إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أولادنا جوعي وما وصلنا من التبرعات غير كيس طحين!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أولادنا جوعي وما وصلنا من التبرعات غير كيس طحين!

    وصلتنا هذه الرسالة وننشرها كما هي دون تصرف
    ======
    الاستاذ رئيس التحرير
    تحية طيبة وبعد،
    من هنا من خيمة اعتصام عمال مخيم جباليا وبيت حانون وشمال غزة نحييك وبعد ان سدت في وجوهنا كل امكانات تحقيق مطالبنا البدائية الفطرية ولا نستحي، ونقول فعلا مطالبنا البدائية وهي الأكل لأطفالنا والحليب للرضع منهم الذين يتضورون جوعا خلف الجدران في أكواخنا المتهالكة في مخيم جباليا وبيت حانون ـ بعد أن لم يلتفت الينا أحد علي مدي ما يقرب من الشهر.
    لقد مضي علي انتفاضة الأقصي التي نحن وأولادنا وقودها أكثر من عام ونصف ونحن عاطلون عن العمل لدرجة اننا وصلنا الآن الي حافة الانهيار وأقسم لك وأنا أبكي في هذه اللحظات ان الكثير من العمال قد انهاروا بل ان تفكك النسيج الاجتماعي في قطاع غزة قد بدأ فعلا لدينا بوتائر واضحة.
    طوال كل هذه السنة والنصف الماضية لم يتلق العامل الفلسطيني الصامد العاطل عن العمل سوي ألف شيكل اسرائيلي وهي تعادل بالدولار الأمريكي مائتين وستين دولارا فقط (أي حوالي خمسة عشر دولارا شهريا للاسرة المكونة من عشرة أفراد) وحصل القليل من العمال علي عمل (يسمي هنا في غزة دورة عمل والتي أصبحت أمنية عزيزة للعامل رغم ما تحمله للعامل من اهانة ومذلة) لمدة ثلاثة شهور لا تكرر بمبالغ شهرية زهيدة وظالمة لا تكاد تسد الرمق، وهذه الدورات مذلة جدا لشهامة العامل ولكرامته ولانسانيته وبغض النظر عن نوعية عمله السابق قبل ان يكون عاطلا فان الشرط الاول للترشح لهذه الدورة هو قبول العامل ورضوخه للمكنسة والشرط الثاتي هو أن يكنس الشوارع لمدة ثماني ساعات يوميا تحت أشعة الشمس وأمام كل الناس الذين يعرفون هذا العامل لأن الشرط الثالث لهذه الدورة المقيتة وهو الاكثر اذلالا للعامل أن تنفذ في نفس الحي ونفس المنطقة التي يسكنها العامل حتي يراه الناس وهم يمرون عنه يوميا وهو في تلك المهانة حتي يتم الاذلال والكسر والتحطم النفسي للعامل نهائيا ولقد تم لتلك الجهات ذلك بعد أن كانت حياته كريمة ورائعة وكأن هناك قوي خفية تريد لهؤلاء العمال الأبطال أن يكرهوا الانتفاضة. ان العمال الآن تعدوا بمراحل كثيرة حالة الاكتئاب النفسي الي حالة خطيرة من البلادة وعدم الاكتراث والتي تؤدي الي التفكك والي الانحطاط في مستوي القيم.
    بعد أن لم يصلنا من التبرعات الأخيرة من المال والذهب الذي تبرعت به نساء العرب المسلمات من بنات الخليج العربي الماجدات الشريفات واللاتي آلين علي أنفسهن عدم لبس الحلي فيما اخواتهن الفلسطينيات يستشهدن برصاص الاسرائيليين والاموال الهائلة التي ملأت شاشات الفضائيات ـ يا أخي الكريم بعد أن لم يصل من تلك الأموال ولا دولار واحد للعمال ونتحدي كل من يقول عكس ذلك سوي خمسة وعشرين كيلو غراما من طحين القمح وصندوق صغير من المواد الغذائية سلمت للعمال بطريقة مهينة جدا، بحيث ان التوزيع تم بطريقة خبيثة تعمد منفذوها خلق ازدحام شديد وتعمدوا اعاقة التوزيع حتي تتم المشاحنات بين الناس وقد نجحت خطتهم الخبيثة وحدثت مشادات وكانت مناظر الطوابير المذلة أمام مخازن توزيع الدقيق تقشعر لها أبدان الشرفاء.
    بعد أن تملكنا اليأس الشديد قمنا بالاعتصام في منطقة رملية علي أطراف مخيم الصمود جباليا منذ تاريخ 18 / 5 / 2002 حتي وصلنا وعبرنا ذكري هزيمة حزيران 5/ 6 / 1967 والتي مرت دونما أي رد عربي أو مسلم سوي الاستشهادي في حيفا الذي ناب عن كل الأمة العربية. ونحن لا زلنا نجلس حتي الآن تحت خيمة الاعتصام هذه المصنوعة من مادة نايلونية تزودنا بالقليل من الظل وبالكثير من الحرارة بحيث ان من يدخل الخيمة ينتابه الشعور بالعذاب ويبدأ العرق في التصبب منه وان خرج من الخيمة فالشمس الحارة تجعله يرجع سريعا الي الخيمة الحارقة (والله ان هذه حالتنا منذ 18 ـ 5 ـ 2002) صامدين في الشمس برغم العذاب. لم يزرنا طوال هذه الفترة الا عضو مجلس تشريعي واحد ووزير واحد وزارنا تلفزيونا الكويت والجزيرة وقاموا بتصوير البؤس الذي نعاني ولكن لم يلبثوا الا القليل القليل، الكل هنا محبط ودون أدني أمل في تحقيق أي شيء.
    خطتنا تتمثل ليس في تحقيق مطلب العمال الثابت وهو راتب شهري قليل دائم يحفظ كرامة العامل وانما في بناء القاعدة المتينة لتحقيق ذلك المطلب، وبعد كل التفكير وكل النقاشات التي تحتدم بيننا يوميا وجدنا ان تعزيز صمود الخيمة هو الأساس في تحقيق مطلبنا الذي لن نتنازل عنه حتي لو قتلنا جميعنا ـ أي بمعني آخر تأكدنا انه اذا بقيت هذه الخيمة القاتلة اللعينة ستكون بعون الله اللعنة الكبري علي الظالمين، اذا هدفنا التكتيكي هو الآن المحافظة علي صمود الخيمة وتدعيمها وتعزيزها علي الانهيار، وسنجعلها قريبا وبجهودكم تعج بآلاف العمال النائمين والمتبلدين في بيوتهم يائسين ـ رقم الجوال في الخيمة هو 0097059796990 ـ لقد سرقوا وطننا والمصيبة الآن تتمثل في أن من باعوهم ويبيعونهم وطننا ومن هم علي استعداد للبيع قد تكاثروا.
    الصامدون في خيمة الفقراء.
    عنهم: الدكتور محمد سعدي الأشقر (أبو باسل ) بيت حانون ـ قطاع غزة
    ملاحظة /نشر هذا الموضوع على صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن بتاريخ 22/6/2002م.
    ** الرجاء نشر هذا الموضوع على صفحات جريدتكم الغراء ، ليسمع صوتنا الكثير من الشرفاء.
    وهذه هي عناوين الخيمة البريدية الإلكترونية /
    [email protected]
    [email protected]
    [email protected]

    بوابة العرب

  • #2
    كلمات ذات معنى

    ودائما لا اراك تكتب إلا مواضيع ذات معنى وذات مضمون ...

    شكرا لك لقد وصلت الرسالة .. لكن .. من يعمل على ترجمتها ..!

    لك تحياتي ايها الأخ الحبيب

    تعليق


    • #3
      أيها الصامدون على ثرى الوطن الحبيب
      كثير من المشاكل لا يكون لها حل إلا بالصبر والمصابرة
      ونذكر بحصار الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأقاربه في شعب أبي طالب، لقد استمر الحصار سنوات ثلاث منعوا فيها من كل شيء حتى أكلوا جلود الميتة من شدة الجوع
      وجاء الفرج بعد الكربة واليسر عند اشتداد العسر
      وكان عليه الصلاة والسلام يقول : تعسري تيسري

      وثقتنا بالله تعالى كبيرة فإن العاقبة للمتقين ولو بعد حين
      والله المستعان

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X