رد : من هم الوهابية؟
قال الشيخ عبد السلام بن برجس – رحمه الله - :
الأصل في دخول العلماء على الأمراء الجواز
فإذا اقترن بالدخول أمر يُحمد شرعًا ، كان الدخول مستحبًا أو واجبًا
وإذا اقترن بالدخول أمر مذمومًا شرعًا ، كان الدخول منهيًّا عنه
لا لذاته ، بل لما اقترن به من الأمر المذموم شرعًا
وقد دلَّ على ذلك أدلة خاصة
ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام :
الدليل الأول :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( خمس من فعل واحدة منهنَّ كان ضامنًا على الله عزّ وجلّ :
من عاد مريضًا ، أو خرج مع جنازة ، أو خرج غازيًا
أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره
أو قعد في بيته فسلم الناس منه ، وسلم من الناس )
... وقد صحح الحديث : ابن حبان والحاكم ، وأقره الذهبي
... التعزير ، هو : النصرة مع التعظيم
والتوقير ، هو : التبجيل والتعظيم
فدل الحديث :
على أن الدخول على الإمام بقصد نُصرته ، وتعظيمه ، وتبجيله
من خصال البرِّ يؤجر عليها المسلم ، ويمتدح بفعلها ...
ــــــــــ
الدليل الثاني :
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي
فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم ، وأعانهم على ظلمهم
فليس مني ولست منه ، ولا يرد عليَّ الحوض
ومن غشى أبوابهم أو لم يغش
فلم يصدقهم في كذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم
فهو مني وأنا منه ، وسيرد عليَّ الحوض ... ) الحديث
ولفظ أحمد وابن أبي عاصم وابن حبان والطحاوي :
( أنها ستكون بعدي أمراء ... )
ولفظ الترمذي وأحد لفظي ابن حبان :
( سيكون من بعدي أمراء ... )
... قال الشيخ أحمد شاكر في ( شرح الترمذي ) : الحديث صحيح
وله شواهد تؤيد صحته
... وفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( ومن غشي أبوابهم ... ) إلخ
دليل على أن الصالحين من العلماء لا بُدَّ أن يكون منهم طائفة تغشاهم
فتبين لهم ما أوجب الله عليهم ، وما حرم عليهم ...
قوله : ( ولم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ... )
يدل على أن هناك دخولاً عليهم
إذ كيف يكون تصديق بكذبهم ، وإعانة على ظلمهم دون دخول عليهم
أو اتصال بهم ؟ ...
ـــــــــ
الدليل الثالث :
عن أم سلمة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون
فمن عرف برىء ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع )
قالوا : أفلا نقاتلهم ؟
قال : ( لا ما صلوا )
أخرجه مسلم في صحيحه ...
فهذه أحوال للناس مع هؤلاء الأمراء الذين خالطوا ظلمًا بعدل
مع بيان حكم كل حالٍ ...
وقد استدل الشوكاني رحمه الله بهذا الحديث
على جواز الدخول على الولاة ولو كانوا ظلمة
بشرط عدم الرضا والمتابعة في المنكر
ـــــــــــ
الدليل الرابع :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ما بعث الله من نبي ، ولا استخلف من خليفة ، إلا كان له بطانتان :
بطانة تأمر بالمعروف وتحضه عليه
وبطانه تأمره بالشر وتحضه عليه
فالمعصوم من عصم الله تعالى )
أخرجه البخاري في صحيحه ...
فهذا حديث ... يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يخلو والٍ من بطانتين :
بطانة صالحة مستقيمة ...
والأخرى بطانة سوء ...
وبما أن اتخاذه للبطانه الصالحة مأمور به
فإن البطانه لا تكون إلا بمجالسته ، والدخول عليه ...
ــــــــــ
الدليل الخامس :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيرًا جعل له وزيرًا صالحًا
إن نسى ذكَّرَه ، وإن ذَكَرَ أعانه )
أخرجه النسائي في ( سننه ) وإسناده صحيح ...
دل هذا الحديث
على أن دخول الوزير الصالح على الأمير محمودٌ
لأن الله تعالى جعل علامة توفيق الأمير وتسديده
أن يكون له وزير صالح صادق ...
وإذا جاز دخول الوزير على الأمير
فإن دخول غيره ممن عرف بالعلم والنصح والحكمة كذلك
إذ المعنى في الشرع :
الحث على أن تكون خلطة السلطان بأهل الخير والصلاح
ــــــــــ
الدليل السادس :
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه
فمن شاء أبقى على وجهه ، ومن شاء ترك
إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان ، أو أمر لا يجد منه بُـدَّا )
... قال الترمذي : حديث حسن صحيح
ووجه الدلالة من هذا الحديث ما قاله ابن الوزير رحمه الله تعالى ... :
( فهذا عام في سلاطين العدل والجور
وليس يمكنه السؤال إلا بضرب من المخالطه ) ...
فهذا طَرَفٌ ممَّا جاء في النصوص الشرعية
من دلالة على ما ذكرت في حكم الدخول على الأمراء ...
ـــــــــ
بيان أنه لا تعارض بين الأدلة السابقة
وبين قوله صلى الله عليه وسلم :
( ... ومن أتى أبواب السلاطين افتتن )
أخرج أبو داود في ( سننه ) ... ، والترمذي في ( سننه ) ، والنسائي في ( سننه ) ...
كلهم من طريق الثوري عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل
ومن أتى السلطان افتتن ) ...
وأخرج أحمد في ( المسند )
عن إسماعيل بن زكريا عن الحسن بن الحكم النخعي عن عديِّ بن ثابت عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من بدا جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن اتى ابواب السلاطين افتتن ... )
.... وحسنه من المعاصرين : الشيخ الألباني في ( السلسلة الصحيحة ) ...
قلت :
لا يختلف علماء الأمة على أن المراد بهذا الحديث
ذمُّ من دخل على السلاطين وهو غاش لهم ...
وفيه تنبيه : للداخل على وجوب الاحتياط لدينه ولنفسه
فيُعالج نيته ، وينظر في الصالح : أدخوله أم بُعدُهُ ؟!
إذ الفتنة منه قريبة ...
قال المُطهِّر :
ومن دخل على السطان ، وداهنه وقع في الفتنة
وأما من لم يداهن ونصحه وأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر
فكان دخوله عليه أفضل الجهاد ....
وقال المناوي ... :
( وذلك لأن الداخل عليهم :
إما أن يلتفت إلى تنعيمهم فيزدري نعمة الله عليه
أو يهمل الإنكار عليهم مع وجوبه فيفسق
أو أن يطمع في دنياهم وذلك هو السحت )
وكل ذلك من مظاهر الفتنة الحاصلة بالدخول عليهم
فمن توقاها توقى الفتنة
وبهذا ... لا يكون بين الأحاديث في هذا الباب تعارض
كما هو جليٌّ لمن نظر
قال الشيخ عبد السلام بن برجس – رحمه الله - :
الأصل في دخول العلماء على الأمراء الجواز
فإذا اقترن بالدخول أمر يُحمد شرعًا ، كان الدخول مستحبًا أو واجبًا
وإذا اقترن بالدخول أمر مذمومًا شرعًا ، كان الدخول منهيًّا عنه
لا لذاته ، بل لما اقترن به من الأمر المذموم شرعًا
وقد دلَّ على ذلك أدلة خاصة
ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام :
الدليل الأول :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( خمس من فعل واحدة منهنَّ كان ضامنًا على الله عزّ وجلّ :
من عاد مريضًا ، أو خرج مع جنازة ، أو خرج غازيًا
أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره
أو قعد في بيته فسلم الناس منه ، وسلم من الناس )
... وقد صحح الحديث : ابن حبان والحاكم ، وأقره الذهبي
... التعزير ، هو : النصرة مع التعظيم
والتوقير ، هو : التبجيل والتعظيم
فدل الحديث :
على أن الدخول على الإمام بقصد نُصرته ، وتعظيمه ، وتبجيله
من خصال البرِّ يؤجر عليها المسلم ، ويمتدح بفعلها ...
ــــــــــ
الدليل الثاني :
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي
فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم ، وأعانهم على ظلمهم
فليس مني ولست منه ، ولا يرد عليَّ الحوض
ومن غشى أبوابهم أو لم يغش
فلم يصدقهم في كذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم
فهو مني وأنا منه ، وسيرد عليَّ الحوض ... ) الحديث
ولفظ أحمد وابن أبي عاصم وابن حبان والطحاوي :
( أنها ستكون بعدي أمراء ... )
ولفظ الترمذي وأحد لفظي ابن حبان :
( سيكون من بعدي أمراء ... )
... قال الشيخ أحمد شاكر في ( شرح الترمذي ) : الحديث صحيح
وله شواهد تؤيد صحته
... وفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( ومن غشي أبوابهم ... ) إلخ
دليل على أن الصالحين من العلماء لا بُدَّ أن يكون منهم طائفة تغشاهم
فتبين لهم ما أوجب الله عليهم ، وما حرم عليهم ...
قوله : ( ولم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ... )
يدل على أن هناك دخولاً عليهم
إذ كيف يكون تصديق بكذبهم ، وإعانة على ظلمهم دون دخول عليهم
أو اتصال بهم ؟ ...
ـــــــــ
الدليل الثالث :
عن أم سلمة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون
فمن عرف برىء ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع )
قالوا : أفلا نقاتلهم ؟
قال : ( لا ما صلوا )
أخرجه مسلم في صحيحه ...
فهذه أحوال للناس مع هؤلاء الأمراء الذين خالطوا ظلمًا بعدل
مع بيان حكم كل حالٍ ...
وقد استدل الشوكاني رحمه الله بهذا الحديث
على جواز الدخول على الولاة ولو كانوا ظلمة
بشرط عدم الرضا والمتابعة في المنكر
ـــــــــــ
الدليل الرابع :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ما بعث الله من نبي ، ولا استخلف من خليفة ، إلا كان له بطانتان :
بطانة تأمر بالمعروف وتحضه عليه
وبطانه تأمره بالشر وتحضه عليه
فالمعصوم من عصم الله تعالى )
أخرجه البخاري في صحيحه ...
فهذا حديث ... يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يخلو والٍ من بطانتين :
بطانة صالحة مستقيمة ...
والأخرى بطانة سوء ...
وبما أن اتخاذه للبطانه الصالحة مأمور به
فإن البطانه لا تكون إلا بمجالسته ، والدخول عليه ...
ــــــــــ
الدليل الخامس :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيرًا جعل له وزيرًا صالحًا
إن نسى ذكَّرَه ، وإن ذَكَرَ أعانه )
أخرجه النسائي في ( سننه ) وإسناده صحيح ...
دل هذا الحديث
على أن دخول الوزير الصالح على الأمير محمودٌ
لأن الله تعالى جعل علامة توفيق الأمير وتسديده
أن يكون له وزير صالح صادق ...
وإذا جاز دخول الوزير على الأمير
فإن دخول غيره ممن عرف بالعلم والنصح والحكمة كذلك
إذ المعنى في الشرع :
الحث على أن تكون خلطة السلطان بأهل الخير والصلاح
ــــــــــ
الدليل السادس :
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه
فمن شاء أبقى على وجهه ، ومن شاء ترك
إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان ، أو أمر لا يجد منه بُـدَّا )
... قال الترمذي : حديث حسن صحيح
ووجه الدلالة من هذا الحديث ما قاله ابن الوزير رحمه الله تعالى ... :
( فهذا عام في سلاطين العدل والجور
وليس يمكنه السؤال إلا بضرب من المخالطه ) ...
فهذا طَرَفٌ ممَّا جاء في النصوص الشرعية
من دلالة على ما ذكرت في حكم الدخول على الأمراء ...
ـــــــــ
بيان أنه لا تعارض بين الأدلة السابقة
وبين قوله صلى الله عليه وسلم :
( ... ومن أتى أبواب السلاطين افتتن )
أخرج أبو داود في ( سننه ) ... ، والترمذي في ( سننه ) ، والنسائي في ( سننه ) ...
كلهم من طريق الثوري عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل
ومن أتى السلطان افتتن ) ...
وأخرج أحمد في ( المسند )
عن إسماعيل بن زكريا عن الحسن بن الحكم النخعي عن عديِّ بن ثابت عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من بدا جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن اتى ابواب السلاطين افتتن ... )
.... وحسنه من المعاصرين : الشيخ الألباني في ( السلسلة الصحيحة ) ...
قلت :
لا يختلف علماء الأمة على أن المراد بهذا الحديث
ذمُّ من دخل على السلاطين وهو غاش لهم ...
وفيه تنبيه : للداخل على وجوب الاحتياط لدينه ولنفسه
فيُعالج نيته ، وينظر في الصالح : أدخوله أم بُعدُهُ ؟!
إذ الفتنة منه قريبة ...
قال المُطهِّر :
ومن دخل على السطان ، وداهنه وقع في الفتنة
وأما من لم يداهن ونصحه وأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر
فكان دخوله عليه أفضل الجهاد ....
وقال المناوي ... :
( وذلك لأن الداخل عليهم :
إما أن يلتفت إلى تنعيمهم فيزدري نعمة الله عليه
أو يهمل الإنكار عليهم مع وجوبه فيفسق
أو أن يطمع في دنياهم وذلك هو السحت )
وكل ذلك من مظاهر الفتنة الحاصلة بالدخول عليهم
فمن توقاها توقى الفتنة
وبهذا ... لا يكون بين الأحاديث في هذا الباب تعارض
كما هو جليٌّ لمن نظر
تعليق