إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

على قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق!!!....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • على قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق!!!....

    على قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق!!!....

    بقلم الأستاذ حديبي المدني

    يقول سيد الربانيين ابن عطاء الله السكندري:
    1-كيف تخرق لك العوائد و أنت لم تخرق من نفسك العوائد.
    2-تحقق بأوصافك يمدك بوصفه، و تحقق بذلك يمدك بعزه، و تحقق بعجزك يمدك بقدرته، و تحقق بضعفك يمدك بحوله و قوته.
    3-فرغ القلب من الأغيار تملأه بالمعارف و الأسرار.
    كثير من الدعاة والمصلحين يشكون عزوف الناس عنهم والتهاءهم بشكليات عادية يجدونها عند الأحزاب الأخرى، وبالغث لا بالسمين، وباللغو لا بالعلم، وما من شك في أن هذه الظاهرة هي من الجهالة التي قوبل بها الأنبياء عليهم السلام وبعض الصالحين، وإنها صفة متوقعة من البشر، وأنها علامات اقتراب الساعة، ولكن يبدو أن صدود الناس هذه الأيام قد فاق كل صدود سابق، وأن جهالة الناس بلغت حضيضا واطئًا، وأصبح أمر الإصلاح عسيرًا على المقل الماشي في طريق الإيمان بهدوء وبرود، ولابد أن يتصدى المكثر، الراكض، الفائر، ذو الحرارة



    إن للتقوى آثار تشغيل، وبمقدار جديتنا: يكون الناس جديين، ولنا شاهد دائم في أنفسنا، فإننا نتفاوت بين يوم ويوم، وإيماننا يزيد وينقص، فإذا كنا حينا في إيمان جيد: رأينا إقبال الناس علينا، وإذا كان فينا جزر إيماني وقسوة قلب في حين آخر: رأينا قلة جدوى نشاطنا، مع كثرة غدونا ورواحنا، وكل منا قد تعاقبت عليه مثل هذه الأحوال ولمس بنفسه اختلاف مواقف الناس منه، وضوابط إنتاج الجماعة تعتمد في كثير من جوانبها على ضوابط إنتاج الفرد. ذلك ما اكتشفه الزاهد يحيي بن معاذ من أنك: (على قدر شغلك بالله: يشتغل في أمرك الخلق) ، وتوفيق الله تعالى لنا في عملنا التجميعي منوط بإقبالنا عليه، وما أزمة صدود الناس عنا إلا من نتائج أزمة قلة اهتمامنا بما أوجبه الله، ومن أقبل بقبله على الله تعالى: أقبل بقلوب العباد إليه.

    .....ثم إنه لا يحدث تغيير هادئ وهادي على أساس الخطابة الساحرة،وغزارة العلم،وروعة التخطيط والتنظيم،وبراعة التنفيذ،ولغة الإحصاء والاشتقاق والتكامل،والهندسة النفسية والتأثيرية،والدورات التدريبية،ومهارات التنمية البشرية –وحدها-إذا لم تكن وراءها النفس الزكية الخاشعة،والقلب العامر الفائض بالإخلاص واليقين،والتوجع لحال المسلمين،والتألم مما أصاب الدين.
    ...وهي صفات لا تنشأ غالبا إلا مع:
    -1كثرة الذكر والعبادة.
    -2ومجالسة الصالحين.
    -3وترسم خطى المتقين.
    -وكان من يمني نفسه بقلب الأوضاع التي استحكمت،ورسخت،وإصلاح المجتمع الذي استشرى فيه الفساد،وتضافرت عليه عوامل الهدم والإفساد،والتأثير في بيئة زخرت بكبار العلماء،وحذاق الأساتذة،ونوابغ الأدباء والشعراء،ثم لا يزيد على أن يشاركهم في بضاعتهم وقد يتفوقون عليه في بعض العلوم والفضائل،ولا يكون عنده مما يحتاجون إليه ويقرون بتخلفهم فيه:
    -من صلة قوية بالله،ومعرفة مصايد الشيطان،ومكايد النفس،ووصول إلى درجة الإحسان وأعلى مراتب الإيمان،واستقامة على إتباع الشريعة والسنة النبوية،وعزوف عن الشهوات،وزهد في الدنيا،واستهانة بأربابها،وإقبال على الآخرة.
    -كان من شأنه كمثل من يخوض في ساحة القتال من دون تجنيد وتدريب،أعزل لا يحمل سلاحا أو يحمل ما يحملونه،أو كمثل الأخرس الذي يحاول البيان والتعليم والإفهام.

    كن صحيحا في السر تكن فصيحا في العلانية:

    وتعال معي أيها الحبيب نزور ونجلس في رحاب حلقات الجنيد البغدادي وابن الجوزي في القديم...وفي ظلال مجالس الإمام الشهيد حسن البنا في الحديث..ترى عجبا وسحرا ونورا وبركة وتأثيرا وخشوعا و دموعا....!!

    1-مجلس الجنيد:

    -عن أبي القاسم الكعبي أنه قال مرة: رأيت لكم شيخاً ببغداد ، يقال له الجنيد ما رأت عيناي مثله ، كان الكتبة ـ يعني البلغاء ـ يحضرونه لألفاظه ، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه ، والمتكلمون يحضرونه لزمام علمه ، وكلامه بائن عن فهمهم وعلمهم.

    2-مجلس ابن الجوزي:

    يقول ابن الجوزي:..لقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مئتي ألف ،وأسلم على يدي أكثر من مئتي نفس ، وكم سالت عين متجبر بوعظي لم تكن تسيل !!..

    ولقد جلست يوما فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف ، ما فيهم إلا من قد رق قلبه ،أو دمعت عينه ، فقلت لنفسي:كيف بك إذا نجوا وهلكت ؟؟!!

    3-مجلس الإمام الشهيد:

    في أمسية مشهودة بمدينة طنطا وقد احتشد أمامه قرابة أربعين ألفا من فئات الناس بينهم جمهرة من أتباع عدة طرق صوفية درج بعضهم على النفور من طابع الحركة المتحمس كأنهم يرونه يجافي وداعة العبادة...فإذا به بعد استرسال روحي خالج غائر في صفاء ويسر- يقول لمستمعيه فجأة في إشراقة كأنها السحر ألا تعجبون معي من إخوتنا العباد الذين لا ينقطعون من تلاوة دعاء الشيخ أبي الحسن الشاذلي في حزب البر ويرددون دائما:اللهم أرزقنا الموتة المطهرة ....)!!..ماذا تراهم يستحضرون في معنى الموتة المطهرة؟!!..ألا إن أطهر موتة يحبها الله هي هذه.........ورفع يده فمر بها على رقبته إشارة إلى قطع الرقاب في سبيل الله...فكأنما والله مست الناس كلهم كهرباء..واستعلن أمامهم مشهد الفداء رأي العين...فسالت دموع...وثارت عواطف..وتعالت هتافات...!!

    السمات الأساسية للداعية الناجح ومرتكزات فن الإلقاء الرائع:

    أولا:الإخلاص:

    إن الإخلاص وتمام التجرد وعمق الانفعال مع القضية والبراءة من الأجر الدنيوي:عوامل رئيسية في تقوية أثر كلام الداعية في بقية إخوانه وفي الناس عموما،وعلى منهجية التربية أن تدرك مغزى هذه الظاهرة،وأن تعمل على إبقاء تعليم الإخلاص وأمثاله من المنازل الأولى في مدارج الصاعدين هدفا دائما ومصاحبا لجميع المراحل.

    أخطار تهدد الإخلاص

    يقول الأستاذ جمعة أمين:

    ولذلك فإن حرارة الإخلاص تنطفئ رويدًا كلما هاجت في النفس نوازع الأثرة وحب الثناء، والتطلع إلى الجاه، وبعد الصيت، والرغبة في العلو والافتخار وحب الظهور، والرغبة في أن يُرى الإنسان في مقدمة الصفوف وأماكن التوجيه؛ ذلك لأن الله يحب العمل النقي من الشوائب المكدرة ﴿أَلاَ للهِ الدِّيْنُ الْخَالِصُ) من أجل ذلك يقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "اليسير من الرياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يُعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة" (رواه الحاكم..

    يقول ابن القيم في (إعلام الموقِّعين):

    "إن صحة الفهم، وحسن القصد، من أعظم نعم الله التي أنعمها على عبده، بل ما أُعطي عبدٌ بعد الإسلام أفضل وأجلَّ منهما، بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريقَ المغضوب عليهم، الذين فسد قصدُهم، وطريق الضالين الذين فسدت فهومُهم، ويصير من المُنعَم عليهم الذين حسُنَت أفهامهم وتصورهم".

    يقول الإمام حسن البنا: وأريد بالإخلاص أن يقصد الأخ بقوله وعمله وجهده وجهَ الله، وابتغاءَ مرضاته وحُسْنَ مثوبته، من غير نظرٍ إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدُّم أو تأخُّر، وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِيْ وَنُسُكِيْ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِيْ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ* لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ..﴾ (الأنعام: 162، 163) وبذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم: "الله غايتنا" و"الله أكبر ولله الحمد".

    أيها الحبيب:

    إذا وجدت خلَلاً تنظيميًّا في جماعة مسلمة فابحث أولاً عن الخلل الإيماني؛ لأن كثيرًا مما يصيب الجماعة من خلل تنظيمي ربما يكون سببه ضعفًا في الإيمان أو مرضًا في القلب أو عدم الأخذ بالأسباب أو إهمالها، ومع هذا فكم من ثغرات عولجت بالإخلاص!! وكم من ضعف قَوِيَ بالمحبة،لذلك كان من الإخلاص سلامة الصدور بين أفراد الجماعة الواحدة، فلا بد للجماعة التي أخلص أفرادها لدعوتهم أن تكون صدورهم سليمة، وقلوبهم رحيمة، وعلاقاتهم وطيدة، يستمعون إلى رسولهم صلى الله عليه وسلم وهو يقول لهم: "بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة الصلاة ولا الصيام وإنما دخلوها بسخاوة الأنفس وسلامة الصدور".إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوصي أنسًا رضي الله عنه فيقول: "يا بني إذا أصبحت وأمسيت وليس في قلبك غشّ لأحد فافعل؛ فإن ذلك من سنتي، ومن أحب سنتي فقد أحبَّني ومن أحبَّني كان معي في الجنة" ويقول: "ما فضلكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في الصدر: ﴿ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾...
    يتبع......

    المراجع:

    المسار والمنهجية للشيخ الراشد

  • #2
    رد : على قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق!!!....

    أنا مش فاهمة عنوان الموضوع ممكن توضيح أكتر انا مابدي الناس يشتغلوا في ويهبلوني .

    تعليق


    • #3
      رد : على قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق!!!....

      والله من أروع ما قرأت ...وقد لا يكون هذا فقط لشيخ أو جماعة تنظيمية فحتى في أنفسنا كعوام نلمس كثيرا مما تفضلتم به ففي بعض الاحيان تجاهد لايصال نصيحة لشخص عساه يقتنع لكن هيهات وأحيانا لا نتحدث إلا ببعض الكلمات القليلة إلا أن لها ذاك المفعول السحري...وقد نستطيع تسميتها بالتغذية الراجعة ان صح التعبير..
      بوركتم...

      تعليق


      • #4
        رد : على قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق!!!....

        المشاركة الأصلية بواسطة تحية للقسام 3 مشاهدة المشاركة
        أنا مش فاهمة عنوان الموضوع ممكن توضيح أكتر انا مابدي الناس يشتغلوا في ويهبلوني .
        اقتباس من المقال نفسه:
        ومن أقبل بقبله على الله تعالى: أقبل بقلوب العباد إليه.

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X