إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاستشهاديون ظاهرة حيرت الغرب !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستشهاديون ظاهرة حيرت الغرب !!

    قرأت هذا الخبر و أحببت أن أتشاركه معكم....
    -----------------------------------------------------------------------------------
    "مع تحول فعل الاستشهاد إلى ظاهرة راسخة في المجتمع الفلسطيني ، تفشل مراكز الأبحاث الغربية و الصهيونية على الأغلب , في تفسير هذه الظاهرة و في تحديد ما تسميه هذه المراكز (الاستشهادي النموذجي) .

    فمع تكرس فعل الاستشهاد كظاهرة ، فإنه يجب أن يستتبع بالضرورة بدراسات من نوع آخر ، لفهمها دون إطلاق أحكام قيّمة عدائية مسبقة عليها ، فالاستشهادي النموذجي بالنسبة لهذه المراكز التي درسته يتحدد بسنه و تعليمه و بانتمائه الفصيلي و درجة تعليمه و حالته الاجتماعية إن كان أعزب أو متزوجا و غير ذلك ...

    و لكن على أرض الواقع فالأمر مختلف ، و دراسة كل حالة استشهادي تثبت أن الفعل تحول إلى ظاهرة يستحق التوقف عندها فعلا ليس فقط من المعنيين في الصراع أو القريبين منه بل من كل أحرار العالم و قواه الحية .

    و من المؤسف أن يقدم "مثقفون فلسطينيون مستقلون" كما أسموا أنفسهم ، على إصدار بيان إن دل على شيء فيدل على بعد هؤلاء عن ما يدور في المجتمع الفلسطيني و على أنهم في الواقع ليسوا (مثقفين أو فلسطينيين أو مستقلين) ، ففي فترات التحرر يكون المثقف الحقيقي ابنا لمجتمعه و مثقفا عضويا يحمل روحه على كفه ليقدمها فداءا للقضايا التي يؤمن بها ، و علاقة هؤلاء بفلسطين علاقة أي نزيل فندق بغرفته في الفندق و يقتربون أو يبتعدون عن الوطن حسب علاقتهم المصلحية الخاصة ، و هم أيضا آخر ما يمكن وصفهم بالمستقلين ، لأنهم يتقاضون ميزانيات من أجهزة المخابرات الأمريكية و الغربية تحت ستار منظمات غير حكومية يديرونها ، و الإعلان الذي نشروه موّل من الاتحاد الأوروبي .
    و يحلو لآخرين الإشارة إلى عامل الإحباط كمحرك للفعل الاستشهادي ، و النظر إلى هذا العامل في حالة وجوده كعامل مساعد سلبي ، و هو ما تنفيه الوقائع على الأرض ، ففي بحث في حياة 15 من الاستشهاديين من منطقة بيت لحم يتبين أن هؤلاء كانوا ليسوا فقط غير محبطين ، بل أيضا يحبون الحياة و مقبلون عليها ، بعكس ما يروجه البعض في الداخل الفلسطيني و العربي و الإسلامي و الخارج الغربي"
    -----------------------------------------------------------------------------------

    و ما أريد أن أضيفه : أن ما عند الاستشهادي من كرامة لا يمكن أن يفهمها من لا يملكها....
    و مهما يحاولوا وضع تفسيرات و بالفلسفة المبهمة و بكل الوسائل فالعزة لا بديل لها و كما قيل:
    للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يندقّ....
    و السلام عليكم....

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {94}
    وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ {95} وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ
    أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {96} قُلْ
    مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
    {97} مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ {98} وَلَقَدْ أَنزَلْنَا
    إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ {99} أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ
    لاَ يُؤْمِنُونَ {100} وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ
    كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )
    صدق الله العظيم

    أبلغ قريشاً وخير القول أصدقه * والصدق عند ذوي الألباب مقبول
    أن قد قتلنا بقتلانا سراتكم * أهل اللواء ففيما يكثر القيل
    ويوم بدر لقيناكم لنا مدد * فيه مع النصر ميكال وجبريل
    إن تقتلونا فدين الحق فطرتنا * والقتل في الحق عند الله تفضيل
    وإن تروا أمرنا في رأيكم سفها * فرأي من خالف الإسلام تضليل
    فلا تمنوا لقاح الحرب واقتعدوا * إن أخا الحرب اصدى اللون مشغول
    إن لكم عندنا ضربا تراح له * عرج الضباع له خذم رعابيل
    إنا بنو الحرب نمريها وننتجها * وعندنا لذوي الأضغان تنكيل
    إن ينج منها ابن حرب بعد ما بلغت * منه التراقي وأمر الله مفعول
    فقد أفادت له حلما وموعظة * لمن يكون له لب ومعقول
    ولو هبطتم ببطن السيل كافحكم * ضرب بشاكلة البطحاء ترعيل
    تلقاكم عصب حول النبي لهم * مما يعدون للهيجا سرابيل
    من جذم غسان مسترخ حمائلهم * لا جبناء ولا ميل معازيل
    يمشون تحت عمايات القتال كما * تمشي المصاعبة الأدم المراسيل
    أو مثل مشي أسود الظل ألثقها * يوم زذاذ من الجوزاء مشمول
    في كل سابغة كالنهي محكمة * قيامها فلج كالسيف بهلول
    ترد حد قرام النبل خاسئة * ويرجع السيف عنها وهو مفلول
    ولو قذفتم بسلع عن ظهوركم * وللحياة ودفع الموت تأجيل
    ما زال في القوم وتر منكم أبدا * تعفو السلام عليه وهو مطلول
    عبد وحر كريم موثق قنصا * شطر المدينة مأسور ومقتول
    كنا نؤمل أخراكم فأعجلكم * منا فوارس لا عزل ولا ميل
    إذا جنى فيهم الجاني فقد علموا * حقاً بأن الذي قد جرَّ محمول
    ما نحن لا نحن من إثم مجاهرة * ولا ملوم ولا في الغرم مخذول

    كعب بن مالك
    التعديل الأخير تم بواسطة ziafawzi; 27/06/2002, 11:55 AM.

    تعليق


    • #3
      لمصلحة من

      المطالبة بوقف العمليات الاستشهادية؟

      المحرر

      نشهد منذ بعض الوقت نقاشاً لافتاً حول "العمليات الاستشهادية" التي ينفذها مجاهدو الجهاد وحماس وكتائب الأقصى وغيرهم ضد العدو الصهيوني. ويدور هذا النقاش ضمن مستويات متعددة، وإن أصبحت صفحات الجرائد والشاشات التلفزيونية العربية الميدان الأوسع له في الآونة الأخيرة.

      .. والنقاش الذي يتشعب في اتجاهات متعددة، ليس جديداً تماماً، فقد نشب منذ عدة سنوات، عندما طرح بعض من يتصدون "للافتاء" في أمور المسلمين، تشكيكاً في مشروعية العمليات الاستشهادية، لجهة جواز التضحية بالنفس من عدمه. كان هؤلاء قلة، وتولت مراجع دينية وازنة الرد عليهم. وتبين أن "تشكيكهم" لم يكن اجتهاداً فقهياً شرعياً، وإنما جاء تجاوباً مع تكليف سياسي مغرض، وبغاية محددة.

      .. وقبل نحو سنة تحرك هؤلاء مجدداً بذات الآلية والدوافع، فتلقوا ردوداً أكثر قوة، أخرجت الموضوع كله إلى حيز مختلف، فقد ظهر واضحاً أن "استنطاق" الشرع وفقاً لأحكام مسبقة، سوف يقود أصحاب تلك المحاولة إلى العجز، ويثبت تهافت ذرائعهم وحججهم.

      ومع أننا لا نعدم استمرار وجود أصوات من النوع المشار إليه، إلا أن ما يدور اليوم من نقاش، وما يوجه من دعوات لوقف هذا الشكل الجهادي الكفاحي في مواجهة الاحتلال، يتركز ضمن اتجاهين رئيسيين:

      الأول: يقول إنه يؤيد المقاومة في حدود عام 1967، أي حصرها في الضفة والقطاع، كي تكسب تعاطفاً دولياً. وبالتالي، يدعو إلى وقف أي نشاط ضد الصهاينة في الأراضي المحتلة عام 48، وفي طليعة ذلك العمليات الاستشهادية.

      الثاني: يقول إن هذه العمليات تضر بالقضية الفلسطينية ويجب وقفها نهائياً، وعدم اتباع هذا النمط الكفاحي بالمطلق، لأنه يقدم "صورة سيئة" عن الفلسطينيين.

      وبين هذا وذاك، ما لا حصر له من الجزئيات والعناوين، حول موضوعات "المدنيين الإسرائيليين" و"ترشيد العمليات أو تقنينها" و"أشكال الأهداف المتوخاة، وتلك التي يجب التوجه إليها" و"شكل الفعل الملائم لهذه المرحلة" الخ. بداية، ينبغي توضيح حقيقتين هامتين:

      1 ـ إن المقاومة في فلسطين، ليست حقاً للشعب الفلسطيني فقط، لكنها واجب عليه أيضاً. وفعل الاستشهاد هنا، هو أعلى درجات المقاومة، وهو لا يرمز إلى بطولة وطنية وحسب، وإنما يصدر قبل كل شيء، عن إيمان وإدراك عميق بقيم الإسلام العظيم في دفع الظلم وبأصالة الحق في الوجود، فالإسلام ليس معتدياً، لكنه يرفض الاعتداء والقبول به. وبذا فإن العمل الاستشهادي، هو ناتج وعي وتحسس فريد لما يجري على أرض فلسطين، بكونه معركة الحق ضد الباطل، ومعركة المظلوم في مواجهة الظلم، وواجب المظلوم والمغصوبة حقوقه، أن يدفع الظلم عن نفسه وأهله وأرضه وأن يسترد حقوقه.

      2 ـ يمكن مناقشة شكل كفاحي ما، من أجل تطويره، وجعله أكثر تأثيراً على العدو، وأكثر خدمة لمصلحة الشعب الفلسطيني، الذي يواجه أشرس احتلال وغصب شهده التاريخ الإنساني.

      ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما مدى اقتراب مكونات النقاش المحكي عنه من هاتين الحقيقتين؟ وترتيباً: ما هو المقصود من إطلاقه، وبالكيفية التي يتم بها ونراها الآن؟

      1 ـ إن وجود الاحتلال هو الذي فرض المقاومة بأشكالها المختلفة. ولا شك في أن أي حركة تحررية، تقاوم الاحتلال والظلم، إنما تسعى إلى تقويض وجوده فوق الأرض التي يغتصبها ودحره عنها. وهي تصوغ أشكال فعلها الجهادي، بما يتناسب وتحقيق أهدافها التي لن تتم، أو تأخذ طريقها إلى التحقق، إلا بإيلام المحتل والغاصب، ودب الرعب في قلبه حتى يندحر عن المغصوب من الأرض، ويقر لأصحابها بحقوقهم فيها. وفي هذا السياق، فإن العمليات الاستشهادية، شكل كفاحي راقٍ يندرج في إطار الفعل التحرري الفلسطيني من ربقة الاحتلال الذي شرد الشعب الفلسطيني من أرضه، ويسعى إلى تهويدها بالكامل، وتنفيذ برنامج النفي النهائي لهذا الشعب.

      على هذا النحو تنبغي محاكمتها، وليس وفق أي إطار آخر، أو صيغة مختلفة، خصوصاً، أن طبيعة العدو الذي نواجهه على أرض فلسطين، مكونة من خليط فائق التعقيد من القسوة والوحشية المرتكزة إلى أمرين في آن واحد وهما:

      أ ـ خلط المقدس الملتاث بالسياسي، الذي يجعل من قتل الفلسطيني وسحقه شكلاً من التكليف المرتبط بعقيدة محرفة ومشوهة ومسكونة بالعداء حتى لتبدو مصممة لإنتاج القتلة.

      ب ـ تقديس القوة العارية والعنف، التي يعتبرها واحدة من خصائص ومميزات وجوده، فلا يمارسها على محمل الاستثناء، وإنما على جاري العادة، وبكونها انعكاساً لتركيبه النفسي المشوه.

      ولا ريب في أن مواجهة عدو، هذه طبيعته، لا تتم بالانحناء والكف عن المواجهة، إنما بتصعيدها إلى حدودها القصوى، بما يبطل فاعلية القوة الصهيونية العارية والمتوحشة، ويكشف حقيقة "العقيدة المشوهة".

      2 ـ إن إحدى الاعتذاريات المساقة في المطالبة بوقف العمليات الاستشهادية، ترتبط بالحديث عن "عدم منح الاحتلال ذريعة لاستخدام القوة العارية بإفراط". وفي مثل هذا تغافل متعمد، أو لعله مخادعة واضحة للوقائع الجارية على الأرض. فمنذ أكثر من خمسين عاماً، هي عمر قيام كيان الاغتصاب الصهيوني على أرض فلسطين، وهو يعتمد ذلك الشكل من القوة الوحشية التي أسس وجوده وفقها. ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى، لم يملك حتى "النفاق الدولي" الممالئ للاحتلال، إلا الاعتراف بأنه يمارس "استخداماً مفرطاً للقوة". ولسنا الآن بصدد تكرار ما هو معروف عن المجازر التي ارتكبها الصهاينة على مدى أشهر الانتفاضة، وما زالوا يرتكبونها. ولعل كثيراً من هؤلاء الذي يدعون لوقف العمليات الاستشهادية (وفق الاعتذارية السابقة) لا يلحظون "عناوين الأخبار" التي تذكر أعداد الشهداء الذين يسقطون يومياً برصاص الاحتلال، وقذائف دباباته في القرى والمخيمات والمدن.

      3 ـ يتحدث البعض عن إعطاء فرصة لـ "التسوية السياسية" والتخلص من الضغط الدولي، الذي يصنف العمليات الاستشهادية على أنها "إرهاب". لقد كانت هذه التسوية ظالمة منذ البداية، بقيامها على اغتصاب الحقوق، وفي التجربة ثبت أنها ليست أكثر من فرض الاستسلام الكامل، وشرعنة الوجود الاغتصابي. والمطروح من صيغها اليوم لا يتجاوز تلك العناوين، بل إنه يزيد عليها، ويعيد إنتاج الوظائف الأساسية للمشروع الصهيوني، انطلاقاً من القاعدة العدوانية على أرض فلسطين.

      أما موضوع الضغط الدولي، فحكاية تطول. وتحتمل السير في معالجتها ضمن مستويات متعددة. لكن ما يمكن التركيز عليه هنا، أن تعبير "الضغط الدولي" يخص الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة، حليف العدو الصهيوني وشريكه. والساعية إلى نزع حق المقاومة من شعبنا، ووصفه بالإرهاب، خدمة لمشروعها في إخضاع العالم، وباستخدام أدوات متعددة، وبينها الأداة الصهيونية بقيادة شارون، ولذلك فإنها تمنحه تقويضاً مفتوحاً بالاستمرار في أفعال القتل، ولا تكلف نفسها (ومعها الرأي العام الدولي الموصوف) عناء الالتفات إلى حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته، وأولها: حقه في الحياة على أرضه، ولا عناء الإشارة إلى ما يرتكب من مجازر،.. حتى إلى مشروعها الذي طرحته هي للتسوية، وتريده الآن مشروعاً للاستسلام الكامل.

      إن الانصياع لمعادلة "الضغط الدولي" و"التخلص من تهمة الإرهاب" يعني رفع راية الاستسلام الكامل. والأمر هنا لا يخص التوقف عن القيام بعمليات استشهادية في الأراضي المحتلة عام 48، وإنما يخص وقف المقاومة (كي تأخذ التسوية فرصتها) إذ أصبح مفهوم "الإرهاب" لدى الغرب الاستعماري، يشمل كل فعل مقاومة، حتى لو كان موجهاً ضد المستوطنات التي يعتبرها هو بالذات غير شرعية، أو ضد الجنود الذين يقتلون كل حياة، وكل مظهر لها على الأرض الفلسطينية.

      والتجاوب مع اعتذارية فرصة التسوية، والتخلص من التوصيف بالإرهاب، يمثل تجاوباً مع وصفة أكيدة لوقف المقاومة، وإعلان الاستسلام لمشيئة العدو، مع ما يخلفه من تداعيات كارثية فلسطينية وعربية وإسلامية.

      4 ـ وفي سياق الحديث من ذلك، ثمة الحديث عن وقف العمليات الاستشهادية التي تستهدف "مدنيين" في التجمع الاستيطاني الصهيوني. وفي السائد رداً على ذلك، أن جيش الاحتلال يستهدف المدنيين الفلسطينيين (وهذا صحيح) لكن من أين جاءت كذبة "المدنيين" في التجمع الاستيطاني؟ إن من يوجد بقوة الاغتصاب على أرض ليست له، لا يعتبر مدنياً في حال من الأحوال، فضلاً عن أن الكيان الصهيوني هو ثكنة عسكرية، وغالبية المستوطنين هم جنود في الآلة العسكرية الصهيونية. ومن يراقب تعداد قوات الاحتياط التي نفذت مجازر جنين ونابلس، عليه أن يسأل من أين جاء هؤلاء، كي يفيدنا بحال المدنيين الصهاينة.

      5 ـ وهذه هي النقطة المركزية ـ في رأينا ـ هل ينجم كل هذه النقاش عن حاجة فلسطينية داخلية، أم هو مفروض من خارج الحاجة والحالة معاً؟ واضح أن تلك الدعوات المنطلقة لوقف العمليات الاستشهادية، والتي استدعت النقاش المشار إليه، لم تنتج عن حاجة فلسطينية. والأكيد أن الشعب الفلسطيني قد رأى (ويرى) في هذا الشكل الكفاحي المتقدم، سلاحه الاستراتيجي الفاعل في مواجهة القوة الطاغية الصهيونية. وعبّر بأجساد أبنائه عن قدرته في الرد على العدو وردعه.

      والأكيد أيضاً أن الوقع الذي أحدثته هذه العمليات على التجمع الاستيطاني كان قوياً إلى الحد الذي جعل الصهاينة يتحركون، ويحركون هذه "الحملة" الكبيرة ضد العمليات الاستشهادية.

      لقد قال قائد إحدى حركات التحرر يوماً: "إذا وجدت نفسي متفقاً مع أعدائي عليَّ أن أعيد حساباتي على الفور". فهل فكر أولئك الذين يتوافقون مع الدعوات الصهيونية والأمريكية بإطلاق دعوات موازية، في هذه المقولة.. ولو قليلاً؟

      إن الدعوات والنقاش المترتب عليها يبغيان حرمان شعبنا من سلاح استراتيجي فاعل، باسم مصلحته. وهذه عملية خداع كبرى، تتكشف معطياتها يوماً بعد يوم. والنقاش في موضوع العمليات الاستشهادية، يجب أن يتأسس على واجب وحق المقاومة وتطويرها. أما الحديث عن إحباطها، فهو شأن ليس في صالح الشعب الفلسطيني، بل في صالح من ألحقت بهم العمليات الاستشهادية، ألماً لا طاقة لهم بتحمله، ووضعت مشروعهم العدواني التوسعي أمام آفاق مسدودة.

      عن مجلة المجاهد
      - المجلة المركزية لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين -
      العدد (354) ربيع الآخر ـ 1423 هـ ـ تموز/ يوليو 2002


      تعليق

      جاري التحميل ..
      X