مقولة : ما نزلت مصيبة إلا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة موقوفة على علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. وقيل موقوفة على عمر بن عبد العزيز رحمه الله . ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله .
ولكن معناها صحيح .. والله يبتلي عباده المؤمنين .. فمن صبر كان خيراً له .. ومن سخط سخط الله عليه .. فقد تجد الرجل يصاب بمرض .. فإن كان مؤمناً بقضاء الله وقدره وصبر واحتسب يكون في خير وزيادة أجر .. وإن سخط واعترض وقال لماذا لم يُصب ذاك أو ذلك .. فهذا معترض على قضاء الله وقدره بينما الواجب عليه الإيمان بالله وقضائه وقدره .. ** وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } ** أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم }
والابتلاء فتنة .. أي اختبار للمؤمنين من هذا الوجه .. ** ونبلوكم بالشر والخير فتنة }. ** لنبلوكم أيكم أحسن عملا } .. ** ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم }
إذاً المصيبة قد تقع في صف المؤمنين ، ** وما أصابكم يوم التقى الجمعان .. } . ليميز الله بينهم فقد تكون بلاءً على أهل الذنوب واختباراً لهم ، ورفعة للمؤمنين وتكفير عن ذنوبهم " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا احب قوم ابتلاهم "
والناس في هذه الابتلاءات على ثلاثة فرق :
1 ) إما مستغفر تائب .. حتى إذا كشف الله عنه ما به عاد لما كان عليه .. ** فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون }
2 ) أو ساخط ناقم لم يتب ولم يستغفر بل اعترض ونقم واجتالته الشياطين في الخصام والجدال .. **فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا و لكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون }
3 ) أو مستغفر تائب عائد لله حامدٌ شاكر وهذا هو المطلوب من العبد المؤمن بالله وقضائه وقدره .. وفي الحديث " من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو المؤمن " فهذا مؤمن لم تزده المصيبة إلا إيماناً بالله وبقضائه وقدره فيزداد من خير الله رغم أنه في عمق المصيبة ** ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه }
وكما قال بعض السلف : لا يرجون عبد إلا ربه و لا يخافن إلا ذنبه .
وفي الحديث " ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ".
وفي حديث آخر " إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي فيقولون : نعم ، فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ، فيقولون : نعم فيقول : فماذا قال عبدي ؟ فيقولون حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد " .
" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له "
** مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا } .
أما الكفار فمجرد كفرهم هو أعظم مصيبة .
**فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء }
هذه الآية فيها دلالتان :
الأولى إعجاز علمي على أن الأكسجين يقل وينقص كلما صعدنا لأعلى وهذا لم يعرفه العلم التجريبي إلا في العصر الحديث ..
والدلالة الثانية أن الكفار في عذاب دائم وهذا فيه رد بليغ على من يقول لماذا لا يُعذب الكفار .. وأعظم عذاب هو فقدهم لهذه السعادة التي تطمئن بها قلوبنا نحن المؤمنين ، فهو يتأفف ويضيق صدره حتى وهو في ظاهره يضحك ..
** ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق } ، ** والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب }**مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ..} ، ** وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثورا }
ثم العذاب الأخروي وهو العذاب المقيم الذي لا يفارقهم أبدا فتوعدهم الله بالعذاب العظيم، والعذاب المهين، والعذاب الأليم، والعذاب الشديد، والعذاب السقيم ...هم فيه خالدون . وهذا أعظم عذاب . اليأس من النجاة .. فإن المصيبة في الدنيا قد تعود الإنسان أنها تنجلي أو تنسى .. لكن مصيبة الآخرة فهي على الدوام .. نسأل الله العافية والسلامة ..
وحقيقة أنهم في عذاب دنيوي هذا لا يعارض آيات أخرى مثل :
** وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ } ، ** وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ } .
فإن هذا يؤيده قوله تعالى :
** وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ}
** بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاٍ}
**وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌلأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}
** لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }
وفي الحديث الصحيح : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في المجموع : إذا أُلهم العبد أن يسأل الله الهداية و يستعينه على طاعته أعانه و هداه و كان ذلك سبب سعادته فى الدنيا و الآخرة ، و إذا خذل العبد فلم يعبد الله و لم يستعن به و لم يتوكل عليه وُكل إلى حوله و قوته فيوليه الشيطان ، وصُد عن السبيل و شقي فى الدنيا و الآخرة . أهـ
ولكن معناها صحيح .. والله يبتلي عباده المؤمنين .. فمن صبر كان خيراً له .. ومن سخط سخط الله عليه .. فقد تجد الرجل يصاب بمرض .. فإن كان مؤمناً بقضاء الله وقدره وصبر واحتسب يكون في خير وزيادة أجر .. وإن سخط واعترض وقال لماذا لم يُصب ذاك أو ذلك .. فهذا معترض على قضاء الله وقدره بينما الواجب عليه الإيمان بالله وقضائه وقدره .. ** وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } ** أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم }
والابتلاء فتنة .. أي اختبار للمؤمنين من هذا الوجه .. ** ونبلوكم بالشر والخير فتنة }. ** لنبلوكم أيكم أحسن عملا } .. ** ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم }
إذاً المصيبة قد تقع في صف المؤمنين ، ** وما أصابكم يوم التقى الجمعان .. } . ليميز الله بينهم فقد تكون بلاءً على أهل الذنوب واختباراً لهم ، ورفعة للمؤمنين وتكفير عن ذنوبهم " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا احب قوم ابتلاهم "
والناس في هذه الابتلاءات على ثلاثة فرق :
1 ) إما مستغفر تائب .. حتى إذا كشف الله عنه ما به عاد لما كان عليه .. ** فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون }
2 ) أو ساخط ناقم لم يتب ولم يستغفر بل اعترض ونقم واجتالته الشياطين في الخصام والجدال .. **فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا و لكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون }
3 ) أو مستغفر تائب عائد لله حامدٌ شاكر وهذا هو المطلوب من العبد المؤمن بالله وقضائه وقدره .. وفي الحديث " من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو المؤمن " فهذا مؤمن لم تزده المصيبة إلا إيماناً بالله وبقضائه وقدره فيزداد من خير الله رغم أنه في عمق المصيبة ** ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه }
وكما قال بعض السلف : لا يرجون عبد إلا ربه و لا يخافن إلا ذنبه .
وفي الحديث " ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ".
وفي حديث آخر " إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي فيقولون : نعم ، فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ، فيقولون : نعم فيقول : فماذا قال عبدي ؟ فيقولون حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد " .
" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له "
** مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا } .
أما الكفار فمجرد كفرهم هو أعظم مصيبة .
**فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء }
هذه الآية فيها دلالتان :
الأولى إعجاز علمي على أن الأكسجين يقل وينقص كلما صعدنا لأعلى وهذا لم يعرفه العلم التجريبي إلا في العصر الحديث ..
والدلالة الثانية أن الكفار في عذاب دائم وهذا فيه رد بليغ على من يقول لماذا لا يُعذب الكفار .. وأعظم عذاب هو فقدهم لهذه السعادة التي تطمئن بها قلوبنا نحن المؤمنين ، فهو يتأفف ويضيق صدره حتى وهو في ظاهره يضحك ..
** ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق } ، ** والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب }**مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ..} ، ** وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثورا }
ثم العذاب الأخروي وهو العذاب المقيم الذي لا يفارقهم أبدا فتوعدهم الله بالعذاب العظيم، والعذاب المهين، والعذاب الأليم، والعذاب الشديد، والعذاب السقيم ...هم فيه خالدون . وهذا أعظم عذاب . اليأس من النجاة .. فإن المصيبة في الدنيا قد تعود الإنسان أنها تنجلي أو تنسى .. لكن مصيبة الآخرة فهي على الدوام .. نسأل الله العافية والسلامة ..
وحقيقة أنهم في عذاب دنيوي هذا لا يعارض آيات أخرى مثل :
** وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ } ، ** وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ } .
فإن هذا يؤيده قوله تعالى :
** وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ}
** بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاٍ}
**وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌلأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}
** لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }
وفي الحديث الصحيح : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في المجموع : إذا أُلهم العبد أن يسأل الله الهداية و يستعينه على طاعته أعانه و هداه و كان ذلك سبب سعادته فى الدنيا و الآخرة ، و إذا خذل العبد فلم يعبد الله و لم يستعن به و لم يتوكل عليه وُكل إلى حوله و قوته فيوليه الشيطان ، وصُد عن السبيل و شقي فى الدنيا و الآخرة . أهـ
تعليق