إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنهج الحركي للهجرة النبوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنهج الحركي للهجرة النبوية

    بسم الله ..........

    طال عرض أحداث السيرة النبوية بصفة عامة ، وأحداث الهجرة بصفة خاصة : للعظة والاعتبار .

    وكثر استخراج الدروس من السيرة النبوية _ كذلك _ بصفة عامة ، ومن الهجرة النبوية بصفة خاصة : للاهتداء والإقتداء ‏‏‏‏‏‏

    وأحسن في عرض هذا وذاك العلماء ، وأجاد في كتابة هذا وذاك الباحثون .

    ولكن . . قلما تحولت هذه المواعظ والدروس إلى حركة في دنيا الناس وواقعهم .. !!

    أو : قل : قلما تحولت دنيا الناس وواقعهم إلى الأفضل بسبب هذه المواعظ والدروس . !!


    هل كان ذلك . .

    لأن الناس ما التفتت في عصرها هذا إلى أحداث السيرة ودروس الهجرة . . ؟

    أو أن الناس لم تحرك فيهم أحداث السيرة ودروس الهجرة ساكنا . . ؟

    أو أن العرض _ وليست أحداث السيرة ودروس الهجرة _ لم يحرك ساكنهم ، ويأخذ بأيديهم إلى مواقع العمل والإفادة من هذه الأحداث وتلك الدروس ؟

    أو أنهم ركنوا إلى الدعة ، وشغلتهم أفراحهم وأتراحهم ، وما عاد لديهم _ بخصوص هذه الأحداث والدروس _ ساكنا ولا متحركا . . ؟

    أو أنهم قنعوا بإلقاء الملام _ وهم رقود نيام في غياهب هذا السكون _ على بعضهم البعض ، لعدم الإفادة ، وتغيير الواقع المر ، بفضل هذه الدروس ، التي تدق نواقيس التذكير والتحذير ، كلما مرت الأيام ، وتجدد عرض الأحداث . . ؟

    أو . . ؟

    أو . . ؟


    * * *
    على كل حال . .

    هذه محاولة ، وليست عرضا للأحداث ، ولا سردا للدروس ، ولكنها : إيقاظ للنفوس ، وأخذ للأيدي والأقدام ، لمواقع الحركة ، وأدوات التغيير .

    مع علمي ويقيني : أنها ستبوء بالفشل ، إذا لم يقترن بها ، ويصاحبها : إخلاص في القصد ، وصدق في الأداء ، وعزيمة جادة في التغيير ، وتوفيق من الله تعالى أولا وأخرا . . . ! !


    أقدمها _ أولا ، وبصفة خاصة _ إلى الحركة الإسلامية ، التي هي من الأمة بمثابة القلب الذي يضخ الدم في سائر أجزاء الجسم ، فيحفظ على هذه الأجزاء : حياتها ، ونماءها ، وتجددها ، رغم المؤثرات الخارجية والداخلية التي تؤثر على هذا الجسم من عوامل محيطة به ، في الزمان والمكان ، لتعيقه عن اليقظة والحركة والقيام بدوره ، وأداء رسالته ، وامتلاك الزمام

    كما أقدمها _ ثانيا ، وبصفة عامة _ إلى الأمة الإسلامية ، التي هي خير أمة أخرجت للناس ، ذلك الجسم الكبير ، الذي تعمل فيه الحركة بصدق ، وتبذل بإخلاص ، وتضحي وتعطي وتدعو ، وتقدم بنفسها النموذج الذي ينبغي أن يحتذي : حتى يستيقظ هذا الجسم الكبير _ الأمة _ ويتحرك ، ويقوم بدوره ، ويؤدي رسالته ، ويمتلك الزمام .

    كما أقدمها - ثالثا - بعد احتكاك بالحركة الإسلامية الواعية الصادقة الجادة المخلصة ، وقرب منها ، وفهم لها ، وقناعة تامة ، بأنـها الوحيدة المرشحة والمؤهلة لحسن فهم هذه الدروس ، وتوجيه وتطوير أدائها في العمل لرفع راية الإسلام ، وإعلاء شأن المسلمين على هدى منها ، وإفادة بـها
    .


    يتبع .......

  • #2
    رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

    لم تكن الهجرة النبوية الشريفة حدثا عابرا في تاريخ الدعوة نحتفل به كل عام ، ولم يكن كذلك حادثا شخصيا يرتبط ذكره فقط بدراسة حياة صاحبه صلى الله عليه وسلم . . ! !

    بل كانت هذه الهجرة معلما بارزا في تاريخ هذه الدعوة وصاحبها عليه الصلاة والسلام ، وتحولا جوهريا في مسارها ، وبعثا جديدا في حياتها ، وتغييرا كليا في أسلوبها .

    ولهذا وغيره : كانت دراسة الهجرة النبوية دراسة للدعوة ، وتكرار الدراسة _ كل عام ، أو كل حين _ تذكير بخط سيرها ، وعرض لواقعنا على أهدافها وغاياتها .

    وبـهذه الدراسة وتكرارها : نصحح مسارنا ، ونتذكر أهدافنا ، ونشحذ هممنا ، ونفهم ديننا ، ونحسن _ بل نصوب _ على أساسها واقعنا ، لنؤدي رسالتنا ، ونرضي ربنا

    وسنتناول بعون الله تعالى _ في هذه العجالة _ الهجرة النبوية _ فقط _ من هذه الجوانب

    ( أ ) الدوافع .

    (ب) الحدث .

    (ج) النتائج .

    (د) الدروس المستفادة .


    أولا : الدوافع .

    ونؤكد _ مرة أخرى _ على أن الدوافع لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة : لم تكن شخصية أبدا ، فلم يهاجر صلى الله عليه وسلم رغبا ولا رهبا .

    إذ أنه ما كان يرغب صلى الله عليه وسلم عن بلد الله الحرام أبدا وهو الذي قال " والله إنك لأحب أرض الله إلي ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت " "1 "

    كما أنه ما هاجر منها رهبا وخوفا ، وهو الذي ما خاف قط ، حيث أنه في معية الله دائما ، وهو الذي يؤمن جيدا بقول الله تعالى له ( والله يعصمك من الناس ) "2 " وتاريخ حياته يشهد بكل وضوح أنه كان أشجع الشجعان .

    كما نؤكد على أن هذه الهجرة لم تكن حدثا عابرا مثل كثير من الأحداث التي يحفل بها تاريخ هذه الدعوة الكبيرة العالمية ، بدليل ما حدث بعدها ، من تحول في خط سير الدعوة ، وفي تشريعاتها ، وفي حياة أصحابها ، بل في أسلوب هذه الدعوة ووسائلها.

    إذا . . فما الدوافع لهذه الهجرة النبوية . . ؟

    الدوافع كثيرة . .

    ولكننا نخص بحديثنا هنا أمرين فقط ، وهما :

    1 _ البحث عن أرض جديدة ، تمارس فيها هذه الدعوة علنا ، بكل حرية ، دونما خوف أو اضطهاد ، وتنتشر منها مبادئ هذا الدين العالمي في كل بلاد الله شرقا وغربا .

    وذلك بعد هذا التكميم والتكتيم والتعتيم ، والاضطهاد والإيذاء ، الذي استمر ثلاثة عشر عاما بمكة دونما ازدياد في العدد ، أو في مساحة من الحرية لممارسة هذا الدين ، مع التضييق عليه وأهله ، والتنفير منه ، والإبعاد عنه ، والنيل من أصحابه .

    2 _ إقامة هذا النظام الجديد ، في الواقع العملي ، والحياة اليومية للناس ، يرونه رأي العين ، ويعيشونه ، ويتفياؤن ظلاله ، وينعمون بعدله ، ويتعبدون لله من خلال تشريعاته في دولة إسلامية ، تنشر مبادئه ، وتحمي أتباعه . حتى لا يكون هذا الدين نظريات كلامية ، دون مثال واقعي ، وتطبيق عملي يشهد بصحة هذا الدين وصلاحيته لقيادة الدنيا وأهلها .

    وذلك بعد فقدان الأمل في إقامة هذا النظام وتأسيس الدولة الإسلامية في مكة .

    كما أنه قد استوى هؤلاء الرجال الذين يقيمون هذا النظام ويؤسسون هذه الدولة من جهة : سلامة عقيدتهم ، ومتانة أخلاقهم ، وصحة عبادتهم ، وحسن معاملاتهم ، وشمول فهمهم لهذا الدين ، وبقاؤهم في مكة _ على هذا الحال _ دون إقامتهم للدولة الإسلامية ، أو إقامة الدولة الإسلامية بهم : تضييع لهذه الكفاءات ، وإهدار لهذه الطاقات .


    ثانيا : الحدث .

    وحدث الهجرة ، أو حادث الهجرة ، أو حديث الهجرة : جد معروف .

    فقد حفلت به كتب السنة ، وكتب السيرة ، وكتب التاريخ كذلك .

    ولا نحب أن نطيل بإعادته .

    ولكن : ننبه فقط ، إلى أنه لا يوجد في كتب التاريخ وكتب السير على الإطلاق _ بشهادة المنصفين من الأعداء قبل الأصدقاء _ أصدق ، ولا أدق ، ولا أثبت ، من سيرة محمد صلى الله عليه وسلم .

    ولذلك : فاستشهادنا _ فيما يلي بأية فقرة ، أو أية معلومة _ مما يخص موضوعنا _ هو استشهاد بمعلومات صحيحة موثقة ، لا يشوبها غبار من شك ، أو ذرات من تزييف .

    وبالتالي : فما يبنى عليه أساسه سليم ، وجذوره متينة ، والعمل به واجب ، والإفادة منه _ بإذن الله تعالى _ محققه .
    .

    تعليق


    • #3
      رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

      [COLOR="DarkSlateGray"]ثالثا : النتائج .

      لم تحقق هجرة في التاريخ _ على كثرة الهجرات _ أهدافها ، التي كانت الدافع إليها ، كما حققتها هجرة النبي صلى الله عليه وسلم .

      بل لم تحقق هجرة في التاريخ أهدافا مثل تلك الأهداف والنتائج _ كما وكيفا _ مثل التي حققتها هجرة النبي صلى الله عليه وسلم .

      وسنتناول فقط هذين الهدفين أو الدافعين ، الذين ذكرناهما آنفا ، وهما : _

      1 _ نشر الدعوة .

      2 _ إقامة الدولة الإسلامية .

      أما بالنسبة للأول منهما : فقد بدأت الدعوة الإسلامية تنتشر في هذه الأرض الجديدة ، وبين هؤلاء القوم الجدد _ الذين شرح الله صدورهم ، وفتح قلوبـهم ، وأزكى عقولهم ، لتعاليم هذا الدين ومبادئه فهما وتطبيقا _ بسرعة الريح ، منذ أن هاجر إليهم ، وأقام بينهم ، رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مصعب بن عمير .

      بل وصل الأمر قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم إليها أن فشا الإسلام فيهم ، يقول ابن هشام " لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم " . "3 "

      أما بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقد تغير الحال ، وطارت نسائم هذا الدين ، وانتشر أريجه في كل الأنحاء ، وطوفت في البلاد بعوث النبي صلى الله عليه وسلم ، وسافر القراء والمعلمون لهذا الدين في أرجاء شبه الجزيرة العربية ، وعلم القاصي والداني بأمر هذا الدين الجديد ، بل علم العدو والصديق مبادئ وتعاليم هذا الدين الجديد .

      ولم تمض عدة سنوات في هذا البلد الجديد والوطن الوليد ، حتى صار نور الدين فيه يجذب الناس إليه ، ويشدهم لعدله وهدايته وخيره ، حتى إنه من كثرة هؤلاء القادمين إليه ، والداخلين فيه : سمي العام التاسع من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم " بعام الوفود " الذين جاؤا بأنفسهم وباختيارهم إلى المدينة ، لاعتناقهم الإسلام ، وإعلانهم الانضواء تحت لوائه ، وحملهم مبادئه وتعاليمه لأقوامهم وبلادهم .

      وصدق الله إذ يقول ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) "4 "

      وتحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام ، وذلا يذل به الكفر .. ) الحديث "5 "

      بل دخل بلاد كسرى وقيصر ، وأنار جنباتها ، وأنقذ شعوبها من ذل الاستعباد إلى عز الخضوع لرب العباد ، تحقيقا لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يحفر الخندق مع أصحابه لحماية المدينة من الأعداء ، إذ يقول البراء : " لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول ، فاشتكينا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء ، وأخذ المعول ، فقال : باسم الله . . !!

      ثم ضرب ضربة ، وقال : الله أكبر . . !! أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأنظر قصورها الحمر الساعة .

      ثم ضرب الثانية : فقطع آخر ، فقال : الله أكبر . . !! أعطيت فارس ، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن .

      ثم ضرب الثالثة : فقال : باسم الله ، فقطع بقية الحجر ، فقال : الله أكبر . . !! أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني . " "6 "

      كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم أن نور هذا الدين سينتشر ويعم أكثر وأكثر ، حتى يبلغ مشارق الأرض ومغاربها ،

      فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله قد زوى لي الأرض _ أي جمع وضم _ فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها . . " الحديث "7 "

      وقد تحقق بعض ذلك . . !!

      وقريبا يتحقق _ بإذن الله تعالى _ كل ذلك . . !!

      وبذلك : تحقق الهدف الأول ، وظهرت جلية بفضل الله تعالى واحدة من أبرز نتائج الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام .

      أما بالنسبة للثاني منهما : فقد بدأ يتحقق بالمدينة ما لم يتحقق لهذه الدعوة بمكة المكرمة ، بل ما كان يمكن أن يتحقق فيها ، من إقامة الدولة الإسلامية ، وترسيخ دعائمها ، ووضوح معالمها ، وتأسيس أركانها .

      وأركان الدولة _ كما يقولون _ أربعة : _

      أ _ الأرض .

      ب _ والشعب .

      ج _ والقانون .

      د _ والحاكم .

      وفي المدينة بدأت هذه الأركان تتضح لدولة الإسلام الجديدة .

      فالأرض . . أصبحت ملكا للمسلمين ، لهم الغلبة والأغلبية _ مهاجرين وأنصارا _ فيها ، ولهم _ كذلك _ السيادة عليها ، وقد تم الاعتراف بها وطنا إسلاميا ، وعاصمة لدولة الإسلام الجديدة ، من الجميع ، وحتى الأعداء بعد غزوة الخندق ، حينما أخبر عنهم المولى سبحانه وتعالى بقوله ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ) "8 " وكشف ما في نفوسهم صلى الله عليه وسلم بقوله " الآن نغزوهم ولا يغزوننا ، نحن نسير إليهم " "9 "

      وتحقق بذلك : ركن الأرض .

      والشعب . . صار المسلمون أكثرية في المدينة وغيرهم الأقلية ، بعد أن كانوا في مكة هم الأقلية وغيرهم الأكثرية ، بل صارت هذه الأكثرية عددا يفوق الحصر ، وكيفا يفوق الوصف ، من حب هذا الدين ، والالتزام بتعاليمه ، والعمل بأحكامه ، والالتفاف حول نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأحسوا بطعم الاستقلالية في وطنهم ، ونشروا منه دينهم ، وافتدوه ودافعوا عنه ، _ وعن حرماتهم فيه _ بأرواحهم .

      وتحقق بذلك : ركن الشعب .

      أما القانون . . فلا قانون يدانيه ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) "10 "

      ولئن كان هذا القرآن هو الذي كان ينزل بمكة قبل الهجرة : فقد تغير خطه ومنهجه وأسلوبه بعد الهجرة عنه قبل الهجرة . . إذ صارت سوره وآياته تتجه لبناء الدولة ، وتوضيح معالم النظام في جميع جوانب الحياة ، وما تحتاجه من تشريعات ، سواء أكان ذلك في المعاملات المالية ، أم في الشئون الاجتماعية ، أو الأسرية ، أو العسكرية ، أو التربوية ، أو . . ، أو . . الخ بجانب ما يتصل بالعقيدة ، والأخلاق ، والعبادات كذلك .

      وقد هيمن هذا القانون على القلوب قبل الأجساد والعقول ، وهرع الناس إليه لا هربا منه ، والتزم الجميع به بدل الإهمال له ، حتى صار هذا القانون : ربيع قلوبهم ، وجلاء أبصارهم ، وبه ومنه وفيه ذهاب همومهم وغمومهم ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) "11 "

      وأما الركن الرابع من أركان إقامة الدولة فقد كان هو الذي تحيط به القلوب ، وتفتديه الأرواح ، ويسعد بإتباعه الجميع . . وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، خير الأئمة ، وإمام حكام العدل ، وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .

      ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) "12 "

      وبذلك : تحقق الهدف الثاني ، وظهرت جلية بفضل الله تعالى ، واحدة أخرى من أبرز نتائج الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة ، أزكى السلام .

      * * * *

      وعلى هذا : تحققت أهداف الهجرة النبوية ، وظهرت بفضل الله تعالى للدنيا _ وعلى

      الدنيا _ كلها ، نتائجها الباهرة وآثارها العظيمة .

      بقيت _ وستبقى _ قضية الإفادة منها ، لنواجه ما يعيق الحركة الإسلامية _ ويبعد الأمة

      عن اليقظة ، والحركة ، والقيام بالدور ، وأداء الرسالة ، وامتلاك الزمام .

      وهذا _ ما نحاول التعرض له في الدروس التالية ، سائلين المولى سبحانه : الصدق ،

      والإخلاص ، ووضوح العرض ، وحسن القبول ، وبلوغ الغاية

      يتبع .... بإذن الله

      تعليق


      • #4
        رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

        ما شاء الله عليك

        تقبل الله منا ومنك الأعمال وجعلها خالصة لوجهه الكريم

        الصدق ، والإخلاص ، ووضوح العرض ، وحسن القبول ، وبلوغ الغاية

        اللهم آمين

        تعليق


        • #5
          رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

          نحب أن نلفت الانتباه من البداية ، إلى أن دروس الهجرة التي يستفيدها المسلم عموما ، وآلتي ينبغي أن تنتهجها الحركة الإسلامية خصوصا :

          أ _ كثيرة وفيرة . . سواء للفرد ، أو للأسرة ، أو للجماعة ، أو للأمة بأسرها .

          ب _ ولا يمكن أن يحيط بها كاتب فرد ، مهما أوتي من : قوة الفهم ، وبلاغة القول ، ونصاعة البيان .

          ج _ ولا تنتهي على مر الزمان ، ولا تبلى _ كذلك _ من الإعادة ، أو كر الليالي والأيام .

          د - وأنه كلما حاولت الأمة ، أفرادا أو جماعات بصدق وإخلاص _ الإفادة منها ، والعمل بها _ مهما اختلفت العصور ، وتنوعت البيئات _ رزقها الله تعالى _ بالجديد فيها ، وأنعم عليها بالمفيد منها .

          وما محاولتنا هنا لعرض بعض الدروس : إلا غيض من فيض ، وقطرة من بحر ، ورغبة في الإقتداء ، وطمع في الإفادة بها والاهتداء .

          ومن هذه الدروس ، ما يلي : _

          تعليق


          • #6
            رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

            الدرس الأول


            مصدر عزة المسلم

            إن عزة المسلم : في التزامه بشرع الله تعالى ، ومرضاته الدائمة الواعية له سبحانه ، وإحساسه الصادق بمعيته عز وجل ، وثقته في نصره سبحانه لأوليائه . وحمايته لهم من كيد أعدائهم .

            فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة _ وهو يعلم جيدا أن القوم يريدون الفتك به ، ويخططون للخلاص منه ، ولكنه - كان رابط الجأش ، ثابت الفؤاد ، ثاقب النظر ، جيد التخطيط ، هادئ التفكير ، حسن الإعداد والاستعداد . . وما ذلك وغيره : إلا لأنه كان يستصحب معونة الله ، ويستعين بقدرته سبحانه ، ويشعر ، بل تغمره صلى الله عليه وسلم معية الله ، حتى لكأنه لا يرى القوم ، ولا يشعر بهم ، بل صار لا يعبأ بمكرهم ، ولا يهتز لغليانـهم وهياجهم .

            ( إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) "13 "

            وفي صحيح البخاري . . عن أبي بكر قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بأقدام القوم ، فقلت : يا نبي الله . . !! لو أن بعضهم طأطأ بصره : رآنا ، قال : اسكت يا أبا بكر ، اثنان الله ثالثهما " "14 "

            طمأنينة لا حدود لها ، نابعة من دوام ذكر الله ، مبنية على ثقة مطلقة في معية الله ونصره .

            وكان فزع أبي بكر _ لا على نفسه ، بل _ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بسبب أن الكفار _ من هول صدمتهم من هذا الخروج العجيب ، من بين أيديهم ، وسيوف فتيانـهم ، وشدة بحثهم ، وكثرة انتشارهم _ وصل بعضهم إلى المكان الذي اختبأ فيه ، منهم ، النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه .

            ولكن الله تعالى : يحمي من يحتمي به ، ويعين من يستعين به ، ويستجيب لمن يدعوه ، ويطمئن من يذكره ، ويعز من يعتز به .

            في رواية للإمام أحمد "15 " . . عن أسماء بنت أبي بكر ، رضي الله عنهما ، قالت : فهيأنا لهم سفرة . . . وخرجوا يطوفون في جبال مكة ، حتى انتهوا إلى الجبل الذي هما فيه ، فقال أبو بكر لرجل مواجه الغار : يا رسول الله ، إنه ليرانا ، فقال : كلا إن الملائكة تسترنا بأجنحتها ، فجلس ذلك الرجل ، فبال مواجهة الغار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان يرانا ما فعل هذا .

            ولذلك : فما على المسلمين بعامة ، والحركة الإسلامية بخاصة _ إذا أحسنوا الالتزام بشرع الله ، فهما وسلوكا ، وأجادوا الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتقنوا التخطيط ، وأجادوا الاستعداد ، وبذلوا كل ما في وسعهم ، وأخلصوا في الاستعانة بالله تعالى ، وصدقوا في التوكل عليه _ أن لا يخافوا من مكر أهل الأرض جميعا ، وأن لا يخشوا تفوق أسلحتهم ، ولا كثرة عددهم ، ولا حداثة آلاتهم ، ولا تنوع آلياتهم ؛ لأن الله تعالى يكون معهم . . بتأييده ، وطمأنينته ، ونصره ، وإعزازه .


            يقول تعالى ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) "16 "

            ويقول سبحانه ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) "17 "

            ولهذا : فلا مجال لليأس عند من يستنصر بالله ، ولا مجال للهوان أو الذل عند من يعتز بالله سبحانه وتعالى .

            وما رأينا إنسانا اعتز بغير الله تعالى ، إلا أذله الله عز وجل ، وألقى به إلى غير مبتغاه .

            وما رأينا شعبا اعتز بغير شرع الله وقانونه إلا ألبسه الله ثياب الجوع والخوف ، بعد الصغار والهوان والتبعية .

            ومن هنا : لا يمكن أن تهتز ثقة المؤمن بنصر الله لبريق تفوق الأعداء ، إذا هو صدق في الاستعانة بالله عز وجل ، وجد في الاستعداد ، وبذل ما في الوسع ، وتسلح بالصبر البناء ( فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم آلف يغلبوا آلفين بإذن الله والله مع الصابرين ) الأنفال 66

            وليست هذه دعوة للتواكل والسلبية ، بل هي التنبيه على ضرورة ترجمة الاعتزاز بالله تعالى إلى عمل بناء ، يرفع الهامة ، ويشحذ الهمة ، ويجدد الثقة ، ويبني النفوس ، ويعين على المواجهة .

            خاصة : في هذا العصر الذي هرع فيه كثير من المنتسبين للإسلام إلى الشرق وإلى الغرب بحثا عن مصادر للعزة والقوة ، وعميت أبصارهم ، لا . . ( إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ) "18 " عن الاعتزاز بالله تعالى .


            وصدق الله إذ يمن علينا في هذا التنبيه ( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ) "19 " لا يملكها سواه ، ولا ينعم على أحد بها إلا هو سبحانه وتعالى .

            وإذا كان هذا المفهوم الإسلامي الواضح جيدا في دروس الهجرة ، قد غاب عن جموع المسلمين عامة : فإنه لا ينبغي أن يغيب عن الحركة الإسلامية بخاصة ، وعلى دعاة الحركة وقادتها أن تولي هذا المبدأ التربوي عناية كبيرة في نفسها أولا ، وفي تربية أبناء الحركة عليه ثانيا ، بغرض تكوين هذا الجيل الذي لا تهزه الصوارف ، ولا تصرفه الزخارف ؛ بسبب اعتزازه بالله تعالى ، ورغبته في مرضاته .

            ويوم يوجد هذا الجيل : شيوخا وشبابا ، نساء ورجالا ، سيملك القوة ، ويزهو بعزة الله ، ويحسن القيادة ، وينشر العدل ، ويوجه العلم لخير أهل الأرض ، و. . ، و. . الخ .

            وساعتها : ستنقاد لهم الدنيا ، ويتصاغر أمامهم الطغاة ، وتعنوا لهم وجوه الجبابرة .


            يتبع .... بإذن الله

            تعليق


            • #7
              رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

              نتمنى منك المتابعة..وفقك الله

              تعليق


              • #8
                رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                جزيت خيرًا أخانا الكريم
                تذكرني بما قمت بعرضة في القسامي
                جزاك الله خيرا وتقبل الله منك

                تعليق


                • #9
                  رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                  سيرة رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حافلة بالانجازات والحكم والعبر
                  شكرا على الموضوع الرائع والى الامام

                  تعليق


                  • #10
                    رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                    جزاكم الله خيرا على المرور ......... سنكمل بإذن الله

                    تعليق


                    • #11
                      رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                      بارك الله فيك اخي محمد الفاتح

                      تعليق


                      • #12
                        رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                        حياك الله أخي

                        تعليق


                        • #13
                          رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                          الدرس الثاني

                          ليس الإسلام مذهبا فكريا


                          ديننا دين عملي ، يقود لعمارة الكون ، وامتلاك ناصيته ، وإسعاد أهله ، في ظل الحق والعدل والسلام ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) "9 "

                          وليس دينا يهدف إلى أن يكون مذهبا فكريا ، أو عقديا ، يناطح الأفكار والنظريات فقط.

                          لا . . إن الهدف من ديننا ، هو : إقامة الإسلام عمليا ، وتطبيقه في دنيا الواقع ، وهيمنة مبادئه وتعاليمه على سلوك الناس وحياتهم ومعاملاتهم ، و . . ، و . . الخ من خلال الدولة وسلطانها ، والنظام وقوانينه .

                          ولو لم يكن الأمر كذلك : لظل النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حيث كان يحب ، دون تعرض لمشقات الهجرة ، وآلام فراق الوطن ، خاصة وأن أهل مكة ما كانوا يتعرضون له ولأصحابه صلى الله عليه وسلم بالإيذاء والاضطهاد ، لو كانوا يعلمون أنه مذهب فكري يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم دون تعرض به ومن خلال مبادئه لتغيير سلوك الناس ، ونظام حياتهم ، وقوانين مجتمعاتهم .

                          وهو نفس الهدف ، ونفس الدرس ، الذي يستجلب لأبناء الحركة الإسلامية _ في عالم اليوم _ المتاعب والمصاعب والمحن .

                          فليس الذي يعانون بسبب اعتناقهم الإسلام ، أو تنفيذهم لشعائره وعباداته ، إنما السبب الحقيقي فيما يعانونه : هو أنهم يريدون الإسلام نظاما وقوانينا ، يريدون الإسلام مهيمنا على كل جنبات حياتهم ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له ) "20 "


                          ولن نستفيد من هذا الدرس . . ! !

                          ولن ننتفع بهذا الدين . . ! !

                          إلا إذا أصبح الإسلام _ كما يقول الإمام حسن البنا _ نظاما شاملا ، يتناول مظاهر الحياة جميعا ، بحيث يصير : دولة ووطنا ، أو حكومة وأمة ، كما أنه خلق وقوة أو رحمة وعدالة ، وثقافة وقانون ، أو علم وقضاء ، كما أنه مادة وثروة أو كسب وغنى ، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة ، سواء بسواء . " 21 "

                          ومن الواجب أن ننبه هنا : على أن هذا الكلام لا يوجه فقط للقادة والمسئولين والحكام ، بل هو موجه _ كذلك _ لأفراد الناس وجماعاتهم ، عامهم وخاصهم ، مع الحكام والمسئولين ، سواء بسواء ، كل على قدر موقعه ، وحجم مسئوليته ، ودائرة اختصاصه .

                          فلا ينبغي أن يكون تقاعس الحكام عن تطبيق شرع الله مندوحة لشعوبهم في أن تعيث في الأرض والدنيا لهوا وفجورا وفسادا ، بحجة آن " الناس على دين ملوكهم " .

                          كلا . . وألف كلا . . ! !

                          ففي الحديث الشريف : عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس . . أحسنا ، وإن ظلموا . . ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤا فلا تظلموا " " 22 "

                          كما أن تعاليم الإسلام ، لا يهيمن عليها _ كلها _ ويقدر على تعطيلها الحكام ، حيث إن الكثير من أحكام الإسلام ، وآدابه ، ونظمه ، وقواعده ، وتعاليمه ، ترتبط القدرة على تنفيذها _ فقط _ بالمرء نفسه ، دون تصريح أو تمكين من غيره .

                          ولو عرض كل امرئ حاله على شرع الله لوجد الكثير مما هو مسئول عنه ويستطيع _ لو صدق _ تنفيذه : قد ألقى كسلا ، أو إهمالا ، أو هروبا من التبعات ، على شماعة تقاعس الحكام عن تطبيق شرع الله . . ! !

                          كما لا ينبغي أن يكون فساد الشعوب ، وإهمالها _ أو جهلها _ لشرع الله مندوحة لحكامهم في أن يعيثوا في الأرض والدنيا والناس إيذاء وقهرا وإفسادا ، بحجة أنه لا يصلحهم _ أو يصلح معهم _ إلا هذا ، أو بحجة من كان يقول ( . . يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهيمن ولا يكاد يبين ) "23 "

                          كلا . . وألف كلا . . ! !


                          ففي الحديث الشريف . . " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل ، وشاب نشأ بعبادة الله . . ) الحديث "24"

                          لاحظ أن أولهم : هو الإمام العادل ، الذي يصلح البلاد ، ويعدل بين العباد .

                          وفي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " إن المقسطين ، عند الله ، على منابر من نور ، عن يمين الرحمن عز وجل _ وكلتا يديه يمين _ الذين : يعدلون في حكمهم ، وأهليهم ، وما ولوا " "25 "

                          ولذا . . فالأولى بالحكام : أن يعدلوا ، وأن يصلحوا ، حتى لا يحرمون من هذا الفضل ، الذي لا يدانيه فضل ، وحتى لا يصيبهم ما أصاب من ( استخف قومه فأطاعوه ) وسكتوا له ، فاغتر ، وقال : ( أليس لي ملك مصر ) ؟ إذ يخبرنا القرآن الكريم عنه وعنهم ، بقوله ( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ) .

                          ولو لم يتم ذلك في الدنيا : فإنهم سيقفون أمام الله تعالى يوم القيامة ، وسيحاسبهم ربهم عن أنفسهم وعن رعاياهم .

                          ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، مستجاب فيهم ، الذي يقول فيه : " اللهم . . من ولي من أمر أمتي شيئا ، فرفق بهم : فارفق به " "25 "

                          وسيحاسبهم عما هو أكثر وأعم من ذلك .

                          فسيحاسبهم عن : صيانة الأمن ، وإنفاذ القانون ، ونشر التعليم ، وإعداد القوة ، وحفظ الصحة ، ورعاية المنافع العامة ، وتنمية الثروة ، وحراسة المال ، وتقوية الأخلاق ، ونشر الدعوة . "21 "

                          ولذا فبالراعي والرعية : يصير الدين واقعا ، والسلوك عبادة ، فلا انفصام بين الدين وحياة الناس ، ولا خصومة بين حياتهم وتعاليمه .
                          يتبع ...

                          تعليق


                          • #14
                            رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                            تقبل الله منك أخي وعزيزي محمد الفاتح وجزاك عنا كل خير

                            تعليق


                            • #15
                              رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                              بارك الله فيك اخي الحبيب محمد الفاتح وجزاك عنا خيرا

                              تعليق


                              • #16
                                رد : المنهج الحركي للهجرة النبوية

                                الله يجزيك الخير عنجد صراحة موضوع قيم جدا
                                بارك الله فيك
                                ونسال الله الفائدة للجميع
                                تقبل خالص احترامي وتقدير
                                اختك
                                رحيق الاقصى

                                تعليق

                                جاري التحميل ..