نشرت القناة الثانية الإسرائيلية مساء السبت تقريرا مصورا يظهر شهادة مسجلة بصوت الطبيب الشرعي لدولة الاحتلال ومدير معهد الطب العدلي في أبو كبير في مدينة يافا بمركز الأراضي المحتلة عام 1948 والذي يعترف من خلاله بسرقة جلود وقرنيات من آلاف الجثث التي وصلت إلى المعهد.
وحسب القناة، فقد سجلت اعترافات الدكتور يهودا هيس مدير المعهد السابق عام 2000 حيث تطرق من خلالها إلى طريقة إدارة المعهد الطبي واليات سرقة جلود وقرنيات من جثث الموتى التي كانت تصل إلى المعهد بصورة غير قانونية.
وجاء في التقرير أن هيس والأطباء الذين يعملون تحت إمرته أرادوا التقدم بمجال استعمال الأعضاء ونقلها ولكنهم قاموا بذلك بطريقة غير قانونية.

وكان هيس وأطباء آخرون يسرقون القرنيات من أعين الشهداء الفلسطينيين وبعض الموتى الإسرائيليين بصورة يعاقب عليها القانون الإسرائيلي الذي ينص على وجوب التوجه إلى ذوي الميت وتقديم طلب لاستعمال أعضائه ونقلها إلى المرضى.

ويسمح القانون الإسرائيلي لعائلة المتوفى برفض التبرع بأعضائه، وفي حال ذلك يمنع الأطباء من استعمال الأعضاء لأي سبب من الأسباب.

وكشفت القناة أن عضو الكنيست الحالي والقيادي في جيش الاحتلال السابق اريه الداد كان احد المشرفين على مشروع سرقة الأعضاء.

ونقلت القناة عن الداد قوله: "الجيش الإسرائيلي كان توجه إلى المعهد الطبي أبو كبير بطلب كمية من الجلود للجنود الإسرائيليين المصابين، ونحن عملنا وفقا للقانون وبصورة واضحة جدا وأخذنا إذنا من ذوي المتوفين قبل استعمال جلودهم".

وأشار الداد إلى أن عائلات الموتى سمحت لهم باستعمال الجلود بالإضافة إلى أعضاء أخرى من أبنائهم.

وتقول القناة الإسرائيلية "كما يبدو وبعد أن أنهى الداد عمله في المعهد الطبي تغيرت القوانين وطرق العمل في المعهد، ففي عام 1997 قتل الجندي الإسرائيلي زئيف بروزغلو من وحدة جولاني في الجيش الإسرائيلي".

وقام والد الجندي المقتول بزيارة معهد أبو كبير للاطلاع على جثة ابنه، بيد انه شعر أن شيئا ما غير اعتيادي وان الجثة ناقصة، وقال في تصريح للقناة" يبدو لي أنهم لعبوا بجثة ابني التي أمنتهم عليها ، لم أرى قرنيات في عينيه".

نشر التفاصيل
وحسب التقرير، كانت البروفيسور نانسي شفرد يوز من جامعة بروكلي في الولايات المتحدة قد سجلت اعترافات الطبيب الإسرائيلي يهودا هيس خلال زيارة إلى معهد أبو كبير خلال مشروع بحث أعدته الجامعة الأمريكية.

وأكدت شفرد يوز انها قررت نشر تفاصيل الاعترافات عقب التحقيق الصحفي الذي نشره الصحفي السويدي دونالد بوستروم والذي كشف من خلاله قيام جيش الاحتلال بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين بعد استشهادهم.

وأشارت القناة في معرض دفاعها عن الاعترافات إن المعهد الطبي في حينه لم يكن يفرق بين جثة الفلسطيني والإسرائيلي حيث كانت تتعرض جميعا للسرقة.

وتعقيبا على الموضوع قالت وزارة الصحة الإسرائيلية "إن عملية استعمال الأعضاء كانت معروفة لدينا مسبقا وقد حصل المعهد على موافقتنا، ولكننا نذكر أن جميع الأعضاء التي تم استعمالها كانت بموافقة أهالي الموتى أو بوصية الميت ذاته الذي كان يتبرع بأعضائه".

وأضافت الوزارة:" ليست لدينا معلومات حول سرقة أعضاء بشرية دون اخذ الموافقة على ذلك، ونؤكد أن الشرطة قامت بفحص القضية مسبقا ولم تجد أي دليل على سرقة الأعضاء".

من ناحيته قال البروفيسور يهودا هيس تعقيبا على تقرير القناة الثانية: "الحديث يدور حول مشاريع تمت منذ زمن"، مشيرا إلى أن لجنة إسرائيلية حققت بالموضوع وأشارت إلى أن الخرق كان في إدارة المعهد الطبي في تلك الفترة.

وعقب ناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي قائلا: "هذه القضية انتهت قبل نحو عشر سنوات وغير قائمة في هذه الأثناء".

وكانت القناة ذاتها نشرت تقريرا مقتضبا حول الموضوع مساء يوم أمس، وكشفت من خلاله سرقة أعضاء شهداء فلسطينيين لصالح جنود إسرائيليين.