني حين ينجح المرء في تحصين نفسه الى ان يتزوج يشعر بفرح وبفخر كبير انه حافظ على نفسه ونجح في تحديه .
وهذا الكلام ليس فقط لمن لم يقع بعد في هذا الاثم وانما ايضا لمن وقع فيه وحتى لمن أدمن عليه , فباب التوبة مفتوح ما لم يغرغر المسلم . وهنا اذكر كلمة جميلة للشيخ الشعرواي رحمه الله قال فيها ان من جمال هذا الدين ان من يتوب من المعاصي والذنوب الكبيرة يكون ربما افضل من غيره لانه اكثر الناس علما بفداحة ما عمل فيكون استغفاره وتصدقه والتزامه بالدين اقوى من غيره .
ديننا شعاره حسن الخاتمة ولاشيء غيرها , لهذا ورغم ان المسلم لن يدخل الجنة باعماله الا انه لا بد من الالتزام بدين الله حتى يكون اهلا لرحمة الله سبحانه وتعالى. وهذا لا يتأتى الا بالعمل الصالح .
عدم الاقتراب من الاثم هو السبيل الى اجتناب الوقوع فيه .
من وقع عليه التوبة ... والتوبة لا تكون الا بالاقلاع عن المعصية والندم علي اتيانها والاصرار على عدم العودة اليها . وهنا لابد من اخلاص النية لله سبحانه وتعالى . فلا ينفع ان تظهر بمظهر الرجل الصالح امام الناس فيما انت غير ذلك في سرك , لابد ان يكون سرك كعلنك حتى تفوز برضا الله عنك .
ما كتبته نصيحة لي قبل ان تكون لغيري , ولانني اعلم ان الشباب معرضون لهذه الامور فقد احببت ان اقول للشاب الملتزم ان الحفاظ على نفسه ليس بالامر المستحيل ولا تصدق من يقول انه لابد من الوقوع في هكذا اثام قبل الزواج , لا ابدا فوالله وفي مجتمعات تموج فيها الفتن موجا مايزال الانسان قادرا على الحفاظ على نفسه . اما من وقع فعليه بالتوبة ولا شيء غيرها .
الصديق الذي قلت لكم انه قال ان المسلم لابد ان يقع في الزنا او العادة السرية اصبح ملتزما الان ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا . وقد فرحت اشد الفرح حين رايته الصيف الماضي وقد اصبح انسانا آخر . لم اصدق انه هو نفس الصديق الذي قال ذلك الكلام قبل 10 سنوات .
تحياتي للجميع
لمزيد من التفاصيل
حين يتم تصينع سيارة او شاحنة او طائرة او تشييد بناية او اي شيء مصنع فان الجهة المصنعة تكون اكثر الناس علما بطبيعة ما صنعته لذلك تتكفل هي بصيانته , فكيف بالانسان وقد خلقه الله سبحانه تعالى , والفرق بين الصناعة والخلق كالفرق بين السماء والارض , لهذا قال الله سبحانه وتعالى : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير . اذا فالله حين يامرنا بشيء فلأن سعادتنا فيه وحين ينهانا عن شيء فلئن شقاءنا فيه . وحين قال الله سبحانه وتعالى في سورة الانعام " ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها ومابطن" فالله لم يأمرنا فقط بعدم الوقوع في الفاحشة بل عدم الاقتراب منها .
وهذه مقدمة افتتحت بها موضوعي هذا للحديث عن آفة خطيرة حذرنا منها الله سبحانه وتعالى وهي افة " الاستمناء " او العادة السرية كماهي معروفة اليوم . هذه العادة ومن خلال معرفتي بالشباب واطلاعي على شهادات تكتب في قسم خاص بالعلاج النفسي في موقع اسلام اون لاين تبين لي انها منتشرة بكثرة في العالم العربي , فمن يقول انه يمارسها يوميا او اسبوعيا او شهريا ومن يقول انه يمارسها ربما اربع مرات في اليوم او اكثر من ذلك . لا بل ان الامر لا يقتصر على من لم يتزوج حتى نقول انه لو تزوج لتوقف بل ما قرأته من بعض الشهادات يبين ان المتزوجين ايضا منغمسون في هذه الشهوة الحرام شرعا وأدمنوا عليها واصبح الانقطاع عنها ضرب من المستحيل .
أقول وبالله التوفيق ان ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز : والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون . اما الاحاديث التي تنهى عنها فهي كثيرة منها الحديث الصحيح الذي رواه الامام احمد وفيه ان ناكح يده يجيء يوم القيام ويده حبلى .
السبب الذي دعاني الى استخدام الاية : " ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن " هو لايصال رسالة سريعة الى من أدمنوا هذه العادة السيئة مفادها ان العلاج في عدم الاقتراب من الفواحش . فكل ما يؤدي الى الفاحشة يجب اجتنابه وبالتالي فهو زيادة في تحصين النفس امام هذه العادة .
كنا مرة نتجاذب اطراف الحديث حول هذه العادة وحول الزنا ومما قاله احدهم انه يستحيل على المسلم ذكرا كان ام انثى عدم الوقوع في الزنا او على الاقل العادة السرية , لكن كنت قد جادلته ومعي بعض اصدقائي في ان هذا ممكن بل واكيد وتحديناه . وصدقوني اعلم اصدقاء لي واصدقهم في انهم لم يقربوا الزنا في حياتهم ولا حتى العادة السرية تماما كما انا متأكد من نفسي , لهذا اقول ان الوقوع في هذا الاثم ليس حتميا والا لما كان حذرنا منه الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم .
من يحصن نفسه يستطيع الحفاظ عليها الى ان يمن الله عليه بالزواج .
يكفي كما قلت ان يفهم الانسان معنى قوله تعالى : ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ... حتى يعي ان الاقتراب من الزنا ومن العادة السرية يبدأ بالاقتراب من المهيجات . وهنا حكمة في تشجيع الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب الغير قادر على الزواج على الصوم لانه علميا تزداد الشهوة الجنسية وتتهيج بتغذية الجسم وتقل كلما قلت هذه التغذية .
البعض يقول لا استطيع التوقف عن الزنا وعن هذه العادة السيئة وهو :
- لا يرفع بصره عن مفاتن النساء في الشارع وفي العمل .
- لا يتوقف عن ارتياد المقاهي المختلطة بل والخمارات .
- لا يتوقف عن شرب الخمر .
- لا يتوقف عن مشاهدة الاغاني الساقطة والافلام الاباحية .
- لا يتوقف عن الابحار في المواقع الجنسية على الانترنت .
- لا يتوقف عن مغازلة البنات على الماسنجر .
- لا يفتح حديثا مع بنت الا وتبادل معها ارقام التلفون .
ولا ولا ولا ولا ...
الحل كما في القرأن وكما اكد ذلك العلم الحديث هو في الابتعاد عن كل ما من شأنه تهييج هذه الشهوة الجنسية وايصال المرء الى مرحلة يريد الاستمناء معها او الوقوع في الزنا .
قد يقال ان هذا كلام نظري , لكن والله ليس بنظري بل واقعي ومجرب . صدقوني حين ينجح المرء في تحصين نفسه الى ان يتزوج يشعر بفرح وبفخر كبير انه حافظ على نفسه ونجح في تحديه .
وهذا الكلام ليس فقط لمن لم يقع بعد في هذا الاثم وانما ايضا لمن وقع فيه وحتى لمن أدمن عليه , فباب التوبة مفتوح ما لم يغرغر المسلم . وهنا اذكر كلمة جميلة للشيخ الشعرواي رحمه الله قال فيها ان من جمال هذا الدين ان من يتوب من المعاصي والذنوب الكبيرة يكون ربما افضل من غيره لانه اكثر الناس علما بفداحة ما عمل فيكون استغفاره وتصدقه والتزامه بالدين اقوى من غيره .
ديننا شعاره حسن الخاتمة ولاشيء غيرها , لهذا ورغم ان المسلم لن يدخل الجنة باعماله الا انه لا بد من الالتزام بدين الله حتى يكون اهلا لرحمة الله سبحانه وتعالى. وهذا لا يتأتى الا بالعمل الصالح .
عدم الاقتراب من الاثم هو السبيل الى اجتناب الوقوع فيه .
من وقع عليه التوبة ... والتوبة لا تكون الا بالاقلاع عن المعصية والندم علي اتيانها والاصرار على عدم العودة اليها . وهنا لابد من اخلاص النية لله سبحانه وتعالى . فلا ينفع ان تظهر بمظهر الرجل الصالح امام الناس فيما انت غير ذلك في سرك , لابد ان يكون سرك كعلنك حتى تفوز برضا الله عنك .
ما كتبته نصيحة لي قبل ان تكون لغيري , ولانني اعلم ان الشباب معرضون لهذه الامور فقد احببت ان اقول للشاب الملتزم ان الحفاظ على نفسه ليس بالامر المستحيل ولا تصدق من يقول انه لابد من الوقوع في هكذا اثام قبل الزواج , لا ابدا فوالله وفي مجتمعات تموج فيها الفتن موجا مايزال الانسان قادرا على الحفاظ على نفسه . اما من وقع فعليه بالتوبة ولا شيء غيرها .
الصديق الذي قلت لكم انه قال ان المسلم لابد ان يقع في الزنا او العادة السرية اصبح ملتزما الان ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا . وقد فرحت اشد الفرح حين رايته الصيف الماضي وقد اصبح انسانا آخر . لم اصدق انه هو نفس الصديق الذي قال ذلك الكلام قبل 10 سنوات .
تحياتي للجميع
لمزيد من التفاصيل
تعليق