إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانتفاضة القادمة... لا تنقصها الأسباب... فهل تنقصها الإرادة...!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الانتفاضة القادمة... لا تنقصها الأسباب... فهل تنقصها الإرادة...!!

    الانتفاضة القادمة... لا تنقصها الأسباب... فهل تنقصها الإرادة...!!

    بقلم: عماد عفانه
    6-3-2010م
    ماذا يعني أن تجتمع بين أيدينا كل الأسباب والمبررات الوطنية والدينية والأخلاقية والميدانية لاندلاع انتفاضة ثم لا تندلع.
    وسنضرب لذلك مثالين، المثال الأول:
    - في مساء الثلاثاء 8 ديسمبر 1987، وأثناء عودة العمال الفلسطينيين من أعمالهم، في داخل الخط الأخضر "الأرض المحتلة "1948" في السيارات، انحرف سائق يهودي يقود شاحنة متطورة، خارجة من مستوطنة مجاورة لنقطة العبور "إيرز"، بصورة مفاجئة نحو اليسار، باتجاه السيارات، التي تقل هؤلاء العمال، وحطم سيارتين. فسقط ركابها قتلى وجرحى "قتل أربعة وجرح تسعة آخرون".
    وعلى اثر ذلك اندلعت موجة احتجاجات ومظاهرات ضد قوات الاحتلال ومراكز المنتشرة في مخيم جباليا، فركبت بعض فصائل المقاومة موجة المظاهرات وعملت على امتدادها لتشمل مختلف أنحاء الأرض المحتلة وعملت على ديمومتها ليطلق عليها ولأول مرة في التاريخ اسم انتفاضة لينضم هذا المصطلح إلى قاموس لغات العالم وقبله إلى صفحات التاريخ .
    بينما مساء أمس الجمعة 5-3-2010م.استشهد ستة مواطنين فلسطينيين من عائلة واحدة وأصيبت امرأة أخرى ووصفت حالتها بالمتوسط، حين صدم جيب عسكري صهيوني من نوع هامر سيارةً فلسطينية على جسر سلواد على مدخل عوفر قضاء رام لله
    فالسيارة الفلسطينية كان يستقلها سبعة مواطنين توفي ستة منهم -الأب والأم وأطفالهما الأربعة- في المكان، وأصيبت الزوجة الثانية وحالتها بين المتوسطة والخطيرة.
    وفي التفاصيل قالوا إن استهتار جيش الاحتلال بأرواح الفلسطينيين دفع الجيب إلى عدم الاكتراث، والتسبب بالحادث.
    ورغم مأساوية وبشاعة هذا الحادث الذي جاءا مشابها لحادث المقطورة 1987م الذي أودى بحياة العمال الستة والذي تسبب باندلاع الانتفاضة الأولى، إلا أننا لم نرى حتى الآن أي مؤشر يدل على بوادر هبة جماهيرية واحتجاجات مرشحة للامتداد والاستمرار لتكون شرارة انتفاضة جديدة، فها هي الأسباب كلها تتوفر لاندلاع انتفاضة إلا أن ما ينقصنا هو الإرادة..!!
    أما المثال الثاني:
    فقد كان سبب اندلاعه انتفاضة الأقصى عام 200م هو دخول رئيس وزراء كيان العدو أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائجه اندلاع أول شرارة الانتفاضة.
    وبالأمس أيضا 5-3-2010م وعقب صلاة الجمعة عمدت جموع كبيرة من قطعان الاحتلال إلى اقتحام جميع ساحات المسجد الأقصى ومن جميع الأبواب وأوقعت عشرات الإصابات في صفوف المصلين والمتظاهرين الذين صدوا بصدورهم العارية قوات الاحتلال التي تسبيح أقدس مقدسات المسلمين.
    ورغم توفر ذات الظروف التي توفرت لاندلاع انتفاضة الأقصى إلا لم نرى حتى الآن أي مؤشر على اندلاع شرارة انتفاضة جديدة.
    والغريب في الأمر أن الشرارتين اللتين أوقدتا الانتفاضتين السابقتين وهما مقتل العمال الستة في الانتفاضة الأولى واقتحام باحات الأقصى بشكل همجي في الانتفاضة الثانية، ها هما تقدحان معا في عيوننا وفي صدورنا ناراً تأجج وفي يوم واحد هو يوم أمس الجمعة، الأولى مقتل ستة ومن عائلة واحدة في حادثة مشابهة لحادث المقطورة، والثانية اقتحام قوات العدو الهمجية باحات الأقصى وإيقاع عشرات الإصابات، رغم ذلك لا تندلع الانتفاضة...!!
    والسبب بسيط جدا، ألا وهو عدم توفر الإرادة.
    - ففي العام 1987م كانت جماعة الإخوان المسلمين تحاول جاهدة التعبير عن نفسها كحركة مقاومة للاحتلال كي تحتوي الغضب المتصاعد ضد الاحتلال وتحتوي غيظ الشباب المتوقد التواق للانخراط في حركة تواجه العدو بكل ما تيسر لتحرير الأرض وحماية العرض والمقدسات، وفي ذلك العام رأت جماعة الإخوان في حادث المقطورة الفرصة المواتية لركوب الموجة والإعلان عن نفسها عبر اسم يلهب المشاعر ويؤجج الحماس فكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي عملت على امتداد وديمومة المواجهات لتسمى فيما بعد بالانتفاضة، أي بمعنى آخر توفرت الإرادة.
    - أما في العام 2000م فكان ياسر عرفات قد أيقن أن محاولته استعادة الأرض والحق عبر المفاوضات والسلام فشل بامتياز خصوصا بعدما فشلت مفاوضات كامب ديفيد، فعمد إلى الطلب المباشر وغير المباشر في خطاباته من الجماهير بالانتفاضة للدفاع عن القدس الشريف المهدد بالتهويد عبر الأنفاق التي كشف عنها في حينه، إلا أن الاستجابة لعرفات كانت محدودة، وما إن ارتكب شارون حماقته المعروفة واندلاع المواجهات في الأقصى حتى أيقن عرفات أنها فرصته السانحة لقلب الطاولة في وجه الاحتلال، كما عملت حماس على التفاعل بقوة مع حملة الاحتجاجات للفكاك من قبضة أجهزة عرفات التي كانت تذيق كوادر حماس ومجاهديها ألوان العذاب في أقبية زنازين التعاون الأمني المقيت مع العدو المحتل الذي بدأ منذ أوسلو والذي لم يتوقف حتى اليوم، وبمعنى آخر توفرت الإرادة من عرفات ومن حماس في توافق غريب ولكن لأهداف مختلفة.
    أمل اليوم 2010م فأعتقد أنه تتوفر لحماس كامل الإرادة والرغبة لإشعال فتيل وتغذية انتفاضة جديدة للفكاك من قبضة أجهزة عباس ديتون التي تخنق حماس ومجاهديها والمقاومة في الضفة المحتلة، في الوقت الذي تتوفر فيه كافة المبررات والنيرات وليس الشرارات فقط لاندلاع انتفاضة إلا أن هذه الإرادة غير متوفر لدى عباس وفريقه الذي ما زال يطلق العنان لأجهزة ديتون لقمع المقاومة وأي مظاهر شعبية قد تمتد لتشعل فتيل انتفاضة جديدة.
    وفي الوقت الذي حصل فيه عباس على تفويض ممن لا يملك- الجامعة العربية- للشروع في مفاوضات لمدة أربع أشهر أخرى، فان عباس لن يكون معنيا بأي أعمال قد تشعل انتفاضة خصوصا إذا علمنا أن عباس لا يؤمن أصلا بالمقاومة، وأنه يدرك تماما أن أي انتفاضة قد تندلع مجددا في الأراضي الفلسطينية خصوصا الضفة المحتلة فإنها ستقضى على ما تبقى من أوهام السلام والمفاوضات وسراب الدولة، وأنها ستمنح حماس الفرصة للسيطرة على الضفة بما لها من جماهيرية شعبية عريضة خصوصا بعدما تهاوت فتح وقياداتها في نظر الجماهير التي ترى كل يوم فضائح فتح وملفات الفساد تنشر كل يوم أمام ناظري كل العالم.
    وهذا ما يفسر أن تجتمع بين أيدينا كل الأسباب والمبررات الوطنية والدينية والأخلاقية والميدانية لاندلاع انتفاضة ثم لا تندلع.

  • #2
    رد : الانتفاضة القادمة... لا تنقصها الأسباب... فهل تنقصها الإرادة...!!

    ينقصنا بعض من الايمان بقدرة الله وبحقنا في الحريه

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X