إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي




    موطنان
    رويدك!


    ومنتظر موتي ليشفي غيظه **** رويدك إن الموت أقرب موعد

    كلانا سيلقى الله من غير ناصر **** فيحكم من منا الشقي ومن هدي

    أغاطك مني شهرة ومحبة **** من الناس أولتني قلادة سؤدد!

    لعمرك ما ذاك الذي قد أهاب بي **** إلى دعوة الإصلاح في ظلِّ أحمد

    ولكنه الإخلاص والعلم والظما **** وطول عناء الأمس واليوم والغد

    أبى المجد أن يعنو لكل مضلَّلٍ **** تسيِّره الأهواء خبطاً بفدفد

    فإن تكن الأيام أودت بصحتي **** وعاقت خطى عزمي بكل مسدِّد

    فما كنت خواراً ولا كنت يائساً **** ولست بثاوٍ في فراشي ومقعدي

    سأمشي إلى الغايات مشي مكافح **** ألوذ بعزِّ الله من كل معتدِ

    وأحمي لواء الحق من أن يدوسه **** طغاة غدواً حرباً على كل مرشد

    فمن ساءه عزمي على السير إنني **** إلى الله ماضٍ فليطل هم حسَّدي

    وإنْ يأس أحبابي عليَّ من الردى **** لطول السرى, فالموت في الحق مسعدي


    هكذا علمتني الحياة
    --------------------------------------
    مصطفي السباعي

  • #2
    رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

    وإنْ يأس أحبابي عليَّ من الردى **** لطول السرى, فالموت في الحق مسعدي
    قرأت كتابه منذ فترةوهو فعلاً رائع ..وأكثر ما اعجبني من اقواله هو الحوار بين الحق والباطل..ومقولة أخرى بمعناها؛ اذا ارسل الله لك علامة الهداية فاعلم انه يحبك ..فلا تُفكر في الغد لانه قد لا يأتي الغد..وتكون قد خسرت الحاضر والمستقبل !!

    أكرمك الباري وزادك من فضله اخي الفاضل الايهم

    تعليق


    • #3
      رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

      موطنان
      أين حكمتك؟

      يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلازل والكوارث، وموت الأحبَّاء و حياة الأعداء، وضعف المصلحين

      وتسلط الظالمين, وانتشار الفساد وكثرة المجرمين، يتساءلون عن حكمتك فيها وأنت الرؤوف الرحيم بعبادك؟ فيا عجباً

      لقصر النظر ومتاهة الرأي، إنهم إذا وثقوا بحكمة إنسان سلموا إليه أمورهم، واستحسنوا أفعاله وهم لا يعرفون حكمتها،

      وأنت.. أنت يا مبدع السموات والأرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل

      الرياح، يا خالق الإنسان على أحسن صورة وأدقّ نظام.. أنت الحكيم العليم.. الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون

      حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا بحكمتك فيما نفعهم وسرّهم، أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما

      جهلوا على ما علموا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


      هكذا علمتني الحياة
      --------------------------------------
      مصطفي السباعي

      تعليق


      • #4
        رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي


        هكذا علمتني الحياة

        أكثر ما يكون...



        أكثر ما يكون الإنسان ذِكْراً لأيام طفولته، في أيام كهولته، وأكثر ما يكون ذكراً لأيام شبابه في أيام شيخوخته، وأكثر ما

        يكون ذكراً لغناه في أيام فقره، وأكثر ما يكون ذكراً لجاهله في أيام خموله، وأكثر ما يكون ذكراً لصحته في أيام مرضه،

        وأكثر ما يكون ذكراً لأعماله في أيام بطالته، وأكثر ما يكون ذكراً لأفراحه في أيام أحزانه، وأكثر ما يكون لجهاده في أيام

        نسيان الناس له، وأكثر ما يكون ذكراً لفضائله في أيام تحامل الحاسدين عليه، وأكثر ما يكون ذكراً لإقبال الدنيا عليه في

        أيام إعراضها عنه.


        هكذا علمتني الحياة
        --------------------------------------
        مصطفي السباعي

        تعليق


        • #5
          رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

          هكذا علمتني الحياة

          أين يظهر تقدير المرأة


          تقدير الأمة للمرأة يظهر في أمثالها وقوانينها، لا في مجالس لهوها وعبثها، ولقد رأيت الغربيين

          يقدمون المرأة في الحفلات ويؤخرونها في البيوت، ويقبِّلون يدها في المجتمعات العامة، ويصفعون

          وجهها في بيوتهم الخاصة، ويتظاهرون بالاعتراف لها في حق المساواة، وهم ينكرون عليها هذه

          المساوات في قرارة أنفسهم، ويحنون لها رؤوسهم في مواطن الهزل، وينصرفون عنها في مواطن

          الجد. والمرأة عندنا تخدعها الظواهر كما يخدعها الذين يريدون إرواء شهواتهم من أنوثتها.

          هكذا علمتني الحياة
          --------------------------------------
          مصطفي السباعي

          تعليق


          • #6
            رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

            بس كان المفروض انك يا ايهم تضع مشاركتك في موضوع نشرته بالامس بعنوان سلسة حلقات كيف علمتني الحياة
            http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=467829 وما تزعل اخي الكريم والله من وراء القصد

            تعليق


            • #7
              رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

              أخي العزيز ......الايهم

              كل عام وكل رمضان وأنت بخير وعافيه


              جميلة هي إختياراتك .جزاك الله خيرا يا صديقي

              تعليق


              • #8
                رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي


                هكذا علمتني الحياة

                يا شباب الإسلام


                يا شباب الإسلام! إن الإسلام لم يدخل في معركته الكبرى بعد، ولن يدخلها إلا يوم يستوثق من تنظيم

                صفوفكم، وكفاءة قيادتكم، وحسن طاعتكم، وجودة أسلحتكم، ومعرفتكم لأهداف معركته مع أعداء

                أمتكم، وتفضيلكم أن تموتوا في المعركة شهداء ترتعون في رياض الجنة، على أن ترجعوا منها

                أحياء يزهيكم النصر، وترتعون في مفاتن الدنيا، فلا تسألوا عن وقت المعركة؛ فذلك مرهون

                باستعدادكم، ولا تسألوا عن مكانها؛ فذلك علمه عند ربكم.

                هكذا علمتني الحياة
                --------------------------------------
                مصطفي السباعي

                تعليق


                • #9
                  رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

                  بارك الله فيك اخي الكريم

                  تعليق


                  • #10
                    رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي


                    هكذا علمتني الحياة

                    بيننا وبين دعاة الانحلال

                    المشكلة بيننا وبين دعاة الانحلال، أننا نخاطبهم بالعقول، وهم يتكلمون بالشهوات، إن عقولهم لا تنكر

                    ما نقول، ولكن شهواتهم هي التي تكرهه، إن ما يعرفونه عن التاريخ يؤيد أقوالنا، وما يعرفونه عن

                    مجون الحضارة يوافق أهواءهم، نحن مع العقل وهم مع الهوى، نحن مع المبادئ العلمية والأخلاقية

                    التي يقرون بها، وهم مع الرغبات والأهواء التي يخضعون لها، والعقل يبني الدولة من حيث يخربها

                    الهوى


                    هكذا علمتني الحياة
                    --------------------------------------
                    مصطفي السباعي


                    تعليق


                    • #11
                      رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي


                      هكذا علمتني الحياة

                      دعاء ومناجاة



                      يا رب! إنك تعلم أن لدعوتك جنوداً كالملائكة طهراً، وكالصديقين إيماناً، وكالأسود شجاعة، وكالماء عذوبة، وكالشمس ضياء، وكالهواء صفاء، قد جمعتهم يدك على الهدى، ولملمتهم دعوتك على بعد المدى، يحاربون من هم أكثر منهم عدداً، وأقوى سلطاناً، وأعز جنداً، وأقوى فتنة، وأشد إغراء، ولكنهم لا يستكثرون بالعدد، ولا يتقوون بالسلطان، ولا يعتزون بالجند، ولا يعبأون بالفتنة، ولا يتأثرون بالإغراء، قوتهم بعبادتك، وعزتهم بجبروتك، وسلاحهم من شريعتك، وفتنتهم بجنتك، وغرامهم بوصالك، وهيامهم بجمالك، هجروا في سبيلك المضاجع، وفارقوا من أجلك الأوطان، وتحملوا لمرضاتك العذاب والآلام، وحرموا للجهاد فيك قرب الأهل والولد، ولذيذ العيش وطيب المقام، فصنهم يا رب من بطش الظالمين، وأبعد عنهم خبث المستغلين، ودسائس المفسدين، وقيادة الجبناء والمغرورين والمراوغين، ولا تجعل لذوي العقد النفسية عليهم سبيلاً، ولا لأصحاب العقول الآسنة المتحجرة عليهم نفوذاً، ووسع مداركهم ليفهموا مرامي الشريعة ومقاصدها الاجتماعية النبيلة، مع دراستهم لمشكلات مجتمعهم دراسة عميقة تصل إلى معرفة أسبابها وعلاجها، واجعلهم ألسنة الشعب الناطقة بالصدق، المطالبة بحقوقه، المدافعة عن قضاياه، بروح الهداة المرشدين، والأطباء الناصحين؛ حتى يرى فيهم الشعب أكرم من حمل لواء الإصلاح، وأصدق من خدم قضايا الجماهير، وأوعى من عالج مشكلات المجتمعات، لا يجاملون فئة على حساب فئة، ولا ينحازون إلى جماعة دون جماعة، لا كما يفعل بعض المدعين للعلم، المتصدين للتكلم باسم الإسلام وهم يدافعون عن فئة من حقها أن تحفظ حقوقها وليس من حقها أن تقر مطامعها واستئثارها، ولكنهم يهملون حقوق الجماهير، وما جاءت الشريعة إلا لرفع مستواها ورد كرامتها إليها، ولا يرفعون أصواتهم بالدفاع عن حقوقها المهضومة، ولا يقض مضاجعهم حياتهم البائسة الكئيبة.
                      واجعلهم برحمتك دعاة ثورة بنّاءة هدّامة، تهدم ما في المجتمع من مظاهر التخلف والجهل والظلم، وتبني أقوى مجتمع متماسك متحاب لا تحقد فئة منه على فئة، ولا تعتدي قلة منه على حقوق الكثرة الغالبة.
                      اجعلهم دعاة ثورة كثورة نبيهم وصحابته حين حملوا إلى العالم مبادئ الحق والخير والسلام، فاضطروا إلى أن يزيحوا من طريق الشعوب أعداءها المتسلطين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم، ولا تحركهم إلا شهواتهم. اللهم اجعل محمداً صلى الله عليه وسلم مربيهم في الآخرين، كما جعلته مربي أسلافهم في الأولين، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

                      هكذا علمتني الحياة
                      --------------------------------------
                      مصطفي السباعي

                      تعليق


                      • #12
                        رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

                        هكذا علمتني الحياة

                        موطنان

                        موطنان ابكِ فيهما ولا حرج: طاعة فاتتك بعد أن واتتك، ومعصية ركبتك بعد أن تركتك.

                        وموطنان افرح فيهما ولا حرج: معروف هديت إليه، وخير دللت عليه.

                        وموطنان أكثر من الاعتبار فيهما: قوي ظالم قصمه الله، وعالم فاجر فضحه الله.

                        وموطنان لا تطل من الوقوف عندهما: ذنب مع الله مضى، وإحسان إلى الناس سلف.

                        وموطنان لا تندم فيهما: فضل لك جحده قرناؤك، وعفو منك أنكره عتقاؤك.

                        وموطنان لا تشمت فيهما: موت الأعداء، وضلال المهتدين.

                        وموطنان لا تترك الخشوع فيهما: تشييع الموتى، وشهود الكوارث.

                        وموطنان لا تقصر في البذل فيهما: حماية صحتك، وصيانة مروءتك.

                        وموطنان لا تخجل من البخل فيهما: الإنفاق في معصية الله، وبذل المال فيما لا حاجة إليه.

                        وموطنان انسَ فيهما نفسك: وقوفك بين يدي الله، ونجدتك لمن يستغيث بك.

                        وموطنان لا تتكبر فيهما: حين تؤدِّي الواجب، وحين تجالس المتواضع.

                        وموطنان لا تتواضع فيهما: حين تلقى عدوَّك، وحين تجالس المتكبر.

                        وموطنان أكثر منهما ما استطعت: طلب العلم، وفعل المكرمات.

                        وموطنان أقلل منهما ما قدرت: تخمة الطعام، ولهو العاطلين.

                        وموطنان ادخرهما لتغيُّر الأيام: صحتك، وشبابك.






                        هكذا علمتني الحياة
                        ------------ --------- --------- --------
                        مصطفي السباعي

                        تعليق


                        • #13
                          رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

                          بارك الله فيك أخي الكريم

                          سأقرأ هذا الكتاب في يو م من الايا م

                          تعليق


                          • #14
                            رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

                            عندماا أشعر بالضيق أقرأ من مقتطفااات
                            "هكذا علمتني الحياة " لمصطفى السباعي
                            روووووووووعة

                            تعليق


                            • #15
                              رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي







                              لا تدع للشيطان فرصة

                              لا تعط الشيطان فرصة التردد عليك، بل احزم أمرك معه، وأفهمه أنك لا تحب الخائنين.








                              *

                              تعليق


                              • #16
                                رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                مثل الحياة


                                الحياة كالحسناء : إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغبتَ عنها سعت إليك.


                                تعليق


                                • #17
                                  رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                  لا تتأخر عن الزواج

                                  لا تتأخر عن الزواج لثقل أعبائه، فليومٌ من أيام العزوبة فيه من ثقل الأعباء ما تنوء بحمله الجبال الراسيات، ولا تتأخر لكثرة نفقاته، فنفقات الزواج كنفقات الحراثة والبذر، ونفقات العزوبة كمن يحرث في البحر.

                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

                                    مشكور اخي ايهم

                                    كلمات حلوه كتير

                                    تعليق


                                    • #19
                                      رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                      بينك وبين ربك
                                      إذا وصل إليك من ربك العطاء فليصله منك الشكر، وإذا وصل إليك منه البلاء فليصله منك الصبر، وإذا لم يصل إليك منه ما ترجو فلا يصل إليه منك ما يكره.

                                      تعليق


                                      • #20
                                        رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                        شيطــــان يتظلــــم!



                                        تعرض شيطان اسمه (أخصَرَ عَشء) يوماً لمتصوف جاهل يتعاطى الوعظ فقال له: لماذا لا تتعلم الدين، فتنشر سيرة العلماء، وتنشر في الناس الحلال والحرام، وتفتيهم في شؤون دينهم عن هدى وبصيرة؟
                                        قال المتصوف: اغرب عليك لعنة الله! أتظن أني أخدع بك! لو كان من طبيعتك النصح لما كنت شيطاناً، إنما تريد بدعوتي للعلم أن أنصرف عن ذكر الله! لا أفعل!
                                        قال الشيطان: فهل لك في كلمة حق عند سلطان جائر فيكون لك أجر المجاهدين؟
                                        قال المتصوف: اخسأ عليك غضب الله! أتريد أن تعرِّضني لعدواتهم فأسجن وأحارب فيحرم الناس من وعظي وإرشادي؟.
                                        قال الشيطان: إمَّا لا هذه ولا تلك، فلماذا لا تجمع المال لتحفظ به كرامتك، وتدَّخره لفقير محتاج، أو مريد منقطع، أو جامع يبنى، أو خير تسهم فيه؟
                                        قال المتصوف متلمِّظاً: أما هذه فنعم، قاتلك الله! فأين أجد المال؟.
                                        قال الشيطان: ما رأيت والله أحمق منك! ألا ترى إلى مريديك، تحفظ لهم آخرتهم أفلا يحفظون لك دنياك؟ وتعمر لهم قلوبهم أفلا يعمرون لك جيبك؟ وتحيي لهم أرواحهم أفلا يحيون لك بيتك؟
                                        ومدّ المتصوف الجاهل يده إلى جيوب مريديه فأفرغها في جيبه، وكانت من الكثرة بحيث تفيض عن حاجة يومه وغده وكان من الكذب في دينه بحيث لا يفكر في إنفاقها في سبيل الله، فحار ماذا يصنع بها، فاستشار الشيطان فقال له: إنك إن أبقيت المال في خزانتك لم تأمن عليه من لص ينتهبه، أو جائحة تذهب به، أو ولد صالح يلطشه (كلمة عامية شامية تعني أخذ الشيء بوقاحة ) فأين أنت من شراء الأراضي والمزارع؟
                                        فقال المتصوف: قاتلك الله لقد نصحتني. واقتنى الضياع واحدة بعد الأخرى.
                                        ولكن أمره انكشف بين الناس، وماله المجموع من السحت والنصب (كلمة عامية شامية تعني الاحتيال في أخذ المال) والتسول ما زال يتزايد يوماً بعد يوم، فلجأ إلى صديقه الشيطان يستشيره، فقال له: وأين أنت من شراء السيارات، وبناء الدور، وعمارة القصور؟
                                        قال المتصوف: ولكني أخشى أن أفتضح أيضاً.
                                        قال الشيطان: لا أصلحك الله! أتعجز عن تسجيلها باسم زوجتك وأولادك وهم كثيرون؟.
                                        وفعل المتصوف ذلك، غير أن المال ما زال يتدفق على جيب الشيخ الجاهل الواعظ، وأخذ يفتش عن أستاذه الشيطان ليستشيره فيما يفعل.
                                        ولكن أستاذه كان قد غاظه من تلميذه مزاحمته له في مهنة الخداع ووسوسة الشر، فقرر الدعوة إلى مؤتمر غير عادي للشياطين ليرفع إليهم أمر هذا التلميذ المزاحم.
                                        وانعقد المؤتمر برئاسة إبليس، ووقف الشيطان يشرح قصته ويقول:
                                        لقد كان المدعى عليه إنساناً جاهلاً فمسخته ببراعتي وكيدي إلى شيطان ذكي، وكنت أنتظر منه أن يعرف لي فضلي فلا يزاحمني في (منطقتي) ولكنه أخذ يزاحمني مزاحمة خشيت منها على زبائني من التحول جميعهم إليه، فقد أخذ يسلك لإغوائهم من الطرق ما لا أعرف، فاجتذب من الربائن ما لم أكن أطمع في تعاملهم معي.
                                        لقد كنت أغوي الناس بالخمرة والمرأة واللذة والقمار والثروة وغير ذلك، فلم يستمع إليَّ من بغِّضت إليه هذه اللذائذ كلها، أما هذا التلميذ العاق فقد أخذ يخدع الناس باسم الدين والزهد والفضيلة حتى أغواهم وأوقعهم في الجهل والخرافة ومحاربة الدين وعلمائه.. وأنتم تعلمون يا حضرات الزملاء أن ميزة زبائننا، الغفلة مع شيء من الذكاء!.. فما يكاد الواحد منهم يتعامل معنا قليلاً حتى يهديه ذكاؤه إلى خبثنا وسوء طريقتنا فيتركنا.. أما هذا التلميذ المخادع فقد استطاع أن يخبل عقول زبائنه بالترَّهات والخرافات ليتمكن بذلك من استثمارهم فترة أطول مما نستثمر بها زبائننا.
                                        فأنا أسألكم باسم حرمة المهنة, وبحق غضب الله علينا أن تفصلوا في أمره بما توحي به ضمائركم النجسة!.
                                        ونهض الشيطان التلميذ ليدافع عن نفسه فقال:
                                        يا حضرات الزملاء الملعونين!.. إني وغضب الله عليَّ وعليكم ما خنت هذه المهنة بعد أن شرّفني رئيسنا إبليس بالدخول إلى (حظيرة دنسه) وما تنكرت يوماً لفضل أستاذي (أخْصَرَ عَشْ) عليَّ، ولكني وجدته بعد التجربة قليل الحيلة ضعيف الذكاء، وتعلمون أن أحدنا كلما كان أبرع في اقتناص الفريسة والفرصة كان أقرب إلى نفس رئيسنا إبليس أخزانا الله وإياه، ولقد استطعت بوسائل الخداع التي أُلْهِمْتُهَا من (حظيرة الدنس) أن أجتذب من الزبائن في محيط أستاذي في سنوات، ما لم يستطع أن يجتذبه في مئات السنين.
                                        إننا حضرات الزملاء الملعونين.. في عصر استيقظت فيه روح الدين والهداية في نفوس الناس، فيجب أن نطوِّر وسائل الضلال والغواية بما يتفق مع هذا التطوُّر الخطير، وإذا ظللنا على أساليبنا القديمة فسيخسر رئيسنا إبليس أخزانا الله وإياه عرشه ومملكته.
                                        ولا يخفى عليكم أن وسيلتي التي أتَّبعها نفرت كثيراً من الدين بما ألصقته به من خرافات وأباطيل، وما اتبعته مع الناس من كذب واحتيال وتدجيل، وكان من نتيجة ذلك أن تشكّك كثير من الناس بحقائق الدين الصافية ودعاته الصادقين وعلمائه المخلصين، مما جعلهم مهيّئين ليكونوا من فرائس أستاذي وزبائنه.
                                        كما أن هؤلاء جعلوا يصبّون اللعنات عليّ بدلاً من أستاذي كما كان الأمر من قبل.
                                        ومن هنا ترون يا حضرات الزملاء الملعونين.. أنني أستحق شكر أستاذي لو كان مخلصاً لمهنته، لكن أنانيته وطمعه واستئثاره جعلته يستعديكم عليَّ، وأخشى أن يكون أستاذي قد أصابته عدوى الهداية فقلَّت فيه روح الشيطنة وخبثها.. فلم يعد يصلح للمهنة، أما أنا فأظل أخاكم المخلص وزميلكم النجيب!.
                                        وهنا تداول المؤتمرون القضية من جميع نواحيها، ثم أعلن إبليس قرار المؤتمر التالي:
                                        لما كان الثابت من وقائع الدعوى وباعتراف المدعي (أخصر عش) بأن المدّعى عليه قد أصبح بارعاً في مهنة الشيطنة خبيراً بأساليب الضلالة والإغواء.
                                        ولما كان الثابت من وقائع الدعوى وباعتراف المدعي أيضاً أن زبائننا قد تضاعفوا بفضل المدعى عليه أضعافاً مضاعفة عما كانوا عليه في عهد المدعي.
                                        ولما كانت المادة الأولى من دستورنا وهي التي تقول: "كل من استطاع الإغواء والإضلال يعتبر شيطاناً" تنطبق على المدعى عليه تماماً.
                                        ولما كانت المادة الخامسة من هذا الدستور قد نصَّت على الشروط المطلوبة من التلميذ لمنحه لقب "أستاذ".
                                        ولما كانت روح الشر المتأصلة فينا تقتضينا أن نعمل جاهدين لنشر الضلالة والفساد بين بني الإنسان وأن نفرح لذلك ونشجع عليه.
                                        ولما كان من الثابت أن المدَّعى عليه قد استطاع بفضل وسائله المبتكرة المتطورة أن يزيد في عدد ضحايانا وأن ينشر نفوذنا انتشاراً واسعاً.
                                        لهذا كله قرر المؤتمر منح لقب "أستاذ" للمدعى عليه، وتكريس أستاذيَّته في محفل الشيطان الأعظم، ونقش اسمه في عداد شياطين الإنس الخالدين..
                                        حكماً وجاهياً قابلاً للاستئناف..
                                        رئيس المؤتمر: إبليس

                                        تعليق


                                        • #21
                                          رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي







                                          مكافأة المعروف

                                          لا تقصِّر في حق إخوانك اعتماداً على محبتهم؛ فإن الحياة أخذ وعطاء، ولا تقصر في حق ربك اعتماداً على رحمته؛ فإن انتظار الإحسان مع الإساءة شيمة الرقعاء، ولا تنتظر من إخوانك إن يبادلوك معروفاً بمعروف؛ فإن التقصير من طبيعة الإنسان، وانتظر من ربّك أن يكافئك على الخير خيراً منه، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!.




                                          *

                                          تعليق


                                          • #22
                                            رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                            العواطف والعقول والأهواء

                                            العواطف تنشئ الدولة، والعقول ترسي دعائمها، والأهواء تجعلها ركاماً.

                                            تعليق


                                            • #23
                                              رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

                                              يعطيك العافية

                                              تعليق


                                              • #24
                                                رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي






                                                التواضع والغرور


                                                إذا أنعم الله عليك بموهبة لست تراها في إخوانك، فلا تفسدها بالاستطالة عليهم بينك وبين نفسك، وبالتحدث عنها كثيراً بينك وبينهم؛ فإنّ نصف الذكاء مع التواضع أحبُّ إلى قلوب الناس وأنفع للمجتمع من ذكاء كامل مع الغرور.

                                                تعليق


                                                • #25
                                                  رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي

                                                  اجمل كتاب قراته
                                                  بوركت جهودك اخي الايهم

                                                  تعليق


                                                  • #26
                                                    رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                                    كيف يحبك الناس

                                                    أفد الناس من علمك، وأشركهم في مالك، وسعهم بخلقك، يحبوك كثيراً.

                                                    وكيف يبغضونك
                                                    بصِّر الناس بعيوبهم، وحُلْ بينهم وبين شهواتهم، وهاجم سيئ تقاليدهم يبغضونك كثيراً.

                                                    تعليق


                                                    • #27
                                                      رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                                      أين أنت


                                                      يتساءلون عنك: أين أنت؟ فيا عجباً للعُمْي البُلْه! متى كنت خفيًّا حتى نسأل عنك؟ ألست في عيوننا وأسماعنا؟ ألست في مائنا وهوائنا؟ ألست في بسمة الصغير وتغريد البلبل؟ ألست في خفيف الشجر وضياء القمر؟ ألست في الأرض والسماء؟ ألست في كلِّ شيء كلِّ شيء؟ أليست هذه آياتك الدالة عليك؟ أليست هذه من بدائع صنعك يا أحسن الخالقين؟ أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون وكبيره؟ فكيف يسأل عنك هؤلاء إلا أن يكونوا عمياً في البصائر والأبصار؟
                                                      ? إن في السموات والأرض لأيتٍ للمؤمنين ¯ وفي خلقكم وما يبث من دابةٍ ءاياتٌ لقوم يوقنون ¯ واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح ءايات لقوم يعقلون?.


                                                      تعليق


                                                      • #28
                                                        رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي






                                                        دولة المؤمن!

                                                        عقل الفيلسوف يبني دولة في الهواء، وعقل القصصي يبني دولة فوق الماء، وعقل الطاغية يبني دولة فوق مستودع بارود، وعقل المؤمن يبني دولة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

                                                        تعليق


                                                        • #29
                                                          رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي





                                                          جمال الحياة

                                                          من عرف ربه رأى كل ما في الحياة جميلاً.

                                                          تعليق


                                                          • #30
                                                            رد : هكذا علمتني الحياة - مصطفى السباعي




                                                            حوار بين الحق والباطل
                                                            تمشَّى الباطل يوماً مع الحق
                                                            فقال الباطل: أنا أعلى منك رأساً.
                                                            قال الحق: أنا أثبت منك قدماً.
                                                            قال الباطل: أن أقوى منك.
                                                            قال الحق: أنا أبقى منك.
                                                            قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون.
                                                            قال الحق: ?وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ?.
                                                            قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.
                                                            قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.

                                                            تعليق

                                                            جاري التحميل ..
                                                            X