إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلى القمة العربية مع التحية منير شفيق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلى القمة العربية مع التحية منير شفيق

    منير شفيق

    إلى القمة العربية مع التحية

    مجرد انعقاد القمة يظل ظاهرة إيجابية، بغض النظر عن قراراتها أو تنفيذها لما قررت أو تقرر.. لماذا؟ لأن تكريس الفرقة العربية وترك كل دولة تتصرف على «حل شعرها»، يقود إلى ما قد وصل إليه الوضع العربي والقضية الفلسطينية حتى الآن، والآتي أعظم إذا لم يوضع حد لهجر التضامن العربي. علماً أنه في التضامن مصلحة أكيدة لكل دولة عربية، حتى على مستوى الحفاظ على وحدتها وسيادتها واستقرارها كماهو الحال في تنميتها وازدهارها وصون أمنها القومي.

    السياستان الأمريكية والإسرائيلية جعلتا على رأس أولوياتهما ضرب التضامن العربي والدفع بالجامعة إلى التصفية، والسبب مفهوم لأن الاستفراد بكل دولة عربية على حدة يفقدها مقومات الصمود أمام الضغوط، ويسهل انتزاع التنازلات منها بما في ذلك فرض الحلول التي تُطبخ للقضية الفلسطينية، ومن بينها مشاريع التوطين والوطن البديل وتجزئة وحدة الدول ما أمكن، وحيثما لاح.

    فما الذي يجري في العراق وفي السودان وقبلهما وبعدهما في الضفة الغربية، حيث الكارثة الثانية المحققة إذا لم تتحد المواقف العربية ويستنهض الرأي العام العربي، ويقف الجميع مع شعب فلسطين ووحدته ومواجهته لهذا التحدي؟!

    في الواقع، هذا الذي يجري الآن والذي حمل اسم الشرق أوسطية، ومن تحتها دويلات الفسيفساء (الموزاييك) الطائفية والإثنية والجهوية، وما شئت من بحث عن تناقضات داخلية في ما بين مكونات كل قطر عربي. هذا الذي يجري تحدث عنه منظرو الصهيونية و«إسرائيل» منذ أمد طويل. ولكن الممانعة- متعددة الألوان- التي أبداها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وفي فترات الأنظمة العربية، هي التي حالت دون تنفيذ الذي يجري الآن من قبل.

    ولهذا يجب أن يسأل الجميع، وابتداء بالقادة في القمة العربية في الخرطوم وخارجها: ما الذي يسمح بهذا التدهور في وضع الضفة الغربية؟ حتى أعلن أن الأمر الواقع سيفرض، والبعض ألمح (ومنهم شمعون بيريز)، أن العرب سيقتنعون به في ما بعد! أما إيهود أولمرت زعيم كديما فوجه تصريحاً (رسالة) إلى القمة العربية تقول سأفرض الحدود وفقاً للجدار- وما أحدثنا من تغيير في الخريطة- بعد تشكيل الحكومة، إذا نجح حزبه في الإنتخابات.

    السؤال سيكون عن الأسباب التي أوصلت الأمور إلى هذا المستوى في فلسطين والعراق والسودان.. وهنالك دول أخرى مرشحة للمصير نفسه.. يجب أن يقلق القادة العرب والشعوب العربية ومختلف القوى الشعبية. وإن كانت الشعوب والقوى الشعبية وحدها الآن في المقاومة في العراق وفي فلسطين فإن «الإنتخابات الفلسطينية الأخيرة دليل على الغضب الشعبي على ما يجري»، والسودان لن يشذ بعد حين.. ولكن لماذا تسمح القمة العربية بأن يحدث هذا في زمانها، في هذا الوقت بالذات؟ أين الخلل؟ ومن المسؤول الأول فالثاني فالثالث فالرابع؟؟؟؟ «المسؤولية متفاوتة بالضرورة بسبب الحجم والإمكانات والتأثير».. لكن ما من أحد يمكنه إعفاء نفسه في نهاية المطاف.
جاري التحميل ..
X