إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصمود .. طريقا للاعتراف الدولي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصمود .. طريقا للاعتراف الدولي

    الأربعاء, 19 أيار 2010
    لا تزال التداعيات التي أعقبت لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف في دمشق تتصاعد، خصوصا في الكيان الإسرائيلي الذي يمكن اعتباره الخاسر الأكبر من هذا اللقاء.
    الكيان الإسرائيلي الذي استشاط غضبا بعد لقاء مشعل – ميدفيدف، يبدو متخبطا في طريقة تعامله مع الموضوع، إذ اقتصرت التعليقات الرسمية على وزارة الخارجية، ورئيس الدبلوماسية "الإسرائيلية" ليبرمان، الذي ليس له من اسم الدبلوماسية نصيب، فيما لم يصدر عن رئيس الوزراء نتنياهو وباقي أركان الحكومة أي تعليق، لمنع زيادة التوتر مع روسيا.
    ما يفسر الغضب الإسرائيلي، هو أن هذا اللقاء هو أهم اجتماع سياسي بين قيادة حركة حماس وبين مسؤول دولي بهذا المستوى، ما يعني أن العزلة الدولية التي ظلت "إسرائيل" تحاول تعزيزها على حركة حماس، آخذة في التآكل، وليس أدل على ذلك من تطور العلاقات بين الحركة وبين ثاني أعظم دولة في العالم، وعضو اللجنة الرباعية، لتصل إلى مستوى رأس الدولة.
    ولكن استمرار انهيار الحصار الدولي على حماس لا يشكل خسارة لـ"إسرائيل" فقط، بل إن الخسارة تمتد لتصل كل الجهات الدولية والإقليمية وحتى العربية والفلسطينية التي راهنت على أن الحصار والعزلة سينهيان حماس، أو سيدفعانها للتنازل عن الثوابت الفلسطينية.
    محاولات الضغط على حماس أثبتت فشلها، واستنفدت كل أسلحتها، بعد الثبات الفلسطيني في وجه الحصار الظالم على غزة، وقد توج هذا الفشل بفعل الصمود الأسطوري ضد العدوان في عامي 2008 و2009، حيث ازدادت الأصوات الدولية المطالبة بالتعامل مع حماس باعتبارها ركنا أساسيا في المشروع الوطني الفلسطيني، لا يمكن تجاوزه في أي حوار حول القضية الفلسطينية، وهو ما أكدته قبل أشهر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، التي أوصت الحكومة في تقريرها السياسي بضرورة الحوار مع حماس، والكف عن محاولات تهميشها.
    الكثير من المراقبين رأوا في ارتفاع مستوى الحوار الروسي مع حماس، دليلا على اعتراف ضمني من المجتمع الدولي بأهمية حركة حماس، ولكن الأهم من الاعتراف بالحركة هو وجود طرف فلسطيني يتحدث للعالم عن القضية الفلسطينية بلغة الثوابت والصمود، والدفاع عن حقوق الشعب الذي لم يجد من يدافع عنه أمام المجتمع الدولي الظالم والمنحاز بشكل مقزز لـ"إسرائيل".
    ما يهم الآن بعد الوصول إلى هذا المستوى من الحوار الدولي مع حماس، هو طريقة تعامل الحركة مع محاوريها الدوليين، من خلال التمسك بالمبادئ، والابتعاد عن الوقوع في شرك تقديم تنازلات مجانية للحصول على مزيد من الاعتراف الدولي بالحركة، إذ إن المهم هو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وليس الاعتراف بحماس، والأمر الذي يجب ألا تنساه الحركة هو أن الحوار معها ما كان ليحصل لولا صمودها وتمسكها بثوابت المشروع الوطني الفلسطيني.
    في شهر نيسان الماضي نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية خبرا عن لقاء قيادات عالية المستوى من حماس مع مسؤولين أمريكيين سابقين مقربين من أوباما برئاسة روب مالي في زيورخ قبل أشهر. لقد أثار هذا الخبر نقاشا كبيرا في الإعلام الأمريكي، حيث أجمعت معظم الآراء على ضرورة الحوار مع حماس، ولكنها انقسمت في التوقيت، بين طرف ينادي بأهمية الحوار "لتغيير حماس" وبين طرف يطالب بالحوار، ولكن بعد أن تتغير حماس.
    هذ النقاش، وطبيعة المطالب التي تقدم بها الرئيس ميدفيدف من خالد مشعل، تؤكد أن الحوار مع حماس لا يعني أن العالم يريد أن يغير من آرائه حول القضية الفلسطينية، بل إنه يريد تغيير حماس؛ لتتنازل عن ثوابث الشعب والقضية الفلسطينة، ويؤكد أيضا أن على حماس أن تمتلك برنامجا سياسيا واضحا تخاطب به العالم.
    وحينما تطالب حماس ببرنامج واضح، فإن عليها أن تتخلى عن الخطاب الذي يسميه البعض بـ"الغموض البناء" فيما يتعلق بمطالب الرباعية الدولية؛ لأن الحركة يجب أن تقول كلمتها بوضوح عند الحديث عن ثوابت الشعب الفلسطيني: فلا اعتراف بدولة "إسرائيل"، ولا تنازل عن حقوق الفلسطينيين المشروعة، وإلا تحولت "حماس" إلى "فتح" جديدة، تكسب اعتراف العالم، ولكنها تخسر اعتراف الفلسطينيين بقيادتها لمشروعهم الوطني!.

    فراس أبو هلال - جريدة السبيل
جاري التحميل ..
X