تويت
خماسيه الهــــــــــمم
للدكتور خالد ابو شادي
اخى متفائلا مستبشرا ... قم ... وسابق هذه الهمم في حلبه المجد ان كانت الدنيا قد اظلمت حولك من المنارات وانسج على المنوال تدرك اعلى المقامات وافحم الشيطان ان القي في روعك استحاله التغيير وقل له : اخسأ يالعين ..بل هو والله ممكن ..
والدليل هذه القدوات هؤلاء الشوامخ الذين وصف ابن الرومى دورهم وشد احتياج الأمه اليهم الى امثالهم بقوله:
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم في الحادثات اذا دجون نجوم
منها معالم للهدى ومصابح تجلو الدجى والاخريات رجوم
الهمه الاولى :- عمر بن عبد العزيز والنفس التواقه –
كان الترف قد بدأ يدب في جسد الامه بعد رحيل الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالخيريه ، وقبض اصحاب رسول الله عليه الصلاه والسلام واحدا تلو الاخر ، واخذ حب الدنيا يسيطر على القلوب ومضي الخرق يتسع رويدا رويدا ، وزادت المظالم ، وقل الورع وهنااا برز الجبل ليصد الريح العاصفه ، وقام الدليل ليرد القافله الى جاده الطريق ، وجاء دور صاحب النفس التواقه ..
قال عمر يوما لرجاء بن حيوة " يارجاء ..ان لى نفس تواقه ..تاقت الى فاطمه بنت عبد الله فتزوجتها ، وتاقت الى الامارة فوليتها ، وتاقت الى الخلافه فادركتها ، وقد تاقت نفسي الى ماهو اعلى منها وهى الجنه ، فاارجو ان ادركها ان شاء الله عز وجل "
هذا هو مفتاح هذه الشخصيه الرائعه : النفس التواقه ..الهمه العاليه .. كل يوم آماله في مزيد ..فيرتقي مدارج المفاخر والمآثر كما يرتقي احدنا سلم بيته الا انه لا نهايه لهذه الهمه ، لذا لما بلغ اقصي نعيم الدنيا لم يغرق فيه وينس ماهو اعلى منه ، انما طمع في ما لا يفنى .. في النعيم الاخر هناك ...الجنه... وماادراك ما الجنه ؟!! حلم الاتقياء وانشودة الانقياء ، وعدته لبلوغ الجنه ليس الا عزائم تفل الحديد واعمال تملأ الآفاق وتزين بطون الكتب ، لا يأخذ من الارض الا بمقدار ما يعينه على الصعود في الاخرة ويالها من همه على هامه النجم مرساها وفي جنات العلا مرقاها ومثواها ؛ اعرض عن زخرف الدنيا وقد تبرجت له حاضرة بزينتها واقبل على نعيم الاخريوقد غاب عنه لما علم من قيمتها ..وهذا من علامات المحبه الصادقه والهمه العاليه حب الموت مع حضور غايه الراحه والنعيم !!
وظهر هذا الزهد من اول يوم استخلف فيه حين بكى وقال لاحد جلسائه : يا ابا فلان !! اتخشي علي ؟! قال كيف حبك للدرهم ؟! قال لا احبه .قال لا نخف!! فاان الله سيعينك .
واين هذا ممن خار عزمه وصرعته شهوته وهو يتأوه :
اشتاقكم ويحول العزم دونكم فأدعى بعدكم عنى واعتذر
واشتكى خطرا بينى وبينكم وآيه الشوق ان يستصغر الخطر
إيثار لما عند الله وتضحيه في سبيل الفوز والنجاه ظهر على احواله جليا واضحا يوم دخل يوما على زوجته فاطمه بنت عبد الملك ...قال لها عندك درهم نشتري به عنبا ؟! قالت ..لا ..انت امير المؤمنين لا تقدر على درهم ! قال هذا اهون من معالجه الاغلال في جهنم ..
وبهذه الهمه استطاع عمر بن عبد العزيز ان يعيد الامه الهائمه بعد مضي الراشدين الى جاده الطريق حتى نال لقب خامس الخلفاء بااتفاق ..وذلك في زمن قياسي وهو اقل من سنتين فقد طوى الله له الزمان ببركه إخلاصه وعلو همته حتى اجتمع اهل الباطل على اخماد صوته وحبس نوره بعد ان طرد النور الظلام واتعب الحق الباطل وكان بنو اميه قد تبرموا به لكونه شدد عليهم وانتزع من ايديهم كثيرا مما غصبوه فدسوا له السم ليقتلوه
لكن علو همته لم يفارقه حتى ساعه احتضارة بل تنامى حتى بلغ الغايه عند موته حين قال لغلامه : انى لأعلم الساعه التى سقيت فيه السم ، ثم فجأه بقوله : ويحك ! ما حملك على ان تسقينى السم ؟ فصعق الغلام وقد باغته الكلام بعد ظن ان عمر لم يعرف انه الفاعل : الف دينار اعطيتها على ان اعتق .قال هاتها .قال فجاء بها فاالقاها في بيت المال وقال اذهب فأنت حر لوجه الله ..انطلق حيث لايراك احد !!
ياااااااالله ...ماهذه الهمه التى لاتنال والعزم الذى لا يبارى ..يقابل من قتله باان اعتقه ..ومن ازهق روحه باان احياه فااطلقه ..لذا احتفت بقدوم روحه اليهم الملائكه لما احتضر وكان قد امر الناس ان يخرجوا عنه فقعد مسلمه وفاطمه على الباب فسمعوة يقول : مرحبا بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قرأ" تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعقبه للمتقين " ثم هدأ الصوت فدخلو فوجدوة قد قبض رضي الله عنه وارضاه عن تسع وثلاثين سنه وسته اشهر !!
ولعلو هذه الهمه كانت معديه الى كل من يخالطها او حتى يسمع عنها ، لذا انتقلت اول ما انتقلت الى اقرب الناس اليه زوجته فاطمه بنت عبد الملك التى رأت من زوجها العجب ؛ وان تعجب من عملا فالأعجب من فاطمه وهى التى قال فيه الشاعر
اخت الخليفه والخليفه جدها اخت الخلائف والخليفه زوجها
فلم تستحق امرأه هذا النسب الى يومنا هذا ولا يقال هذا في غير فاطمه بنت عبد الملك ، كان لأبيها عبد الملك بن مروان السلطان الاعظم على الشام والعراق والحجاز واليمن وايران والسند وما وراء النهر شرقا وعلى مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب الاقصي واسبانيا غربا وفوق ذالك كانت اخت اربعه من عظام خلفاء الاسلام وهم " الوليد بن عبد الملك – وسليمان بن عبد الملك- ويزيد بن عبد الملك – وهشام بن عبد الملك " وكانت فوق ذلك زوجه اعظم خليفه عرفه الاسلام بعد خلفاء الصدر الاول وهو امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز .
وهذه الفتاه الثريه المدللة خرجت من بيت ابيها الى بيت زوجها يوم زفت اليه وهى مثقله لأثمن ما تملكه امرأه على وجه الارض من الحلى والمجوهرات فلما وصلت اليه ابي الا ان يبعث بكل كنوزها الى بيت المال لتعبش معه عيشه الزهاد وقبلت بذالك بل رضيت به وقاربت الهمه العاليه فااقتدت وخالطت المسك الفواح فمسها شذاه ، حتى توفي امير المؤمنين غمر ابن عبد العزيز ولم يخلف لها ولأولاده شيئا فجاءها امين بيت المال وقال لها : ان مجوهراتك ياسيدتى لاتزال كما هى وانى اعتبرتها امانه لك وحفظتها لهذا اليوم وقد جئت استاذنك في احضارها ، فااجابته باانها وهبتها لبيت مال المسلمين طاعه لأمير المؤمنين ثم قالت " ما كنت لأطيعه حيا واعصيه ميتا " وابت ان تسترد من مالها الحلال الموروث مايساوى الملايين الكثيرة في الوقت الذى كانت محتاجه فيه الى دريهمات وبذالك كتب الله لها الخلود .. فها نحن نتخذها قدوة بعد عصور وعصور رحمها الله واعلى مقامها ومقام زوجها في جنات النعيم
**
للدكتور خالد ابو شادي
اخى متفائلا مستبشرا ... قم ... وسابق هذه الهمم في حلبه المجد ان كانت الدنيا قد اظلمت حولك من المنارات وانسج على المنوال تدرك اعلى المقامات وافحم الشيطان ان القي في روعك استحاله التغيير وقل له : اخسأ يالعين ..بل هو والله ممكن ..
والدليل هذه القدوات هؤلاء الشوامخ الذين وصف ابن الرومى دورهم وشد احتياج الأمه اليهم الى امثالهم بقوله:
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم في الحادثات اذا دجون نجوم
منها معالم للهدى ومصابح تجلو الدجى والاخريات رجوم
الهمه الاولى :- عمر بن عبد العزيز والنفس التواقه –
كان الترف قد بدأ يدب في جسد الامه بعد رحيل الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالخيريه ، وقبض اصحاب رسول الله عليه الصلاه والسلام واحدا تلو الاخر ، واخذ حب الدنيا يسيطر على القلوب ومضي الخرق يتسع رويدا رويدا ، وزادت المظالم ، وقل الورع وهنااا برز الجبل ليصد الريح العاصفه ، وقام الدليل ليرد القافله الى جاده الطريق ، وجاء دور صاحب النفس التواقه ..
قال عمر يوما لرجاء بن حيوة " يارجاء ..ان لى نفس تواقه ..تاقت الى فاطمه بنت عبد الله فتزوجتها ، وتاقت الى الامارة فوليتها ، وتاقت الى الخلافه فادركتها ، وقد تاقت نفسي الى ماهو اعلى منها وهى الجنه ، فاارجو ان ادركها ان شاء الله عز وجل "
هذا هو مفتاح هذه الشخصيه الرائعه : النفس التواقه ..الهمه العاليه .. كل يوم آماله في مزيد ..فيرتقي مدارج المفاخر والمآثر كما يرتقي احدنا سلم بيته الا انه لا نهايه لهذه الهمه ، لذا لما بلغ اقصي نعيم الدنيا لم يغرق فيه وينس ماهو اعلى منه ، انما طمع في ما لا يفنى .. في النعيم الاخر هناك ...الجنه... وماادراك ما الجنه ؟!! حلم الاتقياء وانشودة الانقياء ، وعدته لبلوغ الجنه ليس الا عزائم تفل الحديد واعمال تملأ الآفاق وتزين بطون الكتب ، لا يأخذ من الارض الا بمقدار ما يعينه على الصعود في الاخرة ويالها من همه على هامه النجم مرساها وفي جنات العلا مرقاها ومثواها ؛ اعرض عن زخرف الدنيا وقد تبرجت له حاضرة بزينتها واقبل على نعيم الاخريوقد غاب عنه لما علم من قيمتها ..وهذا من علامات المحبه الصادقه والهمه العاليه حب الموت مع حضور غايه الراحه والنعيم !!
وظهر هذا الزهد من اول يوم استخلف فيه حين بكى وقال لاحد جلسائه : يا ابا فلان !! اتخشي علي ؟! قال كيف حبك للدرهم ؟! قال لا احبه .قال لا نخف!! فاان الله سيعينك .
واين هذا ممن خار عزمه وصرعته شهوته وهو يتأوه :
اشتاقكم ويحول العزم دونكم فأدعى بعدكم عنى واعتذر
واشتكى خطرا بينى وبينكم وآيه الشوق ان يستصغر الخطر
إيثار لما عند الله وتضحيه في سبيل الفوز والنجاه ظهر على احواله جليا واضحا يوم دخل يوما على زوجته فاطمه بنت عبد الملك ...قال لها عندك درهم نشتري به عنبا ؟! قالت ..لا ..انت امير المؤمنين لا تقدر على درهم ! قال هذا اهون من معالجه الاغلال في جهنم ..
وبهذه الهمه استطاع عمر بن عبد العزيز ان يعيد الامه الهائمه بعد مضي الراشدين الى جاده الطريق حتى نال لقب خامس الخلفاء بااتفاق ..وذلك في زمن قياسي وهو اقل من سنتين فقد طوى الله له الزمان ببركه إخلاصه وعلو همته حتى اجتمع اهل الباطل على اخماد صوته وحبس نوره بعد ان طرد النور الظلام واتعب الحق الباطل وكان بنو اميه قد تبرموا به لكونه شدد عليهم وانتزع من ايديهم كثيرا مما غصبوه فدسوا له السم ليقتلوه
لكن علو همته لم يفارقه حتى ساعه احتضارة بل تنامى حتى بلغ الغايه عند موته حين قال لغلامه : انى لأعلم الساعه التى سقيت فيه السم ، ثم فجأه بقوله : ويحك ! ما حملك على ان تسقينى السم ؟ فصعق الغلام وقد باغته الكلام بعد ظن ان عمر لم يعرف انه الفاعل : الف دينار اعطيتها على ان اعتق .قال هاتها .قال فجاء بها فاالقاها في بيت المال وقال اذهب فأنت حر لوجه الله ..انطلق حيث لايراك احد !!
ياااااااالله ...ماهذه الهمه التى لاتنال والعزم الذى لا يبارى ..يقابل من قتله باان اعتقه ..ومن ازهق روحه باان احياه فااطلقه ..لذا احتفت بقدوم روحه اليهم الملائكه لما احتضر وكان قد امر الناس ان يخرجوا عنه فقعد مسلمه وفاطمه على الباب فسمعوة يقول : مرحبا بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قرأ" تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعقبه للمتقين " ثم هدأ الصوت فدخلو فوجدوة قد قبض رضي الله عنه وارضاه عن تسع وثلاثين سنه وسته اشهر !!
ولعلو هذه الهمه كانت معديه الى كل من يخالطها او حتى يسمع عنها ، لذا انتقلت اول ما انتقلت الى اقرب الناس اليه زوجته فاطمه بنت عبد الملك التى رأت من زوجها العجب ؛ وان تعجب من عملا فالأعجب من فاطمه وهى التى قال فيه الشاعر
اخت الخليفه والخليفه جدها اخت الخلائف والخليفه زوجها
فلم تستحق امرأه هذا النسب الى يومنا هذا ولا يقال هذا في غير فاطمه بنت عبد الملك ، كان لأبيها عبد الملك بن مروان السلطان الاعظم على الشام والعراق والحجاز واليمن وايران والسند وما وراء النهر شرقا وعلى مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب الاقصي واسبانيا غربا وفوق ذالك كانت اخت اربعه من عظام خلفاء الاسلام وهم " الوليد بن عبد الملك – وسليمان بن عبد الملك- ويزيد بن عبد الملك – وهشام بن عبد الملك " وكانت فوق ذلك زوجه اعظم خليفه عرفه الاسلام بعد خلفاء الصدر الاول وهو امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز .
وهذه الفتاه الثريه المدللة خرجت من بيت ابيها الى بيت زوجها يوم زفت اليه وهى مثقله لأثمن ما تملكه امرأه على وجه الارض من الحلى والمجوهرات فلما وصلت اليه ابي الا ان يبعث بكل كنوزها الى بيت المال لتعبش معه عيشه الزهاد وقبلت بذالك بل رضيت به وقاربت الهمه العاليه فااقتدت وخالطت المسك الفواح فمسها شذاه ، حتى توفي امير المؤمنين غمر ابن عبد العزيز ولم يخلف لها ولأولاده شيئا فجاءها امين بيت المال وقال لها : ان مجوهراتك ياسيدتى لاتزال كما هى وانى اعتبرتها امانه لك وحفظتها لهذا اليوم وقد جئت استاذنك في احضارها ، فااجابته باانها وهبتها لبيت مال المسلمين طاعه لأمير المؤمنين ثم قالت " ما كنت لأطيعه حيا واعصيه ميتا " وابت ان تسترد من مالها الحلال الموروث مايساوى الملايين الكثيرة في الوقت الذى كانت محتاجه فيه الى دريهمات وبذالك كتب الله لها الخلود .. فها نحن نتخذها قدوة بعد عصور وعصور رحمها الله واعلى مقامها ومقام زوجها في جنات النعيم
**
تعليق