تويت
الأسقف أشاد بولاء مقاتلي طالبان لبعضهم
المصدر: إسلام أون لاين أعرب ستيفن فينر الأسقف الإنجيلي للقوات البريطانية في أفغانستان عن إعجابه الشديد بحركة طالبان بسبب "إيمانها العميق بعقيدتها وولاء أفرادها الشديد لبعضهم البعض"، مستنكرا تصوير البريطانيين لها بـ"الشيطان".
لكن قائدًا عسكريًّا بريطاني انتقد تصريحات "فينر"، معتبرا أنه يخوض بالحديث في قضية عسكرية وليست دينية.
وفي مقابلة من ساحة القتال بأفغانستان مع صحيفة "ذا ديلي تليجراف" البريطانية قال فينر –أسقف دوفرس السابق والذي عينه أسقف كانتربري روان ويليامز كأسقف للقوات البريطانية-: "يعجبني في طالبان إيمانها واقتناعها بفكرتها وولاء أفرادها الشديد لبعضهم البعض؛ ما يُصعّب من مواجهة الحركة والقضاء عليها بسهولة".
في الوقت الذي أثنى فيه على ما وصفه بـ"تضحيات" قوات بلاده وتقديم العائلات البريطانية بزهرة شبابها للقتال، قال في عدد الصحيفة الصادر اليوم الإثنين 14-12-2009: "نحن نصورها على أنها شيطان ونحاول أن نوصل للجميع أن ما تقوم به سيئ، وأرى أن هذا لن يساعد في الحل أبدًا؛ فيكفي إيمانهم بما يقومون به".
وتابع قائلا: "علينا أن نتذكر جيدًا أنهم (مقاتلو طالبان) قدموا للمواطنين العاديين الكثير والكثير وليس من السهل أن نجعل هؤلاء المواطنين يكرهونهم أو ربما يتعاونون معنا ضدهم".
واستطرد فينر بالقول: "أساليب قتالهم (أفراد طالبان) لا مشرفة ولا مقبولة، لكنهم في الوقت ذاته يحاربون قوات بلادنا وهم واضعون في عقولهم وأمام عيونهم أننا غزاة صليبيون، وذلك كافٍ لجعلهم يتفانون في قتالنا ويبذلون ما يملكون ويسلكون شتى الطرق لتكبيدنا خسائر فادحة".
ونظرا لما عاينه على أرض الواقع اعتبر فينر أن "الحوار طريقة فاعلة لحل المشكلة سريعًا.. حتى مع طالبان نفسها سيؤتي الحوار ثماره.. علينا أن نتحاور ونشرك جميع الشعب الأفغاني في ذلك الحوار لنصل جميعًا إلى العدالة والرفاهية للجميع دون استثناء، ونحافظ على جنودنا".
واختتم فينر كلامه مع الصحيفة بالقول: "على الحكومة واجب أخلاقي مهم وهو ضمان أن تبقى القوات مجهزة على أعلى مستوى"، وتخوض حركة طالبان حربا ضروسا ضد قوات التحالف الدولي التي تضم قوات بريطانية".
"ساذج"
في المقابل وصف العقيد ريتشارد كيمب -القائد البريطاني السابق في أفغانستان– الأسقف فينر بأنه "ساذج"، موجهًا كلامه له: "ما نريده بوضوح هو فهم عدونا.. إنها قضية عسكرية أكثر من كونها قضية دينية".
واستنكر الكولونيل أن يكون ما يحرك طالبان هو الدين، قائلا: "لب عقيدة طالبان وروحها نابعان من العنف.. علينا أن نبين ذلك ونعلنه لنزيد من عدد الذين لا يقتنعون بما تعلنه الحركة.. ما يفعلونه من عنف لا يمكن ربطه بالسلام والتفاهم الديني الذي يتغنى به الأسقف، فهم لا يقبلون دينه ولا يحاولون فهمه ويحاربونه".
وتأتي تصريحات فينر في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قوات بلاده في أفغانستان، بعد أن ارتفع عدد القتلى البريطانيين هناك خلال عام 2009 إلى مائة قتيل الأمر الذي يجعله أكثر الأعوام دموية للقوات البريطانية منذ مشاركتها في غزو أفغانستان عام 2001.
في هذا الصدد أكد براون أن طالبان "تستخدم أسلوب حرب العصابات في محاولة منها لتحقيق مكاسب عالية"، وذلك بعدما أخبره جنود بأنه لا تمر ساعتان دون أن يعثروا على عبوة ناسفة زرعتها طالبان في طرق القوات البريطانية.
تعليق