المبحوح...وخيوط الشك ..!!
لا ادعي احتكار الحقيقة او المنطق دون غيري، الا ان لدي رأي مغاير يقوم على منطق مخالف، اعلم انه سيجعلني اغرد خارج السرب، فهناك فعلا ما يثير الريبه و الشك و يدفع للتحليل باتجاه او اتجاهات اخرى و هنا ساحاول ان اعقد جلسة عصف فكري مستندا على مذهب العالم ديكارت بالشك كمنهج لانارة الطريق باتجاه اخر لقضية محمود المبحوح.
اعلم ان اتجاه الرأي العام العالمي ابتداءا من القواعد الشعبية و انتهاءا بالقمم النخبوية؛ قد اجمعت على ان الجهة التي اقدمت على اغتيال الشهيد المبحوح هي الموساد، جهاز الموساد و لا جهاز اخر غير الموساد.
و اشتغلت المكائن الاعلامية العربية و الاجنبية، المسموعة و المرئية، الورقية و الالكترونية و راح الاعلاميون و الكتاب و المحللون من خلالها يسوقون صنوفا متنوعة من الدلائل و البراهين على الفكرة باصرار غريب من ناحيه و إلحاح مريب، كأن الجوقة الاعلامية تريد ان تكرس ذات الفكرة دون ان تفسح المجال لغيرها من الافكار التي تستحق البحث و تستند ايضا على المنطق.
لا اقول ان كل من قال بذات الفكرة قالها عن خبث او انه مشترك بمؤامرة، و لااجرؤ على قول ذلك، فهناك من مال للفكره عن قناعة و منهم عن بساطة الا اني اظن هناك من دفع بها عن خبث.
فكل ما سبق ذكره اعلاميا يدفع بإتجاه سياق واحد، يزرع اول بذور الشك بالنفس، إذ في حالات مشابهه تتعلق باسرائيل كانت وسائل الاعلام تتعرض دوما في مجملها لشتى صنوف الضغط و احيانا التهديد للكف عن الخوض في كل ما يخص اسرائيل خاصة اذا تعلق بخطوطها الحمراء، و ان كثير من تلك الأدوات الإعلامية العالمية ترضخ و ترضى و تكف خاصة منها الغربية و معظم العربية و لا يبقى بالساحة الا الاعلام الحر المستقل القليل ليخوض فيها و التي سرعان ما تمل منها و تكل عنها، الا ان ما جرى هو العكس تماما، فتركتوسائل الإعلام هذه المرة على سجيتها تتكلم بما تشاء و تحلل كما تشاء لا بل اعتقد انها شجعت و مدت بما يشبع نهمها من مواد و ثائق تدفع بذات الاتجاة.
و اذا ما طرقنا بابا اخر، نجد بذورا اخرى تبعث على مزيد من الشك، فمع كل الاحترام و التقدير للاجهزة الامنية بدبي على الجهد المميز في كشف الدلائل و تجميع القرائن و العرض البيلوسينمائي للجرائم، ناهيك عن الاداء المحترم لقائدها العام السيد ضاحي الخلفان الذي يبعث على الاعجاب وعن شعور الاماراتي و المقيم بدبي بالراحة اذا انه يعلم انه بايدي امينه و خبيرة قادرة.
الا انا ما يبعث على الشك ايضا هو لماذا لم تتعرض دبي لضغوط سياسية ودبلوماسية للتستر على الموضوع وعدم نشره على الملأ ، وقد كان هناك متسع من الوقت قبل الاعلان عن وفاة المبحوح و نقل جثته لمثواها الأخير لتمارس مثل هذه الضغوط، لكن هذا لم يحدث، كما لم تحاول قوى الضغط التدخل "للملمة" الموضوع بعد افتضاحه ان لم يسعف الوقت او الظرف للتستر عليه قبلا و لكن ذلك ايضا لم يجري،و هذا ما لم نعتد عليه في بلادنا .
اما اذا خضنا بتفاصبل الاغتيال ذاتها نجدها تحوي على اخطاء قاتله لا يقع فيها جهاز مخابرات درجة عاشرة من اجهزة اكثر الدول تخلفا بالعالم ، لا جهاز كبير و ضخم و اسطوري كجهاز الموساد الذي لطالما سمعنا عن قصص اختراقاته الخيالية و نجاحاته الفوق انسانسة، و ساسرد هنا بعض تلك الاخطاء من اصغرها لاكبرها.
اولا: استخدام الهاتف النقال العادي التابع للشبكة النمساوية و المستخدم من قبل كل العامة مثلنا لاجراء الاتصالات البينيه بين اعضاء فريق الاغتبال و الاتصال ايضا بمركز العمليات، و السؤال أما كان أأمن لو استخدمت اجهزة الاتصال الخاصة بدوائر الاستخبارات و المربوطه بقمر اصطناعي استخبراتي خاص لهذا النوع من العمليات الخاصة و الغير ممكن رصدها او تعقبها و التي مما لاشك فيه تكنولوجيا تمتلكها اسرائيل و جهازها العتيد! او اقلها استخدام اجهزة الاتصال العمومية و المنتشرة بكل زاوية بدبي و التي تجعل من تعقبها عملية غاية بالتعقيد و الصعوبة!
ثانيا: الانكشاف المفرط أمام الكاميرات المنتشرة بالفندق و المطار و الاماكن العامة الاكثر ازدحاما بدبي، دون تجنبها تماما او التقليل من الظهور امامها للحد الادن او حتى محاولة التنكر بزي او شارب و لحية ، نظارة و طاقية و هم العالمون بعالم اليوم الالكتروني و الدجلت بكل زواياه، و هم المفترض انهم المدربون على التنكرا حتى بوجوه كاملة كما نرى ببعض الافلام التي تستقي مادتها من الملفات و القدرات الفعلية التي تمتلكها اجهزة مخابرات الدرجه الاولى كالموساد!
ثالثا: استخدام بطاقات الدفع بدلا من الكاش النقدي و الذي كان من الايسر استخدامه و المستحيل تعقبة على العكس المطلق لتلك البطاقات، و هذا امر بديهي يعلم به الصغير قبل الكبير و الجاهل قبل العالم!
رابعا: الاصدار الغريب لجوازات السفر لكي تكون مزورة و باسماء اشخاص فعلين و فوق ذلك اسرائيلين!! لما؟ غريب! اليس اسهل لو اصدر الموساد الفوق الوصف تلك الجوازات اصليه دون تزويرها، لاشخاص اموات و ليسو احياء، و من بلدان اخرى و ليسو اسرائيلين!! و هم القادرون، و لما لا يقدرون! الا يدعون انهم دولة كغيرها من الدول التي تصدر جوازات؟ و اي دوله؟ .. دوله عالم اول كما يصفون؟! و فوق ذلك المسؤول عنها فيي هذة "الدولة" هو الموساد!! ... الا يبعث ذلك على الريبه و الشك؟
خامسا: لماذا دبي و قد توفرت لهم الفرصة بالصين و كانت فرصه محققه و بعيدة عن اعين الفضولين بمنطقتنا الا اذا اريد لها ان تكون تحت اعين هؤلاء الفضولين!
ختاما اقول ان هذا الخط الطويل من الاثار التي تركها منفذو الاغتيال انما تركوه ليأشر على اسرائيل و موسادها و يبعد الشكوك عن الجهه الفعلية و المنفذة للعملية، و رغم امكان توجيه الاتهام لطرف او اطراف اخرى الا ان ذلك ليس شأني، الا ان اردت ان اقول ان الدلائل غير قاطعه و يمكن توجيه اصابع الاتهام لاطراف اخرى لها مصلحة ايضا باغتيال المبحوح و هز حماس و صورتها محليا و اقليميا ليتوازى ذلك مع اهتزاز صورة فتح و قياداتها، مع العلم ان هذا لا يرفع شبهة تواطؤ اسرائيل؛ الا انه تواطؤ المتعاون مع المنفذ الرئيس، فبالنهاية ان لاسرائيل مصلحة حيويه بكل ما جرى.
و السؤال المطروح؛ ما مصلحة اسرائيل بترك الادلة تشير اليها؟ و توقع الاجابة هي لحجب الانظار عن الفاعل الحليف الحقيقي للاغتيال ... و حتى لو تم اتهام اسرائيل بالعملية فلا ضرر سيلحق بها ... فمن في العالم يجرؤ على محاسية اسرائيل؟؟! فهي فوق كل قانون، في حين ان الاخرين يمكن محاسبتهم و هذا ما لا تريده اسرائيل لحليفها الامني و مرشحا المفضل لتولي الرئاسة الفلسطسنية القادمة و لابد ان تكون الساحة امامه خاليه و جاهزه لكي يتمكن من تحقيق مصلحته بالوصول للقمه الفلسطينية لكي يخدم مصلحة القمه الاسرائيلية... و للاسف كلا القمتين قاع و دون.
عمر ال روسان
لا ادعي احتكار الحقيقة او المنطق دون غيري، الا ان لدي رأي مغاير يقوم على منطق مخالف، اعلم انه سيجعلني اغرد خارج السرب، فهناك فعلا ما يثير الريبه و الشك و يدفع للتحليل باتجاه او اتجاهات اخرى و هنا ساحاول ان اعقد جلسة عصف فكري مستندا على مذهب العالم ديكارت بالشك كمنهج لانارة الطريق باتجاه اخر لقضية محمود المبحوح.
اعلم ان اتجاه الرأي العام العالمي ابتداءا من القواعد الشعبية و انتهاءا بالقمم النخبوية؛ قد اجمعت على ان الجهة التي اقدمت على اغتيال الشهيد المبحوح هي الموساد، جهاز الموساد و لا جهاز اخر غير الموساد.
و اشتغلت المكائن الاعلامية العربية و الاجنبية، المسموعة و المرئية، الورقية و الالكترونية و راح الاعلاميون و الكتاب و المحللون من خلالها يسوقون صنوفا متنوعة من الدلائل و البراهين على الفكرة باصرار غريب من ناحيه و إلحاح مريب، كأن الجوقة الاعلامية تريد ان تكرس ذات الفكرة دون ان تفسح المجال لغيرها من الافكار التي تستحق البحث و تستند ايضا على المنطق.
لا اقول ان كل من قال بذات الفكرة قالها عن خبث او انه مشترك بمؤامرة، و لااجرؤ على قول ذلك، فهناك من مال للفكره عن قناعة و منهم عن بساطة الا اني اظن هناك من دفع بها عن خبث.
فكل ما سبق ذكره اعلاميا يدفع بإتجاه سياق واحد، يزرع اول بذور الشك بالنفس، إذ في حالات مشابهه تتعلق باسرائيل كانت وسائل الاعلام تتعرض دوما في مجملها لشتى صنوف الضغط و احيانا التهديد للكف عن الخوض في كل ما يخص اسرائيل خاصة اذا تعلق بخطوطها الحمراء، و ان كثير من تلك الأدوات الإعلامية العالمية ترضخ و ترضى و تكف خاصة منها الغربية و معظم العربية و لا يبقى بالساحة الا الاعلام الحر المستقل القليل ليخوض فيها و التي سرعان ما تمل منها و تكل عنها، الا ان ما جرى هو العكس تماما، فتركتوسائل الإعلام هذه المرة على سجيتها تتكلم بما تشاء و تحلل كما تشاء لا بل اعتقد انها شجعت و مدت بما يشبع نهمها من مواد و ثائق تدفع بذات الاتجاة.
و اذا ما طرقنا بابا اخر، نجد بذورا اخرى تبعث على مزيد من الشك، فمع كل الاحترام و التقدير للاجهزة الامنية بدبي على الجهد المميز في كشف الدلائل و تجميع القرائن و العرض البيلوسينمائي للجرائم، ناهيك عن الاداء المحترم لقائدها العام السيد ضاحي الخلفان الذي يبعث على الاعجاب وعن شعور الاماراتي و المقيم بدبي بالراحة اذا انه يعلم انه بايدي امينه و خبيرة قادرة.
الا انا ما يبعث على الشك ايضا هو لماذا لم تتعرض دبي لضغوط سياسية ودبلوماسية للتستر على الموضوع وعدم نشره على الملأ ، وقد كان هناك متسع من الوقت قبل الاعلان عن وفاة المبحوح و نقل جثته لمثواها الأخير لتمارس مثل هذه الضغوط، لكن هذا لم يحدث، كما لم تحاول قوى الضغط التدخل "للملمة" الموضوع بعد افتضاحه ان لم يسعف الوقت او الظرف للتستر عليه قبلا و لكن ذلك ايضا لم يجري،و هذا ما لم نعتد عليه في بلادنا .
اما اذا خضنا بتفاصبل الاغتيال ذاتها نجدها تحوي على اخطاء قاتله لا يقع فيها جهاز مخابرات درجة عاشرة من اجهزة اكثر الدول تخلفا بالعالم ، لا جهاز كبير و ضخم و اسطوري كجهاز الموساد الذي لطالما سمعنا عن قصص اختراقاته الخيالية و نجاحاته الفوق انسانسة، و ساسرد هنا بعض تلك الاخطاء من اصغرها لاكبرها.
اولا: استخدام الهاتف النقال العادي التابع للشبكة النمساوية و المستخدم من قبل كل العامة مثلنا لاجراء الاتصالات البينيه بين اعضاء فريق الاغتبال و الاتصال ايضا بمركز العمليات، و السؤال أما كان أأمن لو استخدمت اجهزة الاتصال الخاصة بدوائر الاستخبارات و المربوطه بقمر اصطناعي استخبراتي خاص لهذا النوع من العمليات الخاصة و الغير ممكن رصدها او تعقبها و التي مما لاشك فيه تكنولوجيا تمتلكها اسرائيل و جهازها العتيد! او اقلها استخدام اجهزة الاتصال العمومية و المنتشرة بكل زاوية بدبي و التي تجعل من تعقبها عملية غاية بالتعقيد و الصعوبة!
ثانيا: الانكشاف المفرط أمام الكاميرات المنتشرة بالفندق و المطار و الاماكن العامة الاكثر ازدحاما بدبي، دون تجنبها تماما او التقليل من الظهور امامها للحد الادن او حتى محاولة التنكر بزي او شارب و لحية ، نظارة و طاقية و هم العالمون بعالم اليوم الالكتروني و الدجلت بكل زواياه، و هم المفترض انهم المدربون على التنكرا حتى بوجوه كاملة كما نرى ببعض الافلام التي تستقي مادتها من الملفات و القدرات الفعلية التي تمتلكها اجهزة مخابرات الدرجه الاولى كالموساد!
ثالثا: استخدام بطاقات الدفع بدلا من الكاش النقدي و الذي كان من الايسر استخدامه و المستحيل تعقبة على العكس المطلق لتلك البطاقات، و هذا امر بديهي يعلم به الصغير قبل الكبير و الجاهل قبل العالم!
رابعا: الاصدار الغريب لجوازات السفر لكي تكون مزورة و باسماء اشخاص فعلين و فوق ذلك اسرائيلين!! لما؟ غريب! اليس اسهل لو اصدر الموساد الفوق الوصف تلك الجوازات اصليه دون تزويرها، لاشخاص اموات و ليسو احياء، و من بلدان اخرى و ليسو اسرائيلين!! و هم القادرون، و لما لا يقدرون! الا يدعون انهم دولة كغيرها من الدول التي تصدر جوازات؟ و اي دوله؟ .. دوله عالم اول كما يصفون؟! و فوق ذلك المسؤول عنها فيي هذة "الدولة" هو الموساد!! ... الا يبعث ذلك على الريبه و الشك؟
خامسا: لماذا دبي و قد توفرت لهم الفرصة بالصين و كانت فرصه محققه و بعيدة عن اعين الفضولين بمنطقتنا الا اذا اريد لها ان تكون تحت اعين هؤلاء الفضولين!
ختاما اقول ان هذا الخط الطويل من الاثار التي تركها منفذو الاغتيال انما تركوه ليأشر على اسرائيل و موسادها و يبعد الشكوك عن الجهه الفعلية و المنفذة للعملية، و رغم امكان توجيه الاتهام لطرف او اطراف اخرى الا ان ذلك ليس شأني، الا ان اردت ان اقول ان الدلائل غير قاطعه و يمكن توجيه اصابع الاتهام لاطراف اخرى لها مصلحة ايضا باغتيال المبحوح و هز حماس و صورتها محليا و اقليميا ليتوازى ذلك مع اهتزاز صورة فتح و قياداتها، مع العلم ان هذا لا يرفع شبهة تواطؤ اسرائيل؛ الا انه تواطؤ المتعاون مع المنفذ الرئيس، فبالنهاية ان لاسرائيل مصلحة حيويه بكل ما جرى.
و السؤال المطروح؛ ما مصلحة اسرائيل بترك الادلة تشير اليها؟ و توقع الاجابة هي لحجب الانظار عن الفاعل الحليف الحقيقي للاغتيال ... و حتى لو تم اتهام اسرائيل بالعملية فلا ضرر سيلحق بها ... فمن في العالم يجرؤ على محاسية اسرائيل؟؟! فهي فوق كل قانون، في حين ان الاخرين يمكن محاسبتهم و هذا ما لا تريده اسرائيل لحليفها الامني و مرشحا المفضل لتولي الرئاسة الفلسطسنية القادمة و لابد ان تكون الساحة امامه خاليه و جاهزه لكي يتمكن من تحقيق مصلحته بالوصول للقمه الفلسطينية لكي يخدم مصلحة القمه الاسرائيلية... و للاسف كلا القمتين قاع و دون.
عمر ال روسان
تعليق