[align=justify]ما حدث يذكرني بالانقلابات التي أعقبت نكبة 48. إنه بداية تغير ديمقراطي في المنطقة, ودليل على أن التغيير يأتي دوما من نكبة فلسطين. إنه أول سقوط لنظام عربي باقتراع حر ونزيه, وقد فازت حماس لأن أجندتها لم تكن تعكس غالبية الفلسطينيين فحسب, بل العرب كذلك، من رفض للتطبيع والمفاوضات وأوسلو وتمسك بالمقاومة والعقيدة الإسلامية.
فوز حماس يعزز الموقف الفلسطيني, ويثبت كذب مراكز الاستطلاعات والأبحاث الممولة أميركيا. حماس ستعدل مع ذلك أجندتها ليس بشكل جذري –كما حدث مع فتح- لكنها ستلطف بعضها بما فيها التفاوض إما مباشرة أو غير مباشرة, ولنذكر هنا بتصريح محمود الزهار المهم بأن "التفاوض ليس خطيئة".
لقد أثبتت حماس سابقا أنها واقعية, فتمسكت بالهدنة فلم ترسل ولا صاروخا ولا استشهاديا واحدا, كما لدينا سابقة في التعاطي الإسرائيلي معها, بعد أن أوقفت إسرائيل الاغتيالات وتعاطت مع ممثلي حماس في المجالس البلدية بالضفة الغربية.
أما عن واشنطن فقد تعاملت مع فتح وكانت تعتبرها إرهابية واستقبلت عرفات وكانت تعتبره إرهابيا, كما تعاملت معها إسرائيل وأوروبا.
لا أعتقد أن حماس ستشكل حكومة على طراز تلك التي سجلتها السلطة, أي حكومة تفاوض إسرائيل، لكنني لا أستغرب أن تلجأ حماس إلى حكومة تكنوقراط تقوم بـ "العمل الوسخ"، إذا كانت لا تريد لنفسها أن تكون في فوهة المدفع وترفض تلويث يدها.
كما أن حماس ليست مضطرة للتعامل مع الدول المانحة والمجموعة الدولية, إنما العكس, فليس هناك بديل, لأن وقف المساعدة سيقوي موقف حماس وقد يؤدي إلى انهيار السلطة وحدوث فوضى عارمة، تفقد فيها السيطرة على ما يسمى "الفصائل المتطرفة" وقد يدفع حتى حركة مثل فتح إلى العودة إلى الخيار المسلح.
حماس ستواجه ثلاثة تحديات فورية:
1-محاكمة الفساد في السلطة
2-تسيير العلاقات مع العالم الخارجي: مرونة أم تشدد
3- الهدنة التي انتهت: هل تجدد أم لا؟
أما عن العلاقة بفتح, فحركة التحرير الفلسطينية الآن في حالة انعدام وزن, وهزيمتها قد تحدث انقلابا داخلها يطيح بالقيادة النخبوية ويحمل إلى القيادة شريحة أقرب لحماس لأنها من أبناء الشعب.[/align]
عبد الباري عطوان
فوز حماس يعزز الموقف الفلسطيني, ويثبت كذب مراكز الاستطلاعات والأبحاث الممولة أميركيا. حماس ستعدل مع ذلك أجندتها ليس بشكل جذري –كما حدث مع فتح- لكنها ستلطف بعضها بما فيها التفاوض إما مباشرة أو غير مباشرة, ولنذكر هنا بتصريح محمود الزهار المهم بأن "التفاوض ليس خطيئة".
لقد أثبتت حماس سابقا أنها واقعية, فتمسكت بالهدنة فلم ترسل ولا صاروخا ولا استشهاديا واحدا, كما لدينا سابقة في التعاطي الإسرائيلي معها, بعد أن أوقفت إسرائيل الاغتيالات وتعاطت مع ممثلي حماس في المجالس البلدية بالضفة الغربية.
أما عن واشنطن فقد تعاملت مع فتح وكانت تعتبرها إرهابية واستقبلت عرفات وكانت تعتبره إرهابيا, كما تعاملت معها إسرائيل وأوروبا.
لا أعتقد أن حماس ستشكل حكومة على طراز تلك التي سجلتها السلطة, أي حكومة تفاوض إسرائيل، لكنني لا أستغرب أن تلجأ حماس إلى حكومة تكنوقراط تقوم بـ "العمل الوسخ"، إذا كانت لا تريد لنفسها أن تكون في فوهة المدفع وترفض تلويث يدها.
كما أن حماس ليست مضطرة للتعامل مع الدول المانحة والمجموعة الدولية, إنما العكس, فليس هناك بديل, لأن وقف المساعدة سيقوي موقف حماس وقد يؤدي إلى انهيار السلطة وحدوث فوضى عارمة، تفقد فيها السيطرة على ما يسمى "الفصائل المتطرفة" وقد يدفع حتى حركة مثل فتح إلى العودة إلى الخيار المسلح.
حماس ستواجه ثلاثة تحديات فورية:
1-محاكمة الفساد في السلطة
2-تسيير العلاقات مع العالم الخارجي: مرونة أم تشدد
3- الهدنة التي انتهت: هل تجدد أم لا؟
أما عن العلاقة بفتح, فحركة التحرير الفلسطينية الآن في حالة انعدام وزن, وهزيمتها قد تحدث انقلابا داخلها يطيح بالقيادة النخبوية ويحمل إلى القيادة شريحة أقرب لحماس لأنها من أبناء الشعب.[/align]
عبد الباري عطوان
تعليق