إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة 'الجزء الثالث '

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة 'الجزء الثالث '

    التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة

    ( الجزء الثالث )

    استكمالاً للمؤهلات التي تم ذكرها سابقاً



    للوصول لجيش العقيدة لا بد من منهاج تربوي إسلامي وهل لنا إلا منهاج المصطفى صلى الله عليه وسلم في تربية الصحابة جيل العقيدة الأول الذي انتصر لدينه وعقيدته فحقق له رب العزة الانتصار والتمكين فملكوا الأرض مشارقها ومغاربها وسادوا على الناس أجمعين . وكنا في الأعداد السابقة قد تناولنا المؤهلات التي أهلتهم رضوان الله عليهم . وسنتناول أنواع التربية المطلوبة وصولا لجيل العقيدة وتشتمل :



    1- التربية العقائدية

    2- التربية الفكرية

    3- التربية الإيمانية

    4- التربية الخلقية

    5- التربية على الآداب والسنن النبوية

    6- التربية الجسدية الجهادية

    7- التربية على العفة والاستعفاف

    أولا : التربية العقائدية .

    أول ما يجب أن يتربى عليه الشباب المسلم العقيدة الصحيحة وهى عقيدة سلف الأمة رضي الله عنهم ؛فالله عز وجل جعل عقيدة الصحابة رضي الله عنهم هي المقياس للعقيدة الصحيحة قال تعالى : {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ }البقرة137. وبين الله تعالى أن غاية الخلق هو إفراد الله عز وجل بالعبادة والمعرفة لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 . ولهذه الغاية أرسل الله الرسل ليبينوا للناس الطريق السوي وقال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }النحل36 . وأيضا : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25.

    وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن حق الله على العباد أن يعبدوه وحده لا شريك له كما ورد في الحديث الشريف عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فما نقصد بالتوحيد هو ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى عليه سلف الأمة الصالح رضي الله عنهم ومعرفة الإله الواحد هو صلب هذا العلم حسب ما عرفنا الله عز وجل لقوله : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }محمد19 .

    علم التوحيد هو اشرف العلوم ، فشرف العلم بشرف المعلوم ، وعلم التوحيد هو علم العقيدة ، العقيدة بمعنى الإيمان ، والإيمان هو التصديق الحازم بلا شك ولا ريبة ، ومفهوم الإيمان أو العقيدة ينتظم في ستة أصول الإيمان بالله ،وملائكته ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ،. وقال ابن القيم رحمه الله التوحيد أول دعوة الرسل و أول منازل الطريق و أول مقام يقوم فيه السالك إلي الله تعالى و أبرز ما ترتكز عليه آيات القرآن الكريم في تثبيت عقيدة التوحيد إيقاف الفطرة ، فالإنسان إذا انطمست فطرته و أظلم قلبه انحرف عن التوحيد ، و ادعى الاستغناء عن خالقه ، فإذا ألمت به الشدائد و أيقن بالهلاك لجا إلى الله وحده و اخلص التوجه إليه بالدعاء و اظهر افتقاره وتذلله لله لخالقه سبحانه ، و سرعان ما ينكفي على عقبيه و يبتعد عن خالقه بمجرد أن زال الخطر :

    كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقي قلوب الصحابة و جوارحهم من الشرك الجلي..والخفى ، و يربيهم على التوحيد الخالص و يعرفهم بربهم الذي خلقهم و رزقهم ، حتى صار الصحابة الكرام أبر الأمة قلوباً ، و أعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً .

    فالواجب على القائمين بالدعوة إلى الله عز وجل و الذين يرجون عز الإسلام و المسلمين الاهتمام بتربية الناس على العقيدة الصحيحة و التنبيه الدائم لهم على ما يقعون فيه في أمور الشرك العلمية و العملية ، لأن هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ربي عليه الصحابة الكرام ، وكل جماعة من جماعات الدعوة الإسلامية لا تهتم بأمور العقيدة ولا تربي أبنائها على عقيدة السلف رضي الله عنهم ، فهي جماعة على غير هدي المرسلين مهما رفعت من شعارات ، وقال صلى الله عليه وسلم ' عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضواً عليها بالتوحد ' و السنة ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوال و أفعال ، وواقع الأمة يشير إلى أن الجيل الأول كان نقياً خالياً من البدع والاعتقادات الباطلة و الأهواء فالواجب على المربين أن يحثوا الطلاب على استشعار معاني العقيدة وتذوق حلاوتها حتى يكون لها أثر في حياتهم وواقعهم فإذا تربى المسلم على إثبات السمع و البصر لله عز وجل فإنه يستشعر قدرة الخالق عز وجل على علمه بسره ونجواه وهنا يستشعر المؤمن عظمة الخالق و يحقق الانسجام في الممارسة و الفكر فما يعتقد به هو ما يمارسه فلا تناقض بينهما إن التربية السليمة هي تربية الأخ المجاهد عقائدياً لإنشاء جيل هدفه العمل لإعلاء راية الحق خفاقة وهكذا تذوب النزاعات الدنيوية وينتهي الخلاف و التنافر في دنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة فكيف بالمتناحرين في وعلى جزيئات قليلة إن التربية العقائدية تحقق لنا جيل يجمع بين المنهج التربوي و الممارسة العملية فلا يبقى مجال لما نرى الآن من اختلاف الشعار و الممارسة في الكثير من منظمات العمل الإسلامي ، و ختاماً إنها دعوة صادقة للجميع بضرورة إعلاء العلم الشرعي والاهتمام الذي يستحقه لبناء جيل النصر و التمكين باذن الله تعالي و الى لقاء اخر .

  • #2
    رد : التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة 'الجزء الثالث '

    وان الحمد لله رب العالمين

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X