إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة الجزء الأول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة الجزء الأول

    التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة

    الجزء الأول

    المؤهلات التي أهلت الصحابة رضوان الله عليهم لقيادة البشرية

    قبل الولوج في أنواع التربية المطلوبة ,لا بد من وقفة مع هذا الجيل الفاضل الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا على أعلى مستوى من الدين والخلق والإخلاص والتفاني في سبيل نصرة هذا الدين فاستحقوا بذلك رضا الله عز وجل ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم . قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ }التوبة100 وقال تعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }الفتح18 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    ( خير أمتي قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم ) . وكتب الأستاذ محمد قطب :الجماعة الأولى هي الجماعة التي رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه, ومنحها كل جهده ورعايته وتوجيهه, التي اجتمعت عليها عنا صر التربية الإسلامية بكل تمامها على يد أعظم مربي في التاريخ. فاستحقت أن تكون خير أمة وحوت كل ألوان العظمة عظمات حربية وعظمات سياسية وإدارية وروحية .

    لقد نجحوا في مزج القيم والواقع لتخرج الصورة الرائعة من العظمة المذهلة أيهما الوقع وأيهما المثال حين زهدوا كان الزهد الذي يمشى على الأرض وهكذا . وانتهى كلامه إلى المطالبة بدراسة معمقة وواقعية لتلك الجماعة .

    الأولى لتفسر لنا اسرار عظمتها وبلوغها ما بلغت إليه من قمم شامخة في كل مجال خاضته.لقد عانى الصحابة رضـوان الله عليهم صراع النفوس فانتصروا في معركة الإرادة على النفس الأمارة بالسوء فألجموها بلجام الاستقامة و التقوى وحملوها على التوبة والإنابة إلى الله أن هي تمردت على هذا اللجام

    عاشوا النصر والتأييد مع العدو في أرض المعركة , وعاشـوا النصـر و التأييد مع شيطـان الجن فـلم يسمعوا لو ساوسه و إغراءاته , ولم يعبئوا بكيده عاشوا النصر و التأييد مـع الدنـيا ببريقها وزخارفها وزهرتها ,فلم تفتنهم ولم تشغلهم لحظـة عن ربهم .

    هكذا كانوا النصر حليفهم والتأييد ديدنهم أينما حلوا و كيفما جلوا وما كان هذا النصر بعد إرادة الله إلا لأنهم تحلوا بطائفة من الأخلاق . كانت هي السبب في مرضاة الله ورسوله ونزول النصر . وعليه فطائفة الأخلاق والسلوكيات ستبقى إلى قيام الساعة سببا في حصول النصر والتأييد من الله شريطة الالتزام و التحلي بها .

    وواصل الرسول صلى الله عليه وسلم تربيتهم تربية دقيقة عميقة وكان القرآن يسمو بنفوسهم ويزكى جمرة قلوبهم , ومجالس الرسول صلى الله عليه وسلم تزيدهم رسوخا في الدين و عزوفا عن الشهوات , وتفانيا في سبيل المرضاة وحنينا الى الجنة , وحرصا على العلم , وفقها في الدين , ومحاسبة للنفس , يطيعون الرسول في المنشط والمكره ,

    وينفرون في سبيل الله , خفافا وثقالا فقد خرجوا مع رسول الله سبعة وعشرين مرة في عشر سنين

    وخرجوا بأمره لقتال العدو أكثر من مائة مرة فهان عليهم التخلي عن الدنيا , وهانت عليهم رزينة أولادهم في نفوسهم , خفوا لامتثال أمر الله فيما شق على النفس ا تيانة في المال و النفس و الولد , وانحلت العقدة الكبيرة

    ' عقدة الشرك و الكفر ' فانحلت العقدة كلها . لقد دخلوا في السلم كافة بقلوبهم وجوارحهم أرواحهم لا يشاقون الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ولا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضى لا يكون لهم خيرة من بعد ما أمر أو نهى. حتي اذا خرج خط الشيطان من نفوسهم , بل خرج خط نفوسهم من نفوسهم .

    وأنصفوا من أنفسهم انصافهم من غيرهم , أصحبوا في الدنيا رجال الآخرة , وفى اليوم رجال الغد لاتجزعهم

    مصيبة ولا تبطرهم نعمة ولا يشغلهم فقر ولا يطغيهم غنى ولا تلهيهم تجارة ولا تسحقهم قوة ولا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا

    قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسهم فلا شك في أن الصحابة رضي الله عنهم خير الخير لقوله تعالى :{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }آل عمران110 . فأمة محمد خير الأمم والصحابة هم خير هذا الخير قالوا حب علينا و على كل من يجتهد في عمله لمرضاة الله ورسوله أن يقف بالدراسة أمام المؤهلات التي أهلت الصحابة بقيادة البشرية و ليس بالدراسة و حسب بل والاقتداء بنهجهم و سلوكهم و سنذكر على سبيل الاختصار و الحصر بعض من هذه المؤهلات .

    تعظيمهم لأمر الله عز وحل و أمر رسوله صلى الله عليه و سلم .

    كان الصحابة يسارعون إلى تنفيذ أوامر الله عز و جل و أوامر رسوله صلى الله عليه و سلم عملاً بقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ }الأنفال20 و قوله تعالى : {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }آل عمران132 و قوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36



    وكانوا رضوان الله عليهم يتسابقون في تنفيذ أوامر الله و رسوله الكريم فخرجواالى حمراء الأسد من يوم أحد فخرجوا على حالهم من جراح و ألم فالبعض كان يمشي بين الرجلين ليتمكن من الوقوف وما خالفوا أمر الله ورسوله ، و الأمثلة كثيرة و لأنهم عظموا أمر الله و أمر رسوله ، نالوا الخير و الرضا و الرحمة .

    فأين نحن الآن هل عظمنا أوامر الله و أوامر رسوله ، هل امتثلناها في سلوكنا ، كانوا رضوان الله عليهم يقولوا سمعنا و أطعنا فهل نحن نسمع و نطيع ؟

    فلنجتهد في الطاعات و نحصل على الرضا و الصدق .

    1)صدقهم رضي الله عنهم في إيمانهم و أقوالهم و أعمالهم

    فقد و صفهم رب العزة بقوله : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 و أيضاً قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119 .

    ووصف الله عز وجل المهاجرين الكرام في الصدق فقال : {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحشر8 ، جاء رجلاً من الأعراب إلى النبي فآمن به و اتبعه فقال للنبي صلى الله عليه و سلم أهاجر معك فأوصى به أصحابه ، وفي إحدى الغزوات غنم النبي صلى الله عليه و سلم سببا فقسم له و دفعها إليه فقال ما هذا ؟ قال: قسمته لك . قال ما علي هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمي ها هنا و أشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة . فقال : إن تصدق الله يصدقك . فلبثوا قليلا ثم نهضوا لقتال العدو

    فأتى به النبي صلى الله عليه و سلم يحمل فقد أصابه السهم حيث أشار فقال النبي صلى الله عليه و سلم أهو هو ؟ قالوا نعم قال : صدق الله فصدقه ثم كفنه النبي و صلى عليه وسلم وقال ( اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيداً ، أنا شهيد على ذلك ) .

    سقنا هذا المثال من عشرات بل آلاف الأحداث و الأمثلة فرضوان الله عليهم صدقوا الله في الإيمان و الأقوال و الأفعال ، فليراجع كل منا نفسه الأمارة بالسوء ، أين صدقنا الله و أين خالط عملنا الرياء و الكبر و الكذب ، هل نحن حقا ً نجتهد على أنفسنا لنكون صادقين في الإيمان و الأقوال و الأفعال .

    زهدهم في الدنيا و رغبتهم في الآخرة .و الزهد هو الرغبة عن الشيء لاستقلاله و استحقاره و الرغبة فيما هو خير منه ، و إنما ينشأ الزهد لليقين في التفاوت بين الدنيا و الآخرة ، قال تعالى : {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء77 ، وانما سبق ا لصاحبه رضوان الله عليهم بقوة يقينهم بالآخرة الباقية و زهدهم في الدنيا الفانية .

    قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه للتابعين لأنتم أكثر عملاً من أصحاب رسول الله ، ولكنهم كانوا خيراً منكم ، كانوا أزهد في الدنيا و أرغب في الآخرة ) فا لصحابة : ( سبقوا بأحوالهم الإيمانية من الزهد و اليقين و صدق التوكل على الله غز و جل ) .

    و تعلموا الزهد من الرسول الكريم فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين و لا يوقد في بيت من أبياته نار.

    و هذا عمر رضي الله عنه و هو خليفة المسلمين يرقع ثوبه ، فعن أنس رضي الله عنه قال: ( رأيت عمر وهو يومئذ أمير المؤمنين و قد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لبد بعضها على بعض)

    و هذا هو أمين الأمة أبي عبيدة الجراح دخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فإذ هو مضجع على طنفسة رحله متوسد الحقيبة فقال له عمر : ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك ؟ فقال يا أمير المؤمنين : هذا يبلغني المقيل ( الراحة ) .

    رب قائل يقول : إن الاحوال تغيرت ولا نستطيع أن نكون كذلك في مظهر القول صحيح ، ولكن حقيقة الأمر ان الامر هو نفسه ، فهم ما زهدوا إلا لأنهم صدقوا في الإيمان و الأقوال و الأفعال ، فإن لم تلبس الخيش على الأقل دع نفسيتك تتواضع لله و تتذلل للقوي الجبار فأين قول الله منا : ( أذلة على المؤمنين ) فهل سنحقق الانتصار على عدونا و نحن لم ننتصر على شهواتنا و أنفسنا ولم نزهد في هذه الدنيا.

    هل سننتصر و نحن ممسكين بتلابيب الدنيا ' مناصب و مواقع قيادية ' دون أن نشمر للجنات التي عرضها السموات و الأرض و فهيا أيها المجاهدون أحفاد صلاح الدين لنجتهد بالعمل و نخلص النية ونصدق السريرة .

    والى لقاء آخر لاستكمال باقي المؤهلات .

  • #2
    رد : التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة الجزء الأول

    ليتنا نعلم يقين العلم انه لن يجمع آخر الامة الا ما جمع أوّلها.. كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. هنا الخلاص والنجاة ... "ما ان تسمكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا " ولاحظ لن تفيد نفي المستقبل وابدا تعيد وتؤكد المعنى...ف الله الله في الكتاب والسنة ... الله الله في اتباع من سلف
    .لقد عانى الصحابة رضـوان الله عليهم صراع النفوس فانتصروا في معركة الإرادة على النفس الأمارة بالسوء فألجموها بلجام الاستقامة و التقوى وحملوها على التوبة والإنابة إلى الله أن هي تمردت على هذا اللجام
    رضوان الله عليهم اجمعين ... فعلا حرروا انفسهم من انفسهم فحرروا البلاد من فُسّاد العباد ...صدقوا الله فصدقهم ... نصروا الله فنصرهم ..وكاني بباب عمر بن الخطاب وهو يصيح معلما للامة قائلا" نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمن ابتغى العزة في غيره اذله الله " ..ليتنا نعي كل ذلك ..


    لا فُضّ فوك ونفع بك وبامثالك ايها الحبيب الكريم ... متابع معك باذن الله تعالى

    تعليق


    • #3
      رد : التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة الجزء الأول

      المشاركة الأصلية بواسطة تلميذ مُحمّد حَسّان مشاهدة المشاركة
      ليتنا نعلم يقين العلم انه لن يجمع آخر الامة الا ما جمع أوّلها.. كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. هنا الخلاص والنجاة ... "ما ان تسمكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا " ولاحظ لن تفيد نفي المستقبل وابدا تعيد وتؤكد المعنى...ف الله الله في الكتاب والسنة ... الله الله في اتباع من سلف


      رضوان الله عليهم اجمعين ... فعلا حرروا انفسهم من انفسهم فحرروا البلاد من فُسّاد العباد ...صدقوا الله فصدقهم ... نصروا الله فنصرهم ..وكاني بباب عمر بن الخطاب وهو يصيح معلما للامة قائلا" نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمن ابتغى العزة في غيره اذله الله " ..ليتنا نعي كل ذلك ..


      لا فُضّ فوك ونفع بك وبامثالك ايها الحبيب الكريم ... متابع معك باذن الله تعالى
      جزاك الله خيرا
      واذا ارت المزيد عليك زيارة موقعنا
      ركن زاد المجاهد
      الموقع الرسمي للجان المقاومة وألوية الناصر صلاح الدين - فلسطين

      نتشرف بزبارتكم

      تعليق


      • #4
        رد : التربية على منهاج أهل السنة و الجماعة الجزء الأول

        بارك الله فيك .... وجزاك الله خير ..

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X