إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ألمانيا النازية, الاتحاد السوفييتي, الغرب و الدول العربية.. ابحث عن الإختلاف!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألمانيا النازية, الاتحاد السوفييتي, الغرب و الدول العربية.. ابحث عن الإختلاف!

    ألمانيا النازية, الاتحاد السوفييتي, الغرب و الدول العربية.. الاختلاف بسيط !

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    لا زلت ـ و الله أعلم ـ محتفظاً بقواي العقلية, و لم أكتب العنوان تحت تأثير مواد مخدرة أو تحت التعذيب و الحمد لله.
    و أنا أزعم أن الأربعة الذين ذكرتهم في العنوان يجمعهم أكثر مما يفرقهم. فهل تتفق معي أخي القارئ/أختي القارئة؟
    لن أطيل في موضوعي بإذن الله, و كل ما أريد الإجابة عليه هو السؤال التالي :
    كثيراً ما يعيب الناس علينا ـ نحن العرب ـ أنظمتنا الحاكمة. لكن هل الغرب أفضل منّا؟

    فلنفتح كتاب التاريخ على صفحة الحرب العالمية الثانية, و بالأخص على صفحة ألمانيا النازية و زعيمها هتلر.
    لقد استلم هتلر مقاليد الحكم كمستشار لألمانيا في سنة 1933 و كانت حينها في الحضيض الأسفل على كل الصعد.
    مادياً كان عليها تسديد غرامات باهظة أنهكت اقتصادها لصالح باقي الدول الأوروبية كتعويض على الحرب العالمية الأولى.
    عسكرياً كانت ألمانيا محتلة من الدول الأوروبية التي ما ترددت بغزو ألمانيا حين حاولت تلك الأخيرة ألا تدفع التعويضات.
    نفسياً كان الشعب الألماني مرهقاً من الظروف الصعبة و من الإذلال الذي تعرض له.
    عندها جاء هتلر و باع شعبه حلماً واعداً إياه أن يجعل منه شعباً عظيماً يسود الأرض, وأعطاه سبباً ليؤمن بهذا الحلم مؤكداً أن الشعب يمثل العرق الأنقى على وجه الأرض, العرق الآري, و بالتالي يستحق أن تكون له السيادة.
    لكن هتلر لم يكتف ببيع الناس أحلاماً وإنما بدأ بالتنفيذ. استفاد من الخلافات بين الدول الأوروبية لكي يخفف من التعويضات المستحقة على ألمانيا, كما لم يلق بالاً لمنع التسلح فأعاد بناء جيش كامل السلاح. بالإضافة إلى ذلك فإن هتلر أشرك في هذه العملية كافة قوى المجتمع الألماني.
    بدأت الحرب و بدأت الانتصارات تتوالى حتى توقف هتلر على أبواب ستالينغراد, ولم يستطع اجتيازها. منذ ذلك الحين بدأت ألمانيا تخسر معاركها الواحدة تلو الأخرى حتى نهايتها في 1945.
    لكن على هوامش المعارك الكبيرة كانت هناك معارك أصغر تدور في ألمانيا نفسها, فقد كان هناك مقاومة داخلية, و قد تعرض هتلر نفسه لمحاولة اغتيال.

    أما في الجانب الآخر, كانت روسيا السوفييتية و على رأسها, الرجل الحديدي, قاطع الطريق السابق, ستالين.
    لقد بعث ستالين بشعبه إلى المعارك المعركة تلو المعركة ليقتلوا بالملايين. وعاش الشعب في عهده أياماً قد تكون أصعب من تلك التي عاشها الشعب الألماني فترة من الزمن في ظل الدولة النازية: الجوع و الحرمان, إرسال كل من يشك في ولائه إلى سيبيريا..الخ.

    فلماذا نجح ستالين و فشل هتلر؟

    لقد فشل هتلر لأنه جعل من سواد الشعب الألماني عدواً له, بينما نصب ستالين نفسه كحام لشعبه.
    لقد كسب ستالين ود شعبه بينما لم يستطع هتلر الحفاظ عليه. مع أن الاثنين استخدما أساليب متشابهة من الاضطهاد, و مع أن أفكارهما و مشاريعهما بشكل عام متشابهة. لكن لماذا؟

    لقد فهم ستالين أن عدوه الأول ليس العدو الخارجي, بل هو العدو الداخلي أي الشعب. و فهم أيضاً أن الشعب يمكن تحريكه و الاستفادة من مشاعره, و أن الذي يستطيع تحريكه هو المثقف. لذلك ما فتئ ستالين يلاحق الثقافة و المثقفين, مقدماً إياهم للشعب كخونة استحقوا العقاب.

    أما هتلر فكان شاعرياً أكثر. فقد حسب أنه يستطيع, باستمالته المثقفين, اكتساب ود الشعب. و قد نجح في ذلك فترة لكن بعد ذلك خاب. والجدير بالذكر هنا مثلاً أن من نفذوا محاولة اغتيال هتلر هم من ضباط الشعب الألماني, و أغلبهم كانوا من عائلات مرموقة و معروفة. فبشكل عام كان ضباط الجيش على مستوى عال من الثقافة (ما لم يمنعهم من ارتكاب أفظع الجرائم).

    إذا فالفرق بين الحكمين ليس بكبير.. إنه فقط خطأ استراتيجي ارتكبه أحدهما و لم يرتكبه الثاني.

    ما علاقة ذلك مع الدول الغربية و العربية؟

    ببساطة أزعم أن الدول الغربية أيضا ليست ببعيدة كل البعد عن النظام الستاليني أو النازي, و إن اختلفت ممارساتهم (مؤقتاً).
    فدولة مثل فرنسا, شعارها : حرية, أخوة, مساواة. قامت الثورة فيها عام 1789 للمطالبة بإزالة كل التمييزات بين ابناء الشعب, و مع ذلك تجد فيها أناس لا يجدون ما يأكلون بينما آخرون أغنياء و لديهم من الأموال ما لو صرف قليل منها لكفى الفقراء جميعاً. لقد استطاع صحافيون رصد تحركات وزير الداخلية و رئيس الوزراء فوجدوا أن سائقيهما لا يحترمان قوانين القيادة أبداً ( السير عكس الاتجاه, عدم التقيد بالإشارات المرورية, عدم التقيد بحدود السرعة, الخ.) في حين ان حكومتهما تمضي قدما في التضييق على سائقي السيارات المخالفين! فأين المساواة إذن؟
    ومع ذلك فالشعب الفرنسي راض عموماً و لا مشكلة عنده, و الطبقة المثقفة مشغولة بتقرير ما إذا كان الحجاب خطراً على الجمهورية أم لا.
    فبالنهاية الطبقة الحاكمة تفعل ما تريد (و الفساد فيها موجود.. و القضايا تنشر من حين لآخر) و تستطيع مع ذلك اقناع المواطنين أنهم في دولة تحترم المواطن, دولة تعمل من أجل المواطن, مع أن ذلك في الحقيقة غير صحيح تماماً. البشر هنا يعاملون كالماشية في الحقيقة..

    وعندنا في البلاد العربية نفس الشيء إجمالاً, و إن كان الممارسات في الغرب مع ما يحصل عندنا أمر غير وارد.

    الخلاصة :
    في الغرب كما عندنا, يتشدقون بالديمقراطية و القيم و حقوق الإنسان, و مع ذلك يبقى ذلك كذباً. و الأنظمة متشابهة, الفرق الوحيد أن الدول الغربية عرفت كيف تطوع مواطنيها بكل سهولة و بدون عنف, بينما في بلادنا أنظمة الحكم تحتاج للإرهاب لتسيير أمورها.

    بقي أن أقول أن بعض الدول الغربية ليست بعيدة كل البعد ـ برأيي ـ عما وصفه جورج أورويل في كتابه 1984.. و المتابع لما يجري يرى أنه مهما تم التضييق على الحريات و الحقوق, يبقى هناك دائما من يصفق. لكن إلى متى؟
    المملكة المتحدة هي الدولة التي يراقب فيها المواطنون أكبر مراقبة في العالم بواسطة الكاميرات. و جديد المراقبة هو نظام يتيح متابعة تحرك السيارات على مدار الساعة تم تجريبه في بعض المناطق, ومع ذلك أغلب الشعب راض عن ذلك..
    في كل البلاد الغربية هناك قوانين تنتهك بشكل صارخ مبادئهم عن حرية التعبير, حيث تمنع تلك القوانين التحدث عن أمور معينة. مثلا في فرنسا إن قلت أنك لا تؤمن بالمحرقة فسيحكم عليك بالسجن, أو على الأقل بالغرامة. أي حرية تعبير هذه ؟ لكنه النفاق.. و النفاق سيوصلهم ـ إن استمر الأمر هكذا ـ إلى نفس وضعنا بالضبط أو أسوأ..
جاري التحميل ..
X