إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتـــــــصار الحب في الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتـــــــصار الحب في الله

    عمار البهلول :المغرب

    ان الحب في الله ليس مجرد كلمات تقال, وليس مجرد شعارات نطرب بها أسماع بعضنا البعض, بل انه شيئ أعمق يتوسع في جميع مناحي الحياة, ويؤثر فيها ثأتيرا فاعلا وينظم حياة الاخوة المتحابين في الله, والا لماذا جعله الله من أسباب دخول الجنة, وجعل أصحابه من المشمولين بعفوه ورحمته ومن الفائزين يوم القيامة, ومن "الأمنين" من حر يوم "القيامة", ومن "الأخلاق الجميلة" في المتحابين في الله التذكير تذكير بعضهم البعض, وخصوصا في الأحداث الصعبة وفي "المصائب" و"الابتلاءات" كما سنرى في قصتنا التي بين أيدينا, المليئة بالأيات الايمانية والابتلاءات, التي يتعرض لها الاخوة في الله والصبر على ماجرى لهم.
    أعرف اخوة التقو في أحد الغرف الصوتية على الانترنيت, تحابوا في الله وتوسعت العلاقة بينهم وتوطدت وباتوا اخوة ليس كمثلهم احد, في تآخيهم أجتمعوا على حب الله سبحانه وتعالى وعلى طاعته, وتواعدوا فيما بينهم على اخراج هذه الآخوة الى أرض الواقع, مهما كلف الثمن وفعلا كان لهم مأرادوا, والتقو في مدينة الدار اليضاء في المغرب وكان لقاءا مؤثرا حقا, مليئ بالفرح والسرور والشكر لله سبحانه وتعالى, على أن وفقهم لهذا اللقاء الأخوي الذي طال انتظاره ومضو يتجولون في مدينة الدار البيضاء, ويتبادلون اطراف الحديث فيما بينهم, ركنوا السيارة ودخلوا الى أحد المراكز التجارية في المدينة, وشاء الله سبحانه وتعالى أن يختبر عباده المتحابين في الله يوم لقائهم سرقت أمتعتهم وتكسر زجاج السيارة.
    من فعل لصوص لايخافون الله سبحانه وتعالى ولايخشون عقابه, عندما خرجوا وجدوا السيارة مكسرة والأمتعة غير موجودة, منهم من سرق له كل شيئ المال وبطاقات التعريف وبعض أوراق العمل, وبعض الأغراض الخاصة وحتى السبحة التي يستعين بها المؤمن في ذكر الله سبحانه وتعالى, سرقت المهم أخدوا كل شيئ يقدرون عليه, ولكن بثقة نادرة في الله سبحانه وتعالى وبهدوؤ نفس تقبل الأخوة هذا الأمر وعرفوا أنه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى, ابتلاهم يوم كان لقائهم فلم يقولوا لو أننا فعلنا.. ولو كذا.. ولو... أبذا بل تصرفوا كما قال تعالى (( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)) ابتلاهم الله في أموالهم فصبروا واحتسبوا وقد روى أبو أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله سبحانه: ابنَ آدم إن صبرتَ واحتسبتَ عند الصدمةِ الأولى؛ لم أرْضَ لك ثواباً دون الجنة) وقال تعالى: (إنما يُوَفَّى الصابرون أجرَهم بغيرِ حسابٍ)
    وتأمَّلْ محاسِنَ التعبيرِ النبوي: (عند الصَّدْمة الأولى)؛ فالمصِيبةُ صَدْمَةٌ نَفسِيةٌ بكلِّ ما في العبارةِ من معنى؛ فإنها تَهجُم على النفسِ؛ فتصدمها وتبغتها وتكشف عن حقيقتِها في تلك اللحظة.. (عند الصدمة الأولى) عند هَيَجان العاطفة وجَيَشان المشاعر وسَيَلانِ اللِّسانِ وانفِلاتِ الزِّمام
    انها النفوس الطيبة التي استمسكت بالعروة الوثقى, وربطت النفس بالله سبحانه وتعالى وعلمت أن أي شيئ يصيبها هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى, سواء كان في الجسم أو في المال أو في الولد.
    وكانت طاعتهم لله صادقة, وليس كمن قال فيهم الله سبحانه وتعالى " ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمان به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة )) لقد أسس الاخوة هذه المحبة على أرضية صلبة, تصمد أمام كل العواصف مهما بلغت قوتها, كما قال الله سبحانه وتعالى

    ((أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)) ليس المتحابون في الله من ينقلبون على وجوههم ويشك في عقيدتهم, وولائهم لله سبحانه وتعالى ولقدره ومشيئته, بل صبر وثبات مثل الجبل لايتزحزح
    المهم كان اللقاء, ووفق الله الاخوة في الله لهذا اللقاء الطيب والنظر الى بعضهم البعض, وبقيت تلك الحادثة وراء ضهورهم, وبقي الهدف الأسمى أمامهم وهو الفوز برضى الله سبحانه وتعالى وجنته والنظر اليه والفوز بالفردوس الأعلى
    ألا بروكتم وبورك لقائكم وبوركت محبتكم في الله سبحانه وتعالى
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جاري التحميل ..
X